‏إظهار الرسائل ذات التسميات التسامح. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات التسامح. إظهار كافة الرسائل

أكتوبر 15، 2023

لاتغفر لنا ذنوبنا لاننا لانغفر ذنوب بعضنا


أخطأ اخ لدي أخاه خطأًً شديداً جداً لدرجه انه لم يقدر الاخر ان يغفر له البته
حاول الأخ المخطئ ان يجعله يسامحه فقد ندم على مافعله في حقه، ولكن لا فائده.!
حاول ثم حاول وحاول ولكن كان يقابل بالرفض دائما ....!
فكر الأخ المخطئ ان يقوم بفكره تجعل اخوه يسامحه ويرجعه اليه مره اخرى 
😇

فوسط اليه احد الجيران المقربين له كي يسامحه ويصلح بينهما..
وفعلا ارسل له ذلك الشخص ليحثه على ان يسامحه ولكن لم يقبل..
اخيرا قال ذلك الشخص ان يجتمعا سويا في مكان محايد وبعد محاولات ومجادلات كثيره واتهامات قام وقال لهم هلم نصلي وقال: أبانا الذي في السموات.... إلى أن وصل إلى واغفر لنا ذنوبنا" قلبها" الي لاتغفر لنا ذنوبنا لاننا لانغفر ذنوب بعضنا وكررها اكثر من مره، وهم في تعجب لماذا قال هذا؟.! حتى خجلوا من انفسهم وانتهوا بالمصالحه 
👏👏👍

وخرجا متعانقان..
"فَإِنَّهُ إِنْ غَفَرْتُمْ لِلنَّاسِ زَلاَتِهِمْ، يَغْفِرْ لَكُمْ أَيْضًا أَبُوكُمُ السَّمَاوِيُّ." (مت 6: 14).

يونيو 14، 2018

كيف لك ان تعامل الناس ؟

عامال الناس بطبعك لا بطباعهم
بينما كان رجل كبير السن يسير في حديقة عامة.. يتأمل في الجمال المحيط به من أشجار عالية باسقة ..
فجأة لمح عشاَ يبدو أن الرياح قد أطاحت به من فوق إحدى الأشجار اقترب منه فوجد فرخ نسر يجلس بداخل العش
قرر الرجل أن ينقذه ..
مدّ له يده فقام النسر بعضه عضة قوية .. سحب الرجل يده صارخاً من شدّة الألم ولكن لم تمض سوى دقيقة واحدة حتى مدّ يده ثانية لينقذه..
فأعاد النسر العض من جديد ..
سحب العجوز يده مرة أخرى صارخاً من شدة الألم وبعد دقيقة راح يحاول للمرة الثالثة ..
على مقربة منه كان يجلس رجل آخر ويراقب ما يحدث؟؟
فصرخ الرجل : أيها الحكيم ، لم تتعظ من المرة الأولى
ولا من المرة الثانية وها أنت تحاول إنقاذه للمرة الثالثة؟
لم يأبه العجوز لتوبيخ الرجل ..
وظل يحاول حتى نجح في إنقاذ النسر ووضعه بين أغصان الشجرة ثم مشى باتجاه ذلك الرجل وربت على كتفه قائلاً: يا بني من طبع النسر أن يعض ومن طبعي أن "أُحب وأعطف" فلماذا تريدني أن أسمح لطبعه أن يتغلب على طبعي.
الحكمة
عامل الناس بطبعك لا بطباعهم
مهما كانوا ومهما تعددت تصرفاتهم التي تجرحك وتؤلمك في بعض الأحيان ..لا تأبه لتلك الأصوات التي تعلو طالبة منك أن تترك صفاتك الحسنة لأنهم لايستحقون تصرفك النبيل


فبراير 21، 2015

قصة "لى لى" الصينية وحماتها الشقية

منذ زمان بعيد، كانت تعيش في الصين فتاة اسمها ”لي لي“، تزوَّجت وذهبت إلى بيت حماتها لتعيش مع زوجها في بيت أسرته، حسب عادة البلاد هناك.
ولم يمضِ قليل وقت إلاَّ ووجدت ”لي لي“ أنها لم تَعُد قادرة على المعيشة مع حماتها على الإطلاق. فإنها وجدت أن شخصيتها لا تتناسب، بل وتختلف كل الاختلاف مع شخصية حماتها؛ وكذلك شخصية حماتها نفس الشيء تختلف معها! فقد كانت ”لي لي“ تغضب من كثيرٍ من عادات حماتها، بالإضافة إلى أن حماتها كانت تنتقد ”لي لي“ دائماً. ومرَّت الأيام، وعَبَرَت الأسابيع، و”لي لي“ وحماتها لا تكفَّان عن العراك والجدال. ولكن، ما جعل الأمر أسوأ وأسوأ، هو أنه بحسب التقاليد الصينية يجب على الكنَّة (زوجة الابن) أن تخضع لحماتها وتطيعها في كل شيء. وقد تسبَّب كل هذا الغضب والشقاء لزوجها بالحزن والألم الشديد. وأخيراً، وجدت ”لي لي“ أنها لا يمكنها أن تقف هكذا في مواجهة سوء أخلاق حماتها وتحكُّمها فيما بعد، فقررت أن تفعل أي شيء لتلافي ذلك.
وفي اليوم التالي توجَّهت ”لي لي“ إل
ى صديق حميم لوالدها، السيِّد هويانج، تاجر أعشاب طبية في القرية التي تعيش بها. وأخبرته بكل الوضع وسألته إن كان يمكنه أن يعطيها بعض الأعشاب السامة حتى تحل مشكلتها مع حماتها مرة واحدة وإلى الأبد. وفكَّر هويانج مليّاً برهة من الزمن، وأخيراً قال: ”انظري، يا "لي لي"، سوف أساعدك على حل مشكلتك، ولكن عليكِ أن تنصتي لِمَا أقوله لكِ وتطيعيني“.
- فردَّت عليه "لي لي": ”حاضر، يا هويانج، سوف أفعل كل ما تقوله لي“. ودخل هويانج إلى الغرفة الداخلية لدكانه، ورجع بعد عدة دقائق حاملاً رزمة من الأعشاب. وقال لـ "لي لي": ”انظري، أنتِ لا تستطيعين استخدام سمٍّ سريع المفعول لتتخلَّصي من حماتكِ، لأن ذلك سوف يثير الشك في نفوس أهل القرية. لذلك فقد أعطيتكِ بعض الأعشاب التي تبني السموم في جسمها. وعليكِ يوماً دون يومٍ أن تُعدِّي لحماتك أكلة لذيذة الطعم وتضعي فيها قليل أعشاب في إناء للطبخ. ولكي تتأكَّدي من أنه لن يشكَّ فيكِ أحد حينما تموت، فلابد أن تكوني واعية جداً أن تتصرفي معها بطريقة ودية جداً. فلا تتجادلي معها وأطيعيها في كل رغباتها، بل عامليها كأنها ملكة البيت“!
وسُرَّت ”لي لي“ جداً، وشكرت السيد هويانج، وأسرعت إلى البيت لتبدأ خطة القتل لحماتها! ومرت الأسابيع، وتتابعت الشهور، و”لي لي“ تُعِدُّ الطعام الخاص الممتاز كل يومين لحماتها، وتعاملها كأنها أُمها.
وبعد مرور ستة أشهر، تغيَّر كل شيء في البيت. فقد بدأت ”لي لي“ تمارس ضبطها لغضبها من حماتها، حتى أنها وجدت أنها لم تَعُد تتصرَّف معها بحماقة أو بغضب.
وظلَّت ”لي لي“ لا تدخل في مجادلات مع حماتها لمدة 6 شهور، لأن حماتها بدأت تعاملها بحنوٍّ أكثر وبتبسُّطٍ أكثر. وهكذا تغيَّر اتجاه الحماة تجاه ”لي لي“، وبدأت تحبها كأنها ابنتها! بل صارت تحكي لصديقاتها وأقاربها أنه لا توجد كنَّة أفضل من ”لي لي“. وبدأت لي لي مع حماتها يتعاملان معاً كأُم حقيقية مع ابنة حقيقية! أما زوج لي لي فعاد سعيداً جداً وهو يرى ما يحدث.
ولكن لي لي كانت منزعجة من شيء ما. فتوجَّهت إلى السيد هويانج وقالت له: ”سيدي هويانج، أرجوك أن تساعدني لتجعل السمَّ الذي أعطيته لي لا يقتل حماتي! فقد تغيَّرتْ إلى سيدة طيبة، وصرتُ أحبها كأنها أُمي. أنا لا أُريدها أن تموت بالسمِّ الذي وضعته لها في الطعام“.
وابتسم هويانج وأطرق برأسه قليلاً ثم قال لها:
”يا لي لي ليس هناك ما يثير انزعاجك! فأنا لم أعطِكِ سمّاً، فالأعشاب التي أعطيتها لكِ كانت فيتامينات لتقوية صحتها. السمُّ الوحيد كان في ذهنكِ أنتِ وفي مشاعرك تجاهها. ولكن كل هذا قد زال بمحبتكِ التي قدَّمتيها لها“.
فلننصتْ ونُطِعْ كلمات الوحي الإلهي لنا جميعاً، ونضعها موضع التنفيذ:
+ «ليُرفع من بينكم كل مرارة وسخط وغضب وصياح وتجديف مع كل خبث. وكونوا لطفاء بعضكم نحو بعض، شفوقين مُتسامحين كما سامحكم الله أيضاً في المسيح» (أف 4:32،31

