في الأحد التالي لعيد نياحة أبينا بيشوي كامل ( 26 مارس 1995) جاءتني سيدة تعترف بكنيسة القديس مار مرقس بجردن سيتي ، وقد ظهرت عليها علامات التوبة الصادقة . قالت لي : ( احببت إنساناً منذ سنوات ، واشتقت ان اقطع هذه العلاقة الخاطئة فلم استطع أن إغلب عواطفي . لقد أحتفظت بصورته في " المحفظة " .منذ أيام في عيد أبينا بيشوي (21 مارس) قُدمت لي صورته ، فوضعتها في ذات " المحفظة " لأنال بركة صلواته ، كما يفعل الكثيرون . في المساء ظهر لي في حلم إنسان يوبخني قائلاً : " كيف تضعي صورة أبينا بيشوي مع صورة (فلان)؟! لكِ الخيار أن تحتفظي بصورةٍ ، وتلقي بالأخرى " .قمت في الحال ،في منتصف الليل ، واخرت صورة هذا الشخص ومزقتها . قررت ان أعيش في حياة التوبة ! الآن بعد ثلاث سنوات أتيت لأول مرة أعترف في توبة صادقة !قررت أن أعيش كما عاش أبونا ، وأسلك بروح الطهارة ، ولا تكون لي بعد شركة مع الخطية ! )
حقاً لقدعُرف أبونا المحبوب بحبه الشديد للتوبة ، عاش مشتاقاً أن يبذل كل حياته ليرى كل نفس تلتصق بالمخلص القدوس ، وتنعم بشركة المجد . هذا الروح الناري الذي لمسناه فيه لم يكن العالم بكل أحداثه وأفراحه ومتاعبه قادراً أن يطفئه فيه . أقول حتى بعد رقاده وعبوره عن هذا العالم لم يُنتزع عنه روح الكرازة ! إنه يشتاق إلى توبة الكثيرين ... يصلي لأجل طهارة الكل في المسيح القدوس . كثيراً ما كرز أبونا بالمبدأ الإنجيلي : لأنه أية خلطة للبر والإثم ؟! وأية شركة للنور مع الظلمة ؟! " (2كو 6 : 14).كثيراً ما ردد : المسيحية لا تعترف بأنصاف الحلول !
+ هب لي يا مخلصي أن أحتفظ بصورتك فيّ ، هذه التي نقشتها بدمك في قلبي ! هذه التي يشكلها روحك القدوس فيّ ! حتى تصير نفسي أيقونتك أيها العريس السماوي ! + لتنتزع من قلبي كل صورة للفساد ، وكل فكر ترابي ، حتى أهيم في سمواتك . + لم تقبل أن تُحفظ صور أولادك مع صور تمثل الفساد ! لا تسمح للشركة بين نور برك وظلمة النجاسة ! فكيف أتجاسر واسمح لذهني أن يحمل الصورتين معاً : صورة القدوس السماوي مع صوة اتراب الزائل ؟! لتحطم كل صورةٍ وتمثالٍ ترابي في أعماقي ، وليحمل روحك القدوس روحي إليك ،يقيمها أيقونة حية جلالك !
أبونا تادرس يعقوب ملطى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق