‏إظهار الرسائل ذات التسميات الطمع. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات الطمع. إظهار كافة الرسائل

يونيو 27، 2018

بسبب اسعار الطماطم .. مات مقهوراً

ﻋﻨﺪﻣـــﺎ ﻳﻤﻮﺕ ﺍﻹﻧﺴــﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻬــﺮ!
ﺣﺪﺙ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﻤﻨﻴﺐ.... ﺣﻴﺚ ﻳﻮﺟﺪ ﺳﻮﻕ ﺍﻟﺨﻀﺎﺭ .. ﺭﺟﻞ ﺗﻈﻬﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﻼﻣﺎﺕ ﻗﻬﺮ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻠﺒﺎﺋﻊ : ﻛﻴﻠﻮ ﺍﻟﺒﻄﺎﻃﺲ ﺑﻜﺎﻡ ؟.. !
ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ : ﺑـ 7 ﺟﻨﻴﻪ ..
ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﺮﺟﻞ : ﻃﻴﺐ ﻣﻤﻜﻦ ﺗﺪﻳﻨﻰ ﻧﺼﻒ ﻛﻴﻠﻮ ﺑـ 3.5 ﻹﻧﻰ ﻣﺶ ﻣﻌﺎﻳﺎ ﻓﻠﻮﺱ ﺗﻜﻔﻰ ..
ﻓﻨﻈﺮ ﺍﻟﻴﻪ ﺍﻟﺒﺎﺋﻊ ﺑﺈﺣﺘﻘﺎﺭ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ “ﻳﺎﻋﻢ ﻏﻮﺭ ﻫﻰ ﻧﺎﻗﺼﺔ ﺷﺤﺎﺗﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺁﺧﺮ ﺍﻟﻴﻮﻡ ، ﻋﻠﻴّﺎ
ﺍﻟﻄﻼﻕ ﺍﺭﻣﻰ ﺍﻟﺒﻄﺎﻃﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻣﺎﺑﻌﻬﺎﺵ ﻓﺮﻁ .. ” 
ﻭﻓﺠﺄﺓ ﻇﻬﺮﺕ ﻓﺘﺎﺓ ﺗﺒﻠﻎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﺣﻮﺍﻟﻰ 15 ﻋﺎﻡ ﺃﻣﺴﻜﺖ ﺑﻴﺪ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﻫﻰ ﺗﺒﻜﻰ ﺑﻜﺎﺀً
ﺷﺪﻳﺪﺍً .. ﻭﺃﻣﺴﻜﺖ ﺑﻴﺪﻩ ﻭﻗﺎﻟﺖ ” ﻳﻼ ﻳﺎ ﺑﺎﺑﺎ ﻣﺶ ﻻﺯﻡ ﻧﺘﻌﺸﻰ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭﺩﺓ .... ” ﻓﻨﻈﺮ ﺍﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺑﺤﺰﻥ .. ﻭﻓﺠﺄﻩ ﺇﻧﻬﻤﺮﺕ ﺍﻟﺪﻣﺎﺀ ﻣﻦ ﺃﻧﻔﻪ ﻭﻓﻤﻪ ﻭﺳﻘﻂ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺭﺽ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﻧﻔﺲ.. ..
ﺍﺟﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤّﺎﺭﺓ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻪ .. ﻭﺑﻌﺪ ﺩﻗﺎﺋﻖ ﻧﺰﻝ ﺃﺣﺪ ﺍﻻﻃﺒﺎﺀ ﻣﻦ ﻋﻴﺎﺩﺗﻪ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﺓ
ﺑﺎﻟﻤﻨﻄﻘﺔ .. ﻓﻨﻈﺮ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﻭﺿﻊ ﺍﻟﺴﻤﺎﻋﻪ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺒﺔ .. ﻭﻧﻈﺮ ﺍﻟﻰ ﺍﻷﻫﺎﻟﻰ .. ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻬﻢ “ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﻟﻠﻪ..” ﻓﺴﻘﻄﺖ ﺍﻹﺑﻨﺔ ﻣﻐﺸﻴﺎً ﻋﻠﻴﻬﺎ .. ﻭﺗﺮﺣّﻢ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺟﻞ .. ﻭﻗﺎﻣﻮﺍ ﺑﺤﻤﻠﻪ ﺩﺍﺧﻞ ﺃﺣﺪ “ﺍﻟﺘﻜﺎﺗﻚ” ﻭﺫﻫﺒﻮﺍ .. 
ﺳﺄﻝ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ: ﻣﺎﻫﻮ ﺗﻔﺴﻴﺮﻙ ﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻮﻓﺎﺓ ؟.. !
ﻓﻘﺎﻝ : ﺗﻌﺮّﺽ ﻟﻀﻐﻂ ﻋﺼﺒﻰ ﻭﻧﻔﺴﻰ ﺷﺪﻳﺪ ﺃﺩﻯ ﺍﻟﻰ ﺇﺭﺗﻔﺎﻉ ﺍﻟﻀﻐﻂ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒﻴﺮ ﻭﺣﺪﺙ
ﺍﻧﻔﺠﺎﺭ ﺩﺍﺧﻠﻰ… ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻣﺎﺕ ﻣﻜﺴﻮﺭﺍ ﻷﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﺗﻮﻓﻴﺮ ﻭﺟﺒﺔ ﺍﻟﻌﺸﺎﺀ ﻹﻃﻔﺎﻟﻪ ..
ﻣﺎﺕ ﺑﻌﺪ ﺍﻥ ﺭﺃﻯ ﺍﻟﺪﻣﻮﻉ ﻓﻰ ﻋﻴﻮﻥ ﻧﺠﻠﺘﻪ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ .. ﻣﺎﺕ ﺑﻌﺪ ﺍﻥ ﻣﺪّ ﻳﺪﻩ ﻭﺃﺫﻝَّ ﻧﻔﺴﻪ ﻷﺥٍ ﻟﻪ ﻓﻰ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻟﻜﻨﻪ ﻟﻢ ﻳﺮﺣﻤﻪ ..
ﻓﻘﺮﺭ ﺃﻥ ﻳﺘﺮﻙ ﺩﻧﻴﺎﻧﺎ ﺇﻟﻰ ﺩﻧﻴﺎ ﺃﺧﺮﻯ ﻗﺪ ﺗﻜﻮﻥ ﺃﺣﻦُّ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺩﻧﻴﺎ ﺍﻟﺒﺸﺮ