فبراير 17، 2014

قصة من الانبا روفائيل : الحل الأمثل للصراعات في العمل

حكاية للأنبا روفائيل سمعها من أحد الوعاظ 
شاب مسيحي وهو في العمل اختلف مع زميله الغير مسيحي الذي قام بشتيمته وسبه وما إلى ذلك .. انزعج الشاب المسيحي جداً وسكت ولكنه تضايق جدا 
وثاني يوم كان يوم جمعة وذهب للكنيسة كعادته وفي بداية القداس حكى القصة لأبونا وفوجئ أن أبونا ................... 

استمع للقصة بصوت الأنبا روفائيل 

يناير 25، 2014

أخذت وظيفتها بالظلم .. فماذا فعلت ؟؟

شركة ضخمة 70% منها مسيحيات ولكن لم نرى فيها إلا مسيحية واحدة حقيقية 
حقا مسيحية شهدت للمسيح بحياتها العملية ، فصوت الله بداخلها جعلها تحب  إلا المنتهي 
فكم منا يفعل ما حدث بهذه القصة 
حقا هذه السيدة ظهر في حياتها ثمار الروح القدس

القصة يحكيها أبونا بولس جورج  

يناير 19، 2014

قال له راس مدارس الاحد فاسد فماذا فعل حبيب جرجس ؟

حكاها المتنيح الأستاذ جورج شحاته وكان من تلاميذ حبيب جرجس
في يوم كان يجلس قادة مهمشة والعباسية وكانوا يريدوا تطوير الخدمة وكانوا يروا أن حبيب جرجس رجل كلاسيكي ويصعب أن يقوم بالتطوير وقال بقصد أو غير قصد "طول ما الراس فاسد مفيش فايدة"
وكان الاستاذ جورج يخجل جدا مما قاله وكان يستشعر الحرج الشديد، وبالفعل قام أحدهم بتوصيل الكلام للأستاذ حبيب جرجس، وبالفعل طلب الأستاذ حبيب مقابلته وقال له الآتي
"من أجل محبة المسيح أن تكون صادق معي، وفي البداية تقبل مني كلمة عتاب ، اذا كان عندك أب والأب هدا مريض مرض الموت هل تذهب وتقول له لتنقظ حياته أم تتركه يضيع، انا ممكن يكون عندي أخطاء في الخدمة وممكن يكون عندي ذات وممكن مكنش شايف ذاتي فأكون راس فاسد زي ما انت قلت بالظبط وأنا لا أناقشك انت قلت ولا مقلتش ، ولكن أنا اتكلم لضمير الخادم اللي فيك ، مس تيجي وتلفت نظري لعيوبي فمن أجل محبة المسيح لو فيه أي عيوب في قلي عليها دلوقتي علشان ألحق أقدم عنها توبة الآن"  

حبيب جرجس كان مدرسة فكان يتعامل مع كل خصومه بمحبة شديدة لكي يربح الجميع، وكان يقبل باتضاع نقض أولاده له  

استمع : أبونا بولس جورج يحكي عن حبيب جرجس



حينما كانت مدارس الأحد بدعة من وجهة نظر البعض

حكي أحد الأباء الرهبان وأحد تلامذة الأستاذ حبيب جرجس
حيث كان وجهة النظر عن مدارس الأحد وكأنها بدعة بروتستانتية دخلت على الكنيسة القبطية، وكان الكثير من الكهنة يرفضون وجود فصول لمدارس الأحد بكنا ئسهم
وذهب البعض للأستاذ حبيب جرجس نظرا لمعرفة حبيب جرجس بالرؤساء في الكنيسة مثل البطرك والأساقفة وخلافه، ولكن حبيب جرجس أصر أن يعلم أولاده احترام الكهنوت على أن يتصادم مع أحد وكان يحل الأمور بهدوء وحكمة 

استمع : أبونا بولس جورج يحكي عن حبيب جرجس

قصة الواعظ الذ ى أساء لحبيب جرجس


الخدمة ليست في فاظة ولكن الخدمة الناجحة دائما حولها شوك لأن الشيطان لا يريد نجاحها
أحد الوعاظ الدي كان يخدم مع حبيب جرجس وكان يعظ بين طنطا ودمنهور .. ومن محبة الناس لحبيب جرجس قالوا أن هذا الواعظ لا يحبك ودائما يقول عنك كلام غير جيد ..
ذهب اليه حبيب جرجس وقال له "اني اشكر الله انك شخصية جريئة وصريحة " وقام حبيب جرجس بزيادة مرتبه 1 جم وهده كانت علاوة كبيرة وقتها 

استمع : أبونا بولس جورج يحكي عن حبيب جرجس 

نوفمبر 13، 2012

لم اسمع شيئاً


عند باب مبنى أسقفية الفيوم القديم سأل الأب الكاهن عن أبيه الأسقف نيافة الأنبا أبرآم، فقيل له أنه جالس على الأريكة (الدكة) كعادته فدخل إليه.


