إن قيود السرير (أقصد الالتزام بالسرير ) في حد ذاته هو سجن لا يطاق ... و إذا لزم الإنسان السرير عدة أيام يتطلع إلي حرية و انطلاق من هذه القيود ....أما إذا كان داخل السرير قيودا أكثر ... فهذا أمر لا يعبر عنه ..و أقصد بذلك الأمر الآتي : مرضت الأخت ........و هي انسانة طيبة القلب , متدينة , كانت شكواها آلام في الظهر لم تستطع الوقوف و إذا نامت لا تستطع أن تتقلب يمينا أو يسارا ... و كانت التشخيصات مختلفة إلا أن التحاليل و الأشعات وصلت إلي بيت القصيد فهي مريضة بارتخاء في أعصاب العمود الفقري ... و الأطباء عرفوا الداء و لكنهم عجزوا عن الدواء فهذا المرض ليس له حل و لا دواء ....... و صاحبه يسلم الأمر لصاحب الأمر بعد تجربة الأصناف الجديدة من الأدوية المشددة المقوية للأعصاب ...... و لكنها جميعا انتهت إلي لا شئ .و لكن بقي أمام الأهل سؤال محير :.كيف تجلس؟كيف تأكل؟.كيف تقضي حاجتها؟.... كيف؟؟... كيف؟؟..كيف؟؟؟و أجمع الأطباء علي: عمل قميص من حديد يسندها من كل ناحية و هي في سريرها لتأكل و تشرب .. و ممكن الاستغناء عنه أثناء النوم أو حتى تنام و هي جالسة فيه!!!!!!!!!!!!!! و لك أن تتخيل .........إنسانه يحوطها الحديد من كل ناحية ..إن اقسي حدود الحديد هو أن يوضع حول المعصمين ..و نحن نقول أنها القيود الحديدية ...و لكن ماذا تقول عن هذه الأخت ؟!!!!!!!!! و ذات يوم فكرت أن أزورها لكي أشدد ضعفها و أكلمها بكلمات تعزية ترفع من لروحها المعنوية المحطمة .... نعم المحطمة و كيف لا تكون محطمة و هي علي هذا الحال !!!!!!!!!
و ما أن دخلت إليها إلا و نادتني بهذه الكلمات ....." أشكر الله الذي اختارني أنا بالذات لهذه المحنة فأنا اعتبرها امتياز لا يعطي إلا للمختارين لأن الله تجاربه صالحة... و الذي يحبه يجربه....... و أن فترة جلوسي في السرير جعلتني أجد أوقاتا طويلة أتكلم فيها مع الله ...هذه الفرصة لم تكن لي و أنا بكامل صحتي ....."
أحنيت رأسي خجلا من سكيب العطية السماوية الممنوحة لها من الله ............
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق