‏إظهار الرسائل ذات التسميات اللطف. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات اللطف. إظهار كافة الرسائل

أغسطس 13، 2023

"الأستاذ يناير "


قصة من أوربا الشرقيه

عاشت طاطا ووالدتها في بلدة ريفية بجوار منطقة غابات تتحول في الشتاء إلى قطعة من الثلج، حيث يكسو الثلج الأشجار وتتغطى كل الأرض بطبقة كثيفة منه. وكانت لديهم فتاة صغيرة خادمة اسمها باطا، رقيقة جدًا وبشوشة، تخدمهما بفرح وتهليل، بينما كانت علامات التبرم والبؤس تظهر على وجه طاطا وعلى وجه والدتها.

شعرت طاطا بالغيرة من خادمتها الصغيرة فكل أهل القرية كانوا يحبونها ويلاطفونها، وكانوا معجبين ببشاشتها. إذ حلّ فصل الشتاء واكتست القرية كلها بالثلوج، أرادت طاطا أن تتخلص من باطا، فقالت لها: "اذهبي إلى الغابة واقطفي لي خمسة زهور من البنفسج وتعالي. احذري أن تأتي بدون الزهور، فإنك ستنالين عقابًا مرًا".

تعجبت باطا من الطلب، وبرقة قالت لسيدتها طاطا: "ألا تعلمين أن الشتاء قد حلً، والثلج يملأ الغابة، فكيف نجد زهرة بنفسج وسط الثلوج؟"

قبل أن تجيب طاطا صرخت الأم في وجه باطا: "لماذا تقولين هذا؟ ألا تسمعي لسيدتك. اخرجي إلى الغابة، وأنا أحذرك من العود دون أن تحضري طلبة سيدتك".

خرجت باطا وهي لا تعرف ماذا تفعل، لكنها انطلقت إلى الغابة وكانت رجلاها تغرسان في الثلج. وإذ شعرت بالريح الشديد والثلج الذي كاد يجمدها صرخت إلى الله لكي يرشدها ماذا تعمل؟. فجأة لاحظت نارًا متقدة على تل بالقرب منها وحوله يجلس اثنا عشر رجلًا، أربعة يلبسوه ثيابًا بيضاء، وأربعة ثيابًا خضراء، وأربعة ثيابًا لونها بني والأربعة الآخرين ثيابهم رصاصية اللون.

انطلقت إليهم وهي ترتعش، وبرقة قالت لهم: "سادتي الأحباء هل تسمحوا لي أن استدفئ، فإني كدت أتجمد، وأنا أطمع في محبتكم وحنوّكم!".

إذ جلست باطا بجوار النار شعرت بالدفئ وصارت تشكر الرجال على محبتهم وترفقهم بها.

تطلّع إليها أحد الرجال اللابسين الثياب البيضاء وقال لها: "أُعرّفك بنفسي فأنا يناير، فمن أنت؟ وما الذي جاء لك إلى هذه الغابة؟ وماذا تطلبين؟" أجابته الفتاة: "أنا فتاة أعيش مع سيدتي الصغيرة طاطا ووالدتها. إني أحبهما وأخدمهما بكل قلبي، واشتهي سعادتهما، ولم أرفض لهما أي طلب. واليوم صباحًا طلبت مني طاطا أن أقطف خمسة زهور من البنفسج من الغابة، ولما قلبت لها أنه لا يوجد زهور بنفسج وسط الثلج، زجرتني هي ووالدتها".

تسللت الدموع من عيني باطا، لكن يناير قال لها: "لا تبكين يا ابنتي اللطيفة، فإننا كلنا نخدمك كما أنتِ تخدمين الآخرين" ثم طلب يناير من مارس أن يخدم هذه الفتاة الرقيقة في كلماتها وتصرفاتها. للحال نفخ الأستاذ مارس في النار فاشتعلت جدًا وذاب الثلج ثم ظهرت بعض زهور البنفسج.

لم تعرف كيف تشكر باطا هؤلاء الرجال؛ وفي بهجة قلبها قطفت بعض زهور البنفسج وهي تقول لهم: "شكرًا لكم فإنهم ستفرحون قلب طاطا وقلب والدتها.

انطلقت إلى المنزل وكان المساء قد حلّ، وكم كانت دهشة طاطا ووالدتها حين رأتا زهور البنفسج في يديها تقدمها وهي متهللة.

أخذت طاطا الزهور دون أن تنطق بكلمة شكر، وتطلعت لوالدتها كأنها تريد أن تقول شيئًا. عرفت الأم ما في ذهن ابنتها طاطا، فسألت باطا "من أين أتيت بهذه الزهور؟"

روت باطا لهما ما حدث معها فتعجبتا جدًا، خاصة وأن رائحة الزهور كانت جميلة وظهر عليها أنها مقطوفة حديثًا.

في الصباح تطلعت طاطا إلى باطا، وقالت لها: "اذهبي احضري لي خمسة تفاحات من الغابة". وقبل أن تنطق باطا بكلمة زجرتها الأم وأمرتها أن تطيع دون أن تنطق بكلمة، وإلا تعرضت لعقوبة قاسية.

خرجت باطا إلى الغابة وتكرر معها ما حدث باليوم السابق، ودُهش الرجال لعودة باطا. سألها الأستاذ يناير: "لماذا رجعتِ اليوم؟" أجابته أن طاطا تطلب مني خمسة تفاحات من الغابة، ونحن في شهر يناير وسط الثلوج قد تغطّت أشجار التفاح بالثلوج!"

بلطف طلب الأستاذ يناير من الأستاذ يونيو أن يساعد هذه الفتاة التقية المحبة شجرة تفاح مثمرة، وإذ طلب يونيو منها أن تهز الشجرة سقطت تفاحتان، فأخذتهما وشكرت جميع الرجال وانطلقت إلى البيت.

بالمساء إذ قرعت الباب فتحت طاطا ودُهشت فإن باطا تحمل تفاحتين. أخذت طاطا التفاحتين وبعنف شديد وبّخت باطا: "حتمًا لقد أكلتي الثلاثة تفاحات! "أما باطا ففي هدوء شديد روت لهما ما حدث وأن ما سقط من الشجرة تفاحتين أحضرتهما لها. وإذ أرادت طاطا أن تعاقب باطا أمسكت والدتها بيدها ودخلت بها إلى حجرتها، ثم قالت لها: "لنذق طعم التفاحتين، فإنني لم أرَ تفاحًا كهذا من قبل، من جهة شكله ورائحته وحجمه!". إذ أكلتا التفاحتين قالت الأم لابنتها: "أشير عليك أن تذهبي غدًا إلى الغابة حتى تجمعي كل تفاح الشجرة فنأكلها معًا!"

في الصباح الباكر جدًا خرجت طاطا إلى الغابة، ومع كل ما ارتدته من ثياب خاصة بفترة الثلج، كان الريح شديدًا حتى كادت أن تتجمد. كانت تجري في الاتجاه الذي أخبرتها عنه باطا. وأخيرًا رأت التل وعليه يقف الرجال حول النار. انطلقت نحو النار لتستدفئ.

سألها الأستاذ يناير: "من أنتِ؟ ولماذا أتيت إلى هنا؟"

بوجه عبوس صرخت في وجهه: "لماذا تسألني؟ ليس من حقك أن تعرف؟"

تضايق الأستاذ يناير من ردّها العنيف وطلب من الرجال أن يتركوها وحدها، فهبّت رياح شديدة وانطفأت النار، ولم تعرف طاطا ماذا تفعل، فقد كادت تتجمد من الثلج والرياح، وصارت عاجزة عن الحركة.

مرّت الساعات حتى حلّ المساء، ولم تحضر طاطا، فقلقت والدتها جدًا، وانطلقت إلى الغابة وسط الظلام في الجو العاصف تبحث عن ابنتها.

بقيت باطا في المنزل وحدها، وكانت دموعها لا تجف وهي تترقب مجيء طاطا ووالتها. لم تنم الليل كله وحلّ الصباح وعبر يوم فيومين فأسبوع فشهر وأدركت أنهما حتمًا قد تجمّدا وماتا.,

استلمت باطا البيت وكل ما فيه وورثت كل ممتلكاتهما، وفي إحدى الأمسيات سمعت طرقًا على الباب، ففتحته وإذا بها تجد الاثني عشر رجل واقفين.

استقبلتهم ببشاشة وحب وشكر من أجل عملهم معها، وإذ سألتهم إن كانوا يعرفون شيئًا عن طاطا ووالدتها، فأخبروها بأنها بسبب عنفها وقسوة قلبها لم تجد من يعينها، فتجمدت ودفنت في وسط الثلوج في الغابة، ولا يعرف أحد موضعهما.

بكت باطا عليهما بمرارة، لكن الرجال طيّبوا قلبها وتقدموا إليها قائلين: نحو شهور السنة كلها؛ هوذا الأربعة فصول في خدمتك. أوجدنا الله إلهك من أجلك، كل منّا يقدم لكِ ما هو لبنيانك.

هب لي يا رب روح الحنو واللطف،
فأتمتع بحنوك ولطفك.
الزمن كله يصير في خدمتي.
والعدو إبليس يسقط تحت قدمي!
هب لي أشاركك اللطف يا كلي الحب! 

فبراير 22، 2023

الاستاذ يناير ( قصة من أوروبا الشرقية )

عاشت طاطا و والدتها فى بلدة ريفية بجوار منطقة غابات تتحول فى الشتاء الى قطعة من التلج , حيث يكسو التلج الاشجار و تتغطى كل الارض بطبقة كثيفة منه . 
و كانت لديهم فتاة صغيرة خادمة اسمها باطا , رقيقة جدا و بشوشة , تخدمها بفرح و تهليل , بينما كانت علامات التبرم و البؤس تظهر على وجه طاطا و وجه والدتها .
شعرت طاطا بالغيرة من خادمتها الصغيرة فكل أهل القرية كانوا يحبونها و يلاطفونها و كانوا معجبين ببشاتها . 
و عندما حل فصل الشتاء و اكتست القرية كلها بالثلوج , أرادت طاطا أن تتخلص من باطا , فقالت لها " اذهبي الى الغابة و اقطفى لي خمسة زهور من البنفسج و تعالي , احذرى أن تأتي بدون الزهور , فانك ستنالين عقابا مرا " 
تعجبت باطا من الطلب , و برقة قالت لسيدتها طاطا " ألا تعلمين أن الشتاء قد حل , و الثلج يملأ الغابة , فكيف نجد زهرة بنفسج وسط الثلوج ؟ " 
قبل أن تجيب طاطا صرخت الأم فى وجه باطا " لماذا تقولين هذا ؟ ألا تسمعي لسيدتك . اخرجى الى الغابة , و أنا أحذرك من العودة دون أن تحضرى طلب سيدتك " 
خرجت باطا و هي لا تعرف ماذا تفعل , لكنها انطلفت الى الغابة و كانت رجلاها تغرسان فى الثلج , و اذ شعرت بالريح الشديد و الثلج الذي كاد يجمدها صرخت اللى الله لكي يرشدها ماذا تعمل ؟ 
فجأة لاحظت نارا متقدة على تل بالقرب منها و حوله يجلس اثنا عشر رجلا , أربعة يلبسون ثيابا بيضاء , و أربعة ثيابا خضراء , و أربعة ثيابا لونها بني و الاربعة الاخرين ثيابهم رصاصية اللون .
انطلقت اليهم و هي ترتعش , و برقة قالت لهم " سادتي الاحباء ضهل تسمحوا لي أن أستدفىء , فاني كدت أتجمد , و أنا أطمع فى محبتكم و حنوكم " 
اذ جلست باطا بجوار النار شعرت بالدفىء و صارت تشكر الرجال على محبتهم و ترفقهم بها . تطلع اليها أحد الرجال اللابسين الثياب البيضاء و قال لها " أعرفك بنفسي فأنا يناير , فمن أنت ؟ و ما الذى جاء بك الى هذه الغابة ؟ و ماذا تطلبين ؟" أجابته الفتاة " انا فتاة أعيش مع سيدتي الصغيرة طاطا و والدتها . انى احبهما و أخدمهما بكل قلبي و اشتهي سعادتهما , و لم أرفض لهما أي طلب , و اليوم صباحا طلبت مني طاطا أن أقطف خمسة زهور من البنفسج من الغابة , و لما قلت لها أنه لا يوجد زهور بنفسج وسط الثلج , زجرتني هي و والدتها " 
تسللت الدموع من عيني باطا , لكن يناير قال لها " لا تبكين يا ابنتي اللطيفة , فاننا كلنا نخدمك كما انت تخدمين الاخرين " ثم طلب يناير من مارس أن يخدم تلك الفتاة الرقيقة فى كلماتها و تصرفاتها . 
للحال نفخ الأستاذ مارس فى النار فاشتعلت جدا و ذاب الثلج ثم ظهرت بعض زهور البنفسج . 
لم تعرف باطا كيف تشكر هؤلاء الرجال , و في بهجة قلبها قطفت بعض زهور البنفسج و هي تقول لهم " شكرا لكم فانكم ستفرحون قلب طاطا و والدتها " 
انطلقت باطا الى المنزل و كان المساء قد حل , و كم كانت دهشة طاطا و والدتها حين رأتا زهور البنفسج فى يديها تقدمها متهللة . 
أخذت طاطا الزهور دون أن تنطق بكلمة شكر , و تطلعت لوالدتها كأنها تريد أن تقول شيئا , عرفت الأم ما قى ذهن ابنتها طاطا , فسألت باطا " من أين أتيت بهذه الزهور ؟" 
روت باطا لهما مع حدث معها فتعجبتا جدا , و خاصة أن رائحة الزهور كانت جميلة و ظهر عليها أنها مقطوفة حديثا . 
 فى الصباح تطلعت طاطا الى باطا , و قالت لها " اذهبي احضري لي خمسة تفاحات من الغابة " و قبل أن تنطق باطا بكلمة زجرتها الأم و أملرتها أن تطيع دون أن تنطق بكلمة و الا تعرضت لعقوبة قاسية , 
خرجت باطا الى الغابة و تكرر معها مع حدث باليوم السابق , و دهش الرجال لعودة باطا . سألها الأستاذ يناير " لماذا رجعت اليوم ؟" اجابته باطا أن طاطا طلبت منها خمسة تفاحات من الغابة , و نحن فى شهر يناير وسط الثلوج و قد تغطت أجار التفاح بالثلوج ! " 
بلطف طلب الأستاذ يناير ن الأستاذ يونيو أن يساعد هذه الفتاة التقية المحبة بشجرة تفاح مثمرة , و اذ طلب يونيو منها أن تهز الشجرة سقطت تفاحتان , فأخذتهما و شكرت جميع الرجال و انطلقت الى البيت . 
بالمساء اذ قرعت الباب فتحت طاطا و دهشت فان باطا تحمل تفاحتين . أخذت طاطا التفاحتين و بعنف شديد وبخت باطا " حتما لقد أكلتي الثلاثة تفاحات !" أما باطا ففي هدوء شديد روت لها ما حدث و أن ما سقط من الشجرة تفاحتين أحضرتهما لها . و اذا ظارادت طاطا أن تعاقب باطا , أمسكت والطتها بيدها و دخلت بها الي حجرتها , ثم قالت لها " لنذق هذا التفاح , فانني لم أر تفاحا كهذا من قبل , من جهة شكله و رائحته الجميلة و حجمه " اذ أكلتا التفاحتين قالت الأم لأبنتها " أشير عليك أن تذهبي غدا الي الغابة حتى تجمعي كل تفاح الشجرة فنأكلها معا !" 
فى الصباح الباكر جدا خرجت طاطا الى الغابة , و ارتدت كل ما عندها من ثياب و كان الريح شديدا حتى كادت أن تتجمد ,  و كانت تجري فى الاتجاه الذى أخبرتها عنه باطا . و أخيرا رأت التل و عليه يقف الرجال حول النار , فانطلقت نحو النار لتستدفئ . 
سألها الأستاذ يناير" من أنت ؟ و لماذا أتيت الى هنا ؟ بوجه عبوس صرخت فى وجهه " لماذا تسالني ؟ ليس من حقك أن تعرف ؟ " 
تضايق الأستاذ يناير من ردها العنيف و طلب من الرجال أن يتركوها وحدها , فهبت رياح شديدة و انطفأت النار , و لم تعرف طاطا ماذا تفعل , فقد كادت تتجمد من البرد و الثلج و الرياح , و صارت عاجزة عن الحركة . 
مرت الساعات حتى حل المساء , و لم تحضر طاطا , فقلقت والدتها جدا و انطلقت الى الغابة وسط الظلام فى الجو العاصف تبحث عن ابنتها . بقيت باطا فى المنزل وحدها , و كانت دموعها لاتجف و هي تترقب مجئ طاطا و والدتها , لم تنم الليل كله و حل الصباح و عبر يوم فيومين فأسبوع فشهر و أدركت حتما أنهما تجمدتا و ماتا . 
استلمت باطا البيت و كل ما فيه و ورثت كل ممتلكاتهما , و فى احدى الامسيات سمعت طرقا على الباب , ففتحته و اذا بها تجد الاثنى عشر رجلا واقفين . 
استقبلتهم ببشاشة و حب و شكر من اجل عماهم معها , و اذ سألتهم ان كانوا يعرفون شيئا عن طاطا و والدتها , فأخبروها بأنها بسبب عنفها و قسوة قلبها لم تجد من يعينها , فتجمدت و دفنت وسط الثلوج فى الغابة , ولا يعرف أحد موضعهما . 
بكت باطا عليهما بمرارة , لكن الرجال طيبوا قلبها و تقدموا اليها قائلين " نحن شهور السنة كلها , هوذا الأربعة فصول فى خدمتك , أوجدنا الله الهك من أجلك , كل منا يقدم لك ما هو لبنيانك . 
هب لي يارب روح الحنو و اللطف, فأتمتع بحنوك و لطفك 
الزمن كله يصير فى خدمتي , و العدو ابليس يسقط تحت قدمي
هب لي أشاركك اللطف يا كلي الحب 

يونيو 21، 2018

كيف يمكنك أن تمنع انتحار احداً ؟؟


في أول سنة لي في المدرسة الثانوية رأيت طالبًا من فصلي عائدًا إلى منزله يحمل كتبًا كثيرة كما لو كان يحمل كل كتب السنة الدراسية، تعجَّبت إذ كان الغد عطلة نهاية الأسبوع، 

وكل منا يخطط لقضائها وليس لمزيد من الكتب. وفجأة وجدت مجموعة من الأولاد يجرون نحوه يدفعونه ويسقطون كتبه حتى أسقطوه هو في الوحل وطارت نظارته بعيدًا.

تأثرت لنظرات الحزن الشديدة في عينيه فجريت أساعده في استعادة نظارته التي يبحث عنها بجهد شديد. عبَّرت عن استيائي من تصرفهم، وعبَّر لي هو عن شكره على المساعدة بابتسامة ملئها العرفان بالجميل.

ساعدته على جمع كتبه، وإذ عرفت أنه يسكن قريبًا من بيتنا سرت معه الطريق.
تحدثنا طوال الطريق فاكتشفت أنه شخص حلو المعشر ليس كما يبدو مظهره الخارجي. فدعوته للعب الكرة معي أنا وأصدقائي في العطلة وقَبِلَ بسرور

أصبح من أفضل أصدقائي، واستمرت صداقتنا طوال سنوات الدراسة الثانوية حين اقترب افتراقنا ليذهب كل منا إلى الجامعة التي اختارها.
*
كانت الأيام قد أثبتت أن “كايل” (وهذا اسمه) ليس غبيًا كما كان الزملاء يدعونه في أولى السنوات، ولتفوقه اختاروه ليلقي كلمة الطلبة في حفل التخرج، الأمر الذي لم أكن لأفعله أنا. كان “كايل” يبدو رائعًا في حلته الأنيقة وهو يعتلي المنصة ليلقي الكلمة، مع أنه كان متوترًا بعض الشيء، فشجعته بربتة خفيفة على كتفه، فنظر إليَّ نظرته الممتلئة بالامتنان وشكرني. بدأ في الحديث وأنصت الحضور، وإليكم الجزء الذي علق بذهني لعشرات السنين بعدها، حين قال:
إن التخرج هو وقت لشكر كثيرين:
الوالدين، والمعلمين، والإخوة، والمدربين، لكنه بالنسبة لي أيضًا هو وقت لشكر الأصدقاء
إني أود أن أقول إن صداقة صديق وفي هي عطية غالية. ودعوني أقص لكم حكاية”.

لم أصدق نفسي وأنا أسمعه يحكي قصة لقائنا الأول، معلِّقًا بأنه كان ينوي الانتحار في ذلك اليوم من إحباطه من معاملة الناس له، لذلك حمل كل كتبه من المدرسة حتى لا يترك وراءه شيئًا هناك. قالها وهو ينظر بعينين لامعتين إليَّ وبنفس ابتسامته العذبة. وأردف 
شكرًا أني نجوت بفضل كلمات وَرِّقَة صديقي يومها”.
*
سمعت همهمات الإعجاب من الحاضرين وهم يسمعون تصريح “كايل”، الذي كان قد أصبح نجمُا في المدرسة، عن أضعف لحظات حياته. ولمحت والديَّ “كايل” ينظران إليَّ مبتسمين نفس الابتسامة الممتنة. غاب كل هذا عن سمعي وبصري إذ جالت بخاطري هذا الفكر:
هل لهذه الدرجة ممكن أن تكون خطورة تصرف بسيط كالذي كان؟

ألهذه الدرجة يمكن أن تؤثر أقوالنا وأفعالنا في تغيير حياة الآخرين؟”.
شكرت الله جدًا أني فعلت، وقررت ألا أتوانى يومًا عن فعل الصالح من مثل هذه الأمور الصغيرة الخطيرة.

من يعرف ان يعمل حسن و لا يعمل .. فهذه خطيه له.

يونيو 14، 2018

كيف لك ان تعامل الناس ؟

عامال الناس بطبعك لا بطباعهم
بينما كان رجل كبير السن يسير في حديقة عامة.. يتأمل في الجمال المحيط به من أشجار عالية باسقة ..
فجأة لمح عشاَ يبدو أن الرياح قد أطاحت به من فوق إحدى الأشجار اقترب منه فوجد فرخ نسر يجلس بداخل العش
قرر الرجل أن ينقذه ..
مدّ له يده فقام النسر بعضه عضة قوية .. سحب الرجل يده صارخاً من شدّة الألم ولكن لم تمض سوى دقيقة واحدة حتى مدّ يده ثانية لينقذه..
فأعاد النسر العض من جديد ..
سحب العجوز يده مرة أخرى صارخاً من شدة الألم وبعد دقيقة راح يحاول للمرة الثالثة ..
على مقربة منه كان يجلس رجل آخر ويراقب ما يحدث؟؟
فصرخ الرجل : أيها الحكيم ، لم تتعظ من المرة الأولى
ولا من المرة الثانية وها أنت تحاول إنقاذه للمرة الثالثة؟
لم يأبه العجوز لتوبيخ الرجل ..
وظل يحاول حتى نجح في إنقاذ النسر ووضعه بين أغصان الشجرة ثم مشى باتجاه ذلك الرجل وربت على كتفه قائلاً: يا بني من طبع النسر أن يعض ومن طبعي أن "أُحب وأعطف" فلماذا تريدني أن أسمح لطبعه أن يتغلب على طبعي.
الحكمة
عامل الناس بطبعك لا بطباعهم
مهما كانوا ومهما تعددت تصرفاتهم التي تجرحك وتؤلمك في بعض الأحيان ..لا تأبه لتلك الأصوات التي تعلو طالبة منك أن تترك صفاتك الحسنة لأنهم لايستحقون تصرفك النبيل


يناير 19، 2014

حينما كانت مدارس الأحد بدعة من وجهة نظر البعض

حكي أحد الأباء الرهبان وأحد تلامذة الأستاذ حبيب جرجس
حيث كان وجهة النظر عن مدارس الأحد وكأنها بدعة بروتستانتية دخلت على الكنيسة القبطية، وكان الكثير من الكهنة يرفضون وجود فصول لمدارس الأحد بكنا ئسهم
وذهب البعض للأستاذ حبيب جرجس نظرا لمعرفة حبيب جرجس بالرؤساء في الكنيسة مثل البطرك والأساقفة وخلافه، ولكن حبيب جرجس أصر أن يعلم أولاده احترام الكهنوت على أن يتصادم مع أحد وكان يحل الأمور بهدوء وحكمة 