إذ رآه الأب الأسقف همّ عليه مسرعًا في بشاشة ليحتضنه ويقبّله، ثم سأله عن أخباره، فتنهد الأب الكاهن بمرارة وهو يقول:

- لم أنم الليل كله يا أبي الأسقف.

- لماذا؟

- بسبب زميلي الكاهن.

هنا صمت الأب الأسقف دون أن تظهر على وجهه أية ملامح، لكن الكاهن استرسل في الحديث عن زميله الكاهن. وإذ طال الحديث جدًا والكاهن يشكو زميله استدعى الأنبا أبرآم أحد العاملين في الأسقفية يدعى رزق، وسأله أن يهيئ له فنجان قهوة.

شرب الكاهن الفنجان واسترسل أيضًا في الحديث، وإذ أطال عاد نيافته فطلب للكاهن فنجانًا آخر.

عاد الأب الكاهن يتحدث في مرارة، والأسقف لا ينطق ببنت شفة ولا ظهرت أيّة علامة تعبر عن شيء كانعكاس لما يسمعه. وأخيرًا ختم الكاهن حديثة هكذا: "لقد أطلت الحديث عليك يا أبي الأسقف لكنك لم تجبني بكلمة ولا أرشدتني ماذا أفعل". عندئذ تطلع إليه الأب الأسقف وهو يقول: "سأطلب لك فنجان قهوة يزن عقلك... صدقني إني لم أسمع شيئًا من كل ما قلته".

خجل الكاهن جدًا من نفسه واعتذر عما صدر منه من شكوى ضد الكاهن زميله، طالبًا منه أن يصلي من أجله حتى يقدر أن يضبط لسانه بل وفكره فلا يدين أحدًا، انحنى برأسه يعتذر عما قاله، سائلًا الأب الأسقف أن يصلي من أجله لكي يعطيه الرب حلًا عن خطاياه.

خرج الأب الكاهن من حضرة أبيه الأسقف ليجد أمامه زميله الكاهن فاحتضنه وقبَّله ناسيًا كل ما صدر منه.

عاد الكاهن إلى الأب الأسقف وأسرع بعد فترة ليست بطويلة فسأله الأسقف عن حال زميله، فأجاب الكاهن أن كل الأمور تسير بخير وأنه يشعر بأن زميله الذي كان قبلًا يراه كمُضايق له قد صار لطيفًا معه للغاية، بل ويشعر أنه غير مستحق لزمالته ونوال بركته، وكان الكاهن يمتدح زميله جدًا، ففرح به الأسقف، وتطلع إليه ببشاشة وهو يقول له: "أسرع إلى الكنيسة واشترك في صلاة القداس الإلهي".

خرج الأب الكاهن من حضرة أبيه الأسقف وأسرع إلى الكنيسة حيث اشترك مع الآباء الحاضرين في القداس، وكان متهللًا جدًا، يشعر بلذة روحية فائقة، وكانت نفسه كأنها منطلقة في السموات عينها.

انتهى القداس الإلهي بسرعة عجيبة، وانطلق الكاهن يحمل "قربانة حمل" نحو الباب الخارجي، ففوجئ به مغلقًا. أخذ الكاهن يقرع باب الكنيسة حتى فتح له الفراش وهو مندهش.

- كيف دخلت يا أبي الكنيسة؟

- كان الباب مفتوحًا.

- أنا لم أفتحه بعد.

- كيف هذا؟ فإنني اشتركت مع بعض الآباء في خدمة القداس الإلهي.

- أي قداس؟

- القداس الإلهي.

- لم يُقم اليوم قداس إلهي.

- أقول لك أنني اشتركت في الصلاة بنفسي، وها هي "قربانة الحمل".

عندئذ أدرك الأب أنه إنما كان يصلي القداس الإلهي مشتركًا مع جماعة من الآباء السواح مكافأة له عن تركه إدانة أخيه الكاهن واتساع قلبه بالحب .

ليصمت لساني عن الإدانة، فيرفع قلبي وفكري إلى سمواتك،

* ليتني لا انشغل بضعفات الآخرين،فأتمتع بشركة السمائيين!

* هب لي ألا أدين أحدًا، فأهرب من الدينونة الأبدية!


قصص قصيرة لأبونا تادرس يعقوب ملطى - جزء 1 - قصة رقم - 188

أكتوبر 19، 2012

فى قبضة الحب



فى قبضة رجال الشرطة 

دخل عادل حجرة النوم فى خطوات هادئة لم يعتدها من قبل ؛ وأغلق الباب لكنه عوض أن يُلقى بجسدة المنهك على السرير؛ ارتمى على الأرض ؛واسند برأسه على الكرسى؛ وهنا سبحت أفكاره يميناً ويساراً. تجلى أمامه الماضى البعيد والماضى القريب كما الحاضر أيضا . كان يناجى نفسة تارة بصوت مسموع ؛ وأخرى إذ يدرك  أنه فى بيت غريب يصمت ليناجى نفسة سراً:
  لقد عشت يا عادل كل حياتك محروماً من الحب؛ لاتذكر حتى فى طفولتك أن أمك قد احتضنتك يوماً ما ؛ ولا أباك كان يترفق بك ؛ ولا اخواتك يهتمون بك.
عشت لا تعرف العاطفة؛ ولا تذوقت الدفء العائلى . بدأت حياتك الدراسية طفلاً مشاكساً؛ لاتعرف الرقة في التعامل ولا احترام الأخرين؛ تريد أن تنتقم من كل إنسان وتشاغب مع كل  أحد. وكان نصيبك النبذ من المدرسين والطلبة. لم يعرف أحد أن يدخل قلبك ويروى عطشك أو يُضمد جراحاتك الخفية ؛ أما أنت فلا تعرف لغة القلب .
 كان نصيبك الفشل المستمر ؛ فصرت من جماعة المشاغبين ؛ وانتهى امرك بالطرد من المدرسة . قسا الزمان عليك ؛فقسوت على الناس ؛ وصار العنف يسرى فى دمك . تعلمت ان تغتصب كل ما تقدر ان تمتد إليه يديك ؛ فصرت مُحترفا السرقة . واخيراً انتهت حياتك بالسجن  لتعيش حياتك منبوذاً من الجميع ؛ محروماً من اثمن ما فى الوجود : الحرية ! والأٌن ها أنت فى .. فيلا جميلة ؛ أصحابها أغنياء ؛ أغنياء بالأكثر فى الحب! لعلها لأول مرة  ترى  فيها  أناساً يبتسمون فى وجهك ويهتمون بك ولا يحتقرونك  . لماذا يُحبونك؟ وماذا يرجون فيك أو منك ؟! هكذا لم يدرِ  كم من الوقت قد قضاة سابحاً فى أفكاره ؛ يذكر لمسات الحنان التى قدمتها لة السيدة العجوز والملابس الجديدة التى قدمها له  ابناها . لكنه تحت ضغط الإرهاق الجسدى الشديد اغمض عادل عينيه ليغُط فى نوم عميق وهو ملقى على الأرض بلا حراك .
 فجاة ؛ فتح عادل عينية على قرعات الباب الهادئة ؛ وبدأ يفكر بسرعة خاطفة أين هو ؟ وما الذى جاء به إلى هذة الحجرة الجميلة بأثاثها الفاخر . لكنه تدارك الأمر أنه فى استضافة عائلة مُحبة تلقفته بعد أن قضى زمانا فى السجن . فتح عادل الباب ليجد أحد الشابين يعتذر له إن كان قد أيقظه من النوم بقرعات الباب:-       

