‏إظهار الرسائل ذات التسميات الوحدة الوطنية. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات الوحدة الوطنية. إظهار كافة الرسائل

يونيو 26، 2018

بين جمال عبد الناصر والبابا كيرلس السادس

طلب البابا كيرلس مقابلة جمال عبد الناصر أكثر من 10 مرات وهو يرفض فى بداية الستينات , وكان يريد البابا أن يعرض عليه بعض مشكلات الأقباط والمضايقات التى تتعرض لها الكنيسة , ولم يجد البابا أى استجابه لرغبته فى مقابلته .

وحدث أن كان للبابا صديق عضو فى مجلس الشعب وكان يحبه وكان دائم الزيارة له , وكان له ابن مريض , فطلب العضو أن يصلى البابا لأجل أبنه , وربنا شفاة بصلاته .
وفى يوم زاره عضو مجلس الشعب (البرلمان فى ذلك الوقت) ووجد البابا متضايق وزعلان فسأله عن السبب ولما عرف قال : " أنا علاقتى جيده ووطيده مع عبد الناصر " ورتب موعد مع جمال عبد الناصر , وحضر عضو مجلس الشعب قبل الميعاد وأصطحب البابا فى سيارته للقصر الجمهورى .
وقابل جمال عبد الناصر البابا كيرلس بفتور شديد جداً وأبتدره قائلاً بحده : " إيه .. فيه ايه !! هم الأقباط عايزين حاجة .. مالهم الأقباط .. هما كويسين قوى كدة .. أحسن من كده أيه ... مطالب .. مطالب .. مطالب "
وكانت مقابلة عبد الناصر باينه من اولها ومع ذلك قال البابا كيرلس السادس مبتسماً : " موش تسألنى وتقول لى : فيه إيه .. !! " فرد محتداً قائلاً : " هوه فيه وقت أقولك .. وتقول لى ..ما هو مافيش حاجة .. "
ووجد البابا نفسه فى موقف دقيق فغضب وزعل جداً وقال لعبد الناصر : " ده بدل ما تستقبلنى وتحيينى بفنجال قهوة , وتسمعنى , وفى الاخر يا تعمل يا ما تعملش كده من الأول تحاول تعرفنى إن مافيش وقت لعرض موضوعاتى !! " وخرج البابا زعلان قائلاً لعبد الناصر : " منك لله ... منك لله ... "
ورجع البابا للبطريركية مع عضو مجلس الشعب الذى راح يعتذر طول الطريق فقال له البابا كيرلس : " إنت كتر خيرك ,, تمكنت من تحديد الموعد .. أما أستقبال عبد الناصر لى بهذه الطريقة , أنت مالكش ذنب فيه !! "
وذهب البابا لصلاة العشية والتسبحة والصلاة ودخل لينام .
وفى الساعة الثانية بعد منتصف الليل حضر عضو مجلس الشعب وطرق الباب وفتحه بواب المقر الباباوى , وقابل تلميذ البابا سليمان , وقال له : عبد الناصر عاوز يقابل البابا دلوقت حالاً " .. ولكن حاول سليمان الإعتذار بأن البابا تعبان وده وقت متأخر يمكن يكون البابا نائم "
غير أن عضو مجلس الشعب أقترح أن يطرق على باب البابا كيرلبس مرتين فإذا لم يرد يذهب ويقول لجمال عبد الناصر أنه وجد البابا نائم , ولكنهم قبل أن يطرقوا على باب البابا فوجئوا ان البابا مرتدياً ملابسه ويفتح الباب ويقول له : " يالا يا خويا .. يالا .. !! "
وكان جمال عبد الناصر له ابنه مريضة احضر لها كبار الأطباء الذين قرروا أن مرضها ليس عضوياً وعندما تكلم مع عضو مجلس الشعب ذكر له شفاء ابنه .. فدخل البابا مباشرة على حجرة أبنة جمال عبد الناصر المريضة وقال لها مبتسماً : إنت ولا عيانة ولا حاجة "
وأقترب منها قداسة البابا وصلى لها ربع ساعة , وصرف الروح النجس وعادت الأبنة إلى طبيعتها تماماً .
وهنا تحولت العلاقة التى كانت فاترة فى يوم من الأيام إلى صداقة بينهما ووصلت هذه العلاقة إلى قال الرئيس جمال عبد الناصر يوماً : " أنت من النهاردة ابويا .. أنا هاقولك يا والدى على طول , وزى ما بتصلى لأولادك المسيحيين صلى لأولادى .. ومن دلوقت ما تجنيش القصر القصر الجمهورى , البيت ده بيتك وتيجى فى أى وقت أنت عاوزه "
نقلا عن كتاب البابا كيرلس السادس رجل فوق الكلمات - مجدى سلامة ..