أكتوبر 19، 2012

فى قبضة الحب



فى قبضة رجال الشرطة 

دخل عادل حجرة النوم فى خطوات هادئة لم يعتدها من قبل ؛ وأغلق الباب لكنه عوض أن يُلقى بجسدة المنهك على السرير؛ ارتمى على الأرض ؛واسند برأسه على الكرسى؛ وهنا سبحت أفكاره يميناً ويساراً. تجلى أمامه الماضى البعيد والماضى القريب كما الحاضر أيضا . كان يناجى نفسة تارة بصوت مسموع ؛ وأخرى إذ يدرك  أنه فى بيت غريب يصمت ليناجى نفسة سراً:
  لقد عشت يا عادل كل حياتك محروماً من الحب؛ لاتذكر حتى فى طفولتك أن أمك قد احتضنتك يوماً ما ؛ ولا أباك كان يترفق بك ؛ ولا اخواتك يهتمون بك.
عشت لا تعرف العاطفة؛ ولا تذوقت الدفء العائلى . بدأت حياتك الدراسية طفلاً مشاكساً؛ لاتعرف الرقة في التعامل ولا احترام الأخرين؛ تريد أن تنتقم من كل إنسان وتشاغب مع كل  أحد. وكان نصيبك النبذ من المدرسين والطلبة. لم يعرف أحد أن يدخل قلبك ويروى عطشك أو يُضمد جراحاتك الخفية ؛ أما أنت فلا تعرف لغة القلب .
 كان نصيبك الفشل المستمر ؛ فصرت من جماعة المشاغبين ؛ وانتهى امرك بالطرد من المدرسة . قسا الزمان عليك ؛فقسوت على الناس ؛ وصار العنف يسرى فى دمك . تعلمت ان تغتصب كل ما تقدر ان تمتد إليه يديك ؛ فصرت مُحترفا السرقة . واخيراً انتهت حياتك بالسجن  لتعيش حياتك منبوذاً من الجميع ؛ محروماً من اثمن ما فى الوجود : الحرية ! والأٌن ها أنت فى .. فيلا جميلة ؛ أصحابها أغنياء ؛ أغنياء بالأكثر فى الحب! لعلها لأول مرة  ترى  فيها  أناساً يبتسمون فى وجهك ويهتمون بك ولا يحتقرونك  . لماذا يُحبونك؟ وماذا يرجون فيك أو منك ؟! هكذا لم يدرِ  كم من الوقت قد قضاة سابحاً فى أفكاره ؛ يذكر لمسات الحنان التى قدمتها لة السيدة العجوز والملابس الجديدة التى قدمها له  ابناها . لكنه تحت ضغط الإرهاق الجسدى الشديد اغمض عادل عينيه ليغُط فى نوم عميق وهو ملقى على الأرض بلا حراك .
 فجاة ؛ فتح عادل عينية على قرعات الباب الهادئة ؛ وبدأ يفكر بسرعة خاطفة أين هو ؟ وما الذى جاء به إلى هذة الحجرة الجميلة بأثاثها الفاخر . لكنه تدارك الأمر أنه فى استضافة عائلة مُحبة تلقفته بعد أن قضى زمانا فى السجن . فتح عادل الباب ليجد أحد الشابين يعتذر له إن كان قد أيقظه من النوم بقرعات الباب:-       

  آسف جداً يا أخ عادل . فإنى ما كنت أحسبك نائماً  .
 خشيت أن تكون فى خجل من  أن تأتى وتجلس معنا. 

شكرا يا أخى على محبتك ؛ فقد كنت محتاجاً فعلاً أن أنام كل هذة الفترة الطويلة .

 -  إذن ؛ فلتتفضل معنا العشاء لتعود وتُكمل راحتك .
 ذهب عادل إلى الحمام  وغسل وجهه بسرعة ؛ ثم جلس مع الأم العجوز وابنيها على المائدة . بعد صلاة قصيرة بدأوا يأكلون وهم يتجاذبون  أطراف الحديث. 

-   نرجو أن تكون قد اخدت قسطاً  وافراً  من الراحة .
 -  اشكر الله ؛ فإنى أشعر براحة خاصة وأنا فى وسطكم .
 -  يسرنا جداً أن تعيش معنا ؛ فالمكان متسع ؛ وبركات الرب كثيرة !
 -  أنا لا استحق هذة المحبة ؛ ولا استحق أن أعيش  بين قديسين مثلكم ؛ فإنى إنسان شرير . قضيت عمرى فى الخطية والشر .
 -         لا تقل هذا يا عزيزى ؛ فنحن جميعًا تحت الضعف .ولكل منا خطاياة ؛ لكن الرب يستر علينا برحمته .
 -  لا.....لاتقل هذا . لعلك لا تعرف ما انا عليه ..... فقد امتنزجت  طبيعتى  بالشر ؛ وكأنى والشر صرنا واحداً .
  لا تخف ؛ فإن الله الذى خلقنا قدم حياته من أجلنا . أنه يحبنا ؛ نزل إلينا ؛ وصار مثلنا كواحد منا ؛ ودفع حياته ثمناً لخلاصنا .
 لعلة يُخلص آخرين غيري ........
  لا .... بل يريدك  أنت . أنه  يحب كل إنسان ويشتهى خلاص  كل  أحد .
 -  ألم أقل لكم  أنتم  لا تعرفوننى . لقد قضيت حياتى كلها فى الشر ؛ لقد امتزجت حياتى بكل اصاف الخطية  ؛ وما أظن  إنى اقدر أن اتخلص منها !
 -         الله الذى يحب الخطاة هو يقدر أن يعين الجميع . لقد غير حياة الزنا والعشارين ودخل بيهم إلى الفردوس .

 -   إذ انتهوا من العشاء غسلوا ايديهم ؛ ونزلوا معاً إلى الحديقة يُكلمون الحديث عن محبة الله اللانهائية . حتى انسابت  دموع عادل بغزارة ووقف الكل يصلون . 

 بعد فترة ليست بطويلة ارادت العائلة أن ترحب بالضيف أكثر فأكثر  ,
 فسالوة  إن كان يأخذ  فكرة عن الفيلا ومحتوياتها  . فأجاب بالايجاب وبدءوا يسيرون معه من حجرة إلى حجرة ؛  يكشفون له عن اسرار البيت كله . واخيراً استقرت وقفتهم أمام قطعة أثرية جميلة وُضعت على البيانو .
 -  إنها قطعة جميلة .
 -   نعم ، واثرية أيضاً  ؛ (أجابت العجوز) .
 -   وما ثمنها  .
 -  إنها تساوى خمسة آلاف جنيهاً مصرياً  . لكنها فى نظرنا أثمن من ذلك بكثير ؛ أنها لا تقدر بثمن  . فهى تحمل  ذكرى والدى واجدادى الذين توارثنا عنهم .
 بعد أن أخذ عادل فكرة عن البيت ومحتوياته ؛ دخل الجميع الحجرة المخصصة للصلاة العائلية ؛ وأمام أيقونة السيد المسيح صلى الكل ؛ وذهب كل منهم إلى حجرة نومه . وضع عادل راسه على الوسادة وحاول أن ينام لكنه لم يستطع إذ بدأت الأفكار تتراقص فى ذهنه . كيف تفلت . هذة القطعة الأثرية من يدى ؟ لكن كيف اخون الذين احبونى  من كل القلب ؟ وهل أعيش عالة عليهم كل أيام حياتى ؟ لأعيش عالة ولا أسرق؛ فقد وعدتهم ألا أعود إلى الخطية مرة أخرى . ما قيمة قطعة أثرية فى أيدى أناس أغنياء ؛ هم ليسوا فى حاجة إليها . لأسرقها وأبيعها كى أجد عملاً تجارياً شريفاً ؛ فلا أعود أنحرف بعدها ! فى وسط الصراع العنيف قام عادل وتسلل وسط الظلام على أطراف أصباعة حتى بلغ إلى الصالة ؛ وهناك وقف أمام القطعة متردداً . مدّ  يده ليمسكها ؛ ثم عاد فتراجع ؛ وتكرر الأمر مرة ومرات؛ وأخيراً تشدد وامسك بالقطعة  وتسلل نحو الحديقة ليجد الباب الحديدى مغلقا . لن هذا لا يشكل مشكلة ؛ فبسرعة البرق قفز من  السور إلى الشارع  ليجد نفسة أمام رجلين من الشرطة ؛ أمسكا به .  ارتبك عادل جداً ؛ ولم يعرف ماذا يفعل . لقد فتشه الرجلان ووجدا معه القطعة الأثرية فاخداها منه واقتاداه إلى دار الشرطة.