  آسف جداً يا أخ عادل . فإنى ما كنت أحسبك نائماً  .
 خشيت أن تكون فى خجل من  أن تأتى وتجلس معنا. 

شكرا يا أخى على محبتك ؛ فقد كنت محتاجاً فعلاً أن أنام كل هذة الفترة الطويلة .

 -  إذن ؛ فلتتفضل معنا العشاء لتعود وتُكمل راحتك .
 ذهب عادل إلى الحمام  وغسل وجهه بسرعة ؛ ثم جلس مع الأم العجوز وابنيها على المائدة . بعد صلاة قصيرة بدأوا يأكلون وهم يتجاذبون  أطراف الحديث. 

-   نرجو أن تكون قد اخدت قسطاً  وافراً  من الراحة .
 -  اشكر الله ؛ فإنى أشعر براحة خاصة وأنا فى وسطكم .
 -  يسرنا جداً أن تعيش معنا ؛ فالمكان متسع ؛ وبركات الرب كثيرة !
 -  أنا لا استحق هذة المحبة ؛ ولا استحق أن أعيش  بين قديسين مثلكم ؛ فإنى إنسان شرير . قضيت عمرى فى الخطية والشر .
 -         لا تقل هذا يا عزيزى ؛ فنحن جميعًا تحت الضعف .ولكل منا خطاياة ؛ لكن الرب يستر علينا برحمته .
 -  لا.....لاتقل هذا . لعلك لا تعرف ما انا عليه ..... فقد امتنزجت  طبيعتى  بالشر ؛ وكأنى والشر صرنا واحداً .
  لا تخف ؛ فإن الله الذى خلقنا قدم حياته من أجلنا . أنه يحبنا ؛ نزل إلينا ؛ وصار مثلنا كواحد منا ؛ ودفع حياته ثمناً لخلاصنا .
 لعلة يُخلص آخرين غيري ........
  لا .... بل يريدك  أنت . أنه  يحب كل إنسان ويشتهى خلاص  كل  أحد .
 -  ألم أقل لكم  أنتم  لا تعرفوننى . لقد قضيت حياتى كلها فى الشر ؛ لقد امتزجت حياتى بكل اصاف الخطية  ؛ وما أظن  إنى اقدر أن اتخلص منها !
 -         الله الذى يحب الخطاة هو يقدر أن يعين الجميع . لقد غير حياة الزنا والعشارين ودخل بيهم إلى الفردوس .

 -   إذ انتهوا من العشاء غسلوا ايديهم ؛ ونزلوا معاً إلى الحديقة يُكلمون الحديث عن محبة الله اللانهائية . حتى انسابت  دموع عادل بغزارة ووقف الكل يصلون . 

 بعد فترة ليست بطويلة ارادت العائلة أن ترحب بالضيف أكثر فأكثر  ,
 فسالوة  إن كان يأخذ  فكرة عن الفيلا ومحتوياتها  . فأجاب بالايجاب وبدءوا يسيرون معه من حجرة إلى حجرة ؛  يكشفون له عن اسرار البيت كله . واخيراً استقرت وقفتهم أمام قطعة أثرية جميلة وُضعت على البيانو .
 -  إنها قطعة جميلة .
 -   نعم ، واثرية أيضاً  ؛ (أجابت العجوز) .
 -   وما ثمنها  .
 -  إنها تساوى خمسة آلاف جنيهاً مصرياً  . لكنها فى نظرنا أثمن من ذلك بكثير ؛ أنها لا تقدر بثمن  . فهى تحمل  ذكرى والدى واجدادى الذين توارثنا عنهم .
 بعد أن أخذ عادل فكرة عن البيت ومحتوياته ؛ دخل الجميع الحجرة المخصصة للصلاة العائلية ؛ وأمام أيقونة السيد المسيح صلى الكل ؛ وذهب كل منهم إلى حجرة نومه . وضع عادل راسه على الوسادة وحاول أن ينام لكنه لم يستطع إذ بدأت الأفكار تتراقص فى ذهنه . كيف تفلت . هذة القطعة الأثرية من يدى ؟ لكن كيف اخون الذين احبونى  من كل القلب ؟ وهل أعيش عالة عليهم كل أيام حياتى ؟ لأعيش عالة ولا أسرق؛ فقد وعدتهم ألا أعود إلى الخطية مرة أخرى . ما قيمة قطعة أثرية فى أيدى أناس أغنياء ؛ هم ليسوا فى حاجة إليها . لأسرقها وأبيعها كى أجد عملاً تجارياً شريفاً ؛ فلا أعود أنحرف بعدها ! فى وسط الصراع العنيف قام عادل وتسلل وسط الظلام على أطراف أصباعة حتى بلغ إلى الصالة ؛ وهناك وقف أمام القطعة متردداً . مدّ  يده ليمسكها ؛ ثم عاد فتراجع ؛ وتكرر الأمر مرة ومرات؛ وأخيراً تشدد وامسك بالقطعة  وتسلل نحو الحديقة ليجد الباب الحديدى مغلقا . لن هذا لا يشكل مشكلة ؛ فبسرعة البرق قفز من  السور إلى الشارع  ليجد نفسة أمام رجلين من الشرطة ؛ أمسكا به .  ارتبك عادل جداً ؛ ولم يعرف ماذا يفعل . لقد فتشه الرجلان ووجدا معه القطعة الأثرية فاخداها منه واقتاداه إلى دار الشرطة.

