‏إظهار الرسائل ذات التسميات الرجاء. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات الرجاء. إظهار كافة الرسائل

أغسطس 20، 2023

الغني ولكتاب المقدس


دعا رجل غني جداً ليس له عائله ولا أولاد .
جميع العاملين عنده على العشاء ووضع امام كل واحد
منهم نسخه من الكتاب المقدس ومبلغ من المال

.وعندما انتهوا من الطعام سألهم ان يختاروا إما الانجيل أو مبلغ المال الموضوع بجواره
،فبدأ أولا بالحارس ... فقال له أختار ...

جاوب الحارس بدون خجل فقال له الحارس اني كنت اتمنى اختار الكتاب المقدس لكني لااعرف القرأءة لذلك سأخذ الفلوس اكثر فائده بالنسبه الي لذلك اختار الفلوس....

ثم سأل الفلاح الذي يشتغل عنده فقال له أختار ؟؟
فقال له اني زوجتي مريضه جداواحتاج للفلوس حتى اعالجها ولولاهذا السبب كنت اختار الكتاب المقدس لكني اريد الفلوس!!!
بعدها سأل الطباخ عما يختار الكتاب او الفلوس فقال له الطباخ اني احب القراءة لكني عندما اعمل ماعندي وقت اقرا لذلك اختار الفلوس...

اخر دور جاء الى الولد الذي كان يعمل سأئس للحيوانات
التي عنده وهو يعرف ان هذا الولد فقير جدا فقال له اني متأكد انت ستختار الفلوس حتى تشتري اكل
وتشتري حذاء بدل حذاءك الممزق؟؟
فأجابه الولد صحيح انه صعب عليه اشتري حذاء جديد
او اشتري دجاجه لاكلها مع امي لكني ساختار الكتاب المقدس
لأن امي قالت لي:كلمة من الله مفيده اكثر من الذهب وطعمها احلى من الشهد .
فأخذ الكتاب المقدس وبعد ان فتحه وجد فيه ظرفين اول ظرف فيه مبلغ عشر اضعاف المبلغ الذي كان موجود على طاولة الطعام والظرف الثاني فيه وثيقه بأنه سوف يورث هذا الرجل الغني
.فقال لهم الرجل الغني : -
انه من يحسن الظن بالله فانه لا يخيب رجاءه .

اراد الغني ان يوضح لهم بفكرته بوضع المال والثروة داخل الكتاب المقدس ان من يختار الله ،الله يكون معه ويكافئه .

(مت 6: 33): لكِنِ اطْلُبُوا أَوَّلاً مَلَكُوتَ اللهِ وَبِرَّهُ، وَهذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ.

مايو 17، 2023

درسٌ من شيخٍ ساقط



في بدء خدمتي في الكهنوت جاءني رجل شيخ لا أعرفه وطلب مني أن يعترف. وفي خجلٍ شديدٍ همس
قائلاً: "إني لأول مرة أسقط في خطية الزنا."
في بساطة ظننته أنه يشكو من نظرةٍ خاطئةٍ هذه التي نحسبها أيضًا زنا... فقال لي إني لست اقصد
النظرة. تحدثت معه على أنها لمسة خاطئة، لكنه عاد ليؤكد أنه ارتكب الخطية فعلاً...
لم أكن في ذلك الوقت أتصوّر إنسانًا ما يرتكب هذه الخطية...
في مرارة ذهبت إلى أبينا المتنيح القمص إبراهيم ميخائيل وأنا منكسر النفس جدًا... رويت له ما حدث
دون ذكر للاسم، خاصة وأن أبانا من القاهرة لا من الإسكندرية.
إذ رآني مرتبكًا للغاية هدأ من روعي قائلاً:
- أتعرف لماذا أرسل لك اللَّه هذا الشيخ الساقط؟
- ! لست أعلم
- يريد أن يعطيك في بدء خدمتك الكهنوتية عدة دروس، منها:
الدرس الأول: لا تأتمن جسدك حتى إن بلغت الشيخوخة أو آنت كاهنًا! كن حريصًا وحذرًا!
الدرس الثاني: لا تقسو على شابٍ ساقط،ٍ فإن الخطية خاطئة جدًا، وقتلاها أقوياء حتى من الشيوخ... ترفّق بهم لكي تسندهم ضد الخطية.
لست أقول تتهاون مع خطاياهم، لكن لا تُحطم حتى الساقطين، أقمهم بالرجاء الحيّ.
نعمتك سند لي!
= ما أحوجني إلى نعمتك كسند لي،
هي تسندني إن كنت قائمًا فلا أسقط!
لا أتكل على خبراتي الماضية،
ولا طهارة سبق أن عشتها،
ولا على مركز لي في الكنيسة،
لكن نعمتك وحدها تسَّور حولي وتحصني!
هي تسندني إن كنت قائمًا فلا أسقط!

كثيرون أقوياء وعظماء وشيوخ سقطوا!
اسندني لأآمل أيام غربت بسلامي !
= افتح قلبي بالحب فأترفق بكل فتى!
اسند الكل وأُشجع الجميع!
لا أدين أحدًا مهما تكن سقطاته،
فأنا شريك معه في الضعف البشري



يونيو 10، 2018

لماذا يارب الألم ؟! ضحكات الابنة الهمت الأب لان يكون ......!


