‏إظهار الرسائل ذات التسميات العلاقة مع الله. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات العلاقة مع الله. إظهار كافة الرسائل

أكتوبر 01، 2023

بابا بقى صعب جدا


" بص يا أبونا ، انا خلاص تعبت ، بابا بقى صعب جدا ... محدش فينا فى البيت عارف يتعامل معاه.. و ده مش رأيي أنا لوحدي ، لا ده كمان ماما و أختي ، و عايشين بسببه فى غضب و نكد مستمرين ..
هو ما يعرفش يعني ايه تفاهم 
😓
 "
بدأ مينا بالكلام ده مع أب إعترافه ، و بدل ما كان جاي يعترف بخطاياه، بقى بيقول خطايا والده 
💔

حس ابونا بمشاعر مينا و قد ايه هو مسكين و أسرته كمان ، و كل البيت محتاج خدمة و محبة و رعاية 
😔

و رد ابونا بابتسامه للولد و قاله : تفتكر مين الغلطان ؟؟ إنت ولا بابا ؟!
رد مينا بسرعة : بابا طبعا !!
فقاله ابونا : طيب انت قمت بمسؤوليتك ناحية والدك ؟
إستغرب مايكل جدا من سؤال و كلام أبونا و رد عليه و قاله: مسؤولية ايه بس يا أبونا ؟ هو الكبير مش أنا ، و بعدين بقول لحضرتك انه مش بيتفاهم، عصبي جدا و مش بيسمع لحد، ده حتى أصحابي بطلوا يزوروني بسببه.
فرد ابونا و قاله : طيب عندك ايمان إن ربنا قادر يغير من طبع بابا للأحسن ؟
رد مينا و قال : أومن أكيد .
فرد ابونا : طيب إيه رأيك نصلي من أجله و نعمل ميطانيات عشانه ؟؟
مينا إتفاجئ من طلب أبونا 
😯

و سكت ابونا شوية و كمل كلامه : كلنا عندنا مسؤولية ناحية بعضنا و خليك انت الأكبر و صلي من أجل بابا و ا
إعمل ميطانيات عشانه و لما تشوفه متعصب او غضبان ما تتنرفزش ، بالعكس قابل الغضب ده ببشاشة و اخدمه بكل محبة .
بص مينا لابونا و ابتسم بس من جواه كان حاسس ان كلام أبونا صعب انه يتنفذ، مش صعب بس ده مستحيل.
و فاتت أسابيع .. و اتفاجئ أبونا بمينا جاي مبسوط و الابتسامه منورة وشه ، فسأله ابونا عن احواله و أحوال اسرته و عن سر الابتسامه الحلوة دي ؟
و رد مينا على سؤال أبونا برد غير متوقع ،
مش هتصدق يا أبونا.. 
🤗

انا اول مرة أحس و ألمس نعمة ربنا بالشكل ده ..
كل حاجة اتغيرت ١٨٠ درجة .. 
🙈

بابا بقى شخص لطيف جدا جدا 
☺️

و مش معايا انا بس .. ده مع ماما و أختي كمان ، ده حتى أصحابي بقوا متصاحبين عليه ، دي معجزة أكيد يا أبونا.. معجزة 
😇

أنا اتعلمت و عرفت إزاي أكون الكبير .. بمسؤوليتي ناحية اللى حواليا و اصلي من أجلهم و اعملهم ميطانيات..
شكرا يا أبونا 
❤

منقولة بتصرف (من كتاب قصص قصيرة ابونا تادرس يعقوب )

سبتمبر 19، 2023

كيف أصلي يا جدتي؟؟


جون, طفل في السابعة من عمره ..
ذات يوم سأل جون جدته قائلاً:
أني لا أعرف كيف أصلي يا جدتي, هل تعلمينني؟
فردت الجدة عليه:
إن الصلاة ليست تعليماً ولا حفظاً يا ولدي .. أنها مثل الحديث بينك وبين شخص تحبه ويحبك ،إن يسوع يحبك جداً .. فهل تحبه أنت أيضاً ؟
رد جون في براءة الأطفال:
نعم أحبه جداً .. أنني أرى صور له وهو جميل جداً وعيناه حلوة جداً جداً .
قالت له جدته :-
حسناً جداً , كلما أردت أن تصلي فقط قف أمام صورته الجميلة وقل له ماتشاء وكأنك تحدث صديق لك.
قال جون :-
مازلت لا أعرف ماذا أقول له, وهل سيسمعني وهل سيرد علي.
في النهاية قالت له :-
حسناً, ماذا لو تلقي عليه تحية الصباح على الأقل كل يوم.
فكر جون قليلاً ثم قال بفضول :-
وهل سيرد علي يا جدتي
فردت الجدة بسرعة لتنهي حيرته :-
نعم ولكنه قد يتأخر قليلاً في الرد لأن هناك عدد كبير جداً من الناس يطلبونه وهو لابد أن يجيب عليهم أيضاً.
فرح جون بهذا الكلام واقتنع به, وطفق منذ اليوم التالي مباشرة كل صباح .

أول شيء يفعله عندما يستيقظ أن ينظر إلى صورة المسيح التي في حجرته ويقول, صباح الخير يا بابا يسوع
ومرت السنين, وصار جون شاباً يافعاً قوياً وهو مازال على عادته ولم يمل أبداً ..

في كل صباح ينظر إلى الصورة ويقول صباح الخير يا بابا يسوع , لم يمل برغم أن الصورة لم ترد عليه أبداً .

وذات يوم سافر والد جون ووالدته وأخوته فجراً لزيارة بعض الأقارب, ولم يكن جون معهم لأنه كان نائماً وبانتظاره يوم دراسي شاق .. وللأسف شائت الأقدار أن تحدث لهم حادثة مروعة وأن يتوفوا جميعاً, ولم يصدق جون أذنيه عندما اتصلوا به يوقظونه من النوم على هذا الخبر المفجع ..
ظل ساكنا لبرهة وانسالت دموعه في صمت عاجز وهو جالس على فراشه لايزال غير قادر على الحراك …

وبنفس الشعور المذهول نهض ليذهب ويدفن أبويه وأخوته .. في طريقه إلى باب الحجرة مر على صورة المسيح المعلقة على الجدار
ونظر إليها جون بحزن شديد وقال والدموع تسيل من عينيه بصوت مبحوح:
صباح الخير يا بابا يسوع, سامحني لأني لا أقابلك بابتسامتي اليوم, فأنا حزين جداً , لقد راح أبي وأمي, وراح أخوتي وصرت وحيداً , إني لا أتخيل كيف سأعيش وحدي في هذا المنزل, لازلت غضاً وأحتاج إلى من يرعاني ، كما أنني كنت أحبهم جداً , يالحزني, ويالابتسامتك المشجعة التي طالما سحرتني ومنحتني البهجة.