فى دار الشرطة     

ايقظت العجوز أحد ولديها على أثر قرعات غريبة على الباب بعد منتصف الليل ؛ وكانت المفاجأة أن فتح الشاب ليجد أمامه رجلين من الشرطة : -         لاتقلق ؛ فقد امسكنا رجلاً يقفز من سور حديقتكم ومعه بعض المسروقات ؛ فأتينا نخبركم .
  اشكركما تفضلا .
 -    ضابط البوليس ينتظرنا ؛ ويطلب رب البيت  أن يحضر ليتعرف على المسروقات .
 -  حالاً أحضر معكما .
 -   سمعت الأم العجوز الحديث ؛ فادركت أن عادل هو المقصود.  للحال أسرعت نحو حجرته لتجد الباب مفتوحا ؛ وإذا دخلت لم تجده . عندئذ خرجت وأصرت أن تذهب مع ابنها إلى دار الشرطة . وعبثا حاول ابنها أن يثنيها عن عزمها .
 -  انطلق الشاب بعربته ومعه والدته العجوز ورجلىّ الشرطة ؛ وهناك إذ دخل الكل حجرة الضابط؛  سلمت الام على عادل سلاماً حاراً ؛ إما هو فقد نكس رأسه ولم يقدر أن يرفع عينيه ويتطلع إليها . تعجب الضابط من المنظر .
  اتعريفنه يا سيدتى ؟
 -   نعم أعرفة جيداً ؛ أنه صديقنا الحميم !
  لقد وجدناه  يقفز من سور حديقتكم .
 إنه صديقنا  والبيت هو بيته .
 -  وجدنا معه قطعة أثرية ثمينة .
 -  أنا أعطيته إياها لكى يعالج عيبًا فيها .
 -  ألا تتهمي بالسرقة .
 -   مستحيل .
  إذن نتركه على مسئوليتكم !
 لا، بل سناخذه معنا يبيت اليلة عندنا .
 لم يتحمل عادل هذه المحاورة فقد شعر كأنه  وقد افلت من يد الشرطة صار أسير حب فريد لم يذقه من قبل . وهنا تسللت  الدموع من عينيه وهو جامد الحركة لا يعرف ماذا يقول ولا يتصرف ؛ عندئذ تقدم الشاب فى محبة ؛ وامسك بيده؛ واقتاده الى السيارة ليذهب معهما إلى الفيلا .
 عند باب السيارة ثقلت قدمى عادل جداً وانهمرت دمعومة بكثرة وهو يقبل يدى الأم العجوز ؛ قائلا :
 
"سامحينى فقد أسأت لليد التى أحسنت إلىّ " .

 لا تقل هذا يا عادل ؛ فإن الله يغفر لنا كل يوم .
 اشكرك ؛ لكننى لا أقدر  أن أعيش  أسير هذا الحب  . إنى لا استحق حبكم ولا أستطيع أن أقف وسطكم .
 -  إن كنت قد حكمت علينا أننا نحبك فأسمح أن تقضى بقية الليلة معنا .
 لا أحتمل يا أمى ؛ فإن ناراً تلتهب داخلى !
 -  لاتقل هكذا يا عادل ؛ اسمح أن نعود جميعاً فرحين .
 تحت لجاجة الأم العجوز ركب عادل معهما حتى وصلا الفيلا . وهناك نزل من السيارة  ليقف على الرصيف  وعيناه قد تسمرتا متجهتين نحو المكان الذى قفز منه .  ربتت الأم على كتف ودخل الكل إلى الفيلا ؛ حيث تسلل عادل إلى حجرته ليقضى بقية الليلة يجهش فى البكاء ؛ وفى الصباح الباكر بعد أن صلى مع العائلة وأخذ افطاره استاذنهم وخرج بلا عودة !
 مع الراهب دانيال
 مرت السنوات وأصيبت الأم  بمرض الفالج (الشلل) الذى أفقدها قدرتها على الحركة ؛ فصارت حبيسة بيتها مع ابنيها الرجلين اللذين يبذلان كل الجهد فى خدمة الكنيسة .
 كان الابنان  يلتقيان كل مساء مع امهما ليشترك الكل معاً فى الصلاة العائلية ؛ وبعد دراسة فى
 الكتاب المقدس  يسير الولدان بامهما إلى أحدى الشرفات على عجلة ؛ خاصة بها ؛ ويقضون وقتا ليس بقليل يتحدثون في  سير القديسين السابقين ؛ وما يدور حول شخص  الراهب  دانيال . فقد فاحت سيرتة المقدسة فى كل
 أنحاء القطر ؛ وتحول الدير إلى مزار يفد إليه الناس من كل صوب يلتمسون بركة القديس ؛ الأمر الذى دفع بالراهب دانيال أن يترك الدير ويهرب إلى مغارة على بعد عدة أميال من الدير .
 فى إحدى الليالى ؛ قالت الأم لولديها : "اذهبا إلى أبينا دانيال ليبارككما ؛ واطلبا منه ان يصلى عنى ."
  ولماذا لا تأتى معنا يا أماه ؟
 أنت تعلم يا ابنى إنى عاجزة عن الحركة ؛ ولا أريد أن أثقل عليكما . يكفينى أن تنالا أنتما البركة .
 لا ..... بل إن أردتِ فلتذهبى معنا ليصلى عنك فيهبك الرب الشفاء .
 -  أنا لا أطلب  شفاءً للجسد بل أشتاق إلى إن أكمل أيامى فى رضى الرب واعبر سريعاً.
 -  لا تقولى هذا يا أمى فنحن محتاجون بركتك معنا .
 -  لقد اكملت رسالتى يا ابنى ........إنى اشتهى أن أنطلق واكون مع  السيد المسيح ؛ وذلك افضل جداً .
 أصر الابناء أن يأخذا امهما معهما وقرر الكل أن تكون الرحلة فى اليوم التالى . وبالفعل فى الصباح المبكر جداً سار الابنان بأمهما إلى السيارة ؛ وحملاها إلى المقعد الخلفى  لتستريح ؛ وانطلق الكل نحو البرية إلى الدير .
 لم يكن من السهل أن ينزلا بأمهما من السيارة ويحملانها على العجلة ليدخلا بها إلى كنيسة الدير . فى الطريق إلى الكنيسة قالت الأم فى ألم : "ارجو أن تتركانى فى الدير هنا وتذهبان أنتما إلى المغارة ؛ فان السيارة لا تقدر أن تصل إلى المغارة ؛ أظن أن العجلة لا تقدر أن تسير فى الرمال . يكفينى أن تذهبا و تطلبان منه ان يصلى عنى .
 وأنا أنتظركما هنا حتى آخر اليوم  .
  - لاتخافى يا أمى ؛ فإن الله سيدبر الأمر ؛ نحن قد أتينا من أجلك  وسنسأل أن كان بالدير (جيب ) تقدر أن تصل بنا الى المغارة .
 لا تتعبان ؛ ولا تحرجا أنفسكما مع الأباء الرهبان .
 -  لقد علمتينا اننا بالإيمان لا يوجد مستحيل .
 هنا بلغ الكل باب الكنيسة ؛ حيث خلع الكل أحذيتهم ودخلوا فى مخافة وهدوء إلى الهيكل حيث سجد الابنان إلى الأرض وصليا . أما الأم فقد انذرفت دموعها وهى تصلى بكلمات غير مسموعة . وبعد أن قبل الكل أجساد القديسين خرجوا يسألون عن الراهب دانيال .
 سال أحد الابنين راهباً: كيف يمكننا الذهاب إلى المغارة ابينا دانيال؟ 