(توماس) يعمل ميكانيكى و يجد قوت يومه بصعوبه .. رزقه الله ببنت .. ولما تمت 5 سنوات .. أصيبت بمرض أدى إلى ضمور عضلاتها .. فتوقف نموها عند هذا السن .. كلما دخل عليها أبوها وجدها تبكى .. فيغلق عليها الباب و يذهب لحجرته مهموما .. يضرب السرير بقدمه فى غيظ قائلا : لماذا يارب .. كل الناس تنجب بناتا .. و أنا الوحيد الذى ابتليتنى بالفقر و ابنة مريضة ؟!! ذهب لعمله يوما .. فاشتكى لصديق له .. قال له صاحبه :
( البنات يا صديقي من اسرار جمال الله .. فإستمتع بقُربها .. ولسوف يُريك الله جمال و
جودها ذات يوم ) !
ذهب لبيته .. دخل على ابنته المقعدة .. فنظرت إليه و بكت كعادتها .. حملها على ظهره فسكتت .. جرى بها فى الشقة فاردا ذراعيه كأنهما جناحين .. فضحكت حتى شهقت من كثرة الضحك !! شعر بالسعادة لأول مرة فى حياته .. حملها و جرى بها فى الشارع كالمجنون .. ضحكت و ضحكت و ضحكت .. رآه جاره فقال له : أنا أراك سريعا جدا فى الجرى .. لماذا لا تتقدم فى مسابقة الجرى التى تجريها ملكة بريطانيا سنويا؟
تقدم توماس للمسابقة و ذهب للمسابقة حاملا ابنته على كتفه .. وصل للمركز الثالث .. و لكنه خطف الأنظار نحوه بسبب ابنته .. تكلمت عنه الجرائد .. و انصرفت أبصار الناس عن صاحب المركز الأول .. تقدم فى العام التالى لنفس المسابقة .. حمل ابنته أيضا و جرى بها .. عافر و قاوم .. حتى حاز على المركز الأول .. وفاز ب 9 مليون دولار و جائزة الأب المثالى ليصبح من أغنى أغنياء بريطانيا.
كتير بنعاتب ربنا على حالنا وضعفنا وبنسد ودننا عن سماع صوته
رغم اننا لو ركزنا شويه هاندرك اد ايه هو تعبان لتعبنا وعامل لنا خطة ملهاش مثيل
ربنا مش ناسينا حتى لو احنا نسينا انه موجود!!!
ربنا موجود - و مش هو سبب المشكله - لكن هو عنده الحل العظيم....أمين.
«مِنَ الآكِلِ خَرَجَ أُكْلٌ، وَمِنَ الْجَافِي خَرَجَتْ حَلاَوَةٌ». (قض 14: 14)


يونيو 09، 2018

خدمة السجون - وراء القضبان يوجد اولادا لله



حكمت احدي المحاكم الروسيه في زمن الشيوعيه بالسجن علي احد القساوسه وذلك بسبب وعظه بالانجيل 

وعندما وصل هذا القس الي السجن ادرك ان الله اعطاه هذا السجن كحقل الخدمه والكرازه باسم يسوع المسيح له المجد ومعروف ان السجون الروسيه كانت تجمع المساجين الدينين والسياسين مع العاديين وغيرهم 
وبدا ذلك القس يبحث عن اسوا مجرم بالسجن حتي وجده وكان ذلك المجرم قاتلا شرسا وكان الكل يخشاه حتي حراس السجن انفسهم وابتدء جاهدا من اجل الوصول الي قلب ذلك الرجل وابتدء يصوم ويصلي من اجله وبينما كان المساجين ينامون مرهقين من اشغالهم الشاقه كان يسهر ذلك القس يصلي من اجل خلاص نفس ذلك المجرم وبينما كان ذلك القس يصلي في احدي الليالي احس بشخص ما خلفه فاستدار ليجد ذلك القاتل الشرس يحملق فيه مستفسرا عما يفعل فاخبره القس انه يصلي من اجله فتاثر جدا ذلك القاتل بما كان يفعله القس من اجله وتغيرت حياه ذلك المجرم تغير تام وسلم حياته للرب من تلك اللحظه 
وكان لتغير حياه ذلك القاتل اثر كبير في السجن كله وتغيرت حياه المساجين بالسجن بفضل ذلك القس وكان رئيس هذا السجن ملحدا ولكنه كان معجب بالتغيير الذي حدث في سلوك المساجين 
وتم نقل هذا القس الي اسوء سجن في روسيا بوعد انه اذ استطاع ان يحدث تغيير في سلوك المساجين هناك يتم اطلاق سراحه وبالفعل استطاع ذلك القس ان يغير سلوك المساجين هناك ولكنه رفض اطلاق سراحه وطلب ان يسمحوا له بقضاء بقيه ايام حياته في السجن لانه وجد المكان المناسب الذي يستطيع ان يخدم فيه ويربح النفوس لحساب المسيح له المجد من وراء القضبان.

عزيزي ... هل تجعل كل مكان تصل اليه حقل لخدمه المسيح له المجد!!! 

هل تصلي من اجل خلاص الاخرين!!! 

ام انك لاتهتم اصلا بخلاص غيرك بل احيانا تكون عثره له
عزيزي ... لتحاول ان تكون سبب خلاص لغيرك او علي الاقل ان لاتكون سبب عثره له.

"فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ، لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ، وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ." (مت 5: 16)