استمع : أبونا بولس جورج يحكي عن حبيب جرجس

قصة الواعظ الذ ى أساء لحبيب جرجس


الخدمة ليست في فاظة ولكن الخدمة الناجحة دائما حولها شوك لأن الشيطان لا يريد نجاحها
أحد الوعاظ الدي كان يخدم مع حبيب جرجس وكان يعظ بين طنطا ودمنهور .. ومن محبة الناس لحبيب جرجس قالوا أن هذا الواعظ لا يحبك ودائما يقول عنك كلام غير جيد ..
ذهب اليه حبيب جرجس وقال له "اني اشكر الله انك شخصية جريئة وصريحة " وقام حبيب جرجس بزيادة مرتبه 1 جم وهده كانت علاوة كبيرة وقتها 

استمع : أبونا بولس جورج يحكي عن حبيب جرجس 

سبتمبر 17، 2011

الجمعة العظيمة


أنه يوم معروف بيوم الإزدحام الشديد فى الكنيسة من أول الصباح حتى الساعة السادسة مساءً تقريباً فهو الجمعة العظيمة .
وإتفق مجموعة من الأصدقاء للذهاب مبكراً للكنيسة للجلوس فى الأماكن الأمامية لمتابعة الطقوس الكنسية فى ذلك اليوم
وفعلاً تم ذلك فى الساعة الثامنة صباحاً وإستمر اليوم بصلواته الحزينة الرائعة الجمال والأصدقاء مأخوذين بروحانية هذا اليوم .
وعند الساعة الثانية ظهراً إمتلأت الكنيسة على آخرها ولاحظ الأصدقاء أن كثيراً من الرجال كبار السن الذين آتوا متأخرين واقفين وبدأوا فى التعب ...
وبسرعة تشاوروا وقاموا جميعاً معطين أماكنهم لهؤلاء الرجال مفضلين أن يحتملوا الوقوف فى الصلاة باقى اليوم فى سبيل راحة هؤلاء الرجال من كبار السن معطين مثالاً للمحبة .
متمثلين بالرب يسوع المصلوب ومتذكرين قول الرسول بولس ..

"لاتنظروا كل واحد إلى ما هو لنفسه بل كل واحد إلى ما هو للآخرين أيضاً" "فى 4:2" .

مارس 18، 2011

الوصية ليست صعبة


" من لطمك على خدك الأيمن فحول له الآخر أيضاً " (مت 5: 39 ).
سأل زميل ما الطالب "فلان" هل هذه الوصيه ممكن تنفيذها؟! بل قال له إن نفذها أحد فسيكون عبيطاً وضعيفاً و...إلخ.
عندئذ رد أخانا الطالب "فلان" قائلاً: "إنها وصية المسيح ولا يمكن أن تتغير بالزمان ولا بد من تنفيذها، و اجرتها عند الله عظيمة جداً". ووضع في قلبه أن يصلى دائماً من أجل أن تنفذ هذه الوصية قائلاً : " يارب وصيتك حق وقوية و ليست مجرد كلام أو علامة ضعف فأعطني أن أنفذها بقوتك. يارب إن وصايك يايسوع صعبة لا يقدر أحد أن ينفذها لوحده. ولكنها سهلة خالص بس يارب لو أنت ساعدتنا على تنفيذها"
وفي أحد الأيام قابل أخانا زميله، فقال له الزميل: " هل يمكن تنفيذ الوصية الآن". و تطاول عليه في الكلام جداً و هزأ به ثم قال له : لو كنت رجلاً فقف محلك و سألطمك بقوة على خدك و قول لى بقى هى وصية الإنجيل صادقة؟؟ " .
وبدأ يهزأ به جداً!!
وأخيراً لطمه بكل قوته على الخد الأيمن وأخينا " فلان" فرحان من أجل أنه أُهين من أجل يسوع الذي صُلب عنه. وعندئذ رفع زميله يده بكل قوته ليلطمه على الخد الأخر... وفي إندفاعه الجنونى، هوى جسمة على الأرض فأصطدمت رأسه بحافة رصيف الشارع و انفتحت جبهته وسال منها الدماء..!!!!
و بدأ أخانا المسيحى الحقيقي يضمد جراحات زميله، و طلب له الإسعاف و ذهب معه للمستشفى مُصلياً لأجل شفاءه حسب وصية الإنجيل.
إخوتى الأحباء... لا تردوا الإساءة بالإساءة بل أحبوا أعدائكم وباركوا لاعنيكم وأحسنوا إلى مبغضيكم وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم... واختبروا قوة الإنجيل.
و الرب معكم ينميكم في المحبة و اختبار وصية الإنجيل.
القمص بيشوى كامل
فبراير 1975م

فبراير 10، 2011

انتظرني علني اجد حلا


طلب الرجل من احد كهنة الكنيسة مبلغاً لإجراء عملية جراحية لزوجته ولم يجد الكاهن معه الا جزءاً صغيراً قدمه للرجل وطلب منه أن يحضر في اليوم التالي بعد العشية والله سيدبر باقي المبلغ. 
وفي اليوم التالي فيما كان الكاهن جالساً بجوار الهيكل يأخذ بعض الإعترافات رأى الرجل بجوار الباب، فتأثر الكاهن لأنه لم يكن معه ما يكمل به احتياجه بل وبخ نفسه، كيف لم يسع لاستكمال المبلغ ولكنه رفع قلبه بالصلاة لله وواصل تلقى الاعترافات وظل الرجل واقفاً ينتظر الكاهن في حيرة وحرج وصلوات كثيرة. وبعد انتهاء الاعترافات قام الكاهن وتحرك الرجل مقبلاً عليه وليس للكاهن شيء يقوله له ولكن قبل أن يصل الرجل إلى الكاهن أسرع شخص آخر وقدم له ظرفاً فيه مبلغ مالي وقال : وجهه يا أبونا لأي احتياج. 
وعندما سلم أبونا على الجل المحتاج أعطاه الظرف والعجيب أنه عندما عد ما فيه فوجئ الانسان بأنه بالضبط المبلغ المطلوب. 

هل تنسى المرأة رضيعها فلا ترحم ابن بطنها.حتى هؤلاء ينسين وانا لا انساك. (أش49: 15)

فبراير 13، 2010

في المطعم ..... !!!

انتهينا من أكل الطعام و فوجئت بصديقتي تطلب من النادلة : " هل من الممكن أن أتكلم مع مديرة المطعم ؟ ".

تعجبت من الطلب جدا فالطعام كان جيد و الخدمة ممتازة و لا يوجد أي شىء يستدعي الشكوى !! .

و صلت المديرة الى مائدتنا و على وجهها علامات الاستعداد لدخول معركة كلامية رغم الابتسامة المرسومة بعناية .

" لقد أردت أن أشكرك على الطعام اللذيذ و الخدمة الممتازة " .... هكذا قالت صديقتي .

بدت على المديرة علامات الارتياح و أشرق وجهها في سعادة حقيقية ... " شكرا هذه من المرات النادرة التي أستدعى فيها لأسمع شكر لا شكوى فعادة عندما تكون الأمور على ما يرام لا يفكر أحد في الشكر و التشجيع " .


ليتنا نرسم ابتسامة على وجوه الناس الذين يتعبون في خدمتنا .

الكلام الحسن شهد عسل حلو للنفس و شفاء للعظام .

يناير 09، 2010

البخيل المغرور


كان غضبان رجلاً غنياً، لكنه كان متكبراً بخيلاً، يخافه الجميع لسوء خلقه، وبينما كان يسير ذات يوم في السوق اصطدم بحمّال يحمل على ظهره جرة كبيرة مليئة بالصباغ (مادة لتلوين الثياب) فاختل توازن الحمّال، وسقطت الجرة على الأرض، فانكسرت وتناثر الصباغ على ثياب غضبان فلما رأى غضبان ما حلّ بثوبه انهال ضرباً على الحمال، والحمال المسكين يعتذر منه ويستغيث بالنسا، ولا أحد ينصره، فالكل يخاف غضبان.