هل تريدون أبانا دانيال ؟
 -لو سمحت ؛ فإننا مشتاقون أن ننال بركته ؛ وأمى كما تراها مريضة بالفالج .
 على أى الأحوال ؛ أن تدبير الله حسن ؛ فإن الاب دانيال حالياً فى الدير .
 أشار الراهب إلى الموضع الذى يجلس فيه أبونا دانيال ؛ الذى تفرس فيهم كثيراً وهم قادمين . واذ وصلوا اليه مع الراهب سألوا : أبانا دانيال ؟
 اجاب الراهب فى هدوء : نعم أنت .......أنت بولس ؟ 

-  كيف عرفتنى ؟
 وانت بطرس.؟
 -  نعم ......اتعرفنى ؟
 هل هذه أمكما ؟
 نعم !
 وفى لحظات ضرب الراهب دانيال مطانية أمامهم ثم أخذ الابنين بالأحضان وصار يقبلهما ؛ ثم تقدم إلى الأم وصار يقبل يديها وهو يبكى .
 وقف الكل فى دهشة ؛ بل وتجمع عدد ليس بقليل من الرهبان يرون هذا المنظر الغريب . أخذ الراهب يقول للأم العجوز : ألا تعرفينى ؟! أنا ابنك عادل ؛ الذى احتملتم ضعفه وأسرتموه بالحب حين سرق القطعة الأثرية ...أنا عادل الذى كنت لصاً ؛ وعلى أيديكم عرفت مسيحى ! إنى مدين لكم بكل حياتى فى المسيح يسوع !  ثم ركع الراهب دانيال بجوار العجلة وصلى فى اتضاع  وانسحاق بدموع غزيرة ورشم الأم  بالزيت باسم الله القدوس الآب والابن والروح القدس ؛ فتحركت الأعضاء اليابسة ؛ وقامت
 العجوز عن العجلة لتمسك بيديها الأب دانيال وهى تسبح الله وتمجدة .     

هذة القصة رواها لى قداسة القس اثناسيوس بطرس وطلب منى تسجيلها فى أسلوب قصصى ...وإن كنت قد قمت بتغيير بعض احداثها.
 
قصص قصيرة لأبونا تادرس يعقوب ملطى – قصة رقم 185

أكتوبر 09، 2012

استضافة حمار وبغل

بلغ الأخوان موسى وبولس مدينة بلبيس، وكانا يسيران معًا في شوارعها وسط ظلام الليل يتحدثان عن صديق العائلة الصراف إقلاديوس وزوجته وأولاده الثلاثة، وكان قلباهما يلتهبان شوقًا لرؤية هذه العائلة التي ارتبطا بها بروح الحب وقد عُرفت بالتقوى وحياة الصلاة.

لم يشعر الأخوان بالوقت خلال ذكرياتهما اللطيفة وحديثهما الطويل بخصوص عائلة الصراف إقلاديوس، حتى وجدا نفسيهما أمام باب عم إقلاديوس يقرعانه. فتح الرجل لهما الباب، ولم يصدق نفسه إذ رأى الشابين أمامه، فمنذ وفاة والديهما لم يلتقِ بهما قط. أخذهما بالأحضان وكان يقبّلهما والدموع تجري من أعين الكل.

أسرعت زوجته إليهما تسلم عليهما في شوقٍ كما إلى ابنيها العزيزين جدًا عليها، وصارت تسألهما عن والدتهما وأحوالها بعد وفاة أبيهما. أما أولاد عم إقلاديوس الثلاثة ففرحوا جدًا برؤيتهما. جلس الكل معًا، وتحول ظلام الليل إلى بهجة عيد مفرح. وكان الكل يتجاذب الحديث. وفي هدوء تسللت الزوجة إلى خارج الحجرة حيث قامت بذبح "إوزة" وإعداد العشاء.

انقضت قرابة ساعة بعدها أخذ العم إقلاديوس موسى في حجرة مستقلة وكان يسأله عن حياته الروحية وسلوكه وتجارة المرحوم والده. أجاب موسى: "أشكر اللَّه، فالتجارة تسير على ما يرام، وبركات اللَّه لا تُحد، لكن ما يقلق نفسي هو أخي بولس، فإنه لا يعرف المرونة، لا يصلح في العمل التجاري، إنه "حمار" يمثل ثقلًا عليّ في أعمال التجارة. عندئذ تنهد العم إقلاديوس في مرارة، وتساقطت الدموع من عينيه، وهو يقول: كيف تدعو أخاك حمارًا يا ابني؟ إنه أخوك، يلزمك أن تحبه لا أن تدينه وتسيء إليه، تنظر إلى حسناته وفضائله ومواهبه لا إلى سقطاته وضعفاته. لكن موسى لم يبالِ بالكلام!

جلس العم إقلاديوس مع بولس أيضًا على انفراد، وإذا سأله عن أحواله وأمور تجارة والده، أجاب كأخيه أن كل شيء يسير حسنًا لكن أخاه "كالبغل" يثور ويهيج عليه بلا سبب، لا يتصرف بحبٍ وحكمةٍ، عندئذ بدأ العم ينصحه باحتمال أخيه وعدم إدانته، فلم يهتم بولس بكلماته.

إذ مضت أكثر من ساعة دخل العم إقلاديوس المطبخ، وعاد يحمل صينية عليها طبقان بغطاء، وإذ خرج أولاده الثلاثة وتركوه مع الضيفين قدم لهما الصينية للعشاء.

غسل الشابان أيديهما وجلسا حول المائدة، وإذ كشفا الطبقين كانت المفاجأة أنهما وجدا قليلًا من العدس والفول غير مطبوخين. تراجع الشابان إلى الوراء، كل منهما ينظر إلى الآخر في دهشة، كأنهما يتساءلان: ما هذا الذي يفعله العم إقلاديوس؟ ألعله أخطأ في الصينية، أم أنه تصرف عن عمد لعِلةٍ بينه وبين والدهما؟!

ساد الحجرة جو من الصمت، قطعه الرجل الوقور، بقوله في هدوء: "لماذا تندهشان يا ولديَّ؟! أليس هذا هو طعام الحمار والبغل؟! فقد دعوت يا موسى أخاك حمارًا، وأنت يا بولس دعوت أخاك بغلًا... فلتأكلا إذن فهذا هو الطعام المناسب لكما!"

* هب لي عينيك يا محب البشر، أرى بهما كل إنسانٍ كما تراه أنت!

أستر على ضعفاته كما تستر أنت عليّ!

* هب لي ألا تخرج كلمة جارحة من فمي، بل أنطق بلسانك يا كليّ العذوبة!

* هب لي فكرك فلا أدين أحدًا!