فى دار الشرطة     

ايقظت العجوز أحد ولديها على أثر قرعات غريبة على الباب بعد منتصف الليل ؛ وكانت المفاجأة أن فتح الشاب ليجد أمامه رجلين من الشرطة : -         لاتقلق ؛ فقد امسكنا رجلاً يقفز من سور حديقتكم ومعه بعض المسروقات ؛ فأتينا نخبركم .
  اشكركما تفضلا .
 -    ضابط البوليس ينتظرنا ؛ ويطلب رب البيت  أن يحضر ليتعرف على المسروقات .
 -  حالاً أحضر معكما .
 -   سمعت الأم العجوز الحديث ؛ فادركت أن عادل هو المقصود.  للحال أسرعت نحو حجرته لتجد الباب مفتوحا ؛ وإذا دخلت لم تجده . عندئذ خرجت وأصرت أن تذهب مع ابنها إلى دار الشرطة . وعبثا حاول ابنها أن يثنيها عن عزمها .
 -  انطلق الشاب بعربته ومعه والدته العجوز ورجلىّ الشرطة ؛ وهناك إذ دخل الكل حجرة الضابط؛  سلمت الام على عادل سلاماً حاراً ؛ إما هو فقد نكس رأسه ولم يقدر أن يرفع عينيه ويتطلع إليها . تعجب الضابط من المنظر .
  اتعريفنه يا سيدتى ؟
 -   نعم أعرفة جيداً ؛ أنه صديقنا الحميم !
  لقد وجدناه  يقفز من سور حديقتكم .
 إنه صديقنا  والبيت هو بيته .
 -  وجدنا معه قطعة أثرية ثمينة .
 -  أنا أعطيته إياها لكى يعالج عيبًا فيها .
 -  ألا تتهمي بالسرقة .
 -   مستحيل .
  إذن نتركه على مسئوليتكم !
 لا، بل سناخذه معنا يبيت اليلة عندنا .
 لم يتحمل عادل هذه المحاورة فقد شعر كأنه  وقد افلت من يد الشرطة صار أسير حب فريد لم يذقه من قبل . وهنا تسللت  الدموع من عينيه وهو جامد الحركة لا يعرف ماذا يقول ولا يتصرف ؛ عندئذ تقدم الشاب فى محبة ؛ وامسك بيده؛ واقتاده الى السيارة ليذهب معهما إلى الفيلا .
 عند باب السيارة ثقلت قدمى عادل جداً وانهمرت دمعومة بكثرة وهو يقبل يدى الأم العجوز ؛ قائلا :
 
"سامحينى فقد أسأت لليد التى أحسنت إلىّ " .

 لا تقل هذا يا عادل ؛ فإن الله يغفر لنا كل يوم .
 اشكرك ؛ لكننى لا أقدر  أن أعيش  أسير هذا الحب  . إنى لا استحق حبكم ولا أستطيع أن أقف وسطكم .
 -  إن كنت قد حكمت علينا أننا نحبك فأسمح أن تقضى بقية الليلة معنا .
 لا أحتمل يا أمى ؛ فإن ناراً تلتهب داخلى !
 -  لاتقل هكذا يا عادل ؛ اسمح أن نعود جميعاً فرحين .
 تحت لجاجة الأم العجوز ركب عادل معهما حتى وصلا الفيلا . وهناك نزل من السيارة  ليقف على الرصيف  وعيناه قد تسمرتا متجهتين نحو المكان الذى قفز منه .  ربتت الأم على كتف ودخل الكل إلى الفيلا ؛ حيث تسلل عادل إلى حجرته ليقضى بقية الليلة يجهش فى البكاء ؛ وفى الصباح الباكر بعد أن صلى مع العائلة وأخذ افطاره استاذنهم وخرج بلا عودة !
 مع الراهب دانيال
 مرت السنوات وأصيبت الأم  بمرض الفالج (الشلل) الذى أفقدها قدرتها على الحركة ؛ فصارت حبيسة بيتها مع ابنيها الرجلين اللذين يبذلان كل الجهد فى خدمة الكنيسة .
 كان الابنان  يلتقيان كل مساء مع امهما ليشترك الكل معاً فى الصلاة العائلية ؛ وبعد دراسة فى
 الكتاب المقدس  يسير الولدان بامهما إلى أحدى الشرفات على عجلة ؛ خاصة بها ؛ ويقضون وقتا ليس بقليل يتحدثون في  سير القديسين السابقين ؛ وما يدور حول شخص  الراهب  دانيال . فقد فاحت سيرتة المقدسة فى كل
 أنحاء القطر ؛ وتحول الدير إلى مزار يفد إليه الناس من كل صوب يلتمسون بركة القديس ؛ الأمر الذى دفع بالراهب دانيال أن يترك الدير ويهرب إلى مغارة على بعد عدة أميال من الدير .
 فى إحدى الليالى ؛ قالت الأم لولديها : "اذهبا إلى أبينا دانيال ليبارككما ؛ واطلبا منه ان يصلى عنى ."
  ولماذا لا تأتى معنا يا أماه ؟
 أنت تعلم يا ابنى إنى عاجزة عن الحركة ؛ ولا أريد أن أثقل عليكما . يكفينى أن تنالا أنتما البركة .
 لا ..... بل إن أردتِ فلتذهبى معنا ليصلى عنك فيهبك الرب الشفاء .
 -  أنا لا أطلب  شفاءً للجسد بل أشتاق إلى إن أكمل أيامى فى رضى الرب واعبر سريعاً.
 -  لا تقولى هذا يا أمى فنحن محتاجون بركتك معنا .
 -  لقد اكملت رسالتى يا ابنى ........إنى اشتهى أن أنطلق واكون مع  السيد المسيح ؛ وذلك افضل جداً .
 أصر الابناء أن يأخذا امهما معهما وقرر الكل أن تكون الرحلة فى اليوم التالى . وبالفعل فى الصباح المبكر جداً سار الابنان بأمهما إلى السيارة ؛ وحملاها إلى المقعد الخلفى  لتستريح ؛ وانطلق الكل نحو البرية إلى الدير .
 لم يكن من السهل أن ينزلا بأمهما من السيارة ويحملانها على العجلة ليدخلا بها إلى كنيسة الدير . فى الطريق إلى الكنيسة قالت الأم فى ألم : "ارجو أن تتركانى فى الدير هنا وتذهبان أنتما إلى المغارة ؛ فان السيارة لا تقدر أن تصل إلى المغارة ؛ أظن أن العجلة لا تقدر أن تسير فى الرمال . يكفينى أن تذهبا و تطلبان منه ان يصلى عنى .
 وأنا أنتظركما هنا حتى آخر اليوم  .
  - لاتخافى يا أمى ؛ فإن الله سيدبر الأمر ؛ نحن قد أتينا من أجلك  وسنسأل أن كان بالدير (جيب ) تقدر أن تصل بنا الى المغارة .
 لا تتعبان ؛ ولا تحرجا أنفسكما مع الأباء الرهبان .
 -  لقد علمتينا اننا بالإيمان لا يوجد مستحيل .
 هنا بلغ الكل باب الكنيسة ؛ حيث خلع الكل أحذيتهم ودخلوا فى مخافة وهدوء إلى الهيكل حيث سجد الابنان إلى الأرض وصليا . أما الأم فقد انذرفت دموعها وهى تصلى بكلمات غير مسموعة . وبعد أن قبل الكل أجساد القديسين خرجوا يسألون عن الراهب دانيال .
 سال أحد الابنين راهباً: كيف يمكننا الذهاب إلى المغارة ابينا دانيال؟ 

هل تريدون أبانا دانيال ؟
 -لو سمحت ؛ فإننا مشتاقون أن ننال بركته ؛ وأمى كما تراها مريضة بالفالج .
 على أى الأحوال ؛ أن تدبير الله حسن ؛ فإن الاب دانيال حالياً فى الدير .
 أشار الراهب إلى الموضع الذى يجلس فيه أبونا دانيال ؛ الذى تفرس فيهم كثيراً وهم قادمين . واذ وصلوا اليه مع الراهب سألوا : أبانا دانيال ؟
 اجاب الراهب فى هدوء : نعم أنت .......أنت بولس ؟ 

-  كيف عرفتنى ؟
 وانت بطرس.؟
 -  نعم ......اتعرفنى ؟
 هل هذه أمكما ؟
 نعم !
 وفى لحظات ضرب الراهب دانيال مطانية أمامهم ثم أخذ الابنين بالأحضان وصار يقبلهما ؛ ثم تقدم إلى الأم وصار يقبل يديها وهو يبكى .
 وقف الكل فى دهشة ؛ بل وتجمع عدد ليس بقليل من الرهبان يرون هذا المنظر الغريب . أخذ الراهب يقول للأم العجوز : ألا تعرفينى ؟! أنا ابنك عادل ؛ الذى احتملتم ضعفه وأسرتموه بالحب حين سرق القطعة الأثرية ...أنا عادل الذى كنت لصاً ؛ وعلى أيديكم عرفت مسيحى ! إنى مدين لكم بكل حياتى فى المسيح يسوع !  ثم ركع الراهب دانيال بجوار العجلة وصلى فى اتضاع  وانسحاق بدموع غزيرة ورشم الأم  بالزيت باسم الله القدوس الآب والابن والروح القدس ؛ فتحركت الأعضاء اليابسة ؛ وقامت
 العجوز عن العجلة لتمسك بيديها الأب دانيال وهى تسبح الله وتمجدة .     

هذة القصة رواها لى قداسة القس اثناسيوس بطرس وطلب منى تسجيلها فى أسلوب قصصى ...وإن كنت قد قمت بتغيير بعض احداثها.
 
قصص قصيرة لأبونا تادرس يعقوب ملطى – قصة رقم 185

يوليو 30، 2011

الايس كريم و البقشيش


دخل أحد الأطفال إلى أحد المطاعم المزدحمة وجلس على احدى الطاولات و سأل الفتاة العاملة
هل يوجد ايس كريم بالشيكولاتة ؟ فأجابته نعم يوجد .
سألها بكم الايس كريم بالشيكولاتة هنا ؟ اجابته بخمسة جنيهات .
سألها مرة أخرى بكم الايس كريم بدون شىء( ايس كريم حليب فقط ) ؟ اجابته بتأفف بأربعة جنيهات .
فطلب منها أن تاتى له بكوب من الايس كريم حليب فقط ، فأحضرت الطلب و ظل الطفل يأكل و هو مستمتع وفى هذا الوقت ازدحم المكان ووقف البعض فى انتظار الطفل ، كانت الفتاه الجرسونة تنظر للطفل بغيظ لملابسه البسيطة واعتزازه بنفسه وثقته وبطئه بالاكل ، والبعض بالانتظار ان ينهى الطفل الايس كريم .
قام الطفل وطلب الفتاة وترك الحساب على الطاولة فاسرعت الفتاة لتنظف الطاولة و تأخذ الحساب و هنا كانت المفاجئة التى ادمعت الفتاة ، الطفل ترك خمسة جنيهات أى انه حرم نفسة من الايس كريم بالشيكولاتة لكى يترك للفتاة بقشيش جنيهاً.
احياناً نخطىء بالحكم على البعض و احياناً ننظر للبعض هذا غنى و هذا فقير و نحكم على البعض من خلال المستوى المادى للشخص قد يكون الانسان الذى امامى غنياً ولكنه داخلياً فقير فكل كنوز العالم لا تغنيه لأنه لا يشعر بالغنى الداخلى ، واحياناً يكون الأنسان فقيراً ولكنه غنى، غنى لأنه يشعر داخلياً بالغنى و انه قانع ولا ينظر للاخرين ولا يحمل شهوة لما يملكه الاخرين