واستمر جون يحدث الصورة ووجد نفسه يصلي دون أن يقصد أو يعي أن هذه هي الصلاة التي كان يحاول أن يتعلمها, ولم يفق جون من صلاته التي يحكي فيها للمسيح عن حزنه ومتاعبه, إلا على صوت الهاتف من جديد يرن … وبيد مرتجفة رفع سماعة الهاتف يسأل من الطالب …اجابه المتصل : انا طبيب المستشفى ، لقد ذهبنا الى موقع الحادث لرفع الأجساد، و فى طريق عودتنا الى المستشفى اوقفنا رجل يرتدي زيا ابيض و جهه جميل و عيناة حلوة جدا ، سألناه من هو و ما هى هويته ، فاجاب انه صديقك و انه طبيب و قد صعد صديقك الى سيارة الإسعاف التى كانت تحمل الجثث ، لم ادرى ماذا فعل لانى كنت خارجا اراقب الطريق غير مهتم بما يفعل، لثقتى من وفاة الاشخاص الذى كانوا فى السيارات ، لكن احد السواقين يكاد يقسم انه راه فى مرآة السيارة الداخلية و هو ينفخ فى وجه الفقيد الذى يقله معه فى السيارة و كانت المفاجأة، ان أجهزة الفحص اعلنت انهم على قيد الحياة
ظل جون عاجزة عن الرد ،مصدوما ، تختلط على ملامحه الفرحة بالذهول و الدموع
و فى النهاية سأل الطبيب الذى يحدثه ، و هل قال لك اسمه ؟
رد الطبيب ، لا ، و لكنه قال لى ان ابلغك رسالة واحدة عجيبه جدا فى مثل هذا الوقت و فى تلك الظروف
يقول لك صباح الخير يا جون

" ان ثبتم فى و ثبت كلامى فيكم تطلبون ما تريدون فيكون لكم ." يوحنا 15: 7

أغسطس 09، 2023

قصة الطفل الذي أبكى ‫يسوع‬!!


اعتاد أندي كل يوم أن يمر على الكنيسة ليسلم على يسوع ويصلي، ولكي يمر على الكنيسة كان يعبر طريق خطر تسير فيه العربات بسرعة شديدة، وكان كاهن الكنيسة الأب ثومسن يحب أندي جداً، ولما عرف أنه يعبر طريق خطر أقنعه بأن يمسك بيده عند عبور الطريق.

وفي يوم كان أندي يصلي ويقول ليسوع أنت تعلم أن امتحان الرياضة كان صعباً جداً ولكني رفضت الغش فيه مع أن زميلي كان يلح عليَّ، وأنت تعلم أن أبي لم يكسب هذه السنة وليس لدينا الآن أكل يكفينا ولكني أكلت بعض لقمات من العيش مع الماء .. وأنا أشكرك جداً على ذلك، ولكني وجدت قطاً قريباً مني وكنت أشعر بأنه جائع فأعطيته بعض لقمات من عيشي .. هذا مضحك أليس كذلك؟ عموماً أنا لم أكن جائعاً جداً، أنظر يا يسوع .. هذا هو آخر زوج حذاء عندي .. وربما سأضطر للمشي حافياً إلى المدرسة قريباً لأن حذائي مقطع ومهلهل .. ولكن لا بأس فعلى الأقل أنا سأذهب إلى المدرسة لأن أصدقائي تركوها لكي يساعدوا أهلهم في الزراعة في هذا الموسم القاسي .. أرجوك يا يسوع أن تساعدهم لكي يعودوا للمدرسة، أه شيء آخر .. أنت تعرف بأن أبي قد ضربني مرة أخرى .. وهذا شئ مؤلم .. لكن لا بأس (مش وحش) لأن الألم سوف يزول بعد فترة .. المهم أن لي أباً .. وهذا أشكرك عليه .. هل تريد أن ترى كدماتي (مكان الضرب) ؟ وهذه دماء هنا أيضاً .. أنا أعتقد أنك تعرف بوجود الدم .. أرجوك يا يسوع لا تغضب على أبي .. فهو متعب وقلق جداً من أجل أن يكون لدينا طعام ومن أجل دراستي أيضاً، على فكرة يا يسوع هل أنا أعجبك .. فأنت أفضل صديق لي، أه هل تعرف أن عيد ميلادك سيكون الأسبوع المقبل ؟ ألا تشعر بالسعادة .. أنا فرحان جداً .. انتظر حتى ترى هديتي لك .. ولكنها ستكون مفاجأة، أه لقد نسيت .. عليَّ أن أذهب الآن.

خرج أندي مع الأب الكاهن وعبرا الشارع معاً، لقد كان الأب ثومسن معجباً جداً بالصبي أندي الذي كان يداوم دائماً على الحضور إلى الكنيسة كل يوم ليصلي ويتحدث مع يسوع، حتى أنه كان يتكلم عنه كثيراً في عظاته كمثال جميل على الإيمان والنقاء والبساطة التي يتمتع بها أندي رغم ظروفه الصعبة والفقر الشديد، وقبل يوم واحد من عيد الميلاد مرض الأب ثومسن ودخل المستشفى، فحل محله كاهن آخر كان قليل الصبر على الأطفال، وفي ذلك اليوم سمع الكاهن الجديد صوتاً في الكنيسة، فذهب ليرى من أين هذا الصوت، فرأى أندي وهو يصلي ويتكلم مع يسوع كعادته، فسأله في غضب: ماذا تفعل هنا أيها الصبي ؟ فحكى له أندي عن قصته مع الكاهن ثومسن، فصرخ الكاهن في وجهه وسحبه بعنف خارج الكنيسة حتى لا يعطله عن التحضير لقداس الكنيسة، حزن أندي جداً لأنه كان قد أحضر معه اليوم هديته لعيد ميلاد صديقه يسوع، ولن يستطيع أن يرسلها إلى صديقه بسبب هذا الكاهن الجديد.

خرج أندي وأثناء عبوره الطريق الخطر كان مشغولاً بلف هديته وحفظها، فصدمته سيارة مسرعة وأنهت عليه في الحال، فتجمع حوله كثير من الناس وهو غارق في دمائه، و فجأة .. ظهر رجل بثياب بيضاء .. جرى مسرعاً إلى أندي وحمله على ذراعيه وهو يبكي، والتقط هدية أندي البسيطة ووضعها قرب قلبه، فسأله الناس المجتمعون: هل تعرف هذا الصبي ؟ فأجاب وهو يبكي: هذا هو أفضل صديق لي، ثم مضى به بعيداً.