وسمع أسامة صراخ الحمال، وكان شاباً كريماً شجاعاً، يعمل في متجر والده، فأسرع لنجدة الحمّال، وأمسك غضبان بقوة وقال له: اتق الله، لا يحق لك أن تضرب أحداً بغير حق.

فقال غضبان لأسامة: ألا ترى يا أعمى؟ لقد أتلف هذا الأحمق ثوبي بالصباغ الذي كان يحمله.
فقال أسامة حدث ذلك بدون قصد منه، وسيدفع لك ثمن الثوب، فلا تضربه.

ضحك غضبان وقال: وهل يستطيع هذا الحمال الفقير أن يدفع ثمن الثوب؟ إنه يساوى مائة دينار ذهباً.

سقط الحمال مغشياً عليه عندما سمع ذلك، فهو لا يملك حتى عشرة دراهم فضية.
وحاول الجميع أن يقنع غضبان بأن يسامح الحمّال، ويرحم حاله، لكنه رفض، فأسرع أسامة إلى متجر والده، وأحضر مائة دينار، وأعطاها لغضبان "فرح غضبان" لأن ثوبه لا يساوي هذا المبلغ، ولكن لما أراد أن ينصرف، جذبه أسامة بشدة وقال: قد قبضت الثمن، وأريد ثوبي.

فقال غضبان مستغرباً: حسناً، أذهب إلى البيت، وأخلع الثوب وأرسله لك مع الخادم.
ولكن أسامة أمسك بثيابه وجرّه بقوة وقال: قد رفضت أن ترحم هذا المسكين فاخلع ثوبي الآن.

ووقف الجميع مع أسامة، فاحتار غضبان ماذا يفعل فهو يريد المال، ولكنه لا يستطيع أن يخلع ثوبه أمام الناس، فنظر إلى أسامه شرزاً (بحقد واحتقار) وقال: حسناً، سأشتري الثوب بمائة دينار.

ولم يقبل أسامة وقال له: إما أن تعطيني ثوبي الآن، أو تدفع ثمنه مائتي دينار في الحال.

فقد غضبان عقله وأخذ يصيح: كيف تبيع ثوباً بمائتي دينار، وقد اشتريته بمائة؟ وظل يرجو أسامة أن يقبل المائة دينار ويتركه لينصرف.

فقال أسامة: إما أن تعطيني الثوب الآن، أو تدفع قيمته مائتي دينار أو تعتذر من الحمال، عندئذ سأسامحك.

ازدادت حيرة غضبان البخيل، فهو جبان لا يستطيع أن يضرب أسامة الشاب القوي ابن التاجر الكبير، كما أن الحاضرين سيشهدون بما حدث، وهو بخيل جداً ولا يمكن أن يدفع مائتي دينار ثمناً للثوب، فلم يجد غضبان إلا أن يعتذر للحمال ويعطيه عشرة دنانير تعويضاً عن إهانته، وانصرف ذليلاً ملطخ الثياب.

ديسمبر 04، 2009

هذا لك يا أبي !!!


ذهب رجل عجوز متهالك ليعيش مع ابنه . فقد ماتت زوجته ومن كانت تقوم بشئونه من مرض عضال ألم بها استمر عدة سنوات . ولم يتبقى له أحد بعد الله سوى أن يذهب بيت أبنه .. ولما لم يدعوه ابنه للسكن معه وخدمته قرر هو وبسبب الحاجه ان يذهب بنفسه ... كانت يدا الرجل العجوز تهتزان ونظره قد ضعف ومشيته صارت مترنحه ... كان ابنه ثريا ولديه بيت كبير وزوجه جميله وابن عمره 5 سنوات ...
استقبله ابنه ببرود وكذلك زوجه ابنه وكان العجوز يعيش منعزلا فى بيتهم عدا وجبة الطعام ..
فقد كانت الاسرة تتناول الطعام معا على سفرة واحده . ولكن يدا الرجل العجوز المهتزتان ونظره الضعيف جعلا تناوله الاكل صعبا فكان الطعام يتساقط من معلقته على الارض .. وعندما كان يتناول اللبن كانت قطرات من الكوب تنسكب منه على المفرش مما يثير اشمئزاز الابن والزوجه ...
انزعج الابن وكذلك زوجته من هذه الفوضى الحادثه فقال الابن :" لابد أن نفعل شيئا من جهة ابى فقد صار عندنا ما يكفى من اللبن المنسكب والطعام المتساقط على الارض . علاوة على طريقه اكله العاليه الصوت ." ...
لذا وضع الرجل وزوجته مفرش خاص فى احد الاركان .. واجلسوا الرجل العجوز وحيدا عليها يتناول طعامه ..
بينما كانت الاسرة تستمتع بتناول طعامها معا على سفرة الطعام ... ولما كان العجوز قد تسبب فى كسر طبق أو اتنين راحا يقدمان له طعامه فى طبق خشبى ...
وعندما كانت الاسرة تنظر ناحيه الجد كانت تلمح دموعا تنساب على وجنتيه بينما يجلس وحيدا . ولكن بقيت الكلمات الوحيده التى يقولها له الزوجان هى التحذيرات الحاده عندما ينسكب منه اللبن أو يتساقط منه بعض الطعام على الارض ...
كان الطفل ذو الخمسة اعوام يراقب ما يحدث فى صمت مهيب .. وفى إحدى الامسيات قبيل العشاء لاحظ ابيه انه يقوم بحفر قطعه خشب وهو جالس على الارض فسأل ابنه فى رقه :" ما الذى تقوم بعمله ؟ " فأجاب الطفل هو الاخر فى رقه :" أوه يا أبى أنا أقوم بعمل إناء صغير لك ولماما لتأكلا فيه عندما أكبر ." ابتسم الطفل ذو الخمسه اعوام وعاد لما يعمله ...
لطمت الكلمات الوالدين بشده حتى وقفا بلا كلام .. ثم بدأت الدموع تنهمر فوق وجهيهما . ومع انهما لم ينبسا ببنت شفة . لكنهما علما ما الذى ينبغى فعله فى هذه الليله ...
أمسك الرجل بيد والده الجد العجوز واصطحبه بلطف مرة اخرى الى سفرة طعامهما .. ولباقى ايامه كان الجد يتناول طعامه مع باقى الاسرة ...
ولسبب ما لم يبد أن الزوج أو الزوجه عادا يهتمان عندما ينسكب اللبن . أو يتناثر الطعام على الارض أو يتلوث مفرش السفرة

أبريل 07، 2009

أحبك يا أبي .. فلماذا تضربني



بينما كان الأب يقوم بتلميع سيارته الجديدة॥ إذا بالابن ذو الأربع سنوات يلتقط حجراً، ويقوم بعمل خدوش على جانب السيارة। وفي قمة غضبه... إذا بالأب يأخذ بيد ابنه ويضربه عليها عدة مرات بدون أن يشعر أنه كان يستخدم "مفتاح انجليزي" (مفك يستخدمه عادة السباكين في فك وربط المواسير) مما أدى إلى بتر أصابع الابن في المستشفى. كان الابن يسأل الأب متى سوف تنموا أصابعي؟ وكان الأب في غاية الألم!! عاد الأب إلى السيارة، وبدأ يركلها عدة مرات، وعند جلوسه على الأرض، نظر إلى الخدوش التي أحدثها الابن فوجده قد كتب:
."أنا أحبك يا أبي"...

