هذه القصة الخيالية على ألسنة الأسود من وحي ما كتبه القديس يوحنا ذهبي الفم، إذ يقول إن الإنسان قد انحط إلى مستوى أقل من الحيوانات والحشرات، فيطالبنا الكتاب المقدس أن نتعلم الجهاد وعدم الكسل من النملة، والعمل الجماعي حتى من الحيوانات المفترسة كالأسود... فإنها وإن كانت مفترسة لكنها لا تأكل بعضها البعض بل تعمل معًا، أما الإنسان فيختلف حتى مع من هو قريب إليه
أذكر أنني دُعيت للتدخل في مشكلة في أمريكا الشمالية بين أب وابنه قاما بمشروع معًا كشريكين ونجح المشروع، فرفع الأب على ابنه قضية يطالب فيها أن المشروع ملكًا له، ناكرًا شركة ابنه معه، هذا الذي من لحمه ودمه!! يا لبشاعة الخطية! ما لا تفعله الحيوانات المفترسة يرتكبه الإنسان بغير حياء!! صرت عندك كبهيمةٍ ! وهبتني يا ربي عقلاً، وأعطيتني نعمة الإرادة الحرة، لعلي بنعمتك ارتفع إلى سماواتك وأتشبه بملائكتك! أتعرف عليك وأتمتع بأسرارك، وأحيا في مجدٍ فائق! لغباوتي حطمتني الخطية، أذلتني وانحدرت بي إلى الهاوية! لكنك في حبك نزلت إليّ، لتحملني على منكبيك، وأحيا بالحق ابنًا مباركًا ومقدسًا! لا أعود أتعلم من الحيوانات، بل من السماء عينها! أرى الخليقة كلها تخدمني، من أجل حبك الفائق لي! تطلع النبي إلى ما فعلته به الخطية فصرخ: "صرت عندك كبهيمةٍ!" لا تتعجب أيها الحبيب، فإن الحيوانات تلتزم بقوانين الطبيعة، وتسلك أفضل من كثير من البشر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق