‏إظهار الرسائل ذات التسميات التأمل. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات التأمل. إظهار كافة الرسائل

ديسمبر 24، 2011

المسلة المرذولة



وقف تِدّ ted بين الشباب يتطلع إلى المسلَّة التي تحمل جمالا ً فائقا ً في جوانبها الثلاثة و بقي الجانب الرابع لم تمسه يد الفنان، لقد رقدت هذه المسلَّة على الأرض عدة آلاف من السنوات في محجر بأسوان لم يقم أحد بتكملتها، ولا بوضعها في مدخل مدينة ، أو أمام هيكل ٍ.
استمع الشباب إلى كلمات المرشد السياحى و هو يقول:
أراد أحد الفراعنة، غالبا ً تُحتمس الثالث، أن يُقيم أكبر مسَّلة في العالم،فاختار قطعة الجرانيت الضخمة التي تبلغ قاعدتها 14×14 قدما، و يقدر وزنها بحوالى 1170طناً. قام الفنانون المصريون بنحت النقوش التى على جوانبها الثلاثة ثم اكتشفوا أن بها عيب فتوقفوا عن العمل بعد هذا الجهد الضخم. وها هى ملقية أمامكم.
إنه لا يليق بمدينة مصرية أن توضع في مدخلها مسلَّة بها عيب، وهكذا لا توضع أمام أى هيكل.
حقاَ إنها قطعة نادرة من الجرانيت كلفت الكثير من المال و الجهد و لم يتم تكمتها كمسلة بسبب العيب.
عاد تِدّ إلى الفندق مع زملائه و لم يستطع أن يأكل، بل ترك زملاءه ليسير بمفرده خارج الفندق، ومنظر المسلة لا يُفارقه.
رفع عينيه إلى السماء وهو يقول:
الآن قد فهمت، ليس دنسّ يقدر أن يدخل ملكوت السموات! ، لقد أبى فرعون أن يدخل بمسلة بها عيب، إلى مدخل مدينة من مدن مصر، أو أمام هيكل من هياكلها، كيف يسمح الله لدنس ٍ ما أن يقترب من سمواته؟! .
"الجميع زاغوا و فسدوا، ليس من يعمل صلاحاً ليس ولا واحد ( رو3 :12)."
لكن شكراً لغنى حُبك أيها الفادي، غسلتنا بدمك حتى ندخل إلى احضان أبيك؟! .
ألقيت المسلة آلاف السنين على الأرض، من أجل عيب بسيط فيها، ليتنى لا ألقى خارجاً بسبب دنس ٍ فى حياتى! ، هب لى يارب ألا أستهين بالخطية، و لا اتهاون مع فكر بطال، لئلا ألقى مع المسلة خارجا ً !

قصص قصيرة لأبونا تادرس يعقوب - قصة رقم 194

يوليو 01، 2011

مشاعر من نوع خاص


يحكى أن رجلاً عجوزاً كان جالساً مع ابن له يبلغ من العمر 25 سنة في القطار. وبدا الكثير من البهجة والفضول على وجه الشاب الذي كان يجلس بجانب النافذة.اخرج يديه من النافذة وشعر بمرور الهواء وصرخ "أبي انظر جميع الأشجار تسير ورائنا"!! فتبسم الرجل العجوز متماشياً مع فرحة ابنه.وكانيجلس بجانبهم زوجان ويستمعون إلى ما يدور من حديث بين الأب وا......بنه. وشعروا بقليل من الإحراج فكيف يتصرف شاب في عمر 25 سنة كالطفل!!فجأة صرخ الشاب مرة أخرى: "أبي، انظر إلى البركة وما فيها من حيوانات، أنظر..الغيوم تسير مع القطار". واستمر تعجب الزوجين من حديث الشاب مرة أخرى.ثم بدأ هطول الأمطار، وقطرات الماء تتساقط على يد الشاب، الذي امتلأ وجهه بالسعادة وصرخ مرة أخرى ، "أبي إنها تمطر ، والماء لمس يدي، انظر يا أبي".وفي هذه اللحظة لم يستطع الزوجان السكوت وسألوا الرجل العجوز" لماذا لا تقوم بزيارة الطبيب والحصول على علاج لابنك؟"هنا قال الرجل العجوز:" إننا قادمون من المستشفى حيث أن ابني قد أصبح بصيراً لأول مرة في حياته ".

تذكر دائماً: "لا تستخلص النتائج حتى تعرف كل الحقائق" :)

أبريل 12، 2011

أنا عطشان !


بينما كان الفنان النقدي الفرنسى جان فرنسوا رفايللى يتمشى بجوار قرية باربيزو رأى جان بابتست كورو: يرسم لوحة لحقول خلفها غابات.
تطلع رفايللى في اللوحة فلاحظ أنه قد رسم وسط الحقل بحيرة صغيرة أمامه. دُهش رفايللى لهذا التصرف فسأل كورو: " لماذا ترسم بركة صغيرة بها ماء صالح للشرب حيث لا توجد بركة؟"
أجاب كورو: " أيها الشاب إنها الساعة الحادية عشر الآن، وقد جئت إلى هذا الحقل منذ السادسة صباحاً، فصرت فى ظمأ شديد، لهذا رسمت هذه البركة لتنعش نفسى".

مادمت في هذا العالم نفسى في ظمأ، من يرويها إلا ينابيع حبك؟ لتكشف لى عنها لا لأصورها على لوحة، بل لأنهل منها وأرتوى!
طالت فترة غربتى، إنى أرسم لوحة المساء في قلبى. لتفجر فى داخلى أنهار مياه حية من عندك. فلا احتاج إلى مياه هذا العلم التى لا تروى.

قصص قصيرة لأبونا تادرس يعقوب ج1-قصة رقم212