مارس 31، 2015

ولاد تختة واحدة.. قصة كمال حبيب

قصة اخر لحظة
ذات يوم بينما كنت عائدا من منزل أحد المخدومين ( أنا ــ كمال حبيب ــ خادم في الثلاثين من عمري ) ذاهبا إلي بيتي ، الساعة 11مساءا ، مررت في طريق العودة بجانب حانة ( خمارة) ….
( كمال…. كمال….) نظرت ناحية الصوت ، ولكني لم أتبين الشخص الذي يناديني.
( يا كمال ألا تذكرني ؟ أنا رفعت صديقك ) نعم ، نعم ، تذكرته ، إنه رفعت ، صديقي في المرحلة الثانوية ، لقد كنا نجلس معا على نفس المكتب ( تختة واحدة كما يقولون ) و لكن لكم تغير رفعت ! وجه شاحب ، عينان غائرتان ، جسد نحيل ، جلد على عظم كما يقولون ، كان أشبه بجثة تمشي على قدمين ، ما الذي فعل به هكذا ؟
( كيف حالك يا كمال ؟ لقد اشتقت إليك ، هل تذكر عندما كنا في الثانوية العامة وكنت تعظني بكلمات مشجعة ، يا لها من أيام ، أما الآن فأنا إنسان بائس محطم ، لقد رسبت كما تعلم في الثانوية العامة وتركت المدرسة وُطردت من البيت ، والآن أنا لا أفعل شيئا في حياتي سوى الخطية ، 13 عاما في الخطية ، ما رأيك لو دخلت معي الحانة وكلمتني قليلا ؟ فأنا مشتاق إليك ) ، دخلت معه ، فرؤيته في هذه الحالة مزقت قلبي تمزيقا.
( هل تعرف يا كمال ، منذ عشر دقائق سمعت صوتا داخليا يقول لي : أنا أحبك ، أنا مشتاق إليك ، وبعدها وجدتك تمر أمام الحانة ، هل من الممكن أن يكون هذا الصوت هو صوت الله ؟ هل يقبلني بعد كل ما فعلت ؟ هل ؟ )
كنت أستمع إليه ومن داخلي صعدت صلاة إلي الله من أجل هذا الخروف الضال لكي تخترق كلمات إلهي ، التي سيتكلم بها على لساني ، شغاف قلب صديقي رفعت.
( نعم يا صديقي يمكن أن يقبلك ، قد تظن إنها من المصادفة إنك رأيتني الآن ، وقد أظن أنا أيضا كذلك ولكنها ليست مصادفة ، لقد اشتاق إليك يسوع وهو الذي أرسلني إليك اليوم بالتأكيد ، سأذكرك بآية أحبها كثيرا ” الذي يريد أن الجميع يخلصون وإلي معرفة الحق يقبلون” هل تدرك ما معني هذه الآية ؟ إنها تعني إن الله يريد خلاصنا ، يتمنى عودتنا إليه حتى لو كنا قد بعدنا بعيدا جدا ، فإذا رجعنا عن خطيتنا ، نجده منتظرا فاتح أحضانه لنا…..)
واستمر الحديث طوال الليل وعند ظهور أول ضوء للفجر ، كان النور الحقيقي الذي يضيء لكل إنسان قد أضاء قلبه ، لقد ندم على خطيته وشعر برغبة في التغيير ، فوجدته يقول لي : ( أريد أن أعترف الآن )
كان التوقيت غير مناسب ، فنحن في الخامسة والنصف صباحا ، ولكني لما شعرت بتصميمه ، ذهبت معه لكنيستي ، فهناك قداس يقام في السادسة صباحا ، وقد يستطيع الاعتراف قبل القداس ، وطوال الطريق كانت دموعه تنساب.
وصلنا للكنيسة في السادسة إلا ربع ، ولحسن الحظ رأيت الأب الكاهن ، فاستأذنته وأخبرته بالقصة كلها ، كان مترددا قليلا خوفا من أن يتأخر عن صلاة القداس ، ولكنه حسم تردده وجلس معه ، انتظرت في الخارج لمدة 45 دقيقة
وبعدها رأيت رفعت يخرج وعلى وجهه علامات الراحة والرضا والسرور ، ابتدأ القداس بعد تأخير نصف ساعة ، وأعطاه أبونا حلا لكي يتناول ، أما أنا فقد شعرت بأني أرى قصة الابن الضال بكامل تفاصيلها أمام عيني.
و بعد التناول ، أعطيته ورقة مكتوب عليها رقم تليفوني وعنوان منزلي ، حتى يجدني متى احتاج إلي ، شكرني من أعماق قلبه و انصرف لحال سبيله ، أما أنا فذهبت للبيت والنعاس يداعب جفوني بعد ليلة طويلة.
و في الـ12 ظهرا استيقظت على رنين جرس الباب ، فتحت الباب لأجد ضابط شرطة يقول لي : الأستاذ كمال حبيب. جاوبته بإيماءة من رأسي ، فقال لي : ( هل هذه الورقة تخصك ؟ ) ، كانت هي نفس الورقة التي أعطيتها لرفعت ، وقبل أن أجاوب على سؤاله ، استطرد الضابط قائلا: ( لقد وجدناها في جيب شاب صدمته سيارة مسرعة ولم نجد أي بيانات تدل على هويته سوى تلك الورقة)
صرخت في جزع : و ماذا حدث له ؟ قال الضابط : البقية في حياتك.
قصة حقيقية ذكرها الأنبا بيمن أسقف ملوي ( كمال حبيب سابقا )
فعلا ، لقد تاب رفعت في آخر لحظة ، تذكرني هذه الحكاية بتوبة اللص اليمين ، غير أن رفعت لم يكن يعرف إنها آخر لحظة في حياته ، ولكن لماذا ننتظر لهذه اللحظة ؟ كيف سنعرف إنها آخر لحظة ؟

مارس 18، 2015

مرض السرطان والرجاء

كتبت شابة: " منذ عدة سنوات وصلت إلي حالة من اليأس الشديد، حُجزت علي أثرها في مستشفي أساسا لكي أستريح. لقد كنت قد فقدت زوجي بعد معركة مروعة - سواء من جانبه أو من جانب الأطباء - مع السرطان، دامت سنة. أحيانا كان الحزن يبدو وكأنه يبتلعني تماما، يغمرني ويملأ كياني بالعزلة الكلية وبالحزن العميق .. العميق جدا.
في اليوم التالي لوصولي، ذهبت إلي كنيسة المستشفي، وألقيت بنفسي علي أحد المقاعد، ثم ركعت علي ركبتي، وحاولت أن أصلي. أبت الكلمات أن تخرج من فمي بسهولة، وفي النهاية أقلعت عن محاولة الاستمرار في الصلاة، فقط ركعت في صمت الكنيسة الصغيرة.
بعد برهة، نهضت ببطء إلي غرفتي، وهناك وقعت عيني علي خطاب وصل للتو أثناء غيابي. فتحت الخطاب فوجدت أنه مواساة لي من صديقتي "ويلما" التي كتبت تقول لي، إن كل ما أريد أن أقوله لك موجود في الكلمات الآتيه:
"ابنتي الصغيرة، اليوم لا يقول الله "تقوي"، فهو يعرف أنه قد نفذت قوتك، وهو يعرف كم كان الطريق طويلا، وكم أصبحت مرهقة. لأن الذي مشي في طرق الأرض خلال مستنقع واطئ وتل وعر، يقدر أن يتفهم، ولذلك فهو يقول: "اهدأوا واعلموا أني أنا هو الله". إن الوقت متأخر وعليك أن تستريحي لبعض الوقت، وينبغي أن تنتظري إلي أن تمتليء أوعية الحياة الفارغة، كما تملأ قطرات المطر البطيئة الكأس الفارغة المتجهة إلي أعلي. ارفعي كأسك ياعزيزتي الصغيرة تجاه الله ليملأها، وهو اليوم لا يسألك إلا أن تهدئي" .
كم كنت حقا محتاجة لتلك الكلمات في تلك اللحظة! وفي الأيام التالية ملأ الله فعلا كأسي الفارغة".
إن الليل هو الوقت الذي فيه يكون من الأفضل أن نؤمن بالنور.

