‏إظهار الرسائل ذات التسميات صداقة القديسين. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات صداقة القديسين. إظهار كافة الرسائل

سبتمبر 07، 2023

لطبع من الشباك


المصدر : كتاب تدبيرك فاق العقول الجزء الثالث كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة _القاهرة. مصر
ذهبت مجموعة من الخدام للخدمة في بعض قرى محافظة سوهاج وأقاموا بدير القديس العظيم الأنبا شنودة رئيس المتوحدين وبنعمة الله توصلوا للاتفاق مع سائق أجرة مسيحي، يقود سيارة بيجو، لتوصيلهم إلى أماكن خدمتهم، ثم إعادتهم للدير.
في الصباح الباكر حضر سائق السيارة واصطحب هؤلاء الخدام إلى القرى التي يقصدونها. وكانوا أثناء الطريق يصلون ويرنمون والسائق فَرِح بصحبتهم وبعد أن أكملوا خدمتهم في كل القرى التي يقصدونها أعادهم السائق إلى دير الأنبا شنودة، فشكروه جدًا على طول أناته ومحبته، وكان الوقت منتصف الليل، فصرفوه بسلام على أن يأتيهم في اليوم التالي؛ ليواصلوا خدمتهم وبعد انصرافه أخذوا يصلّون لأجله؛ ليوصله الله بسلام إلى منزله وشكروا الله على إرسال هذا السائق التقي لمرافقتهم.
انصرف السائق عائدًا إلى منزله وسار في الطريق بجوار ترعة وهو يصلي طالبًا الملاك ليصاحبه ويوصله بسلام إلى منزله.
وفجأة انفجرت إحدى عجلات السيارة، ففقدت توازنها وانقلبت على ظهرها وحينئذٍ سمع السائق صوتًا يقول له: 
ارتبك السائق ولكنه شعر بيدين تجذبه وتخرجه من الشباك وتجلسه على الطريق أمام الترعة ورأى بعينيه سيارته البيجو وهي تسقط وتستقر في قاع الترعة، والتفت حوله؛ ليشكر الذي نجاه واجتذبه من الشباك فلم يجد أحدًا فتعجب جدًا وبعد قليل استجمع عقله وفهم أن الله قد أرسل ملاكه وأنقذه من موت محقق.
عاد هذا السائق إلى منزله وهو متهلل يشكر الله من كل قلبه على إنقاذه من الموت وأخبر أسرته التي فرحت جدًا بنجاته وأخبر أحباءه الذين ثبت إيمانهم بقوة الله وعنايته.
أراد هذا السائق أن يعبِّر عن شكره لله فاستعار سيارة من أحد أصدقائه وفي الصباح الباكر وصل إلى الخدام بدير الأنبا شنودة؛ ليحكي لهم قصة نجاته من الموت التي حدثت بعدما وصلهم بعشر دقائق وعلم منهم أنهم كانوا يصلون من أجله، ففرح الكل وشكروا الله العظيم في قدرته الذي لا يعسر عليه أمر.

اتكل على الله واعلم أنه يُقدِّر تعبك وخدمتك ولابد أن يكافئك ويستطيع أن ينقذك من كل خطر مهما كان مُهلِكًا، فتُردد بإيمان مع داود النبي:
"أَيْضًا إِذَا سِرْتُ فِي وَادِي ظِلِّ الْمَوْتِ لاَ أَخَافُ شَرًّا، لأَنَّكَ أَنْتَ مَعِي." (سفر المزامير4:23)

الرب قريب..

مارس 29، 2023

صديقٌ من السماء!




قرع الراهب الشاب باب قلاية الراهب الشيخ المفتوح في هدوء، قائلاً: "أغابي )محبة"(، فلم يجب
الشيخ
. كرر مرة ثانية فثالثة، دون إجابة. اضطر الراهب أن يدخل إذ يعلم أن الشيخ مريضٌ جدًا. دُهش
الراهب إذ رأى الشيخ جالسًا وبجواره رجل
. وقور جدًا
قال الراهب الشيخ للشاب: "كيف دخلت دون أن يُسمح لك بذلك؟" فتدخل الضيف قائلاً: "دعه، فإن
اللَّه يريده أن ينال بركة

اللَّه يريده أن ينال بركة
اللَّه يريده أن ينال بركة"!
استأذن الضيف وسلَّم على الراهبين، عندئذ سأل الشاب الشيخ: "من هو هذا الضيف الغريب؟" أجابه
الشيخ
: "إن آداب الرهبنة تقتضي ألاّ تسأل في أمرٍ لا يخصك"! أصرّ الشاب على التعرف على الضيف الفريد
الذي عندما سلَّم عليه شعر بقوة تملأه، وأخيرًا قال له الشيخ
:
]
سأخبرك بشرط ألاّ تخبر أحدًا عنه حتى يوم رحيلي...
لقد عانيت من الآمٍ شديدةٍ وأحسست أنى غير قادر على القيام لفتح باب القلاية، لذلك تركت الباب
مفتوحًا حتى تستطيع الدخول
.
إذ اشتدت بي الآلام جدًا أمسكت بالكتاب المقدس مصدر تعزيتي، وقد عرفته ليس كتابًا للقراءة بل للقاء مع اللَّه الكلمة وملائكته وقديسيه من العهدين القديم والجديد. تعودت أن أمزج القراءة بالصلاة، وأدخل مع إلهي في حوارٍ ممتعٍ.. فهو مصدر فرحي وسلامي وتعزيتي.
أمسكت بالكتاب المقدس، وإذ اشتدت بي الآلام جدًا أحسست بالحاجة إلى صديق يعزيني. إني محتاج
أن أتحدث مع إرميا النبي الباكي
. فتحت مراثي إرميا، ثم رفعت عيني إلى اللَّه صارخًا: "أرسل لي إرميا
النبي يعزيني
"! وإذ بدأت أقرأ في سفر مراثي إرميا ظهر لي إرميا النبي، ودخلنا معًا في حوارٍ معزٍ. وها أنت قد دخلت القلاية لتجده يتحدث معي، وكان لك نصيب اللقاء معه[!
عزيزي المحبوب... بلا شك أنك محتاج مثلي إلى أصدقاء يلازمونك ويسندوك. ليس صديق أعظم
من اللَّه الكلمة، تلتقي معه حين تقرأ الكتاب المقدس، أو الإعلان الإلهي المكتوب
. خلاله تدخل في حوارٍ مع
صديقك الإلهي بكونه الكلمة واهب الحياة، معطي اللذة، ومشبع النفس، فتقول مع المرتل
:
"
بكلامك أتلذذ"
"
بكلامك أحيا"
"وجدت كلامك حلو فأكلته" مز.١١٩
خلال الإعلان السماوي المكتوب يرفع الروح القدس قلبك وفكرك وآل أعماقك إلى السماء، فتسمع
الصوت السماوي: "أنت سماء وإلى سماءٍ تعود"! لا تعود تسمع الصوت: "أنت تراب)أرض( وإلى ترابٍ
تعود."!
لا تجعل قراءة الكتاب المقدس لك روتينًا تلتزم بتنفيذه ولا تهدئة لضميرك، وإنما خلاله تلتقي بالسمائيين
مع القديسين تجد الكل معك يحبونك ! ويسندونك