   قصص قصيرة لأبونا تادرس يعقوب ملطى- جزء 1 - قصة رقم 186



سبتمبر 17، 2011

اول يوم دراسة


ليديا فتاة فى الصف الأول الإعدادى ، كثيراً ما تحضر القداسات والإجتماعات فى الكنيسة ..
تقابلت معها فى يوماً بعد القداس وسألتها عن الدراسة والإمتحانات وعن زميلاتها الجدد فى المدرسة .. فبدأت تقص لى عن موقف حدث معها فى أول إسبوع من الدراسة ..

فقالت لى: ذهبت إلى المدرسة مبكراً فى اليوم الأول لبداية العام الدراسى ، وتقابلت مع صديقاتى فى الحوش قبل أن يبدأ الطابور ، ولكن سرعان ما ضرب الجرس وتفرقنا حيث لم نجتمع فى فصل واحد .. ودخلت الفصل وذهبت لأجلس فى المقدمة كعادتى .. وبالفعل وجدت المكان المناسب ولكن بعد لحظات إكتشفت أنى اجلس بجانب فتاة لم أعرفها من قبل .. فإضطربت فى البداية ولكنى طلبت من الله أن يساعدنى فى أن استطيع أن أتعامل معها ..

وقمت بالمبادرة الأولى لأتعرف عليها ، ولكن للأسف كان كلامها معى سيئاً جداً على الرغم من أن تعاملها مع باقى الزميلات كان جميلاً .. فحزنت فى البداية لأنى فكرت فى باقى السنة ماذا سأفعل بجانب هذه الزميلة حتى نهاية السنة ونحن الآن فى اليوم الأول؟ّ

وجاء ميعاد الفسحة وتقابلت مع صديقاتى وقصصت لهن عن هذه الفتاة .. فكان ردهن "عامليها زى ما بتعاملك" .
ولكنى لم أجد فى هذا الرد روح المحبة التى أعطانا يسوع إياها .. فذهبت إلى الكنيسة بعد المدرسة وطلبت من الله أن يعيننى على تحمـــُـــل الإساءة من هذه الفتاة .
ومرت أربعة أيام ولم تتغير طريقة معاملتها معى ، لكن جاء اليوم الخامس من بداية الدراسة ولم تأت هذه الزميلة إلى المدرسة لمدة ثلاثة أيام مما أثار قلقى .. فذهبت لأبحث عن رقم تليفونها من باقى الزميلات ، وفعلاً وصلت إليها وإتصلت بها .. وكانت المفاجأة حينما علمت أن والدها قد توفى من ثلاثة أيام بعد أن ظل يعانى من المرض لفترة طويلة ، وكانت هذه البنت ترعاه طوال هذه الفترة ... فتحدثت معها وعزيتها على وفاة والدها ... ورت أيام الغياب وعادت إلى الدراسة فوجدت أنه قد فاتها كثير من الدروس ... فبدأت أجلس معها بعد الدراسة فى المدرسة وأشرح لها ما يصعب عليها فهمه من دروس ..

وفى يوم وجدت هذه الزميلة تقول لى:

"على فكرة يا ليديا أنا أول مرة أتعامل فيها مع بنت مسيحية ... أنا كنت فاكراكم غير كده ...!".


أصدقائى ...

ألا ترون فى هذا الموقف أنه بأعمالنا الصالحة نستطيع أن نجعل المحيطين بنا يمجدون الله كما ذكر الإنجيل:

"فليضئ نوركم هكذا قدام الناس لكى يروا أعمالكم الحسنة ويمجدوا أباكم الذى فى السموات"  "مت 16:5" .


مايو 07، 2011

اتفقا ألا يتفقا !


صوَّب الصياد بندقيته نحو الدُب ليقتله، فرفع الدُب رجليه الأماميتان مستسلماً، وهو يقول:
لماذا تقتلني؟ ماذا فعلت لك؟
الصياد: أريد الفراء لأبيعه !
الدُب: وأنا أيضاً أريد أن أتمتع بوجبه إفطار...هل أهجم عليك؟
الصياد: إذن لابد أن أقتلك.
الدُب: لا، هل نناقش الأمر كشخصين ناضجين لنصل إلى اتفاقية.
عندئذ حول الصياد بندقيته عن الدُب، وأحنى الدُب رأسه أمام الصياد، وجلس الاثنان كما في مؤتمر سلام لعلهما يصلان إلى اتفاقية. طال الحوار بينهما، و أخيراً
قال الصياد: "إنني لن أتنازل عن الفراء...إنى محتاج إلى ثمنه".
أجاب الدُب: " وأنا لن أتنازل عن وجبة الفطار، فإنى جائع".
إذ شعر الاثنان أنهما لن يتفقا هـرب كل منهما من وجه الآخر!
كم مرة اشتهى أن أُقيم معاهدة بين شهوات جسدي وشهوات روحي.
هذا أمر مستحيل! ليجلسا معاً، لكنهما لن يتفقا قط !

ليعمل روحك القدوس فيَّ، فيتقدس جسدي وأيضاً روحي، أما شهوات الجسد فلا تتفق مع شهوات روحى فيك.

قصص قصيرة لأبونا تادرس يعقوب ج1-قصة رقم 204

مارس 18، 2011

الوصية ليست صعبة


" من لطمك على خدك الأيمن فحول له الآخر أيضاً " (مت 5: 39 ).
سأل زميل ما الطالب "فلان" هل هذه الوصيه ممكن تنفيذها؟! بل قال له إن نفذها أحد فسيكون عبيطاً وضعيفاً و...إلخ.
عندئذ رد أخانا الطالب "فلان" قائلاً: "إنها وصية المسيح ولا يمكن أن تتغير بالزمان ولا بد من تنفيذها، و اجرتها عند الله عظيمة جداً". ووضع في قلبه أن يصلى دائماً من أجل أن تنفذ هذه الوصية قائلاً : " يارب وصيتك حق وقوية و ليست مجرد كلام أو علامة ضعف فأعطني أن أنفذها بقوتك. يارب إن وصايك يايسوع صعبة لا يقدر أحد أن ينفذها لوحده. ولكنها سهلة خالص بس يارب لو أنت ساعدتنا على تنفيذها"
وفي أحد الأيام قابل أخانا زميله، فقال له الزميل: " هل يمكن تنفيذ الوصية الآن". و تطاول عليه في الكلام جداً و هزأ به ثم قال له : لو كنت رجلاً فقف محلك و سألطمك بقوة على خدك و قول لى بقى هى وصية الإنجيل صادقة؟؟ " .
وبدأ يهزأ به جداً!!
وأخيراً لطمه بكل قوته على الخد الأيمن وأخينا " فلان" فرحان من أجل أنه أُهين من أجل يسوع الذي صُلب عنه. وعندئذ رفع زميله يده بكل قوته ليلطمه على الخد الأخر... وفي إندفاعه الجنونى، هوى جسمة على الأرض فأصطدمت رأسه بحافة رصيف الشارع و انفتحت جبهته وسال منها الدماء..!!!!
و بدأ أخانا المسيحى الحقيقي يضمد جراحات زميله، و طلب له الإسعاف و ذهب معه للمستشفى مُصلياً لأجل شفاءه حسب وصية الإنجيل.
إخوتى الأحباء... لا تردوا الإساءة بالإساءة بل أحبوا أعدائكم وباركوا لاعنيكم وأحسنوا إلى مبغضيكم وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم... واختبروا قوة الإنجيل.
و الرب معكم ينميكم في المحبة و اختبار وصية الإنجيل.
القمص بيشوى كامل
فبراير 1975م