يناير 18، 2014

الفتاة الرقيقة والمجرم المساق بقوة حب يسوع

على رصيف إحدى المحطات وقفت فتاة صغيرة مع والدها تنتظر قريبا لها ولفت نظرها رجل مقيد بسلسلة وبجواره أحد رجال البوليس . فسألت والدها عن سبب هذه القيود , فأجابها إنه مجرم حكمت عليه المحكمة بالسجن و هو في طريقه ليقضي مدة العقوبة , فتأسفت الفتاة لهذه الحالة المزرية .
لكن سرعان ما تهللت أساريرها إذ تذكرت ما تعلمته في مدارس الأحد أن الرب يسوع يحب الخطاه و قد جاء ليخلص الأشرار , فأستأذنت والدها و ذهبت إلي ذلك الرجل و قالت له : ” يا عم يا مجرم يسوع يحبك ” , فانتهرها بشدة , و لكنها عادت إليه مرة ثانية لتكرر نفس الكلمات : ” الرب يسوع يحبك ”فاستشاط الرجل غيظا وانتهرها متوعدا فعادت أدراجها , و قد أدت رسالتها .
جاء القطار , و رجعت الفتاه إلى بيتها , و ذهب الرجل في طريقه إلي السجن , و هناك في غرفة مظلمة بدأ في مرارة يستعرض تاريخ حياته الماضية شيئا فشيئا إلي أن وصلت به إلي هذه الهوة السحيقة , و بينما هو يندب حظه العاثر و حياته التعسة إذا بهاتف يصل إلى أعماق نفسه يردد الصوت الملائكي : ” الرب يسوع يحبك ” فهتف قائلا : ” من هذا الذي يحبني ؟ لقد تركني الجميع .
” و هل يوجد من يحبني ” , و إذا بالصوت يعود منشدا : ” نعم , الرب يسوع يحبك ” و كلما حاول لأن يطرد تلك الصورة كانت تبدو أكثر جمالا و أعمق تأثيرا حتى ملكت عليه مشاعره و عواطفه , فصرخ من أعماق نفسه و ثقل الخطية يحطم قلبه و دموع التوبة تملأ و جهه: ” يا يسوع ، يا من تحبني , أظهر لي ذاتك , طالما رفضت دعوتك و لم أستمع لصوتك , لكني اليوم ألتجئ إليك يا من تحبني ” و إذا بنور سماوي ينير ظلمة نفسه و يشرق في أعماق قلبه.
نعم إنه يحبك و قد تأنى عليك إلى هذه الساعة , فلقد أصابتك أمراض كثيرة و لكن الرب شفاك منها , و هو لا يريدك أن تهلك في خطاياك لأن الرب يسوع يحبك . ظروف عصيبة مرت بك لكن الرب أنقذك منها , وهو لا يريد أن تغرب شمس حياتك و انت في خطاياك لأن الرب يسوع يحبك .أخطار متعددة أحاطت بك كنت فيها قريبا من الموت , لكن الرب نجاك منها حتى لا تموت في عصيانك و شرورك لأن الرب يسوع يحبك .
هو لم يحبك بالكلام , لكنه أسلم نفسه لأجلك على الصليب ليسدد عنك ديون الخطية و يحررك من سلطانها و يغرس في قلبك الطبيعة الجديدة التي تسلك بالتوبة و الإيمان معترفا بخطاياك فتسمع الصوت الإلهي : ” ثق يا بني مغفورة لك خطاياك ”
ليتك , أيها العزيز , تخلو لنفسك , و تهدأ قليلا أمام الرب إلهك , و تفكر جديا في محبة يسوع لك فهي المحبة التي لم يستطع لهب الجحيم أو آلام الصليب أن تقف في سبيلها . إنه لأجلك , و في سبيل محبتك ,رضى طائعا مختارا أن يعلق على عود الصليب , مجروحا لأجل معاصيك و مسحوقا لأجل آثامك . لأنه و نحن بعد خطاه مات المسيح لأجلنا . ” و ليس حب أعظم من هذا أن يضع أحد نفسه من أجل أحبائه ” .
أيها العزيز , إن نسيت كل شئ فلا تنسى أن ” الرب يسوع يحبك ” . نعم يحبك و قد أسلم ذاته لأجلك

يناير 03، 2014

لمسة من يد الفنان الأعظم

رسم أحد الفنانين لوحة الأشجار في فصل الخريف بعد غروب الشمس بقليل..
اللوحة تميل إلى الظلام.. الأشجار عارية الأوراق، وهناك بيت منعزل بلا أضواء يقف منفردًا، يواجه عاصفة شديدة من التراب.. 
كل ما في اللوحة يعبر عن الكآبة والوحشة وفقدان الرجاء.. لكن الفنان لم يكن قد انتهى بعد من رسم لوحته، بقيت بضعة دقائق قبل أن يُسلمها للعرض..
بسرعة غمس فرشته في اللون الأصفر ثم رسم به نورًا في نافذة المنزل، آتيًا من الداخل..
يا للتغيير المذهل!!.. لقد تحول مدلول المشهد تمامًا وصار يعبر عن الدفء والطمأنينة والأمان رغم العواصف.. بيت مضئ وسط الظلام والتشويش..
******************************
أيها الانسان..
قد يسمح الله لك بأن تمر بظروف معينة تراها تدعو للقلق.. قد ترى كل شيء حولك قاتم اللون.. وقد تشعر أنه ليس هناك أمل في حل سريع.
صديقى، في ذلك الوقت، لا تنس أن الله دعاك أن تسلك بالإيمان لا بالعيان..
ثق في أبيك السماوى.. ثق في أمانته وصلاحه.. ثق فيه برغم كل شيء.. هذه الثقة تفرح قلبه جدًا كما أنها تمتعك بأعماله العجيبة التي تشهد لاقتداره..
ثق في أبيك السماوى، ثق أنه بلمسة بسيطة من يده سيغير كل شيء.. وسيجعلك سعيدًا حتى وأنت وسط العواصف..
"أحبك يا رب يا قوتى.. لأنك أنت تضئ سراجى.. الظلمة أيضًا لا تظلم لديك والليل مثل النهار يضئ" (مز 1:18، 28 – مز 12:139).