مايو 20، 2011

الراقد فى الصندوق


حدثت هذه القصة في مدينة " قيسارية" بآسيا الصغرى منذ أكثر من 1700عام.
تقابل الرجلان اليهوديان"شالوم" و" أشير" ، وتبادلا التحية ثم قال شالوم لزميله:
- أراك متهللا وابتسامة غير عادية لا تفارق شفتيك.
- فقال أشير لأن في رأسى فكرة رأئعة سنفرح بها معاً، ونتسلى ونكسب !.
- نكسب؟! إذن فاشرح لى .
- اسمع يا شالوم ، لا شك أنه قد وصلت إلى أذنيك أنباء عن إغريغوريوس بطريك المسيحيين.
- نعم سمعتهم يقولون عنه أنه قديس عظيم، وأن أيات وعجائب تجرى على يديه لدرجة أنهم أعطوه لقب " صانع العجائب "، هذا إلى جانب ما عرف عنه شغفه بعمل الرحمة، وعدم رده أى سائل يقصده.
- جميل جداًُ فما قولك في تمثيلية نؤديها نكسب بها مالا من هذا الرجل، وتبرهن للناس أنه رجل عادى، لا يستحق الكرامة العظيمة التى أعطيت له.
- تمثيلية؟! لا أفهم شيئاً مما تقول !
- اسمع الأمر لا يتطلب سوى أن نستعير تابوتاً (صندوق للموتى) من جارنا وصديقنا (سمعان) صانع التوابيت. ثم ترقد أنت داخله بعض الوقت ممثلا دور ميت، وأذهب أنا إلى إغريغوريوس مدعياً أنك أخى وأن قد توفاك الله، وأنى فقير جداً، عاجز عن أداء تكاليف الجنازة و الدفن.
- وسوف يصدقك الرجل الطيب، ويهبك بعض ماله فترجع به إلىَّ لنتقاسمه !!
- صح! هذا ما قدرته بالضبط.
- فكرة زكية يا أخى صحيح أنها خبيثة ولكن لا بأس ما دمنا في النهاية سنذوق حلاوة مال أسقف المسيحيين!!
- و اتجه الخبيثان نحو حانوت (سمعان) وأفهماه الخطة كاملة فضحك وقال : جميل جداً الظاهر أننا سوف نضحك اليوم كثيراً ولكن أتظنان أنى أسمح أن أخرج أنا من هذا المولد بلا حمص؟ لا قد تجوز الحيلة على الأسقف ولكنها لا تجوز علىَّ . لن أسلف لكما الصندوق إلا إذا تعهدتما بأن نقتسم نحن الثلاثة بالتساوى ما سوف يعطيكما الأسقف! ووافق الخبيثان مضطرين ورقد شالوم في الصندوق!
- وذهب أشير إلى القديس إغريغوريوس، وانحنى أمامه راكعاً ، وهو يقول بصوت تخنقه الدموع: " ياسيدى أعنى!! لقد مات أخى ! إنه يرقد هناك في صندوقه، وليس معى نقود لأدفنه فهل من صدقة منك ياسيدى؟"
- وتحسس الأنبا إغريغوريوس جيوبه ثم قال في شبه اعتذار: ليس معى الآن نقود يا ولدى! ولكن لن أصرفك فارغاً! .
- وخلع البطريرك القديس ثوبه الخارجى ودفعه إلى السائل قائلاً: " خذ يمكنك أن تبيع هذا و تستفيد بثمنه في فك أزمتك لا تحزن يا ولدى البقية في حياتك تشدد و الرب يعزيك".
وجرى الخبيث بالثوب إلى صديقه الراقد بالصندوق ورفع الغطاء وصاح: " قم يا شالوم لقد جازت الحيلة على إغريغوريوس هذا الذى يقولون عنه صانع المعجزات وكاشف المستورات!"
ولكن ياللعجب ! لم يقم الراقد ولم يصدر منه أى رد. وهزه زميله بعنف، لكنه ظل صامتاً لا يتحرك!!
إنه جثة جامدة لا حرارة ولا نبض ولا أنفاس! لقد مات شالوم فعلاً!.
صرخ أشير مرتعداً، ولطم خديه،وصوت كالنساء، وكانت دموعه تنزل بغزارة.
وخرج سمعان صانع التوابيت وتحقق الخبر. وظهرت كرامة الأسقف رجل الله.
وحُمل مدعى الموت " الذى أماته الرب فعلا إلى القبور، وبكى أشير وسمعان طويلاً ، وكانا يتوقعان أن يضحكا طويلاَ.

مايو 07، 2011

اتفقا ألا يتفقا !


صوَّب الصياد بندقيته نحو الدُب ليقتله، فرفع الدُب رجليه الأماميتان مستسلماً، وهو يقول:
لماذا تقتلني؟ ماذا فعلت لك؟
الصياد: أريد الفراء لأبيعه !
الدُب: وأنا أيضاً أريد أن أتمتع بوجبه إفطار...هل أهجم عليك؟
الصياد: إذن لابد أن أقتلك.
الدُب: لا، هل نناقش الأمر كشخصين ناضجين لنصل إلى اتفاقية.
عندئذ حول الصياد بندقيته عن الدُب، وأحنى الدُب رأسه أمام الصياد، وجلس الاثنان كما في مؤتمر سلام لعلهما يصلان إلى اتفاقية. طال الحوار بينهما، و أخيراً
قال الصياد: "إنني لن أتنازل عن الفراء...إنى محتاج إلى ثمنه".
أجاب الدُب: " وأنا لن أتنازل عن وجبة الفطار، فإنى جائع".
إذ شعر الاثنان أنهما لن يتفقا هـرب كل منهما من وجه الآخر!
كم مرة اشتهى أن أُقيم معاهدة بين شهوات جسدي وشهوات روحي.
هذا أمر مستحيل! ليجلسا معاً، لكنهما لن يتفقا قط !

ليعمل روحك القدوس فيَّ، فيتقدس جسدي وأيضاً روحي، أما شهوات الجسد فلا تتفق مع شهوات روحى فيك.

قصص قصيرة لأبونا تادرس يعقوب ج1-قصة رقم 204

يناير 27، 2010

الكيلو = 900 جرام ؟؟!!!

سافر الفلاح من قريته الى المركز ليبيع الزبد التي تصنعه زوجته و كانت كل قطعة على شكل كرة كبيرة تزن كل منها كيلو جرام .

باع الفلاح الزبد للبقال و اشترى منه ما يحتاجه من سكر و زيت وشاي ثم عاد الى قريته .

أما البقال فبدأ يرص الزبد في الثلاجة ...

فخطر بباله أن يزن قطعة و اذ به يكتشف انها 900 جرام فقط ... وزن الثانية .. وجدها مثلها و كذا كل الزبد الذي أحضره الفلاح !! .

في الاسبوع التالي .. حضر الفلاح كالمعتاد ليبيع الزبد .. فاستقبله البقال بصوت عالي : " أنا لن أتعامل معك مرة أخرى فأنت رجل غشاش فكل قطع الزبد التي بعتها لي تزن 900 جرام فقط و أنت حاسبتني على كيلو جرام كامل !! ".

هز الفلاح رأسه بأسى و قال " لا تسىء الظن بي فنحن أناس فقراء و لانمتلك وزنة الكيلو جرام فأنا عندما أخذ منك كيلو سكر أضعه على كفة و أزن الزبد في الكفة الأخرى !!!! "


لا تدينوا كي لا تدانوا لأنكم بالدينونة التي بها تدينون تدانون و بالكيل الذي به تكيلون يكال لكم .




يناير 16، 2010

تاجر الجمال


تقدم تاجر بشكواه إلى القاضي فقال (أن جاري يعمل تاجر للجمال، ولظروف مرضي أعطيته بضاعتي ليبيعها، وبالفعل قام الجمال ببيع البضاعة واستلم قيمتها وأنكر كل شيء، حتى أنه ينكر معرفتي تماما وينكر ـنه جمال يتاجر في الجمال بعد أن ارتدى أفخر الملابس
فلما سمع القاضي أقوال الرجلين حار في كيفية إظهار الأمر، وأخيراً أمرهما بالإنصراف وكأنه فشل في إظهار الحق। ولما ابتعدوا عنه قليلاً صاح بملء فمه "يا جمال" وإذا بالجمال ينظر وراءه في الحال !! وهنا انكشف الأمر فحكم عليه برد بضائع الرجل وطرحه في السجن

أننا قد نلبس ملابس الملوك ولكن هذه لا يمكنها أن تخفي أخلاقنا الحقيقية فأنها ستظهر أمام الملأ مهما اجتهدنا في اخفائها !! فتذكر أن عين الله تخترق أستار الظلام ।

يناير 09، 2010

البخيل المغرور


كان غضبان رجلاً غنياً، لكنه كان متكبراً بخيلاً، يخافه الجميع لسوء خلقه، وبينما كان يسير ذات يوم في السوق اصطدم بحمّال يحمل على ظهره جرة كبيرة مليئة بالصباغ (مادة لتلوين الثياب) فاختل توازن الحمّال، وسقطت الجرة على الأرض، فانكسرت وتناثر الصباغ على ثياب غضبان فلما رأى غضبان ما حلّ بثوبه انهال ضرباً على الحمال، والحمال المسكين يعتذر منه ويستغيث بالنسا، ولا أحد ينصره، فالكل يخاف غضبان.