فبراير 20، 2010

اذهب واصطلح مع أخيك


انا اسمى اسحق الصعيدى او اسحق نتريا وكنت قسا للقلالى فى القرن الخامس الميلادى ورأيت القديس انطونيوس وكنت محبا للكتب المقدسة وفى احدى الايام تخاصمت مع احد الرهبان رغم ان الرب يسوع قال :
اذهب واصطلح مع اخيك حينئذ تعال وقد قرباناك (مت24:5
اما انا فلم اسامح اخى بل تجرأت وتناولت من جسد الرب ودمة 3 مرات فى 3 اسابيع متتالية وانا فى حالة خصام
وبعد فترة وانا فى قلايتى جاءنى ابليس بوجهة الرهيب مطلا من طاقة القلاية وقال :ايها الصعيدى لقد صرت من انباعنا .ملانى خوف وسكبت نفسى امام الهى ليكشف لى بروحة ما بداخل قلبى وفعلا نبهنى الرب الى خصامى مع اخى والى تناولى من جسدة ودمة دون استحقاق طلبت من الرب ان يسامحنى ويغفر لى وفى الحال اسرعت الى اخى الراهب قارعا باب المسامحة فانفتح لى وعاد السلام والحب بيننا

يناير 23، 2010

القطة الشقية والفازة


قبعت الفازة فى مكانها المميزعلى أعلى منضدة فى غرفة الصالون . لقد توارثتها ربة المنزل عن جدتها التى كانت تحبها جدا و بالتالي أحبت هذا التذكار جدا . و فى يوم ..و بينما طفلها يلعب مع قطته.. تسللت تلك القطة الى غرفة الصالون و قفزت على المنضدة العالية .... و دخل الطفل ورائها وصعد على الكرسى ليمسك بها .... و كلنا يعرف ماذا حدث .... !!!

لقد سقطت الفازة و تدحرجت حتى تهشمت على الأرض بصوت مدوى .

أخذ الطفل يصرخ و يبكى لأنه يعلم قيمة هذه الفازة عند أمه التى جاءت تجري لترى ماذا حدث . " مالك يا حبيبي ؟ لماذا هذا الصراخ الشديد ؟؟ "

أجابها : لقد كسرت الفازة

سألته : و هل أنت بخير ؟

رد : نعم يا ماما .

فأحتضنته " الحمد لله لقد ظننت انك جرحت "

أما أنا فلن أنسى تلك الكلمات قط .

يومها عرفت أن أمي تحبني أكثر من أغلى فازة عندها فأنا كما ترون الولد الصغير الذي كسر الفازة .


" على الأيدي تحملون و على الركبتين تدللون. كانسان تعزيه أمه هكذا أعزيكم أنا "

يناير 09، 2010

البخيل المغرور


كان غضبان رجلاً غنياً، لكنه كان متكبراً بخيلاً، يخافه الجميع لسوء خلقه، وبينما كان يسير ذات يوم في السوق اصطدم بحمّال يحمل على ظهره جرة كبيرة مليئة بالصباغ (مادة لتلوين الثياب) فاختل توازن الحمّال، وسقطت الجرة على الأرض، فانكسرت وتناثر الصباغ على ثياب غضبان فلما رأى غضبان ما حلّ بثوبه انهال ضرباً على الحمال، والحمال المسكين يعتذر منه ويستغيث بالنسا، ولا أحد ينصره، فالكل يخاف غضبان.

وسمع أسامة صراخ الحمال، وكان شاباً كريماً شجاعاً، يعمل في متجر والده، فأسرع لنجدة الحمّال، وأمسك غضبان بقوة وقال له: اتق الله، لا يحق لك أن تضرب أحداً بغير حق.

فقال غضبان لأسامة: ألا ترى يا أعمى؟ لقد أتلف هذا الأحمق ثوبي بالصباغ الذي كان يحمله.
فقال أسامة حدث ذلك بدون قصد منه، وسيدفع لك ثمن الثوب، فلا تضربه.

ضحك غضبان وقال: وهل يستطيع هذا الحمال الفقير أن يدفع ثمن الثوب؟ إنه يساوى مائة دينار ذهباً.

سقط الحمال مغشياً عليه عندما سمع ذلك، فهو لا يملك حتى عشرة دراهم فضية.
وحاول الجميع أن يقنع غضبان بأن يسامح الحمّال، ويرحم حاله، لكنه رفض، فأسرع أسامة إلى متجر والده، وأحضر مائة دينار، وأعطاها لغضبان "فرح غضبان" لأن ثوبه لا يساوي هذا المبلغ، ولكن لما أراد أن ينصرف، جذبه أسامة بشدة وقال: قد قبضت الثمن، وأريد ثوبي.

فقال غضبان مستغرباً: حسناً، أذهب إلى البيت، وأخلع الثوب وأرسله لك مع الخادم.
ولكن أسامة أمسك بثيابه وجرّه بقوة وقال: قد رفضت أن ترحم هذا المسكين فاخلع ثوبي الآن.

ووقف الجميع مع أسامة، فاحتار غضبان ماذا يفعل فهو يريد المال، ولكنه لا يستطيع أن يخلع ثوبه أمام الناس، فنظر إلى أسامه شرزاً (بحقد واحتقار) وقال: حسناً، سأشتري الثوب بمائة دينار.

ولم يقبل أسامة وقال له: إما أن تعطيني ثوبي الآن، أو تدفع ثمنه مائتي دينار في الحال.

فقد غضبان عقله وأخذ يصيح: كيف تبيع ثوباً بمائتي دينار، وقد اشتريته بمائة؟ وظل يرجو أسامة أن يقبل المائة دينار ويتركه لينصرف.

فقال أسامة: إما أن تعطيني الثوب الآن، أو تدفع قيمته مائتي دينار أو تعتذر من الحمال، عندئذ سأسامحك.

ازدادت حيرة غضبان البخيل، فهو جبان لا يستطيع أن يضرب أسامة الشاب القوي ابن التاجر الكبير، كما أن الحاضرين سيشهدون بما حدث، وهو بخيل جداً ولا يمكن أن يدفع مائتي دينار ثمناً للثوب، فلم يجد غضبان إلا أن يعتذر للحمال ويعطيه عشرة دنانير تعويضاً عن إهانته، وانصرف ذليلاً ملطخ الثياب.