‏إظهار الرسائل ذات التسميات الانتحار. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات الانتحار. إظهار كافة الرسائل

مارس 25، 2023

بقي وحده معي!

 

جلس الرجل بجوار أبينا بيشوي آامل الذي فرح به، قائلاً له:
- لعل آل المشاآل قد انتهت، فإني أراك متهللاً!
- لا یا أبي، آل الأمور آما هي؟
- فلماذا إذن أنت متهلل؟
- لقد أدرآت أن مسيحي وحده یبقى معي في مشاآلي حتى النهایة. سأروي لك حلمًا بل رؤیا سحبت آل قلبي،
وملأتني فرحًا.
نمت وأنا منكسر النفس جدًا، یحيط بي اليأس من آل جانب، حتى فكرت جدیًا في الانتحار. رأیت نفسي
في الحلم حزینًا للغایة، وقد وضعت في قلبي أن أتخلص من هذه الحياة المرة .
آنت أجري نحو قمة جبلٍ مصممًا أن ألقي بنفسي إلى سفحه فأموت! التقى بي أصدقائي، واحد وراء
آخر، آل منهم یقدم لي آلمة تعزیة، لكنني شعرت مع محبتهم لي أنهم لا یستطيعون مشارآتي آلامي. إنها مجرد
آلمات أو حتى مشاعر! لكن أین هو الحل؟ صممت أن أآمل الطریق، فالتقى بي آاهن صار یتحدث معي، وآانت
آلماته عذبة، ولكن إذ آنت محصورًا ف آلامي لم استجب لندائه بالرجوع عن طریق الانتحار! آان یؤآد لي
مواعيد اللَّه الصادقة التي تسندنا في وادي الدموع، لكنني في مرارة لم استجب لكلمة اللَّه.
في الطریق جاء ملاك یرافقني، وصار یتحدث معي عن الحياة السماویة وعذوبتها، وآيف ینتظر السمائيون
المؤمنين المجاهدین بفرحٍ لينعموا بالشرآة معهم في حياة التسبيح الأبدیة. تحدث معي عن الحياة الزمنية بكل
آلامها بكونها لحظات عابرة، ولكن لغباوتي لم أنصت إليه آثيرًا . بذل الملاك آل الجهد ليمنعني من السير، لكنني
أصررت على الانتحار!
سرت حتى بلغت قمة الجبل لألقي بنفسي إلى السفح. آان الكل یصرخ: أصدقائي والكاهن والملاك، وأنا لا
أبالي، وآلما اقتربت إلى نقطة الخطر آان الصراخ یدوي بقوة. أدرآت أنهم بالحق یحبونني، لكنهم عاجزون عن
حل مشاآلي! أخيرا ألقيت بنفسي من القمة، وارتطم جسدي على صخرة أسفل الجبل واندفعت الدماء من
جراحاتي، وقبلما أفكر في شيء سمعت صوت ارتطامٍ شدیدٍ! تطلعت حولي فرأیت مسيحي قد ألقي بنفسه ورائي
ليخلصني من الموت المحقق!
لقد فعل الأصدقاء والكهنة والملائكة آل ما في طاقاتهم؛ لكنهم في لحظات وقفوا مكتوفي الأیدي؛ أما
یسوعي فهو وحده نزل معي إلى الموت ليهبني حياته!
بقي وحده معي! یشفي جراحاتي التي لا تبرأ إلا بجراحاته الفائقة!
وحده یقدر أن یدخل معي آما إلى القبر ليهبني القيامة من الأموات !وحده یحول ظلمتي إلى نوره، ومرارتي
إلى عذوبته!
لا أعود أخاف! ! لا أعود أیأس ! إنه معي
هب لي يا سيدي أن تختفي كل الأيدي البشرية لأرى يديك مبسوطتين لتحتضناني... نعم أراك في
أعماقي عندما أجلس مع نفسي ويرفع روحك القدوس قلبي إليك، أسمع صوتك خلال الأحداث المحيطة بي،
كما خلال أسرتي وأب اعترافي وأحبائي في الرب. أراك تتجلى أمامي، وتتدخل معي في حوار حب خلال