يناير 15، 2013

القاضي يعفو عن الشاب القاتل .. والقاتل يرفض العفو

حدث ان شابًا كان يعيش في احدى المدن ويتحلى بسمعة طيبة وأخلاق حميدة متمتعًا بنظرة رضى واستحسان من كثيرين من أهالي بلدته لكنه وللأسف تورط في احد الأيام بلعب الورق مع بعض اصحابه حيث احتد وفقد اعصابه وما كان منه الا ان سحب مسدسه واطلق النار على خصمه في اللعب فقتله. فألقي القبض عليه وسيق الى المحكمة وحكم عليه بالاعدام شنقًا.
لكن بسبب ماضيه الممدوح واخلاقه المرضية فقد كتب اقرباؤه ومعارفه واصدقائه عرائض استرحام كانت تحمل تواقيع كل أهل البلدة تقريبًا وفي خلال فترة قصيرة سمع أهل المدن والقرى المجاورة بالقصة وتعاطفوا من الشاب المسكين فاشتركوا في توقيع عرائض استرحام أخرى.

بعد ذلك قُدمت هذه العرائض الى حاكم المنطقة والذي حدث انه كان مسيحيًا مؤمنًا وقد ذُرفت الدموع من عينيه وهو يرى مئات الاسترحامات من أهل البلدة والبلدان المجاورة تملأ سلة كبيرة أمامه. وبعد تأمل عميق قرر ان يعفو عن الشاب، وهكذا كتب أمر العفو ووضعه في جيبه من ثم لبس ثوب رجل دين وتوجه الى السجن.
حين وصل الحاكم الى زنزانة الموت، نهض الشاب من داخلها ممسكًا بقضبانها الحديدية قائلًا بصوت غاضب : " اذهب عني، لقد زارني سبعة على شاكلتك حتى الآن، لست بحاجة الى مزيد من التعليم والوعظ. لقد عرفت الكثير منها في البيت."
قال الحاكم "ولكن"، "ارجو ان تنتظر لحظة ايها الشاب، واستمع الى ما سأقوله لك "
صرخ الشاب بغضب "اسمع"، "أخرج من هنا حالًا والا فسأدعو الحارس."
قال الحاكم بصوت مرتفع "لكن ايها الشاب"، "لدي أخبار تهمك جدًا، ألا تريدني أن أخبرك بها؟"
رد الشاب "لقد سمعت ما سبق وقلته لك!"، "أخرج فورًا والا فسأطلب السجان".
أجاب الحاكم "لا بأس"، وبقلب مكسور استدار وغادر المكان. وبعد لحظات وصل الحارس وقال للشاب:
"انت محظوظ لقد حظيت بزيارة من الحاكم."
صرخ الشاب "ماذا!"، "هل كان رجل الدين هذا هو الحاكم؟"
أجاب الحارس "نعم انه الحاكم، وكان يحمل لك العفو في جيبه لكنك لم ترد ان تسمع وتصغي الى ما سيقوله لك."
صرخ الشاب بأعلى صوته "أعطني ريشة، أعطني حبرًا، هات لي ورقًا ". ومن ثم جلس وكتب ما يلي: "سيدي الحاكم، أنا أعتذر لك، وأني آسف جدًا لما بدر مني وللطريقة التي استقبلتك بها.. الخ."

استلم الحاكم رسالة الاعتذار تلك، وبعد أن قرأها قلبها وكتب على الوجه الآخر للورقه: "لم تعد تهمني هذه القضية."

بعدها جاء اليوم المعيّن لتنفيذ الحكم في الشاب. وعند حبل المشنقة توجه له السؤال التقليدي المعروف. "هل هناك ما تريد قوله قبل أن تموت؟."، قال الشاب "نعم":

"قولوا للشباب حيث كانوا انني لا أموت الآن بسبب الجريمة التي اقترفتها. أنني لا أموت لأنني قاتل! لقد عفا الحاكم عني، وكان يمكن أن أعيش. قل لهم انني أموت الآن لأنني رفضت عفو الحاكم ولم أقبله، لذلك حرمت من العفو."


والآن يا صديقي، ان هلكت فذلك ليس بسبب خطاياك، بل لأنك لم تقبل العفو الذي يقدمه لك الله في ابنه. لأنك ان رفضت قبول يسوع المسيح، رفضت رجاءك الاوحد للخلاص؟
"الذي يؤمن به لا يدان والذي لا يؤمن قد دين لأنه لم يؤمن باسم ابن الله الوحيد." يوحنا 3 :18. ذلك هو سبب دينونتك يا صديقي. إن قبولك للمسيح يعني الرجاء.. يعني التوبة.. يعني التخلص من الخطايا..
لا تخدع نفسك بأنك يجب أن تصير شخصًا يستحق المسيح أولًا ثم تقبله، يجب أن تدخل في عشرة وعلاقة مع المسيح حتى تصبح إنسانًا آخرًا..

قم الآن، وانزع عنك رباطات الماضي.. وإبدأ في حياة جديدة مع الله.. وتذكر أن التوبة ليست حياة.. بل هي مرحلة في الطريق إلى الله

يناير 09، 2013

لماذا يسمح الله لنا بالألم ؟

فى ظروف قاسية انتقل أحد الأحباء من هذا العالم بعد أن نجحت عملية نقل النخاع له ، وعان الذى وهبه جزءا من نخاعه متاعب جسدية كثيرة ..وساد الحزن على الأسرة والأحباء ، فتساءلت أخته فى مرارة : لماذا سمح الله بهذه التجربة القاسية ؟ ، ولماذا سمح له أولا بنجاح العملية ثم يسمح بانتقاله من هذا العالم ؟ لماذا الآلام التى نجتازها؟ وقد بعثت اليها برسالة ، رأيت أن ننشرها لنفع كل قلب جريح :

الأخت المباركة فى الرب ..
    سلام ربنا يسوع المسيح الذى تألم عنا ومات ثم قام يكون معك ويرافقك ، وتعزية الروح القدس ترفع قلبك ليدرك أبوة الله الحانية ، ويتفهم خطته الالهية من جهتنا .
فى هذه الظروف القاسية التى تجتازين اياها أتذكر أخا مباركا عاش فى وسطنا فى ملبورن أستراليا ، أصيب فى حادث أليم ، وبعد قليل اكتشف أنه مصاب بمرض السرطان ، وأن الأورام قد تغلغلت فى كل جسمه ، وتوقع الأطباء رحيله فى خلال أسبوعين أو ثلاثة أسابيع ..
واجه هذا الأخ توقع الموت ببهجة قلب لم أر مثلها ، بل كانت أحاديثه معى ومع من يزوره من شعب الكنيسة حول اشتياقه الصادق الى ملاقاة السيد المسيح ، مع أنه كان حديث المعرفة به . كان يترقب انفتاح آخر باب يفصله عن رؤية محبوبه السيد المسيح السماوى ، ألا وهو الموت .
هذه قصة عشتها منذ سنوات فى أستراليا ، وأعيشها بصورة أو بأخرى مع كثيرين يرون فى الموت انطلاقة نحو الوطن الباقى أبديا .
كثيرا ما نسأل : " ولماذا يسمح الله لنا بالألم ؟" . وتأتى الاجابة : من يستحق أن يرافق السيد المسيح فى آلأمه ؟ من يتأهل لهذا الشرف العظيم ؟

الألم هو مدرسة الهية ندخلها ولو بغير ارادتنا لنتعلم حياة التسليم والشكر لله ، فنعبر فوقه ، وننعم خلال صراعنا معه بالمجد الداخلى الذى يعلن فينا .