وبعد أيام عاد الكاهن ثومسن إلى كنيسته، وفوجئ بالخبر الحزين، فذهب إلى بيت أهل أندي ليعزيهم ويسألهم من هو هذا الشخص الغريب الذي كان يرتدي ثياباً بيضاء، فأجاب الأب بأن هذا الشخص لم يقل لهم شيئاً، ولكنه جلس حزيناً يبكي على ابننا وكأنه يعرفه منذ فترة طويلة، إلا أن شيئاً غريباً حدث أثناء وجوده معنا، لقد شعرنا بسلام كبير في البيت، وقام برفع شعر ابني وقبله، وقال بصوت منخفض جداً في أذنيه كلمات، فسأله الكاهن ماذا قال؟

فأجاب الوالد: قال شكراً على الهدية .. سأراك قريباً .. لأنك ستكون معي.

وأكمل الوالد: لقد بكيت وبكيت، ولكن شعوراً جميلاً كان بداخلي، فدموعي كانت دموع فرح دون أن أعرف سبب ذلك، وعندما خرج هذا الرجل من منزلنا أحسست بسلام داخلي عجيب وبشعور حب عميق، أنا أعلم بأن ابني في السماء، ولكن أخبرني يا أبي .. من كان هذا الشخص الذي كان يتكلم مع ابني كل يوم في الكنيسة ؟؟ 

مارس 29، 2023

صديقٌ من السماء!




قرع الراهب الشاب باب قلاية الراهب الشيخ المفتوح في هدوء، قائلاً: "أغابي )محبة"(، فلم يجب
الشيخ
. كرر مرة ثانية فثالثة، دون إجابة. اضطر الراهب أن يدخل إذ يعلم أن الشيخ مريضٌ جدًا. دُهش
الراهب إذ رأى الشيخ جالسًا وبجواره رجل
. وقور جدًا
قال الراهب الشيخ للشاب: "كيف دخلت دون أن يُسمح لك بذلك؟" فتدخل الضيف قائلاً: "دعه، فإن
اللَّه يريده أن ينال بركة

اللَّه يريده أن ينال بركة
اللَّه يريده أن ينال بركة"!
استأذن الضيف وسلَّم على الراهبين، عندئذ سأل الشاب الشيخ: "من هو هذا الضيف الغريب؟" أجابه
الشيخ
: "إن آداب الرهبنة تقتضي ألاّ تسأل في أمرٍ لا يخصك"! أصرّ الشاب على التعرف على الضيف الفريد
الذي عندما سلَّم عليه شعر بقوة تملأه، وأخيرًا قال له الشيخ
:
]
سأخبرك بشرط ألاّ تخبر أحدًا عنه حتى يوم رحيلي...
لقد عانيت من الآمٍ شديدةٍ وأحسست أنى غير قادر على القيام لفتح باب القلاية، لذلك تركت الباب
مفتوحًا حتى تستطيع الدخول
.
إذ اشتدت بي الآلام جدًا أمسكت بالكتاب المقدس مصدر تعزيتي، وقد عرفته ليس كتابًا للقراءة بل للقاء مع اللَّه الكلمة وملائكته وقديسيه من العهدين القديم والجديد. تعودت أن أمزج القراءة بالصلاة، وأدخل مع إلهي في حوارٍ ممتعٍ.. فهو مصدر فرحي وسلامي وتعزيتي.
أمسكت بالكتاب المقدس، وإذ اشتدت بي الآلام جدًا أحسست بالحاجة إلى صديق يعزيني. إني محتاج
أن أتحدث مع إرميا النبي الباكي
. فتحت مراثي إرميا، ثم رفعت عيني إلى اللَّه صارخًا: "أرسل لي إرميا
النبي يعزيني
"! وإذ بدأت أقرأ في سفر مراثي إرميا ظهر لي إرميا النبي، ودخلنا معًا في حوارٍ معزٍ. وها أنت قد دخلت القلاية لتجده يتحدث معي، وكان لك نصيب اللقاء معه[!
عزيزي المحبوب... بلا شك أنك محتاج مثلي إلى أصدقاء يلازمونك ويسندوك. ليس صديق أعظم
من اللَّه الكلمة، تلتقي معه حين تقرأ الكتاب المقدس، أو الإعلان الإلهي المكتوب
. خلاله تدخل في حوارٍ مع
صديقك الإلهي بكونه الكلمة واهب الحياة، معطي اللذة، ومشبع النفس، فتقول مع المرتل
:
"
بكلامك أتلذذ"
"
بكلامك أحيا"
"وجدت كلامك حلو فأكلته" مز.١١٩
خلال الإعلان السماوي المكتوب يرفع الروح القدس قلبك وفكرك وآل أعماقك إلى السماء، فتسمع
الصوت السماوي: "أنت سماء وإلى سماءٍ تعود"! لا تعود تسمع الصوت: "أنت تراب)أرض( وإلى ترابٍ
تعود."!
لا تجعل قراءة الكتاب المقدس لك روتينًا تلتزم بتنفيذه ولا تهدئة لضميرك، وإنما خلاله تلتقي بالسمائيين
مع القديسين تجد الكل معك يحبونك ! ويسندونك

مارس 27، 2023

أنا(زعلان) من ربنا!