يناير 28، 2014

المطران عضو مجلس الشيوخ

كانت ثورة 19 ثورة شعب وكشفت عن معدن المصريين وقت الشدة .. كانت ثورة خالصة لوجه مصر قبل ان ينخر الاخوان في جدار العلاقة بين الاقباط والمسلمين وكان سعد زغلول واعيا لذلك حينما قال ان الثورة لم تقم انتصار لدين بل للوطن. . فقد كان الاقباط شركاء المسلمين في النفي والسجن كما كانوا شركاء في المظاهرات التي خرجت من الازهر والمرقسية ولذلك كان سعد حريصا ان يتم تمثيل الاقباط تمثيلا حقيقيا في الوزارات كما كان مرشحي الوفد الاقباط يفوزوا في اى مكان يترشحوا فيه وكان للملك فؤاد حق تعيين خمس اعضاء مجلس الشيوخ وذهب سعد للبابا كيرلس الخامس في 1924 وكان البطريرك في عامه السادس والتسعين وكان صديقا لزعيم الامة وداعما لثورة المصريين ضد الانجليز وطلب سعد من البابا ان يختار من يمثله ليكون نائبا معينا في مجلس الشيوخ ويبارك الوزارة الجديدة التي بها اثنان اقباط بدلا من واحد واختار البابا كيرلس الخامس الحبر الانبا لوكاس مطران قنا وقوص وكان عالما جليلا يتقن العربية الفصحي والفرنسية ، وطنيا طلق اللسان عذب الصوت .. وكان اقباط القاهرة ينتظرون نزوله المحروسة ليصلوا معه .. وتم تعيين انبا لوكاس ليكون نائبا في مجلس الشيوخ المصري ولد نيافته عام 1873 وخدم في الاسكندرية ودرس لشهور في اليونان وسيم اسقفا وله من العمر 30 عاما 1903 ورقي مطرانا 1906 وتنيح بعد عمل جليل وخدمة متنوعة عام 1930والصورة المرفقة صورة نيافته كانت ايام

 ياسر يوسف

نوفمبر 13، 2011

«شيندلر» مصر


 