وسمع أسامة صراخ الحمال، وكان شاباً كريماً شجاعاً، يعمل في متجر والده، فأسرع لنجدة الحمّال، وأمسك غضبان بقوة وقال له: اتق الله، لا يحق لك أن تضرب أحداً بغير حق.

فقال غضبان لأسامة: ألا ترى يا أعمى؟ لقد أتلف هذا الأحمق ثوبي بالصباغ الذي كان يحمله.
فقال أسامة حدث ذلك بدون قصد منه، وسيدفع لك ثمن الثوب، فلا تضربه.

ضحك غضبان وقال: وهل يستطيع هذا الحمال الفقير أن يدفع ثمن الثوب؟ إنه يساوى مائة دينار ذهباً.

سقط الحمال مغشياً عليه عندما سمع ذلك، فهو لا يملك حتى عشرة دراهم فضية.
وحاول الجميع أن يقنع غضبان بأن يسامح الحمّال، ويرحم حاله، لكنه رفض، فأسرع أسامة إلى متجر والده، وأحضر مائة دينار، وأعطاها لغضبان "فرح غضبان" لأن ثوبه لا يساوي هذا المبلغ، ولكن لما أراد أن ينصرف، جذبه أسامة بشدة وقال: قد قبضت الثمن، وأريد ثوبي.

فقال غضبان مستغرباً: حسناً، أذهب إلى البيت، وأخلع الثوب وأرسله لك مع الخادم.
ولكن أسامة أمسك بثيابه وجرّه بقوة وقال: قد رفضت أن ترحم هذا المسكين فاخلع ثوبي الآن.

ووقف الجميع مع أسامة، فاحتار غضبان ماذا يفعل فهو يريد المال، ولكنه لا يستطيع أن يخلع ثوبه أمام الناس، فنظر إلى أسامه شرزاً (بحقد واحتقار) وقال: حسناً، سأشتري الثوب بمائة دينار.

ولم يقبل أسامة وقال له: إما أن تعطيني ثوبي الآن، أو تدفع ثمنه مائتي دينار في الحال.

فقد غضبان عقله وأخذ يصيح: كيف تبيع ثوباً بمائتي دينار، وقد اشتريته بمائة؟ وظل يرجو أسامة أن يقبل المائة دينار ويتركه لينصرف.

فقال أسامة: إما أن تعطيني الثوب الآن، أو تدفع قيمته مائتي دينار أو تعتذر من الحمال، عندئذ سأسامحك.

ازدادت حيرة غضبان البخيل، فهو جبان لا يستطيع أن يضرب أسامة الشاب القوي ابن التاجر الكبير، كما أن الحاضرين سيشهدون بما حدث، وهو بخيل جداً ولا يمكن أن يدفع مائتي دينار ثمناً للثوب، فلم يجد غضبان إلا أن يعتذر للحمال ويعطيه عشرة دنانير تعويضاً عن إهانته، وانصرف ذليلاً ملطخ الثياب.

أكتوبر 17، 2009

ربع جنيه وليس اكثر


ركب الخادم تاكسى بالنفر متوجها للقرية التى سيبدا خدمة فيها لاول مرة وقال للسائق انة سينزل عند الكنيسة ليتوقف عندها ودفع الخادم الاجرة للسائق ولكنة فوجى ان السائق اخطا فى الحساب ورجع الباقى بزيادة ربع جنية ...... فكر الخادم فى سره : هل اقول لة ام لا ... ولكنة فقط ربع جنية .. انة هدية من الله والسائق بالتاكيد يربح كثيرا ولن يشعر بعجز فى الايراد ولكن هل هذه امانة كيف اقبل ما لا يحق لى .. افق الخادم من سرحانة على صوت السائق وقد اوقف السيارة امام الكنيسة . الكنيسة يا استاذ ...... اجاب الخادم : الف شكر .. اتفضل حضرتك الربع جنية دة .. انت غلط واديتهولى زيادة فى الباقى .... ابتسم السائق : لا دى مش غلطة ...انا قصدى اديلك ربع جنية زيادة وكنت عاوز اعرف حتعمل اية .... اذا رجعتة هاجى الكنيسة واذا كنت اخذتة يبقى ملوش لزوم اسمع لواحد مش بيعيش بوصية ربنا . وتركة السائق ومضى اما الخادم فشعر ان الارض تدور بة فاستند على حائط منزل وصرخ فى اعماق قلبة " سامحنى يارب كنت حبيعك بربع جنية !!

يونيو 26، 2009

البطة الكسولة


انطلقت مجموعة من البط البرى المهاجر فى بدء الشتاء متجة معا نحو الجنوب. وكان الكل يطير معا ويستريح معا. وكانت المجموعة تطير معا فى تناسق وانسجام.. لاحظت بطة اثناء طيرها مجموعة من البط تأكل فى الحقل،
وقد وضع امامها كثير من الطعام، ففكرت البطة ان تهبط وان تأكل مع البط القليل من الطعام ثم تلحق بأخواتها البط البرى. وبالفعل نزلت وكل ما اكلت اشتهت ان تأكل اكثر.. ولاحظت البطة زملائها قادمين فى الجو ارادت ان تلحق بالبط الطائر ولكن لسبب كثرة الاكل وسمنتها لم تقدر ان تطير قررت ان تنتظر حتى بدأ الشتاء القادم لتهاجر معهم نحو الجنوب تكرر الامر،
وهكذا كانت تؤجل حتى سمنت جدا وفشلت تماما فى الالتحاق بزملائها..
وكانت تقول: ليت لى جناحا كالحمامة واستريح!!
هب لى يا رب جناحى حمامة فأطير واكون فى السماء لا انحدر بعينى الى الاسفل ولا تنشغل افكارى بطعام الجسد الفاسد لئلا انحدر واستسلم ولا استطيع بعد الطيران يطير اخوتى نحو السماء بروحك القدوس العجيب وانا فى مذلة ارتبط بالارض وأعجز عن الطيران

نوفمبر 10، 2008

نفس جديدة بربع دولار


ولاية تكساس الأمريكية أكبر ولاية أمريكية من حيث الحجم، وتسمّى “ولاية النجمة الوحيدة”؛ حيث أن كل من علم الولاية وختمها يحتوي على نجمة واحدة، وتأتي هذه التسمية منذ عام 1821م حيث لاحظ الحاكم المكسيكي للولاية يومها هنري سميث أن شكل الولاية كأنها نجمة خماسية الأضلاع. وتُعتبَر مدينة هيوستن أكبر مدينة في الولاية.