زار أبونا بيشوي كامل مريضًا يعاني من آلام شديدة في ظهره؛ وإذ آان أبونا يعزيه بكلمة الرب، في مرارة
قال الرجل:
- أنا لا أطلب الشفاء التام! كل ما أطلبه أن يعطيني قوة لكي أقف للصلاة، وأن ينزع عني الصداع الشديد لكي
أركز في الصلاة! وسط آلامي لا أقدر أن أركز حتى لأتلو الصلاة الربانية.
- لا تخف فإن آنت عاجزًا عن الحضور إلى الكنيسة، أو الوقوف للصلاة، أو التركيز حتى لتلاوة الصلاة الربّانية،
لكنك تشارك السيد المسيح الساقط تحت الصليب. أشكره لأنك تشاركه آلامه؛ فقد آان السيد يئن من آلام ظهره
بسبب ثقل الصليب لأجلك.
بعد أيام جاءه الرجل في الكنيسة، وقد استقبله أبونا بابتسامته المعهودة وبشاشته المعروفة .
قال الرجل: "أنا )زعلان( من ربنا. حينما استعذبت الألم؛ وحسبت نفسي غير أهلٍ لمشاركة مسيحي آلام ظهره رفع الألم عن ظهري وشفاني "!
لقد حسب أبونا بيشوي مشاركة السيد آلامه عبادة فائقة، حتى إن حرم الألم الإنسان من الدخول إلى بيت
الرب والوقوف للصلاة، إذ يتحول المؤمن المتألم إلى هيكلٍ للمصلوب، وتصير حياته نفسها صلاة دائمة
!
أذكر أنه كان لي زميل في خدمة التربية الكنسية، وكان يشتهي الحياة الرهبانية وكان أب اعترافه راهبًا يطلب إليه ألا يتعجل الذهاب إلى الدير.
جاءه يومًا في مرارة يشتكي:
"اسمح لي يا أبي أن استقيل من عملي، فإنني لا أجد وقتًا للصلاة ولا للخدمة. أشعر أن وقتي ضائع! أريد أن أتفرغ للعبادة. هذا مع متاعبٍ كثيرة وضيقات في العمل"!
أجابه الأب في حكمة:
"سيأتي اليوم الذي فيه تتفرغ للعبادة، لكن انتظر واصبر، فإنك تتعلم الآن حياة الصبر وطول الأناة. الضيق
الذي أنت فيه هو فرصة ثمينة لمشارآة السيد المسيح آلامه وصلبه بفرح!
لا تحرم نفسك من التمتع بإكليل الشركة مع صليب مسيحك!
من السهل جدًا أن تُسبح الرب وتصلي بالمزامير وتدخل في تأملات وهي أمور ضرورية. لكن بدون الألم
كيف تشارك المصلوب حبه الباذل؟!
أيها الطويل الأناة هب لي طول آناتك!
هب لي أن أتهلل في طريق صليبك!
لتمتزج عبادتي بشركة آلامك،
فتتهلل أعماقي بك على الدوام


مارس 26، 2023

حملت معه صليبه!




اعتاد أحد الشبان أن يأتي إلى أبينا القمص بيشوي آامل يشكي له همومه؛ فقد عانى كثيرًا من البطالة،
وأخيرًا استأجره صاحب مصنع كان يستغله بمرارة، إذ كان يعطيه كميات ضخمة من الورق يقوم بتوصيلها على دراجة.
في أحد الأيام جاءه الشاب فرحًا، يقول له: "يا أبي لقد حملت معه صليبه " !
سأله أبونا: كيف؟
لقد حملت الورق الثقيل على الدراجة؛ وفي نهاية شارع بورسعيد؛ إذ كان الطريق مرتفعًا )عند منطقة كليوباترة الحمامات( شعرت بثقل الحمل وعجزي عن السير بالدراجة. حاولت بكل الطرق، لكن بدون جدوى.
فجأة وجدت نفسي ساقطًا تحت الدراجة والأوراق بثقلها تنهار عليّ!
لم يتحرك أحد في الطريق لمساندتي، فصرخت في مرارةٍ طالبًا العون الإلهي!
تلفتُ عن اليمين وأنا مُلقى تحت أكوام الورق؛ وإذا بي أجد سيدي المسيح ساقطًا تحت صليبه، والعرق
يتصبب منه. أدرآت أنني أشارآه كلامه؛ ففرحت جدًا، وحسبت ذلك كرامة لا أستحقها!
في فرح ناجيت سيدي شاكرًا إياه: "آه يا سيدي! هل لي أن أحمل معك صليبك؟! إنني سعيد بآلام المسيح
فيّ! لقد حملت معه صليبه! لا بل حملني صليبه!
= إلهي حينما تقسو كل الأذرع البشرية،
أجد يديك مبسوطتين بالحب لي
!
حينما يضيق الطريق بي،
أجدك رفيقي في الطريق الضيق،
بل أصير رفيقك في طريق صليبك،
= تحوِّل مرارة الضيق إلى عذوبة الراحة فيك!
نعم! إنه مجد وشرف لي لا استحقه أن أرافقك!
لأصلب معك فأشاركك واختبر قوة قيامتك!
= نعم! من يقدر أن يحمل الصليب؟
لكنني إذ انحني لأحمله أجده يحملني،
في عذوبة فائقة أدرك كلمات مخلصي
:
"
نيري هين )عذب( وحملي خفيف"!
لأحمل صليبك، فيحملني إلى أحضان أبيك!
= انحني أمام الصليب، فتلتصق نفسي بالتراب إلى حين،
تتحول حياتي الترابية إلى حياة سماوية
!
صليبك عجيب، يرفعني إليك،
يدخل بي إلى حضرة أبيك القدوس،
يحولني كما إلى كائن سماوي
!

مارس 25، 2023

بقي وحده معي!

 