+ أرسل القديس يوحنا ذهبى الفم الى شابة ترملت وكان زوجها مرشحا لتولى ولاية فى الامبراطورية الرومانية ، يقول لها فى صراحة انه قد تردد بعض الوقت فى الكتابة اليها ، لأن الحدث جسيم والضيقة مرة وقاسية . لكنه يعود فيقول لها عن زوجها المنتقل انه قد عبر الى ملك الملوك ليصير ملكا حقيقيا ..فكيف لا نفرح معه وبه ؟ . . .


ماذا أقول ؟ لو أننا سألنا الراقد أن يعود الى عالمنا لأننا متألمون بسبب فراقه لنا أو لاحتياجنا الى رعايته سواء المادية أو الروحية أو النفسية أو الاجتماعية ، فبماذا يجيب ؟ هل يقبل أن يعود الى " وادى الدموع " بعد ما تمتع بالفردوس ؟ !
هل يرجع الى الجسد الترابى بعدما خلعه مترقبا أن يعود فيلبسه جسدا روحيا ؟!


هل يترك شركة التسبيح مع الملائكة وكل السمائيين من أجل آلام فراقه لنا مع أنه لم ينفصل عنا بالروح بل يصلى بالأكثر لأجلنا ؟
هل يترك ثوبه الأبيض ورفقته للحمل الذى يمسح دموعه ( رؤ 7 : 9 – 17 ) ليصير فى رفقة الأرضيين هنا ؟!
بالحقيقة اذ نرفع قلوبنا الى الفردوس لا نضطرب من الموت بل بالحرى نشتهيه ، حاسبين اياه رحيلا ورقادا مؤقتا حتى يأتى يوم الرب العظيم وننعم بكمال المجد الآبدى .
( عن كتاب موت أو حياة أبدية للقمص تادرس يعقوب ملطى )

نوفمبر 14، 2012

انتقل من الموت إلى الحياة



لاحظ الصبي مارك على وجه والدته ابتسامة عريضة فسألها: "لماذا أراك متهللة يا أُماه!" أجابت الأم: "لقد سمعت عظة على وعد السيد المسيح لنا: "الحق أقول لكم إن من يسمع كلامي ويؤمن بالذي أرسلني فله حياة أبدية، ولا يأتي إلى دينونة، بل قد انتقل من الموت إلى الحياة" (يو24:5). صارت الأم تشرح لابنها هذا الوعد الإلهي، وكيف أدركت يقين عمل السيد المسيح الخلاصي، الذي في استحقاقات دمه ننتقل دومًا من موت الخطية إلى الحياة الجديدة التي لنا فيه.

فتح الاثنان الكتاب المقدس ووضع الصبي خطًا تحت الوعد الإلهي، وحفظ الوعد عن ظهر قلبه. صار يردده طول النهار... وكانت نفسه تمتلئ فرحًا.

إذ عبرت أيام قليلة دخل الصبي البيت فوجد والدته في كآبة، فقد فقدت فرحها الداخلي. تطلع مارك إلى والدته بدهشة وهو يقول: "ماذا حدث يا أُماه؟ ألعلّ الآية قد تغيرت؟ سأذهب وأرى!" ثم أسرع إلى حجرتها وأحضرالكتاب المقدس، ثم فتحه وهو يقول لها: "إنها لم تتغير إنها ذات الآية التي كنا نقرأها... الوعد الإلهي لم يتغير".

لأحفظ مواعيدك الإلهية الصادقة، فتحفظني دائمًا متهللًا وناميًا‍‍‍!

* لتنقشها في قلبي، ولترسمها أمام عيني، فلا أعود أنساها!

* هذا هو وعدك الحيّ: أن تهبني ذاتك يا أيها القيامة! بك أحيا ومعك أتمجد يا بهجة قلبي.