منذ عدة سنوات جاء خادم إنجيل من خارج ولاية تكساس ليخدم الرب في هيوستن، وكان سيقيم فيها لفترة من الزمان. وبعد عدة اسابيع من وصوله وخدمته في الكنيسة بهيوستن، استقل الأتوبيس من منزله إلى وسط المدينة في جولة لمعرفة معالمها. وبعد أن أخذ الخادم التذكرة من سائق الأتوبيس، وجلس في المقعد في الخلف، لاحظ الخادم أن السائق أعطاه عملة معدنية بربع دولار زيادة عن ما يستحق. ربما يكون السائق أخطأ في حساب ثمن التذكرة! تردَّد الخادم: ماذا يفعل بالربع دولار؟ هل هو هدية السماء له ليأكل أيس كريم في جو هيوستن شديد الحرارة مرتفع الرطوبة؟! أم يجب أن يخبر السائق ويردّ له الربع دولار؟! أم أن ما يجول بخاطره أساسًا أفكار ساذجة فالأتوبيس يكسب كثيرًا ولا يفرق عنده ربع دولار؟! فربع دولار لا يستحق أي أهتمام أو تفكير؟! وعندها استغرق الخادم في متابعة معالم المدينة، وتناسى تمامًا موضوع الربع دولار الذي كان سيزعجه. جاءت المحطة التي كان يجب أن ينزل فيها الخادم، و توقف الأتوبيس، وقبل أن ينزل، شعر الخادم بصوت داخلي عميق ومُلِح يذكِّره بالربع دولار؛ وعندها اتخذ قراره، وقال للسائق وهو يقدِّم له ربع الدولار: “سيدي لقد أخطأت في الحساب وأنت تعطي لي التذكرة واعطيتني ربع الدولار هذا زيادة فهذا حقك”. وبينما السائق يأخذ الربع دولار كان يبتسم وهو يقول للخادم: “رائع! انت خادم الكنيسة الجديد اليس كذلك؟ ” فأجاب الخادم بالإيجاب. فقال له السائق: “شعرت بعطش شديد لله ولسماع الإنجيل في الأشهر الماضية، وأفكِّر في الرجوع للمسيح والذهاب للكنيسة بانتظام، ولما رأيتك تدخل الأتوبيس عرفتك، لأني كنت قد رأيتك من قبل في مناسبة اجتماعية في الكنيسة، خطرت سريعًا الفكرة على ذهني، وقرَّرت أن أقدِّم لك ربع دولار زيادة، حتى أرى هل تعيش الوعظ الذي تعظ به؟ وهل من المفيد أن أسمع منك كلمات الإنجيل؟ فشكرًا لله، وشكرًا لك لأنك ردّدت لي ربع الدولار، وتأكّد لي أمانتك في القليل، وبالتالي سأثق في أمانتك في الكبير الذي تقدمه لي وللناس في الكنيسة، أقصد كلمة الله. وبالمناسبة؛ ما هي مواعيد الاجتماعات؟ سأواظب عليها من يوم الأحد القادم؟” وبعد أن أخبر الخادم السائق بميعاد الاجتماع، وبينما هو ينزل من الأتوبيس كان يصلي بداخله قائلاً: أيها الآب شكرًا لك لأنك أنقذتني من أن أبيع الشهادة عن ابنك الرب يسوع المسيح بربع دولار.

القارئ العزيز القارئة العزيزة أعلم أنه لم يعجبك ما عمله السائق من أختبار بربع دولار، ولكن دعني أقول لك أن العالم ينظر إلينا بميكروسكوبه ونحن نشهد للمسيح كما قال الرب: «وَتَكُونُونَ لِي شُهُودًا فِي أُورُشَلِيمَ وَفِي كُلِّ الْيَهُودِيَّةِ والسَّامِرَةِ وَإِلَى أَقْصَى الأَرْضِ» (أعمال1: 8). ولقد قال الرسول بولس: «لأَنَّنَا صِرْنَا مَنْظَرًا لِلْعَالَمِ لِلْمَلاَئِكَةِ وَالنَّاسِ» (1كورنثوس4: 9). ولاحظ أن رغم صغر الربع دولار، فقد كان كفيلاً أن يطفئ شهادة الخادم بالنسبة للسائق إلى النهاية. وليس الصغير الذي يجب أن نتحذر منه هو فقط أعمال نقوم بها، لكن يمكن أن تكون كلمات أو أفكار أو عادات؛ فأفكارنا تصير كلمات، وكلماتنا تصبح أفعال، وأفعالنا تصير عادات وعاداتنا توثِّر علينا وعلى الآخرين في الحاضر والمستقبل. وهذه بعض الأشياء الصغيرة كربع الدولار، لكن يمكنها أن تكون مدمِّرة للشهادة والخدمة، ويمكن أن تكون معطلِّة لقبولك للمسيح أيها القارئ وأيتها القارئة:1-خميرة صغيرة : الخميرة ترمز للشر في السلوك أو التعليم في انتشارها 2-ثعالب صغيرة: الثعالب صورة لكل ما يمنع الثمر في حياة المسيحي، «خُذُوا لَنَا 3-جهالة صغيرة : اَلذُّبَابُ الْمَيِّتُ صورة لكل نجاسة ولو تبدو إنها صغيرة ف4-نفس الصغيرة : النفس الصغيرة التي تضخم حجم المشاكل والعدو والنفس دون تقدير صحيح لقدرة الله5-نقض وصية صغيرة: « 6-عضو صغير (اللسان 7-كسل ونوم قليل : صديقي القارئ صديقتي القارئة لا يوجد صغائر وكبائر في الحياة المسيحية ، صلاة : اخْتَبِرْنِي يَا اللهُ وَاعْرِفْ قَلْبِي. امْتَحِنِّي واعْرِفْ أَفْكَارِي. وَانْظُرْ إِنْ كَانَ فِيَّ طَرِيقٌ بَاطِلٌ وَاهْدِنِي طَرِيقاً أَبَدِيّاً... اَلسَّهَوَاتُ مَنْ يَشْعُرُ بِهَا! مِنَ الْخَطَايَا الْمُسْتَتِرَةِ أَبْرِئْنِي. أَيْضًا مِنَ الْمُتَكَبِّرِينَ احْفَظْ عَبْدَكَ فَلاَ يَتَسَلَّطُوا عَلَيَّ. حِينَئِذٍ أَكُونُ كَامِلاً وَأَتَبَرَّأُ مِنْ ذَنْبٍ عَظِيمٍ. لِتَكُنْ أَقْوَالُ فَمِي وَفِكْرُ قَلْبِي مَرْضِيَّةً أَمَامَكَ يَا رَبُّ صَخْرَتِي وَوَلِيِّي. آمي

يوليو 25، 2008

قصة صندوق الجواهر


أحضر الوالد صندوقا مملؤا من اللؤلؤ الغالى الثمين جدا ووضعه أمام أولاده الثلاثه الذى يحبهم جدا و قال لهم يا أولادى أنى أحبكم جدا لذلك قررت أن أهب لكم هذا الصندوق .....و فتحه الاب أمام الاولاد و قال لهم يا أحبائى الان كل واحد منك يا أولادى يأخذ بكفيه الاثنين من الصندوق على قدر ما يستطيع على شرط أن يأخذ مره واحده فقط على قدر ما يستطيع بكفيه............ .......و كانت الفرصه كبيره أمام الابن الاكبر .....الذى كان له كفان كبيران جدا و الذى بدأ و أخذ ملىء يديه الكبيرتين لؤلؤا ثم جاء بعده الابن الاوسط الذى له كفان كبيران أيضا و أخذ قدرا كبيرا من اللؤلؤ............ ..ثم جاء دور الابن الاصغر الذى نظر الى يد أخويه كيف كانتا كبيره ثم نظر الى يديه فوجدها صغيره جدا فركض الى حضن أبيه و سأله ....أبى هل تحبنى ؟؟؟؟؟؟.......أجاب الاب ...أحبك جدا يا أبنى .......أجاب الابن ..أذن يا أبى أنى لا أريد أن أخذ نصيبى بنفسى .... هل من الممكن أن تعطينى أنت نصيبى بيدك أنت ...... نظر الاب الى الابن و أغلق الصندوق و أعطى كل ما فيه للابن الصغير .

صديقى لقد أختار الابنان الآخران الاعتماد على أنفسهما فى أخياراتهما بدون الرجوع الى أبيهما ...بينما ذلك الابن الصغير هو الذى أحس بأحتياجه الحقيقى للاب فلجاء اليه و أسلمه أمره و طريقه .....فما كان من الاب الا أن يعطيه كل ما له ....انا و انت كل يوم نعتمد على قوانا الضعيفه دون الرجوع الى الله لذلك فاننا كثيرا ما نختار الاختيار الخاطىء و ذلك لكوننا ضعفاء .... و لكن دعنا ندعو ربنا يسوع المسيح ليتقدمنا فى أختياراتنا ....فى أحلامنا و فى طموحاتنا و فى كل شىء ...لآنه قادر أن يفعل أكثر مما نطلب أو نفتكر و قادر أن يمنحنا أكثر مما نحلم

يوليو 14، 2008

قصة لماذا يعيش العنكبوت منزويًا ؟

سأل بيتر جده:"لماذا يقيم العنكبوت بيته في زوايا البيوت؟ولماذا يأكل العنكبوت الحشرات الصغيرة الميتة؟"روي جده لحفيده القصة الرمزية المشهورة عن العنكبوت:كان العنكبوت ملتزمًا أن يدفع ما عليه من ضرائب، وإذ لم يكن معه مالاً قال في نفسه: لأذهب واقترض مالاً من بعض الحيوانات ولا أرده.انطلق إلى الطريق فوجد فأرًا فسأله أن يقرضه جنيهًا واحدًا حتى الصباح، وإذ أكد الفأر أنه محتاج إليه، وعده العنكبوت أنه سيرده إليه في اليوم التالي صباحًا. قدم له الفأر الجنيه وانطلق.سار العنكبوت في الطريق فوجد قطة فسألها جنيهًا تقرضه إياه حتى الصباح ووعدها أنه سيرد المبلغ مع علمه أنه يعجز عن سداد الدين.كرر الأمر حين رأى كلبًا، ثم رأى نمرًا، وأخيرًا أسدًا.حمل العنكبوت الجنيهات الخمس وسدد ما عليه من ضرائب. ثم عاد إلى بيته يفكر ماذا يفعل، وكيف يسدد ما عليه من دين. أمسك بفأس وحفر حفرة ضخمة في الحديقة خلف منزله وغطّاها. وفي الصباح جاءه الفأر يسأله أن يسدد الدين الذي عليه. قابله بكل بشاشة وصار يتحدث معه حتى سمع طرقات على الباب، وإذ عرف أن القطة على الباب ارتبك جدًا. طلب منه العنكبوت أن يجري إلى حجرة بعيدة إلى أن تنصرف القطة.فتح العنكبوت الباب ورحّب بالقطة، وإذ سألته عن الدين أجابها أنه سيدفعه فورًا، لكنه قد أعد لها وجبة فطار شهية تأكلها قبل أن تأخذه. أشار إلى الحجرة التي اختبأ فيها الفأر. دخلت الحجرة ووثبت عليه وأكلته. عادت إلى العنكبوت، فصار يحاورها حتى سمعت طرقات الباب، وإذ عرفت أنه كلب جرت تختبئ في حجرة بعيدة.دخل الكلب وتكرر الأمر معه، إذ أشار إليه العنكبوت جرى نحو القطة وقتلها. وهكذا فعل مع النمر والأسد.وإذ شبع الأسد طلب منه العنكبوت أن يأتي وراءه في الحديقة الخلفية ليُعطيه الجنيه. سار الأسد وراءه، وإذ عبر على الحفرة المغطاة سقط فيها، فصار يزأر.جاءت كل الحيوانات لترى ماذا فعل العنكبوت بملك الوحوش، وكيف قدم كل حيوان فريسة لحيوان آخر حتى لا يفي بوعده. وقفت كل الحيوانات ضده، فاضطر العنكبوت أن يجري إلى زاوية البيت ويُقيم نسيجه عند السقف، وصار منعزلاً. لم يعد له طعام سوى الحشرات الصغيرة الميتة.
أخيرًا قال جده لحفيده بيتر: "من لا يفي بوعده يفقد احترام الكل له، فيصير منزويًا كما في زاوية، ولا يجد طعامًا لائقًا".

هب لي أن أكون أمينًا في حياتي، حينما أعد أفي!أنت الأمين الذي تفي بوعودك معي!لأتشبه بك فلا أشعر بالعزلة.
لأفي بوعودي فأسكن في السمويات، وأتمتع بالمائدة الملائكية.
أبونا تـادرس يعقـوب ملطـى

يوليو 03، 2008

جزيرة مليئة بالذهب .. ولكن


انطلقت سفينة عبر احد المحيطات تحمل المئات من البشر يبحثون عن فرص للعمل و التجارة فجأة ضرب ناقوس الخطروادرك الكل أن المياة بدأت تتسرب الى السفينة ,فأنزلوا قوارب النجاة , وحملوا ما استطاعو من الطعام ,وانطلقوا الى جزيرة قريبة جدا منهم ..... ,اجتمع الكل فى الجزيرة التى لم يكن يسكنها احد ,وعرفوا انهم صاروا فى عزلة عن العالم كله ,فقد امتلأت السفينة بمياة المحيط وغطست فى الاعماق قرروا أن يبدأوا بحرث الارض و زراعتها ببذر بعض الحبوب التى انقذوها ,وبالفعل بدأوا بذلك ولم يمض يومان حتى جاء احدهم يصرخ متهللا :لا تحزنوا سأقدم لكم نبأ خطيرنحن فى جزيرة مملوءة بمناجم غنية بالذهب ,و سنصير أغنياء جدا !!! فرح الكل ,وتركوا الزراعة ,وانشغل الكل باستخراج الذهب وصاروا يملكون الكثير و نفذ الطعام وحل فصل الشتاء ولم يجدوا طعاما وهنا ... ,بدأوا يتفطنون ماذا يفعلون بكل هذا الذهب وهم لا يجدون طعاما ! فصاروا فى حيرة لكن قد ضاع وقت البذر والحصاد لقد بدأوا يخورون الواحد وراء الاخر ,واخيرا ماتوا من الجوع ,وانطرحت جثثهم وسط اكوام الذهب التى لم تقدر ان تخلصهم .

هذة قصة الكثيرين منا ,حيث يرفضون الالتقاء مع الله الذى يشبع النفس بطعام المعرفة الالهية ,مقدمين اعذارا واهية انهم مشغولون بالامور الزمنية لكن تأتى ساعة يكتشفون ان كل ما جمعوه لا يشبع نفوسهم ,وأن الفرصة قد ضاعت , وفقدوا حياتهم الابدية ! انشغلت نفسى بأمور كثيرة , وانت طعامها السماوى حكمتك تشبع نفسى , و معرفتك تروى ظمأى لأقتنيك فأحيا , و اشبع , ولا اموت انت شبعى و فرحى و غناى انت حياتى و مجدى انت نصيبى يا شهوة قلبى