جلس الرجل بجوار أبينا بيشوي آامل الذي فرح به، قائلاً له:
- لعل آل المشاآل قد انتهت، فإني أراك متهللاً!
- لا یا أبي، آل الأمور آما هي؟
- فلماذا إذن أنت متهلل؟
- لقد أدرآت أن مسيحي وحده یبقى معي في مشاآلي حتى النهایة. سأروي لك حلمًا بل رؤیا سحبت آل قلبي،
وملأتني فرحًا.
نمت وأنا منكسر النفس جدًا، یحيط بي اليأس من آل جانب، حتى فكرت جدیًا في الانتحار. رأیت نفسي
في الحلم حزینًا للغایة، وقد وضعت في قلبي أن أتخلص من هذه الحياة المرة .
آنت أجري نحو قمة جبلٍ مصممًا أن ألقي بنفسي إلى سفحه فأموت! التقى بي أصدقائي، واحد وراء
آخر، آل منهم یقدم لي آلمة تعزیة، لكنني شعرت مع محبتهم لي أنهم لا یستطيعون مشارآتي آلامي. إنها مجرد
آلمات أو حتى مشاعر! لكن أین هو الحل؟ صممت أن أآمل الطریق، فالتقى بي آاهن صار یتحدث معي، وآانت
آلماته عذبة، ولكن إذ آنت محصورًا ف آلامي لم استجب لندائه بالرجوع عن طریق الانتحار! آان یؤآد لي
مواعيد اللَّه الصادقة التي تسندنا في وادي الدموع، لكنني في مرارة لم استجب لكلمة اللَّه.
في الطریق جاء ملاك یرافقني، وصار یتحدث معي عن الحياة السماویة وعذوبتها، وآيف ینتظر السمائيون
المؤمنين المجاهدین بفرحٍ لينعموا بالشرآة معهم في حياة التسبيح الأبدیة. تحدث معي عن الحياة الزمنية بكل
آلامها بكونها لحظات عابرة، ولكن لغباوتي لم أنصت إليه آثيرًا . بذل الملاك آل الجهد ليمنعني من السير، لكنني
أصررت على الانتحار!
سرت حتى بلغت قمة الجبل لألقي بنفسي إلى السفح. آان الكل یصرخ: أصدقائي والكاهن والملاك، وأنا لا
أبالي، وآلما اقتربت إلى نقطة الخطر آان الصراخ یدوي بقوة. أدرآت أنهم بالحق یحبونني، لكنهم عاجزون عن
حل مشاآلي! أخيرا ألقيت بنفسي من القمة، وارتطم جسدي على صخرة أسفل الجبل واندفعت الدماء من
جراحاتي، وقبلما أفكر في شيء سمعت صوت ارتطامٍ شدیدٍ! تطلعت حولي فرأیت مسيحي قد ألقي بنفسه ورائي
ليخلصني من الموت المحقق!
لقد فعل الأصدقاء والكهنة والملائكة آل ما في طاقاتهم؛ لكنهم في لحظات وقفوا مكتوفي الأیدي؛ أما
یسوعي فهو وحده نزل معي إلى الموت ليهبني حياته!
بقي وحده معي! یشفي جراحاتي التي لا تبرأ إلا بجراحاته الفائقة!
وحده یقدر أن یدخل معي آما إلى القبر ليهبني القيامة من الأموات !وحده یحول ظلمتي إلى نوره، ومرارتي
إلى عذوبته!
لا أعود أخاف! ! لا أعود أیأس ! إنه معي
هب لي يا سيدي أن تختفي كل الأيدي البشرية لأرى يديك مبسوطتين لتحتضناني... نعم أراك في
أعماقي عندما أجلس مع نفسي ويرفع روحك القدوس قلبي إليك، أسمع صوتك خلال الأحداث المحيطة بي،
كما خلال أسرتي وأب اعترافي وأحبائي في الرب. أراك تتجلى أمامي، وتتدخل معي في حوار حب خلال

إنجيلك المفرح وفي كنيستك المقدسة

فبراير 20، 2023

لمسات يد خلاقة !!

فى زيارة لأحدى فصول ابتدائئ الى مصنع فخار بق فى صعيد مصر , وقف الطلبة و معهم المدرسين المشرفين عليهم فى دهشة أمام الفخاري , الذي كان يمسك بيده قطعة طين و يضعها على الدولاب , و بسرعة يحرك عجلة الدولاب و يشكل قطعة الطين  على شكل اناء جميل
أمسك أحد الطلبة قطعة طين و استأذن الفخاري لكي يضعها على الدولاب و يحرك العجلة بنفسه و اذا سمح له الفخارى صارت قطعة الطين اناءا جميلا , أمسك به الطالب و حاول أن يعدل شيئا فيه , فانكسرت رقبة الاناء
حزن الطالب جدا و صار اخوته الطلبة يضحكون عليه ,بينما انتهره أحد المشرفين , أما الفخارى فا بابتسامة لطيفة أمسك الاناء المكسور , و بلمسات يده الخلاقة صار الاناء أكثر جمالا مما كان عليه عند خروجه من الدولاب , ففرح الطالب جدا و أيضا زملاؤه 
ان كانت حياتنا أشبه بقطعة طين فاننا ان حاولنا بأيدينا أن نشكلها تنكسر و تفقد حياتها ,انهافى حاجة الى لمسات يد الله , عمل السيد المسيح , الذى بقدرته الفائقة يقيم منها أيقونة حية له , تصلح أن يكون لها موضع فى السموات 

فبراير 15، 2023

ليه مات ؟!!


حدث ان شابا كان يعيش فى احدى المدن و يتحلى بسمعة طيبة و أخلاق حميدة بين أهالى بلدته , و لكنه للأسف تورط فى أحد الأيام بلعب الورق مع بعض أصحابه حيث احتد و فقد أعصابه و ما كان منه الا أن سحب مسدسه و أطلق النار عل خصمه فى اللعب فقتله . . .
فألقى القبض عليه و سيق الى المحكمة و حكم عليه بالاعدام شنقا .
لكن بسبب سمعته الحسنة و أخلاقه , فقد كتب اقرباؤه و معارفه و اصدقائه طلب رحمة , كانت تحمل تواقيع كل أهل البلدة تقريبا , و فى خلال فترة قصيرة سمع أهل المدن و القرى المجاورة بالقصة و تعاطفوا مع الشاب المسكين , فاشتركوا فى توقيع طلبات رحمة أخرى .
بعد ذلك قدمت هذه الطلبات الى حاكم المنطقة و الذى حدث أنه كان مسيحيا مؤمنا و قد ذرفت الدموع من عينيه و هو يرى مئات الاسترحامات من أهل البلدة و البلدان المجاورة تملأ سلة كبيرة أمامه , و بعد تأمل عميق قرر أن يعفو عن الشاب , و هكذا كتب أمر العفو و وضعه بجيبه و من ثم لبس ثوب رجل دين و توجه الى السجن .
حين وصل الحاكم الى زنزانة الموت , نهض الشاب من داخلها ممسكا بقضبانها الحديدية قائلا بصوت غاضب : " اذهب عني , لقد زارني سبعة على شاكلتك حتى الان , لست بحاجة الى مزيد من التعليم و الوعظ , لقد عرفت الكثير منها فى البيت " .
قال الحاكم : " و لكن , أرجو أن تنتظر لحظة أيها الشاب , و استمع الى ما سأقوله لك " .
صرخ الشاب بغضب : " اسمع , اخرج من هنا حالا و الا فسأدعو الحارس " .
قال الحاكم : " لكن أيها الشاب لدي أخبار تهمك جدا , ألا تريدني أن أخبرك بها ؟ " .
رد الشاب : " لقد سمعت ما سبق و قلته لك , اخرج فورا و الا سأطلب السجان " .
أجاب الحاكم :" لا بأس " , و بقلب مكسور استدار و غادر المكان و بعد لحظات وصل الحارس و قال للشاب : " أنت محظوظ لقد حظيت بزيارة من الحاكم " .
صرخ الشاب : " ماذا ؟ّ! هل كان رجل الدين هذا هو الحاكم ؟ ".
أجاب الحارس :" نعم أنه الحاكم , و قد كان يحمل لك العفو فى جيبه لكنك لم ترد أن تسمع و تصغي الى ما سيقوله لك ".
صرخ الشاب بأعلى صوته " أعطني ريشة , أعطني حبرا , هات لي ورقا" و من ثم جلس و كتب ما يلي : " سيدي الحاكم , أنا أعتذر لك , و أني أسف جدا لما بدر مني و للطريقة التي استقبلتك بها ... " .
استلم الحاكم رسالة الاعتذار تلك , و بعد أن قرأها قلبها و كتب على الوجه الاخر للورقة " لم تعد تهمني هذه القضية " .
بعدها جاء اليوم المعين لتنفيذ الحكم فى الشاب , و عند حبل المشنقة توجه له السؤال التقليدي المعروف " هل هناك ما تريد قوله قبل أن تموت ؟ "
قال الشاب : " نعم , قولوا للشباب حيث كانوا , انني لا اموت الان بسبب الجريمة التى اقترفتها , أنني لا أموت لانني قاتل ! لقد عفا الحاكم عني , و كان يمكن أن أعيش , قل لهم أنني أموت الان لأنني رفضت عفو الحاكم و لم أقبله , لذلك حرمت من العفو " .
و الان يا صديقى , ان هلكت فذلك ليس بسبب خطاياك , بل لأنك لم تقبل العفو الذى يقدمه الله فى ابنه . لأنك ان رفضت قبول يسوع المسيح , رفضت رجائك الأوحد للخلاص .
" الذي يؤمن به لا يدان و الذي لا يؤمن قد دين لأنه لم يؤمن باسم ابن الله الوحيد " ( يوحنا 3:18) .

يوليو 06، 2018

انتم افضل من عصافير كثيرة

جلس قداسة البابا شنودة يحكي انه عندما كان راهبا في قلايته في الصحراء التي تبعد اميال عن ديره ، انه كان يخرج في الفجر ليتأمل ويصلي وكانت امام قلايته توجد شجرة ، 
كان يأتي عصفور صغير يوميا ويمسك برجليه في الفرع الصغير منكس الرأس فاتحا فاه ليستقبل قطرة الماء النازلة من احدي اوراق الشجرة المتكونة من اجتماع قطرات الندي الصغيرة ليروي عطشه طوال اليوم 
تأمل قداسة البابا في ذلك الحدث قائلا ...
ان الله الذي سمح بوجود الشجرة في الصحراء الناضبة لتتساقط عليها قطرات الندي وتكون نقطة مياه ليرتوي بها ذلك العصفور الصغير الهائم في الصحراء يوميا ، هو الله الذي يعول الخليقة باسرها ويحفظها فهو ضابط الكل
فاطمئن ايها الانسان فانك تعيش تحت رعاية الله وفي ظل مراحمه ومهما كانت ضيقاتك الوقتية فهي بتدبير الهي لتنشئ لك ثقل مجد ابدي فهو الذي سينجيك من الضيقة وسيجعل لك اكليلا
فتلك رسالة الله لك اليوم " اني اعلم بضيقتك لكني سأتدخل في الوقت المناسب فأطمئن"

"فَلاَ تَخَافُوا! أَنْتُمْ أَفْضَلُ مِنْ عَصَافِيرَ كَثِيرَةٍ!" (مت 31:10) 

يونيو 11، 2018

ما هو مفهوم حمل الصليب ؟!


كان هناك رجل تقي كان يقضي اوقاتا كثيرة في غرفته متأملاً كلام يسوع. خاصة هذه الكلمات التي تقول "احمل صليبك واتبعني"ذات مساء كان يفكر ويفكر حتى قرر أن يخرج حاملا هذا الصليب أمام كل الناس من شروق الشمس حتى مغيبها، ليعلمهم بأنه يحب ويؤمن بيسوع غير مبال بما سيقولنه له.في صباح اليوم التالي قام بأخذ صليب كبير وثقيل كان مركونا في إحدى زوايا مخزن بيته. حمله على كتفيه وخرج به سائرا في الشوارع والأزقة، حيث شاهده جمع كبير من الناس. وسمع من بعضهم كلمات مهينة، وسمع قهقهات وضحكات واستهزاءات البعض الأخر. وغيرهم ينظرون ولا يدركون ما الذي يفعله هذا الرجل. لكنه لم يأبه بكل هذا وأصر على إكمال مشواره إلى حين غروب الشمس والعودة إلى البيت.فجأة سمع صوتا يناديه: يا رجل.. يا رجل.. هل لك أن تساعدني؟؟ استدار إلى الجهة التي أتى منها الصوت، وإذا به يرى امرأة مسنة تطلب منه المساعدة في نقل حاجياتها إلى شقتها في الطابق السادس لأنها لا تقوى على ذلك.أجابها وهو منزعج: أما ترينني احمل صليب المسيح الثقيل؟ هل تطلبين مني ترك ما هو ليسوع لأنقل أغراضك الخفيفة هذه إلى شقتك؟؟!!!في نفس اللحظة مر شاب من جانبه وما أن شاهد المرأة المسنة حتى اتجه نحوها طالبا منها السماح له بنقل حاجياتها إلى شقتها )لأنه أدرك بان هذه الحاجيات ثقيلة على امرأة في سنها(.فابتسمت المرأة المسنة في وجه الرجل وقالت له: إذا أردت حمل صليب المسيح فاحمل أثقال الآخرين لان المسيح لم يحمل ثقله الشخصي بل حمل ثقلك أنت وثقلي عندما سار إلى الجلجثة ليصلب.فكم مرة نتشبث بكلام الانجيل حرفيا وننسى هدفه و معناه روحيا؟؟؟!!

