‏إظهار الرسائل ذات التسميات الفداء. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات الفداء. إظهار كافة الرسائل

يونيو 10، 2023


كاهن وابنه الصغير كانوا متعودين كل يوم أحد بعد الخدمة الصباحية، يأخدوا بعضهم وينزلوا يوزعوا نبذ بتتكلم عن الخلاص والحياة الأبدية .. بس في يوم من الأيام، لما جه ميعاد نزولهم، كانت الدنيا برد جداً والمطرة نازلة بشدة .. الولد لبس هدوم تقيلة وبكل حماس راح لأبوه يقوله "يالا يابابا .. أنا جاهز" .. قاله "جاهز لإيه؟" قاله "للنزول علشان نوزع النبذ" .. فرد الأب وقال "أنا مش نازل في الجو ده" .. استغرب الولد وقال لأبوه بتردد "بس يابابا هو الناس مش هاتروح الجحيم حتى في الأيام الممطرة؟" .. رد ابوه بتصميم "أنا مش هانزل في الجو ده" .. بس الولد قال بحزن "طيب ينفع انزل أنا؟" .. تردد الأب وقاله "ماشي بس خلي بالك والبس هدوم تقيلة".
نزل الولد بسرعة وقعد يفوت على بيت بيت يخبط على الباب ويديهم النبذة .. قعد ساعتين ماشي لحد ماهدومه بقيت تتعصر من المية بس فضلت معاه نبذة واحدة اخيرة .. بص حواليه لكن مالقاش ولا مخلوق في الشارع .. مين مجنون ينزل في يوم زي ده أصلاً؟ لكنه صمم مايرجعش بولا نبذة ..
أخيراً لمح باب بيت واتجه ناحيته وبدأ يخبَّط .. مرة واتنين وثلاتة وماحدش بيفتح .. فكر يمشي بس كان فيه حاجة جواه مانعاه فقرر يرن الجرس بشدة مرة تانية .. ولدهشته لقى واحدة ست كبيرة بتفتح الباب بتردد وعلى وجهها نظرة حزن رهيبة .. سألته عايز إيه؟ فبص لها بنظرة مشرقة وابتسامة عريضة وقال لها "آسف لإزعاجك بس النبذة دي ليكي وهي بتقولك إن يسوع بيحبك" ..
يوم الأحد اللي بعده، خلَّص ابوه الوعظة وقال "حد عنده حاجة عايز يقولها؟" .. لقى واحدة ست عجوزة تقدمت من آخر الكنيسة وقالت "أنا عندي حاجة عايزة أقولها .." وبدأت تحكي انها مش من الكنيسة دي .. ومن فترة قريبة جوزها مات وسابها وحيدة تماماً في الحياة ومن شدة شعورها باليأس قررت تنتحر .. وفي يوم ما جابت حبل وعلقته وحطته على رقبتها ووقفت على كرسي علشان تضع حد لحياتها، سمعت جرس الباب بيرن .. قالت لنفسها استنى شوية يمكن اللي بيرن ده هيزهق ويمشي، لكن الجرس بدأ يرن بإصرار فنزلت وفتحت ولقيت طفل بيبص لها بإشراق وبيعطيها النبذة ويقول لها "يسوع بيحبك" .. قالها بطريقة دوبت قلبها اللي مات من فترة طويلة .. وكملت تقول إن من ساعتها حياتها اتغيرت تماماً ولما لقيت عنوان الكنيسة مكتوب على ظهر النبذة، جت علشان تشكرهم .. قالت "جيت علشان أشكر الملاك اللي أنقذني من أبدية في جهنم ورجع لي الرجاء" ..
كل بني آدم في الكنيسة بدأ يبكي وبدأوا كلهم يصقفوا ويهتفوا بس اكتر واحد تأثر ونزل جري من على المنبر كان القسيس اللي جري على ابنه الصغير اللي كان قاعد في أول صف، واخده بالحضن وقعد يبكي ويشهق.
كام مرة كسلت تعمل حاجات من غير ما تدرك إنها ممكن تفرق؟ كام مرة أجلت لحد ما مات الدافع جواك؟!

مايو 08، 2023

حوار مع نملة



إذ أحب سليمان الحكيم الطبيعة انطلق من وقت إلى آخر إلى حدائقه وأحيانًا إلى شواطئ
النهر كما إلى الجبال والبراري، وكان يراقب بشيء من الاهتمام الحيوانات والطيور والأسماك حتى
الحشرات، حيث يرى في تصرفاتها اهتمام اللَّه بها وما وهبها من حكمة خلال الغرائز الطبيعية
.
لفت نظره نملة صغيرة تحمل جزءً من حبة قمح أثقل منها، تبذل كل الجهد لتنقلها إلى جحرٍ صغيرٍ
كمخزنٍ تقتات بها.
فكر سليمان في نفسه قائلاً: "لماذا لا أُسعد هذه النملة التي تبذل كل هذا الجهد لتحمل جزءًا من قمحة؟
لقد وهبني اللَّه غنى كثيرًا لأسعد شعبي، وأیضًا الحيوانات والطيور والحشرات"!
أمسك سليمان بالنملة ووضعها في علبة ذهبية مبطنة بقماشٍ حریريٍ ناعمٍ وجميل،ٍ ووضع حبة قمح...
وبابتسامة لطيفة قال لها: "لا تتعبي أیتها النملة، فإنني سأقدم لكِ كل یوم حبة قمح لتأكليها دون أن تتعبي...
مخازني تُشبع الملایين من البشر والحيوانات والطيور والحشرات." شكرته النملة على اهتمامه بها، وحرصه على راحتها.
وضع لها سليمان حبة القمح، وفي اليوم التالي جاء بحبة أخرى ففوجئ أنها أكلت نصف الحبة وتركت النصف الآخر. وضع الحبة وجاء في اليوم التالى ليجدها أكلت حبة كاملة واحتجزت نصف حبة، وهكذا تكرر الأمر یومًا بعد یوم...
سألها سليمان الحكيم: "لماذا تحتجزین باستمرار نصف حبة قمح؟" أجابته النملة: "إنني دائمًا احتجز نصف الحبة لليوم التالي . كاحتياطي أنا أعلم اهتمامك بي، إذ وضعتني في علبة ذهبية، وقدمت لي حریرًا ناعمًا
أسير عليه، ومخازنك تشبع البلایين من النمل، لكنك إنسانٌ... وسط مشاغلك الكثيرة قد تنساني یومًا فأجوع، لهذا
احتفظ بنصف حبة احتياطيًا. اللَّه الذي یترآني أعمل وأجاهد لأحمل أثقال لا ینساني، أما أنت قد تنساني"!
عندئذ أطلق سليمان النملة لتمارس حياتها الطبيعية، مدركا أن ما وهبه اللَّه لها لن یهبه إنسان!
أنت لا تنساني
- قد تنسي الأم حتى رضيعها،
أما أنت یا رب فلا تنساني!
قد تسمح لي بالحياة المملوءة كلامًا،
لكن شعرة واحدة من رأسي لا تسقط بدون إذنك!
رعایتك فائقة وعجيبة لكل خليقتك،
لكنني لن أدرك آمالها إلا یوم مجدي،
أراك تحملني إلى حضن أبيك،
وتهبني شرآه المجد الأبدي!
فأدرك أن لحظات المرّ التي عشتها كانت طریق خلاصي،
اكتشف حكمتك الفائقة وأبوتك الفریدة.
حقًا إنك لا تنساني!
في مشاغلي الكثيرة قد أنسي حتى احتياجات جسدي،
وأهمل حتى نفسي الوحيدة!
أما أنت فترى نفسي أثمن من العالم كله!
نزلت إلى أرضنا لتقتنيني،
وقدمت دمك الثمين لخلاصي!
ووهبتني روحك القدوس ليجدد أعماقي!
نعم إني أنسي نفسي، أما أنت فلا تنساني

مايو 01، 2023

غباوة سجين



سمع أخنوخ عن الإمبراطور وعظمته وجبروته وأيضًا عن غناه وجماله فأحبه جدًا، وكثيرًا ما كان
يقتني صورته ليضعها أمامه ويخاطب صاحبها في إجلال وإكبار
.
ارتكب أخنوخ جريمة ما دفعت به إلى السجن، ليعيش في زنزانته يعاني من العزلة والضيق في
مرارة
. لكنه بقي مواليًا للإمبراطور لا حديث له مع السجّان أو المسجونين أو الزائرين إلاّ عنه!
إذ كان الإمبراطور يحب السجين جدًا، اشتاق أن يُسجن عوضًا عنه. فتخفي الإمبراطور مرتديًا زي سجين عِوض الثوب الملوكي والتاج، طالبًا تنفيذ الحكم الصادر ضد أخنوخ فيه.
دخل الإمبراطور الزنزانة بثياب رثة، ليأكل خبز الضيق ويشرب ماء المرارة، يعيش بين جدران السجن وسط المساجين الأشقياء، بينما انطلق أخنوخ في حرية يخلع الثياب الرخيصة المهينة، ويرتدي ثيابًا فاخرة، يشارك أسرته وأصدقاءه الحرية والحياة.
كم كانت دهشة الكثيرين حين شاهدوا هذا السجين - الذي أحبه الإمبراطور، وُسجن عِوضًا عنه يخجل من الإمبراطور ويستهين به، محتقرًا إيّاه لأنه ارتدى ثياب السجن، ودخل إلى زنزانته نيابة عنه. لقد كرَّمه جدًا في غيابه وُبعده عنه كجبّارٍ عظيمٍ حيث كان محاطًا بالعظمة الملوكية، والآن يستخف بحبه!
هذا ما حيّر القديس يوحنا الذهبي الفم الذي روى لنا قصة الجحود هذه إذ رأى اليهود واليونانيين
يحتقرون المصلوب من أجلهم، متذكرًا كلمات الرسول بولس
: "ونحن نكرز بالمسيح مصلوبًا لليهود عثرة ولليونانيين جهالة" )١كو.(٢٣:١
لم يكونوا قادرين على قبول حب اللَّه الكلمة وتنازله ليدخل إلى زنزانة حياتهم، رافعًا إيّاهم إلى حرية مجد أولاد اللَّه
.
يبقى الصليب سرّ العشق الإلهي، يختبره من عرف الحب الإلهي العملي الباذل، فيرى اللَّه ليس في معزلٍ عنه وإنما يبادره بالحب.
ليصمت فم ذاك الفيلسوف الفرنسي، سجين القرن العشرين، القائل: "أبانا الذي في السماوات؛ لتبقَ أنت في سماواتك ولنبقى نحن في أرضنا"!...جراحات مجد وقوة!

كثيرًا ما يخفي الإنسان آثار جراحاته. فتبَّنى الطب الحديث علم التجميل،ليخفي كل أثرٍ للجراحات، حاسبًا إيّاها تشويهًا!
أما أنت يا مخلصي فقمت من الأموات، تحمل في جسدك الممجد آثار جراحات الصليب! إنها ليست تشويهًا تحتاج إلى تجميل! بل هي جراحات الحب الفائق! جراحات مجد وقوة!
تبقى سر جمال فائق أبدي!
صليبك وجراحاتك هي قوة اللَّه للخلاص، ليست عثرة، بل موضوع عشقٍ لنفسي،ليست جهالة، بل آشف عن الحكمة الإلهية!
صليبك بجراحاته فتح أبواب السماء،وضمني إلى مصاف السمائيين!أنعم بالحياة السماوية،
وأشارك السمائيين تسابيحهم وتهليلاتهم!
على الصليب بسطت يديك المجروحتين،لتضم الشعب مع الشعوب،وتقيم من آل الأجناس أعضاء جسدك الواحد!
صليبك مزق الصك المكتوب ضدي،فديتني من بنوة إبليس لأصير ابنًا للَّه،عوض العبودية المرة وهبتني حرية مجد أولاد اللَّه!
صليبك شهَّر برئيس هذا العالم،حطّم سلطانه ونزع عنه مملكته!صرتُ حرًا، تقيم فيَّ مملكة النور!قدمت لي برك، فلا تحطمني ! الخطية وهبتني سلطانًا، فلا أخاف قط!
صليبك العجيب كشف لي عن شخصك الحبيب!أنت حبي، يا شهوة قلبي!أنت حياتي وقيامتي، يا غالب الموت!أنت نوري وتسبحتي، يا مصدر الفرح!أنت خبز السماء وينبوع المياه الحية!أنت قائد نفسي وطريق الحق، تحميني ! من الشباك
! نعم لأصرخ قائلاً مع الرسول:"أما أنا فحاشا لي أن أفتخر إلاّ بصليب ربنا يسوع" "قد رُسم بينكم يسوع وإياّه مصلوبًا