قبيل نهاية الحرب العالمية الثانية كان رجل أعمال من أصل ألمانى، اسمه «أوسكار شيندلر»، قد نجح فى إنقاذ أكثر من ألف يهودى بولندى مما نعرفه الآن باسم «المحرقة» من أصل نحو أربعة آلاف كدسهم الاحتلال النازى فى «كراكوف» تمهيداً لنقلهم إلى «آوشفتز» حيث عنابر الغاز. تحولت هذه القصة عام ٩٣ إلى فيلم سينمائى رائع باسم «قائمة شيندلر»، أخرجه «ستيفن سبيلبيرج»، وكان من أبرز نجومه «ليام نيسون» و«بن كينجسلى».
بكل أسف، وبكل مرارة، وبكل عار، لا يستطيع الذهن مقاومة الربط بين بعض الجوانب من هذه القصة الإنسانية الحزينة المشينة وبعض الجوانب من قصة أخرى إنسانية حزينة مشينة وقعت على أرض مصر فى مثل هذا اليوم قبل خمسة أسابيع. بينما بلغت الفوضى مداها أثناء تظاهرة الأقباط أمام مبنى ماسبيرو وفى محيطه مساء ٩ أكتوبر، يصل رجل أعمال مصرى مسلم بصعوبة بالغة إلى مبنى شركته المطل مباشرة على الأحداث. لم ير فى حياته - وهو الذى رأى الكثير فى مناطق الحروب - منظراً كهذا حين كافح كى يجد لقدميه موطئاً بين الجرحى والقتلى والأشلاء البشرية التى تملأ الآن مدخل المبنى وفى الممر الضيق المظلم المخيف المؤدى إلى درجات السلم.
لم يخطر بباله إن كانت الأشلاء لمسلم أو لمسيحى. لا يخطر هذا ببال إنسان فى قلبه ذرة من الإنسانية. لكنه حين صعد إلى شركته اصطدم بالرعب فى كل أرجائها، بين العاملين فيها وبين وجوه غريبة مذعورة تبحث يائسة عن ملجأ. نحو أربعين، من بينهم من يبدو من ملابسه بوضوح أنه رجل دين مسيحى.
كيف يتصرف؟.. يتصرف الرجل كأى رجل فى دمه ذرة من النبل والشهامة. يرسم له الآن موظفوه صورة مخيفة لاقتحام أفراد من الشرطة العسكرية مقر الشركة قبل قليل بالرشاشات فى هيئة مرعبة بحثاً عن شىء ما. «اسمك إيه ياض؟».. «محمد».. «عدّى إنت، فين الأقباط؟». وهؤلاء كانوا يتنقلون فى خفية من غرفة إلى أخرى ومن أى زاوية يمكن أن تكون مخبأ إلى أخرى.
دهاليز الشركة الكبيرة فى هذه البناية القديمة كانت من لطف الله. لكن رجل الأعمال يتخذ سريعاً قراراً بإخفاء المسيحيين جميعاً فى دورات المياه. وفى مشهد إنسانى يجلب الدموع يتقدم بعض العاملين المسلمين فى الشركة ببطاقاتهم الشخصية لإخوتهم المسيحيين: «لو اتمسكتوا قولوا إن إنتو إحنا».
قضى الرجل مع موظفيه ليلتهم الأولى تحت الحصار على ضوء الشموع يحرسون إخوتهم من المسيحيين المكدسين الآن فى دورات المياه. من وقت لآخر تفاجئهم الشرطة العسكرية للتفتيش، أحياناً بمفردها وأحياناً مصحوبة بمن يرتدون أزياء مدنية، وكأنه مشهد لفريق من «الجستابو» منتزع من أحد أفلام الحرب العالمية الثانية.
يمر الوقت بطيئاً ثقيلاً. يفتح رجل الأعمال الباب كى يطمئن عليهم أحياناً، ولإمدادهم بالطعام والشراب أحياناً أخرى. لا يمكن أن يستمر هذا الوضع طويلاً. بدأ الرجل يفكر معهم فى خطة لتسريبهم من الباب الخلفى، فرادى ومثنى وثلاث، ومع كل منهم قصة مبتكرة يجيب بها إذا استوقفه أحد. اترك لخيالك العنان فى سيناريو قبيح يجبر المصرى على اختلاق عذر للسير فى شوارعه، ويضطر المسيحى إلى التذرع بصلاة الفجر فى المسجد.
يستمر الحال على هذا المنوال لنحو ثمان وأربعين ساعة ينجح أثناءها الرجل فى تسريبهم جميعاً بأمان عدا واحداً: القس. أمام محاولات متكررة مستميتة من رجل الأعمال بقى القس متمسكاً بدينه وبكرامته: «مش هاغيّر هدومى ولو على جثتى».
لا يملك الإنسان، من أى دين ومن أى جنس ومن أى وطن، أن يحمل لقس كهذا إلا كل احترام وكل تقدير، ولا أن يحمل لرجل أعمال كهذا إلا كل امتنان وكل افتخار. لكن هذا المشهد فى ذلك الأحد الدامى يمثل طفرة نوعية مزعجة فى تحالف السلطة المغرض مع الجهل القاتل على ما لا يمكن لعاقل أن يقبله.
قولوا لنا إن أفراداً من الشرطة العسكرية فقدوا أعصابهم وسط الفوضى فأخطأوا. قولوا لنا إنهم حين دهسوا إخوة لهم لم يكونوا يعتقدون أن هذا حلال. قولوا لنا إن ورثة «أمن الدولة» حين نظروا إلى خانة الديانة كانوا ضالين مضللين، فاسدين مفسدين. قولوا لنا إنكم ببساطة أخطأتم، فهذا أكرم لكم ولنا وللبلد كله. قولوا لنا علّنا نسامح.
حتى الأنبياء أنفسهم يخطئون، بل إن أحدهم قتل نفساً بغير وجه حق. الفارق أنه ندم على ما فعل. حتى هذه اللحظة لم يعترف المجلس الأعلى للقوات المسلحة بأن من أداروا أزمة الأحد الدامى - أمنياً وإعلامياً - ارتكبوا أى خطأ يستحق الندم. هذا - فى حد ذاته - خطأ أفدح وأكثر خطورة.
استقيموا يرحمكم الله.