قصص قصيرة لأبونا تادرس يعقوب ملطى - جزء 1 - قصة رقم 189


مايو 06، 2011

المسيح مُفرح الأسرة



في مرارة كانت سارة تسير بخطوات هستيرية، تخرج من حجرة إلى أخرى وهى تقول :" لايمكن أن تكون جهنم أقسى مما انا فيه. لأمُت، فالموت مهما كانت عواقبه فيه راحة لي ! لقد كرهت حياتي، وكرهت زوجي، حتى أولادي. لا أريد أن أكون زوجة، ولا أُماً . لست خادمة، أقضي أغلب النهار في تجهيز الطعام وغسل الأطباق ونظافة البيت. لستُ عبدة ! لا مفرّ لي إلا الانتحار !".
أمسكت سارة بموسى لكي تضرب به بكل عُنف معصم يدها اليسرى لتقطع الشرايين، ولا يوجد من ينُقذها !
رن جرس التليفون، فتطلعت إليه وهى تقول :" لن أُجيب، فإنه لا يوجد من يُحبنى. ليس من يشاركني مشاعري، ويدرك ما في أعماقي. ليس من يُجيب أسئلتى".
لم يتوقف التليفون، فتسمرت عيناها على التليفون وهى تُفكر:
"تُرى من يكون هذا ؟!
أبى أو أمى اللذان فرحا بميلادى، فأتيا بى إلى حياة التعب والمرارة ؟! زوجى الذى أفقدنى كل حيوية، فلا حفلات ولا رحلات، كما كنا في بدء زواجنا ؟! إنى لا أعود أطيق لمسة يده، ولا أريد أن أسمع صوته ! أصدقائى ؟! لم يعُد لى صديق ولا صديقة !"
جالت أفكارها هنا وهناك، كلها تدفع بها إلى اليأس. وأخيراً أمسكت بالتليفون وهي تقول :" لأسمع آخر مكالمة قبل موتي!"
- ألو سارة.
- نعم من أنتِ ؟
- أنا إنسانة تُحبك !
- لا يوجد من يُحبنى، من أنتِ ؟
- أنا أُحبك، ويوجد شخص يُحبك جداً !
- من أنتِ؟
- لا تعرفينى بالاسم، لكننى جارتك، رأيتك في الصباح وأنتِ في "الشرفة" في حالة اكتئابٍ شديدِ. أحسست بالمرارة التى في أعماقك، فسألت عن تليفونك. لا استطيع أن أستريح و أنتِ مُرة النفس هكذا. فأردت أن أتحدث معكِ.
- ماذا تطلبين؟
- أريد أن أؤكد لكِ عريساً حقيقياً يُحبك.
- من هو هذا العريس؟
- إنه رب المجد يسوع المسيح الذي مات لأجلك وقام وصعد ، وها هو يُعد لكِ مكاناً!
- لستُ أظن أنه يُحبني، لقد قررت الانتحار، فجهنم أرحم لي من حياتي.
- تذكري حب السيد المسيح لكِ، ووعوده الصادقة لكِ.
- بدأت الصديقة تحدثها عن الوعود الإلهية الممتعة، وعمل السيد المسيح الذي يملأ القلب كما الأسرة بالفرح. أما سارة فرفعت قلبها نحو مسحيها ليحتلّ مكانه في قلبها كما في وسط بيتها. سقط الموسى من يدها بعد أن أغلقت التليفون، ووعدت الصديقة أنها ستتصل بها، وركعت لتصلي لأول مرة بعد سنوات:
" لتُعلن ذاتك في قلبي وفي بيتي، ياربى يسوع ! لو اشتدت التجارب أضعافاً مضاعفة لن أتركك. لتسكن فيّ ولتستلم قيادة أسرتنا، فنفرح بك وسط آلامنا."
شعرت سارة أن كل شىء قد تغير في حياتها . تغيرت نظرتها إلى الله الذي يُعد لها موضعاً في الأحضان الإلهية، ونظرتها إلى الحياة، كما إلى والديها وزوجها وأبنائها.
جاء طفلاها من المدرسة فاستقبلتهما بفرح ٍ شديد ٍ، كأنها لأول مرة تلتقي بهما بعد غيبة طويلة. صار جو المنزل مملوءاً بهجة. كانت الدموع تنهمر من عينيها،وهى تقول في نفسها:" ماذا كان الأمر لو دخل الطفلان ووجدانى جُثة هامدةً و الدماء حولي إنهما يُصرعان ويفقدان حنان الأمومة !"
سمعت صوت مفتاح الباب وأدركت أنه زوجها، فانطلقت بسرعة تفتح الباب. وفوجىء الزوج بها متهللة، تستقبله بشوقٍ شديدٍ على غير عادتها.
" لا تتعجب فإن السيد المسيح قد ملأ قلبى وبيتى بالفرح. سأعوضك أنت و الطفلين السنوات التى فيه أسأتُ فيها إليكم".
روت سارة لزوجها ما حدث معها، وكانت دموعه تجرى من عينيه. صليا معاً ثم قال لها:
" لا تنزعجي، غداً سيصلك خطاب منى كتبته أثناء عملى ! لقد قررت اليوم الانتحار، وجئت لأودعك أنتِ و الطفلين ! لكن شكراً لله الذى رد لى سلامى وفرحى، ليس لي ما أقوله سوى أننى مخطىء في حق الله وفي حقكِ أنتِ والطفلين ! الآن ليستلم مسيحنا قيادة بيتنا !.
نعم تعال أيها يسوع ، ولتتجلى في كنيستنا الصغيرة!"
أول عمل قدمه السيد المسيح في خدمته هو حضوره في عرس قانا الجليل، وتحويله الماء إلى خمرٍ. هذا يكشف عن مدى اهتمام السيد المسيح نفسه بالأسرة. إنه يريد أن يؤسسها بنفسه، ويهبها من خمر حبه. فهو يقدم لنا مفهوماً جديداً للزواج، حيث يملأ الأسرة بالفرح و الحب، بحضرته الدائمة في وسطها.
الأسرة ليست ارتباطاً مجرداً بين رجل وامرأة ليُنجبا أطفالاً، لكنها هى أيقونة حية للحياة السماوية، قانونها شركة الحب الباذل، ولغتها العطاء بلا ترقب لمكافأة ما، وموقعها جنب السيد المسيح، حيث تُولد مُغتسلة بالدم الثمين، ومُحتمية في صخر الدهور. إنها تستريح فيه، وهو يستريح فيها. يجدها مملكة الحب، السماء الثانية، وهناك يضع رأسة متكئاً ليستريح.
+ كيف يمكننا أن نُعبر عن السعادة الزوجية التى تعقدها الكنيسة ويُثبتها القربان وتختمها البركة؟! العلامة ترتليان
قصص قصيرة أبونا تادرس يعقوب ج1- قصة رقم 200

أبريل 12، 2011

أين ذهب الرسم؟



لاحظت الأم على ابنتها سامية التى عادت في أول يوم من المدرسة صامتة وتفكر في عمق ِ. سألت الأم ابنتها:"فيم تفكرين يا سامية؟"
- لقد رسمتُ في المدرسة تفاحة على السبورة، ثم بقطعة من الإسفنج مسحتها، فأين ذهب الرسم؟
- لقد أختفي؟
- وأين اختفي؟
- لقد تلاشت؟
- أين تلاشت؟
- لقد اندثرت تماماً؟
- - أين اندثرت؟
- بقى الحديث هكذا... ولم تعرف الأم كيف تفسر مسح الرسم من السبورة!
هكذا إذ تخطىء تُسجل خطاياك في صحيفة حياتك أمام السمائيين، لكن يتدخل السيد المسيح فيمسح بدمه الثمين ما سجلته خطاياك... إنها تختفي، وتتلاشى وتندثر ألخ.. ولكن كيف؟ هذا ما لانستطيع إدراكه.
إلهى خطاياى قد أفسدت صحيفة حياتى، صرت دنساً فى عينىّ نفسى. لتغسلنى بدمك فأطهر، امح ِ كل آثامي بحبك الفائق.
أما كيف؟ فهذا ليس في استطاعتى! ما أعلمه أننى أرى صحيفة حياتى قد ابيضت كالثلج!
. قصص قصيرة لأبونا تادرس يعقوب ج1-قصة رقم213