إنجيلك المفرح وفي كنيستك المقدسة

يونيو 21، 2018

كيف يمكنك أن تمنع انتحار احداً ؟؟


في أول سنة لي في المدرسة الثانوية رأيت طالبًا من فصلي عائدًا إلى منزله يحمل كتبًا كثيرة كما لو كان يحمل كل كتب السنة الدراسية، تعجَّبت إذ كان الغد عطلة نهاية الأسبوع، 

وكل منا يخطط لقضائها وليس لمزيد من الكتب. وفجأة وجدت مجموعة من الأولاد يجرون نحوه يدفعونه ويسقطون كتبه حتى أسقطوه هو في الوحل وطارت نظارته بعيدًا.

تأثرت لنظرات الحزن الشديدة في عينيه فجريت أساعده في استعادة نظارته التي يبحث عنها بجهد شديد. عبَّرت عن استيائي من تصرفهم، وعبَّر لي هو عن شكره على المساعدة بابتسامة ملئها العرفان بالجميل.

ساعدته على جمع كتبه، وإذ عرفت أنه يسكن قريبًا من بيتنا سرت معه الطريق.
تحدثنا طوال الطريق فاكتشفت أنه شخص حلو المعشر ليس كما يبدو مظهره الخارجي. فدعوته للعب الكرة معي أنا وأصدقائي في العطلة وقَبِلَ بسرور

أصبح من أفضل أصدقائي، واستمرت صداقتنا طوال سنوات الدراسة الثانوية حين اقترب افتراقنا ليذهب كل منا إلى الجامعة التي اختارها.
*
كانت الأيام قد أثبتت أن “كايل” (وهذا اسمه) ليس غبيًا كما كان الزملاء يدعونه في أولى السنوات، ولتفوقه اختاروه ليلقي كلمة الطلبة في حفل التخرج، الأمر الذي لم أكن لأفعله أنا. كان “كايل” يبدو رائعًا في حلته الأنيقة وهو يعتلي المنصة ليلقي الكلمة، مع أنه كان متوترًا بعض الشيء، فشجعته بربتة خفيفة على كتفه، فنظر إليَّ نظرته الممتلئة بالامتنان وشكرني. بدأ في الحديث وأنصت الحضور، وإليكم الجزء الذي علق بذهني لعشرات السنين بعدها، حين قال:
إن التخرج هو وقت لشكر كثيرين:
الوالدين، والمعلمين، والإخوة، والمدربين، لكنه بالنسبة لي أيضًا هو وقت لشكر الأصدقاء
إني أود أن أقول إن صداقة صديق وفي هي عطية غالية. ودعوني أقص لكم حكاية”.

لم أصدق نفسي وأنا أسمعه يحكي قصة لقائنا الأول، معلِّقًا بأنه كان ينوي الانتحار في ذلك اليوم من إحباطه من معاملة الناس له، لذلك حمل كل كتبه من المدرسة حتى لا يترك وراءه شيئًا هناك. قالها وهو ينظر بعينين لامعتين إليَّ وبنفس ابتسامته العذبة. وأردف 
شكرًا أني نجوت بفضل كلمات وَرِّقَة صديقي يومها”.
*
سمعت همهمات الإعجاب من الحاضرين وهم يسمعون تصريح “كايل”، الذي كان قد أصبح نجمُا في المدرسة، عن أضعف لحظات حياته. ولمحت والديَّ “كايل” ينظران إليَّ مبتسمين نفس الابتسامة الممتنة. غاب كل هذا عن سمعي وبصري إذ جالت بخاطري هذا الفكر:
هل لهذه الدرجة ممكن أن تكون خطورة تصرف بسيط كالذي كان؟

ألهذه الدرجة يمكن أن تؤثر أقوالنا وأفعالنا في تغيير حياة الآخرين؟”.
شكرت الله جدًا أني فعلت، وقررت ألا أتوانى يومًا عن فعل الصالح من مثل هذه الأمور الصغيرة الخطيرة.

من يعرف ان يعمل حسن و لا يعمل .. فهذه خطيه له.