صديقي ॥ عندما قرأت هذه القصة تأثرت منها جداً وتعلمت أن ردود الأفعال وتصرفات الآخرين ولا سيما الأطفال تختلف من شخص لآخر.. منهم مَنْ يعبر عن حبه بطريقة خطأ .. لكن في الحقيقة هو يحب। منهم مَنْ يتصرف بطرق خطأ.. لكنه من داخله يتمنى الخير. منهم مَنْ يحاول أن يرسل لنا معنى جميل ولكن بتصرف خطأ. كثيراً ما نترجم تصرفات الآخرين من الظاهر فنظن بهم السوء.. بل ونحكم عليهم ونظلمهم ونغضب منهم.. ونرجع نندم على ردود أفعالنا عندما نستوعب الأمور.. لكن بعد جرحهم بكلماتنا وتصرفاتنا. صديقي .. تعالى نتعلم سوياً أن نتأنى في الحكم على الآخرين. تعالى نصلى أولاً.. ونطلب حكمة من الرب وتمييز بالروح القدس لتصرفات الآخرين نحونا. فإذا كنت شخص متسرع في غضبك صلى معي هذه الصلاة: يارب.. أريد حكمة الروح القدس أن ترشدني قبل أن أتسرع في حكمي على الآخرين. علمني يارب أن أكون حليماً مثلك فأنت لم تستعمل العنف أبداً حتى مع من صلبوك ولطموك وأهانوك. يارب علمني أناتك وتواضعك علمني أن أظهر المحبة للآخرين ولأطفالي أيضاً فكثيرً ما نعامل الأطفال بجفاء وغضب ولوم لكل كلامهم وتصرفاتهم وننسى أنهم صغار لا يدركون الشر.. علمنا يارب الرحمة بالصغار وبالآخرين أيضاً

يناير 24، 2009

عصفور الكناري


فى يوم هادئ , جلس الرجل العجوز ذو الثمانين عاما بجانب ابنه الذى لم يبلغ عامه الأربعين فى حديقة المنزل . و إذ به يري عصفور كناري جميل يطير امامهم فى الحديقة . فسأل العجوز ابنه : مـــا هــذا ؟ فرد عليه الآخر وهو لا يزال يقرأ فى الصحيفة الممسك بها , انه عصفور .. عصفور كنارى . و بعد برهة من الصمت , عاد العجوز و سأل ابنه : مـــا هذا ؟ فرد الأبن مندهشا : انه عصفور كنارى , الم تسمعنى منذ برهة ؟ و استمر فى قراءة صحيفته غير مهتم . صمتا الأثنان لبعض الوقت , و عاد الأب يسأل ابنه مشيرا هذة المرة الى عصفور كنارى آخر أخذ يطير بجانبهم : مـــا هـــذا ؟؟ فتحول الأبن عن الصحيفة ناظرا لوالده فى دهشة : لقد قلت لك انه عصفور كنارى . سكت الأب بدون ان ينظر الى ابنه و ظل يفكـر لبعض الوقت ثم عاد ليسأل ابنه للمرة الرابعة : ما هذا ؟؟؟ القى الابن الصحيفة التى كان يقرأها و أخذ يصرخ : انه عصفور كنارى .... عصفور كنارى ألا تفهم ؟؟ انه عصفور كنارى .. صمت الأب و نظر الى الأرض ثم دخل الى المنزل و عاد و بيده كراسة قديمة جدا مفتوحة على صفحة معينة و أعطاها لأبنه و هو يقول : اقرأ ... بصوت مسموع ... أخذ الأبن الكراسة و قرأ : اليوم كان ابنى الذى لم يبلغ عامه الثالث بعد يلعب فى الحديقة و عندما رأي عصفور كنارى يطير هنا و هناك سألنى : ابى .. ما هذا ؟؟ فأجبت : انه عصفور كنارى .. الا ترى انه جميل جدا ؟ و لم تمضى خمس دقائق حتى جاء الى و سألنى : ابى ... ما هذا ؟؟؟ فأخذت أقبله و انا اقول له : انه عصفور كنارى .. اليس جميلا ؟؟ استمر يسألنى نفس السؤال اربعة و عشرون مرة و فى كل مرة كنت اقبله و اقول له نفس الأجابة ... لم اشعر ابدا بالمضايقة انما كنت سعيدا فى كل مرة اجيبه فيها و أرى ابتسامته العذبة فاقبله و احتضنه فى كل مرة ... أغلق الابن الكراسة و نظر لابيه الذى كان ينظر لأبنه بنفس تلك الابتسامة .. و بكل الحب احتضن الأبن والده العجوز و هو يقول : انا آسف يا ابى ... انت تعلم كم احبك .. انا آسف .... لقد وددت ان اكتب تعليقا بسيطا على هذا المشهد و لكنى فى النهاية فضلت ان اترك لكل منا ان يفكر ...و يشعر كم يحب والديه .. ان الوالدين عند الكبر يحتاجان الى الحب اكثر من الأطفال .. فتذكر هذا المشهد لتعرف كم تحبهم

أكتوبر 17، 2008

تظاهر بالعمى 15 سنة .. من أجل زوجته


تركَ رجلٌ زوجتهُ وأولادهُ مِن أجلِ وطنه قاصداً أرض معركة تدور رحاها علىَ أطراف البلاد , وبعد إنتهاء الحرب وأثناء طريق العودة أُخبَرَ الرجل أن زوجتهُ مرضت بالجدري في غيابهِ فتشوه وجهها كثيراً جرّاء ذلك .. تلقى الرجل الخبرَ بصمتٍ وحزنٍ عميقينِ شديدينِ ... وفي اليوم التالي شاهدهُ رفاقهُ مغمض العينين فرثوا لحالهِ وعلموا حينها أنهُ لم يعد يبصر رافقوه إلى منزلهِ, وأكمل بعد ذلكَ حياتهُ مع زوجتهُ وأولادهُ بشكلٍ طبيعي .. وبعد ما يقاربَ خمسةَ عشرَ سنةٍ توفيت زوجتهُ ... وحينها تفاجأ كلّ من حولهُ بأنهُ عادَ مبصراً بشكلٍ طبيعي .. وأدركوا أنهُ أغمضَ عينيهِ طيلة تلكَ الفترة كي لا يجرح مشاعر زوجتِه عند رؤيتُه لها .... تلكَ الإغماضة لم تكن من أجل الوقوفِ على صورةٍ جميلةٍ للزوجة ... وبالتالي تثبيتها في الذاكرةِ والاتكاء عليها كلما لزمَ الأمر , لكنها من المحافظةِ على سلامة العلاقة الزوجية حتى لو كَلّفَ ذلك أن نعمي عيوننا لفترةٍ طويلة خاصة بعدَ نقصان عنصر الجمال المادي ذاكَ المَعبر المفروض إلى الجمال الروحي ربما تكونُ تلكَ القصة مِنَ النوادر أو حتىَ مِنْ محض الخَيال , لكنْ ...

هل منا من أغمضَ عينهُ قليلاً عنْ عيوبَ الآخرين وأخطائهم كي لا يجرح مشاعرهمْ ؟؟

أكتوبر 11، 2008

بغبغاء يدعو لها بالبركة



اعتادت جاكلين أن تزور جدتها لوسي كل يوم بعد الخروج من المدرسة في طريقها إلى منزلها. وكانت الجدة التي تعيش بمفردها تتهلل بهذه الزيارة المفرحة وعند انصراف جاكلين، تفتح لوسى النافذة وتدعو لجاكلين بالبركة.
إذ مرضت لوسى لازمت فراشها، فذهبت إليها جاكلين وصارت تخدمها. وأخيراً قبلت جاكلين جدتها وانصرفت.
أغلقت جاكلين الباب وإذ انطلقت نحو منزلها سمعت صوتاً يدعو لها:
"الرب معك يا جاكلين! الرب يباركك ويحفظ طريقك!
تطلعت خلفها فلم تجد جدتها علي النافذة كالعادة تنطق بهذه الكلمات.
قالت في نفسها :" جدتى مريضة وملازمة الفراش، لست أظن أنها قامت لتتطلع إلى وتدعو لى بالبركة. ربما هذا الصوت فى داخلى، صوت جدتى الذي تعودت أن تباركنى وتدعو لى".
لكن إذ أعطت ظهرها لمنزل جدتها سمعت الصوت يتكرر. فعادت تفتح الباب ورجعت إلى جدتها تروى لها ما سمعته.
قالت لها جدتها انه صوت الببغاء Parrot الذي بجوار النافذة، فأنه يكرر ما كنت أقوله لك كل يوم! فرحت جاكلين جداً من الببغاء وانطلقت نحوه تقبله وصارت تهتم بأكله وشربه، وتكونت بينهما صداقة قوية.
تعلمت جاكين من الببغاء أنه بكلمات الحب والبركة تتكون الصداقات!


+ لنقدس يارب فمي، فينطق بكلمات البركة.
+ هبه أن يكون ينبوعاً يبارك ولا يلعن.
+ يكشف عن قلب تسكنه أنت أيها القدوس وحدك!

لا أريد الموت لحماتي


منذ زمان بعيد، كانت تعيش في الصين فتاة اسمها ”لي لي“، تزوَّجت وذهبت إلى بيت حماتها لتعيش مع زوجها في بيت أسرته، حسب عادة البلاد هناك.
ولم يمضِ قليل وقت إلاَّ ووجدت ”لي لي“ أنها لم تَعُد قادرة على المعيشة مع حماتها على الإطلاق. فإنها وجدت أن شخصيتها لا تتناسب، بل وتختلف كل الاختلاف مع شخصية حماتها؛ وكذلك شخصية حماتها نفس الشيء تختلف معها! فقد كانت ”لي لي“ تغضب من كثيرٍ من عادات حماتها، بالإضافة إلى أن حماتها كانت تنتقد ”لي لي“ دائماً. ومرَّت الأيام، وعَبَرَت الأسابيع، و”لي لي“ وحماتها لا تكفَّان عن العراك والجدال. ولكن، ما جعل الأمر أسوأ وأسوأ، هو أنه بحسب التقاليد الصينية يجب على الكنَّة (زوجة الابن) أن تخضع لحماتها وتطيعها في كل شيء. وقد تسبَّب كل هذا الغضب والشقاء لزوجها بالحزن والألم الشديد. وأخيراً، وجدت ”لي لي“ أنها لا يمكنها أن تقف هكذا في مواجهة سوء أخلاق حماتها وتحكُّمها فيما بعد، فقررت أن تفعل أي شيء لتلافي ذلك.
وفي اليوم التالي توجَّهت ”لي لي“ إلى صديق حميم لوالدها، السيِّد هويانج، تاجر أعشاب طبية في القرية التي تعيش بها. وأخبرته بكل الوضع وسألته إن كان يمكنه أن يعطيها بعض الأعشاب السامة حتى تحل مشكلتها مع حماتها مرة واحدة وإلى الأبد. وفكَّر هويانج مليّاً برهة من الزمن، وأخيراً قال: ”انظري، يا "لي لي"، سوف أساعدك على حل مشكلتك، ولكن عليكِ أن تنصتي لِمَا أقوله لكِ وتطيعيني“.
- فردَّت عليه "لي لي": ”حاضر، يا هويانج، سوف أفعل كل ما تقوله لي“. ودخل هويانج إلى الغرفة الداخلية لدكانه، ورجع بعد عدة دقائق حاملاً رزمة من الأعشاب. وقال لـ "لي لي": ”انظري، أنتِ لا تستطيعين استخدام سمٍّ سريع المفعول لتتخلَّصي من حماتكِ، لأن ذلك سوف يثير الشك في نفوس أهل القرية. لذلك فقد أعطيتكِ بعض الأعشاب التي تبني السموم في جسمها. وعليكِ يوماً دون يومٍ أن تُعدِّي لحماتك أكلة لذيذة الطعم وتضعي فيها قليل أعشاب في إناء للطبخ. ولكي تتأكَّدي من أنه لن يشكَّ فيكِ أحد حينما تموت، فلابد أن تكوني واعية جداً أن تتصرفي معها بطريقة ودية جداً. فلا تتجادلي معها وأطيعيها في كل رغباتها، بل عامليها كأنها ملكة البيت“!
وسُرَّت ”لي لي“ جداً، وشكرت السيد هويانج، وأسرعت إلى البيت لتبدأ خطة القتل لحماتها! ومرت الأسابيع، وتتابعت الشهور، و”لي لي“ تُعِدُّ الطعام الخاص الممتاز كل يومين لحماتها، وتعاملها كأنها أُمها.
وبعد مرور ستة أشهر، تغيَّر كل شيء في البيت. فقد بدأت ”لي لي“ تمارس ضبطها لغضبها من حماتها، حتى أنها وجدت أنها لم تَعُد تتصرَّف معها بحماقة أو بغضب.
وظلَّت ”لي لي“ لا تدخل في مجادلات مع حماتها لمدة 6 شهور، لأن حماتها بدأت تعاملها بحنوٍّ أكثر وبتبسُّطٍ أكثر. وهكذا تغيَّر اتجاه الحماة تجاه ”لي لي“، وبدأت تحبها كأنها ابنتها! بل صارت تحكي لصديقاتها وأقاربها أنه لا توجد كنَّة أفضل من ”لي لي“. وبدأت لي لي مع حماتها يتعاملان معاً كأُم حقيقية مع ابنة حقيقية! أما زوج لي لي فعاد سعيداً جداً وهو يرى ما يحدث.
ولكن لي لي كانت منزعجة من شيء ما. فتوجَّهت إلى السيد هويانج وقالت له: ”سيدي هويانج، أرجوك أن تساعدني لتجعل السمَّ الذي أعطيته لي لا يقتل حماتي! فقد تغيَّرتْ إلى سيدة طيبة، وصرتُ أحبها كأنها أُمي. أنا لا أُريدها أن تموت بالسمِّ الذي وضعته لها في الطعام“.
وابتسم هويانج وأطرق برأسه قليلاً ثم قال لها:
”يا لي لي ليس هناك ما يثير انزعاجك! فأنا لم أعطِكِ سمّاً، فالأعشاب التي أعطيتها لكِ كانت فيتامينات لتقوية صحتها. السمُّ الوحيد كان في ذهنكِ أنتِِ وفي مشاعرك تجاهها. ولكن كل هذا قد زال بمحبتكِ التي قدَّمتيها لها“.

أَلاَ يحدث مثل هذا الخلاف والشقاق في بيوتنا وكنائسنا وبين أفراد عائلاتنا ورجال كنائسنا؟! وهذا هو العلاج: المحبة!
فلننصتْ ونُطِعْ كلمات الوحي الإلهي لنا جميعاً، ونضعها موضع التنفيذ:
+ «ليُرفع من بينكم كل مرارة وسخط وغضب وصياح وتجديف مع كل خبث. وكونوا لطفاء بعضكم نحو بعض، شفوقين مُتسامحين كما سامحكم الله أيضاً في المسيح» (أف 4: 32،31).
ونفس التحذير، ونفس الوصايا، كررها القديس بولس في رسالة غلاطية - الأصحاح الخامس من عدد 20، وكذلك في الرسالة إلى كولوسي - الأصحاح الثالث من عدد 8. وليت هذه الوصايا والتحذيرات تكون موضوع تأمُّل ودراسة وتعهُّد بالتنفيذ في اجتماع العائلة للصلاة وقراءة الإنجيل، وكذلك في اجتماعات الخدَّام والإكليروس بالكنائس.

سبتمبر 10، 2008

قصة السيدة العجوزة


لم تكن تمتلك سيارة ولا ركبت سيارة قط طوال عمرها ويوما كانت عائدة الى بيتها فى القرية راجعة من السوق وكانت تحمل قفة ضخمة ثقيلة فوق رأسها واذ برجل غنى طيب يقود السيارة ويعبر بجوارها فتقدم فى شفقة واوقف السيارة وسألها ان يحملها معة فى سيارتة الى منزلها بالقرية فشكرتة ودخلت السيارة ومعها قفتها وفى الطريق حانت من الرجل التفاتة اليها وهو بنظر فى المرأة التى امامة فى السيارة فاندهش حينما نظر الى السيدة العجوز انها لازالت تحمل القفة على رأسها وهى جالسة على المقعد فسألها بلطف ( ان ترتاح بأن تضع القفة جانبها على المقعد فأجابتة .. اه يا ابنى الا يكفى ان سيارتك تحملنى فلا يجب ان اثقل عليك بقفتى ايضآ با لهذا الجواب البرئ وربما نحن ايضا

كثيرآ ما نفعل هكذا مع الله كل يوم _ فالله يحملنا ونحن نظل مصرين ان نحمل قفتنا المملؤة بالقلق والخوف على انفسنا وعلى مستقبل الاسرة والاطفال والاموال والاشغال....... نحن محملون على الاذرع الابدية نحن محروسون بعينى اللة الذى لا ينام وهو الذى يدبر مستقلنا فلنطمئن ونرتاح ونطرح ولكن الجميل حقآ من جهة اللة انة متى حمل اثقالنا بين يدية فنحن لن نكون فى حاجة الى ان نفكر فيها مطلقآ الى منتهى حياتنا ** تلذذ بالرب ..... يعطيك سؤال قلبك اقضى زمانك مباركآ ومندهشآ من اللة الذى يجعلك حرآ من القفف ** سلمنا فصرنا نحمل

أغسطس 02، 2008

قصة زهرة بثلاثة أنفس


كان احتفال مهيب يوم فرح ابن أحد الأمراء الفرنسيين على "ماريان" ابنة الكونت فيليب . و فضل العروسان بعد خروجهما من الكنيسة أن يسير الموكب على الأقدام حيث أنه وقت الربيع و الزهور الجميلة تملأ الشوارع . و في غمرة سعادة العروسين ، لمحت "ماريان" آخر يسير في الاتجاه المضاد ..... شاب يبدو عليه إمارات الفقر و البؤس و الحزن .... يبكي بحرقة و هو يسير وراء نعش لا يوجد عليه زهرة واحدة حسب عادات أهل البلدة ..... و أراد منظمي موكب العروسين أن يرجع موكب الجنازة و يفسح الطريق للعروسين .... فإذا "ماريان" تلمح عيني الرجل الحزين و الدموع تنهمر بحرقة منهما ..... فما كان منها إلا أن خلعت زهرة جميلة من إكليلها الباهظ الثمن و وضعته بلطف على النعش .... و أمرت الموكب أن يفسح الطريق للموكب الحزين حتى يصل إلى الكنيسة .... فتأثر الرجل و انخرط في البكاء .... و بعد مرور عشرين عاما ، اندلعت الثورة الفرنسية .... و بدأ الحاكم الجديد ينتقم من الأمراء و النبلاء .... و أصدر أمرا بإبادة ذوى المكانة من النبلاء .... و أراد أن يتشفى بمنظرهم .... لذلك جلس على منصة كبيرة و كان يقف أمامه كل من كان تهمته إنه ينتمي لهذه الطبقة الغنية ...... وقف أمامه شاب و أخته و أمهما ... و كان الشاب ثائرا و حاول أن يدافع عن أهله لأنه لا يوجد عليهم أي تهمة .... و لكن الحاكم أمر بإعدام الثلاثة في الساعة التاسعة مساءا .... فاقتادهم الحارس للسجن ... و في الثامنة مساءا ، ذهب ليقتادهم للإعدام .... ولكنه سلم السيدة خطابا... و طلب منها ألا تفتحه إلا بعد الساعة التاسعة ... فاندهشت السيدة جدا ... فهذا هو موعد تنفيذ الحكم ... . و لكنه سار بهم إلى طريق يصل إلى مركب تبحر إلى إنجلترا ..و أركبهم المركب دون أن ينطق بكلمة ... و أمر النجار أن يبحر وسط ذهولهم .... و كانت الساعة قد وصلت التاسعة .... ففتحت السيدة الخطاب و هي لا تفهم شيئا ...... فوجدت مكتوب فيه.... " منذ عشرين سنة , في يوم زواجك ... وضعت زهرة جميلة من إكليلك على نعش شقيقتي الوحيدة ... و لا يمكنني أن أنسى هذه الزهرة ما حييت ... لذلك أنقذتك من الموت ، أنت و ابنك و ابنتك ..... فهذا دين علي ......"

زهرة أنقذت ثلاث أنفس من الموت .... حقا يا عزيزي إن كان هذا الرجل لم ينس عمل محبة صغير تم منذ عشرين سنة و قدم لمن عملت معه هذا العمل مكافأة أعظم بكثير. فهل ينسى الله ما تقدمه لأجله .... من تضحية و خدمة و صوم و حمل الصليب .... فلا يكافئك عنها ! إن كلمة مشجعة تقولها لإنسان بائس ....ابتسامة لإنسان حزين ....عطية صغيرة لإنسان محتاج ...تترك أعظم الأثر في هذه النفوس

يوليو 26، 2008

قصة جون وهدية عيد الميلاد


انتقلنا إلي مسكن جديد وذهب أبني إلي مدرسة جديدة كما صرنا أعضاء في كنيسة أخري قريبة من البيت الجديد .... تقابل أبني مع جون وهو طفل من الكنيسة في مثل عمره ذو السنوات العشرة وصار الأثنان لا يفترقان إلا لساعات النوم لأنهما كانا يذهبان إلي نفس المدرسة كنت أراهما وهما يلعبان ويذاكران معا وابني يبتسم ويضحك بحركته المعروفة إذ كان يلتفت برأسه إلي ناحية الشمال حتى يسمع جيدا بأذنه اليمني ... لقد كان أصما في أذنه اليسري منذ ولادته .... مرت الأيام حتى قرب عيد الميلاد وقال لي أبني :أود أن أقدم هدية لجون في عيد الميلاد .... فقلت له : لكن أنت تعلم أن والدة جون ربما ترفض الهدية لأنها لن تقدر علي ردها كنت أعلم ظروفهم المادية .... قال لي : لذا سأترك الهدية علي الباب وارن الجرس ثم انزل بسرعة وهكذا لن يعلموا من احضرها ولن يشعروا بالحرج لأنهم غير قادرين علي ردها فرحت بروح ابني الكريمة ووافقته علي خطته التي سينفذها قبل قداس عيد الميلاد المجيد لف ابني الهدية التي كان يعلم أن صديقه يتمناها بشدة وهي عبارة عن مقلمة أنيقة بها كل الأدوات الهندسية التي يحتاجها التلاميذ في سنهم .... في ليلة العيد وقبل موعد القداس خرج ابني ليقوم بمهمة المحبة الخفية وعندما عاد بعد ربع ساعة وما أن فتحت له الباب حتى انهار باكيا !!!! مالك يا حبيبي ما الذي حدث أرجوك تكلم حتى أطمئن لا شئ يا ماما لا شئ خطير لقد ذهبت إلي العمارة التي يسكنها جون ووجدت نورالسلم مطفئ فلم أشاء أن أوقده حتى لا أنكشف وعندما وصلت إلي الشقة وضعت الهدية علي الأرض ومددت يدي لأقرع الجرس ونسيت في غمرة حماسي أن الجرس عندهم غير موجود بل بعض الأسلاك المغطاة ويبدو إنها غير مغطاة جيدالأنه ما أن مددت يدي حيث سرت في جسمي شحنة كهربائية طرحتني أرضا قمت جاهدا وجسمي كله ينتفض ثم دققت بيدي علي الباب ونزلت السلم جريا أخذت ابني في حضني ونظرت إلي طرف أصبعه فوجدته محروقا وضعت عليه بعض المراهم وأنا أقول في نفسي : لماذا يارب يحدث هذا في عيد ميلادك ؟؟؟ لقد أراد أبني تنفيذ وصيتك وهذا ما حدث له لماذا يارب ؟؟!!! ثم قلت بصوت عال : هيا بنا إلي الكنيسة فلا شئ يجب أن يفسد علينا فرحة العيد حضرنا القداس وتعزينا كثيرا وتقابل ابني مع جون الذي حكي له عن الهدية الجميلة التي وجدها علي الباب وابني لا يتكلم بل ينظر إليه بابتسامة وعيناه تلمعان بعد العيد لاحظت أن ابني لم يعد يلتفت برأسه ليسمع جيدا أما هو فقال : أني أشعر أنني أسمع جيدا بالأثنين إذن ينبغي علينا أن نعيد كشف السمع وعند الطبيب تأكد لنا أن ابني فعلا يسمع جيدا بأذنه اليسري فسألنا الطبيب عما حدث فقلت له أن ابني تعرض لصدمة كهربائية فهل يمكن أن يكون هذا هو السبب ؟؟؟ فقال الطبيب : ربما ولكنها معجزة بكل المقاييس أدركت وقتها أن الله كافئ ابني علي محبته ولكن بطريقة لم نفهمها في وقتها