مارس 31، 2015

ولاد تختة واحدة.. قصة كمال حبيب

قصة اخر لحظة
ذات يوم بينما كنت عائدا من منزل أحد المخدومين ( أنا ــ كمال حبيب ــ خادم في الثلاثين من عمري ) ذاهبا إلي بيتي ، الساعة 11مساءا ، مررت في طريق العودة بجانب حانة ( خمارة) ….
( كمال…. كمال….) نظرت ناحية الصوت ، ولكني لم أتبين الشخص الذي يناديني.
( يا كمال ألا تذكرني ؟ أنا رفعت صديقك ) نعم ، نعم ، تذكرته ، إنه رفعت ، صديقي في المرحلة الثانوية ، لقد كنا نجلس معا على نفس المكتب ( تختة واحدة كما يقولون ) و لكن لكم تغير رفعت ! وجه شاحب ، عينان غائرتان ، جسد نحيل ، جلد على عظم كما يقولون ، كان أشبه بجثة تمشي على قدمين ، ما الذي فعل به هكذا ؟
( كيف حالك يا كمال ؟ لقد اشتقت إليك ، هل تذكر عندما كنا في الثانوية العامة وكنت تعظني بكلمات مشجعة ، يا لها من أيام ، أما الآن فأنا إنسان بائس محطم ، لقد رسبت كما تعلم في الثانوية العامة وتركت المدرسة وُطردت من البيت ، والآن أنا لا أفعل شيئا في حياتي سوى الخطية ، 13 عاما في الخطية ، ما رأيك لو دخلت معي الحانة وكلمتني قليلا ؟ فأنا مشتاق إليك ) ، دخلت معه ، فرؤيته في هذه الحالة مزقت قلبي تمزيقا.
( هل تعرف يا كمال ، منذ عشر دقائق سمعت صوتا داخليا يقول لي : أنا أحبك ، أنا مشتاق إليك ، وبعدها وجدتك تمر أمام الحانة ، هل من الممكن أن يكون هذا الصوت هو صوت الله ؟ هل يقبلني بعد كل ما فعلت ؟ هل ؟ )
كنت أستمع إليه ومن داخلي صعدت صلاة إلي الله من أجل هذا الخروف الضال لكي تخترق كلمات إلهي ، التي سيتكلم بها على لساني ، شغاف قلب صديقي رفعت.
( نعم يا صديقي يمكن أن يقبلك ، قد تظن إنها من المصادفة إنك رأيتني الآن ، وقد أظن أنا أيضا كذلك ولكنها ليست مصادفة ، لقد اشتاق إليك يسوع وهو الذي أرسلني إليك اليوم بالتأكيد ، سأذكرك بآية أحبها كثيرا ” الذي يريد أن الجميع يخلصون وإلي معرفة الحق يقبلون” هل تدرك ما معني هذه الآية ؟ إنها تعني إن الله يريد خلاصنا ، يتمنى عودتنا إليه حتى لو كنا قد بعدنا بعيدا جدا ، فإذا رجعنا عن خطيتنا ، نجده منتظرا فاتح أحضانه لنا…..)
واستمر الحديث طوال الليل وعند ظهور أول ضوء للفجر ، كان النور الحقيقي الذي يضيء لكل إنسان قد أضاء قلبه ، لقد ندم على خطيته وشعر برغبة في التغيير ، فوجدته يقول لي : ( أريد أن أعترف الآن )
كان التوقيت غير مناسب ، فنحن في الخامسة والنصف صباحا ، ولكني لما شعرت بتصميمه ، ذهبت معه لكنيستي ، فهناك قداس يقام في السادسة صباحا ، وقد يستطيع الاعتراف قبل القداس ، وطوال الطريق كانت دموعه تنساب.
وصلنا للكنيسة في السادسة إلا ربع ، ولحسن الحظ رأيت الأب الكاهن ، فاستأذنته وأخبرته بالقصة كلها ، كان مترددا قليلا خوفا من أن يتأخر عن صلاة القداس ، ولكنه حسم تردده وجلس معه ، انتظرت في الخارج لمدة 45 دقيقة
وبعدها رأيت رفعت يخرج وعلى وجهه علامات الراحة والرضا والسرور ، ابتدأ القداس بعد تأخير نصف ساعة ، وأعطاه أبونا حلا لكي يتناول ، أما أنا فقد شعرت بأني أرى قصة الابن الضال بكامل تفاصيلها أمام عيني.
و بعد التناول ، أعطيته ورقة مكتوب عليها رقم تليفوني وعنوان منزلي ، حتى يجدني متى احتاج إلي ، شكرني من أعماق قلبه و انصرف لحال سبيله ، أما أنا فذهبت للبيت والنعاس يداعب جفوني بعد ليلة طويلة.
و في الـ12 ظهرا استيقظت على رنين جرس الباب ، فتحت الباب لأجد ضابط شرطة يقول لي : الأستاذ كمال حبيب. جاوبته بإيماءة من رأسي ، فقال لي : ( هل هذه الورقة تخصك ؟ ) ، كانت هي نفس الورقة التي أعطيتها لرفعت ، وقبل أن أجاوب على سؤاله ، استطرد الضابط قائلا: ( لقد وجدناها في جيب شاب صدمته سيارة مسرعة ولم نجد أي بيانات تدل على هويته سوى تلك الورقة)
صرخت في جزع : و ماذا حدث له ؟ قال الضابط : البقية في حياتك.
قصة حقيقية ذكرها الأنبا بيمن أسقف ملوي ( كمال حبيب سابقا )
فعلا ، لقد تاب رفعت في آخر لحظة ، تذكرني هذه الحكاية بتوبة اللص اليمين ، غير أن رفعت لم يكن يعرف إنها آخر لحظة في حياته ، ولكن لماذا ننتظر لهذه اللحظة ؟ كيف سنعرف إنها آخر لحظة ؟

مارس 18، 2015

مرض السرطان والرجاء

كتبت شابة: " منذ عدة سنوات وصلت إلي حالة من اليأس الشديد، حُجزت علي أثرها في مستشفي أساسا لكي أستريح. لقد كنت قد فقدت زوجي بعد معركة مروعة - سواء من جانبه أو من جانب الأطباء - مع السرطان، دامت سنة. أحيانا كان الحزن يبدو وكأنه يبتلعني تماما، يغمرني ويملأ كياني بالعزلة الكلية وبالحزن العميق .. العميق جدا.
في اليوم التالي لوصولي، ذهبت إلي كنيسة المستشفي، وألقيت بنفسي علي أحد المقاعد، ثم ركعت علي ركبتي، وحاولت أن أصلي. أبت الكلمات أن تخرج من فمي بسهولة، وفي النهاية أقلعت عن محاولة الاستمرار في الصلاة، فقط ركعت في صمت الكنيسة الصغيرة.
بعد برهة، نهضت ببطء إلي غرفتي، وهناك وقعت عيني علي خطاب وصل للتو أثناء غيابي. فتحت الخطاب فوجدت أنه مواساة لي من صديقتي "ويلما" التي كتبت تقول لي، إن كل ما أريد أن أقوله لك موجود في الكلمات الآتيه:
"ابنتي الصغيرة، اليوم لا يقول الله "تقوي"، فهو يعرف أنه قد نفذت قوتك، وهو يعرف كم كان الطريق طويلا، وكم أصبحت مرهقة. لأن الذي مشي في طرق الأرض خلال مستنقع واطئ وتل وعر، يقدر أن يتفهم، ولذلك فهو يقول: "اهدأوا واعلموا أني أنا هو الله". إن الوقت متأخر وعليك أن تستريحي لبعض الوقت، وينبغي أن تنتظري إلي أن تمتليء أوعية الحياة الفارغة، كما تملأ قطرات المطر البطيئة الكأس الفارغة المتجهة إلي أعلي. ارفعي كأسك ياعزيزتي الصغيرة تجاه الله ليملأها، وهو اليوم لا يسألك إلا أن تهدئي" .
كم كنت حقا محتاجة لتلك الكلمات في تلك اللحظة! وفي الأيام التالية ملأ الله فعلا كأسي الفارغة".
إن الليل هو الوقت الذي فيه يكون من الأفضل أن نؤمن بالنور.

أبريل 14، 2014

أنا عطشان !! جان فرانسوا

بينما كان الفنان النقدي الفرنسى جان فرنسوا رفايللى يتمشى بجوار قرية باربيزو رأى جان بابتست كورو: يرسم لوحة لحقول خلفها غابات.
تطلع رفايللى في اللوحة فلاحظ أنه قد رسم وسط الحقل بحيرة صغيرة أمامه. دُهش رفايللى لهذا التصرف فسأل كورو: " لماذا ترسم بركة صغيرة بها ماء صالح للشرب حيث لا توجد بركة؟"
أجاب كورو: " أيها الشاب إنها الساعة الحادية عشر الآن، وقد جئت إلى هذا الحقل منذ السادسة صباحاً، فصرت فى ظمأ شديد، لهذا رسمت هذه البركة لتنعش نفسى".

مادمت في هذا العالم نفسى في ظمأ، من يرويها إلا ينابيع حبك؟ لتكشف لى عنها لا لأصورها على لوحة، بل لأنهل منها وأرتوى!
طالت فترة غربتى، إنى أرسم لوحة المساء في قلبى. لتفجر فى داخلى أنهار مياه حية من عندك. فلا احتاج إلى مياه هذا العلم التى لا تروى.

فبراير 22، 2014

كاميرة مراقبة

كان فيه اب كل يوم يجيله شكاوي من المدرسين بسبب ابنه انه مبيزاكرش
راح الاب قرر قرار انه يشتري كاميرا للمراقبه ويحطها في اوضة ابنه علشان يقدر يراقبه ويشوفه بيذاكر ولا لا
وقال لأبنه انا مش هفضل قاعد معاك في الاوضة 24 ساعه بس الكاميرا دي هتسجل ليا انت يومك كان ماشي ازاي وانا كل لما اجي من الشغل هتابع الشريط بسرعه واشوف
المهم الابن اضطر يذاكر بجديه لان الموضوع دلوقتي مبقاش زي الأول
وبدأ المدرسين يحسوا بتفوقه الملحوظ عن الأول
عدت سنة في سنة في سنة والأبن خلص مرحلة الثانوية ودخل كلية من كليات القمة
وفي الوقت ده قاله الأب انا مضطر اقولك علي سر خطير كنت مخبيه عليك طول السنين اللي فاتت
وراح وراله الكاميرا اللي في الاوضه وقاله دي مجرد كاميرا ملزوقه علي الحيط ومش بتسجل اي حاجه
مجرد وجودها قدامك كان مخليك بتذاكر بجديه علشان ترضيني ..
والرضا ده في الاخر عاد عليك انت بفرح ومستوي تعليمي تفتخر بيه دايما

----
احنا كده بردو في حياتنا ... لو خلينا عندنا ايمان ان ابونا السماوي شايفنا طول الوقت وشايف احنا بنعمل ايه اعتقد هنعمل كل اللي يرضيه .. لكن احنا للأسف سبب خطايانا اللي بنعملها اننا بننسى انه شايفنا .. بنتكسف نعمل الغلط قدام الناس .. لكن بينا وبين نفسينا عادي

يناير 16، 2014

الفنان الالماني هولمان والمقبض

رسم الفنان الألماني هولمان هانت لوحة إشتهرت على مرّ السنين، كانت تلك اللوحة تمثّل الرب يسوع المسيح واقفا خارج باب منزل، ويده تقرع على الباب.

عندما إنتهى هولمان من عمله، عرض تلك اللوحة على أحد أصدقائه الفنانين ليبدي رأيه فيها. تأمل صديقه مليا في اللوحة ثم قال: إنها رائعة حقا، لكن عيبها الوحيد هو أن الباب بلا مقبض!

أجاب هولمان ذلك لأن المقبض في الداخل، تفتحه أنت...

إن كل من يفتح قلبه للرب يسوع، يدخل الى حياته المسيح، ويخلق فيه قلبا جديدا، وعقلا جديدا، وروحا جديدة.

أن يدخل الرب يسوع الى قلبك هو أن يحوّل ذلك الإيمان العقلي والمعرفي الذي لديك الى حقيقة فعلية تحوي كيانك وتغيّر مسلك حياتك، الولادة الجديدة، هي الخليقة الجديدة في المسيح، هي بداية علاقة روحية مع الرب يسوع، حيث يكون الرب سرّ حياتك ومركز حياتك وهدف حياتك.

حينها يكون الرب يسوع هو السّيد والدافع لإفكارك واقولك واعمالك.

عندما ولد الرب يسوع في بيت لحم، تهللت ملائكة السماء وأضاء نجم في الأعالي.

عنما دخل يسوع بيت زكا وقلب زكا تحوّل زكا من جائب ضرائب، يشي بالناس طمعا في الربح، محبة للمال، الى شخصا يعطي الفقراء والمحتاجين...

عندما دخل يسوع القرى والمدن، جعل في الناس تغييرا، فأحبه الكثيرين وتبعوه...

عندما دخل يسوع الهيكل، طهّره من الفساد، وأرجعه مركزا للعبادة والقداسة.

عندما صلب الرب يسوع على الصليب، حدث تغيير في قلب اللص، وفي السماء.

عندما دخل يسوع الى قدس الأقداس السماوي لكي يطهّر قلبي وقلبك من خطايانا، فرحت السماء بالخلاص الذي تم.

فكل مكان دخله يسوع، أجرى فيه تغييرا كبيرا... وهو يريد أن يجعل من حياتك وحياتي شيء أفضل.

يقول الرب يسوع "إن سمع أحد صوتي وفتح الباب... هل سمعت صوت الرب يسوع اليوم؟ تذّكر تلك الصورة التي رسمها Holman Hunt إن مقبض الباب من الداخل، وأنت وحدك تملك مفتاح قلبك... لن تتعب يد الرب، ولن يكلّ عزمه. إنه قريب منك جدا، كل ما عليك أن تفعل هو أن تصلّي اليه قائلا...

يا رب أدخل الى قلبي اليوم واصنع مني إنسانا جديدا.