هل سبق أن سُجنت ؟



تقدم إنسان لوظيفة، فبدأ يملأ استمارة خاصة بها، جاء فيها السؤال التالى:" هل سبق لك أن سجنت ؟ فأجاب "لا".
جاء السؤال التالى لمن سبق فأجاب بالإيجاب : " لماذا سُجنت؟ أجاب : لأنه لم يلقِ أحد القبض علىّ.
لقد كان مستحقاً أن يسجن لكن رجال الشرطة لم يروه وهو يرتكب الجريمة، فلم يُلق القبض عليه!
أعترف لك إننى مخطىء، مستحق للموت! لكن دمك ستر علىّ فلم يُلق القبض علىّ!
خطيتى أمامى في كل حين، لكن أنت حملتها عنى يا حامل خطايا العلم! سقطتُ في الخطية، لكننى لست تحتها، لقد غفرت لى كل آثامى!
قصص قصيرة لأبونا تادرس يعقوب ج1-قصة رقم 211

مارس 19، 2011

لماذا أعيش؟


كان " ريمون " سيئ الحظ جدا , فقد مات أبوه في الحرب العالمية و هو طفل ، و لما وصل إلي سن السابعة حدث زلزال دمر أغلب المدينة ، و لكنه نجا من تحت الأنقاض و هو يلفظ أنفاسه الأخيرة . ولما تم إنقاذه طلبت السلطات من إي أسرة أن تأخذه عندها ، فأخذته أسرة مكونة من خمسة أفراد ، و لكن سرعان ما مات الوالد ، فطلبت الأم من " ريمون " في خجل أن يبحث له عن مكان آخر ....
و لكن الله الذي لا ينسى أحد ، لم ينساه ، فأرسل له فلاح عجوز فقير و لكنه حكيم جدا ،عرض عليه أن يقبله عنده رغم فقره واحتياجه . لم يجد " ريمون " إي بديل للقبول .... استطاع الفلاح أن يدخل " ريمون " إلي مدرسة القرية ، و لكن كان " ريمون " يعود حزينا من المدرسة .
لاحظ ذلك الفلاح الحكيم ففاتحه في الأمر ، فقال له " ريمون " : أن التلاميذ الآخرين ينظرون له باحتقار ، فملابسي قديمة و شكلي يوحي بالفقر و أنا غريب بالنسبة لهم .... ولهم حق في ذلك فأنا إنسان ليس لي فائدة في الدنيا .... كلما تنفرج أزمة أصاب بأشد منها .... لماذا أعيش!!!
و انفجر باكيا ، فقال له الفلاح بعد أن طيب خاطره : عندي وصفة سحرية ستجعل حياتك سعيدة إن وعدتني بإتباعها سأضمن لك السعادة .
أشرقت عينا " ريمون " و قال له : أعدك . قال له الفلاح الحكيم : ساعد كل إنسان محتاج للمساعدة دون أن تنتظر منه شيئا . اندهش " ريمون " من هذه الوصفة السحرية العجيبة ، كيف تجلب السعادة ، ولكنه صمم على تنفيذها .
ذهب للمدرسة و أعطى كراسه لزميله الذي غاب عن المدرسة لمرضه و عرض عليه أن يشرح له الدروس ، وحمل حقيبة زميله المعوق و أوصله لبيته ، و اشترى الخبز لسيدة عجوز ، ورجع بيته و هو راضي عن نفسه .
و ظل يبحث ، كل يوم ، عن كل محتاج ليقدم له خدمة ، و أحبه الجميع و أصبح أشهر شخص في القرية الصغيرة .
و توالت السنوات و حقق نجاح كبير و استطاع أن يكتشف دواء أفاد الملايين من البشر , و شعر بالسعادة ،هل تعرف لماذا شعر بالسعادة ، لأنه نسى نفسه و همومه و مشاكله و فكر في الآخرين و سعد بإسعادهم .
يا صديقي هل حاولت مرة أن تسعد شخص ، أو تسأل عن حزين ، أو تبتسم لإنسان بائس ، أو تقدم خدمة بسيطة لمحتاج ؟ ثق إنك عندما تفعل ذلك ستشعر بالسعادة ، و ستدرك معنى حياتك ، و لن تسأل ذلك السؤال " لماذا أعيش ؟ "
+ لا تنظروا كل واحد الى ما هو لنفسه بل كل واحد الى ما هو لاخرين ايضا ( في 2 : 4 )

مارس 16، 2011

مرزبة أمام مرزبة


أورد كتاب بستان الرهبان قصة أخ كان ساكناً فى الدير . وأنه من شدة حرب الشهوة كان يسقط فى الزنى مراراً كثيرة . فظل يُكره نفسه ويصبر كيلا يترك طريق الرهبنة. ومن أجل ذلك كان حريصاً على إتمام قانون عبادته من مزامير وأصوام ومطانيات . وكان يقول فى صلاته :(يارب أنت ترى شدة حالى وشدة حزنى فانتشلنى يارب إن شئت أنا أم لم أشأ، لأنى مثل الطين اشتاق إلى الخطية واحبها. ولكن أنت الإله القوى الجبار اجعلنى أكف عن هذة النجاسة، لأنك إن كنت ترحم القدسين وحدهم فليس هذا بعجيب،إن كنت تخلص الأطهار فقط فما الحاجة، لأن أولئك مستحقون . ولكن اظهر فى أنا الغير مستحق عمل رحمتك العجيبة،لأنى إليك أسلمت نفسى).... هذة الصلاة كان يرددها كل يوم سواء أخطأ أو لم يخطىء. ففى ذات يوم وهو يردد هذة الصلاة حدث أن (ضجر الشيطان من حُسن رجائه ووقاحته المحمودة، فظهر له وجهاً لوجه وهو يرتل مزاميره) وقال له :(أما تخزى أن تقف بين يدى الله بالجملة وتسمى اسمه بفمك النجس ؟). قال له :(ألست أنت تضرب مرزبة وأنا مرزبة؟ أنت توقعنى فى الخطية وأنا أطلب من الله الرحوم أن أن يتحنن على، فأنا اضاربك على هذا الصراع حتى يدركنى الموت، ولا اقطع رجائى من إلهى .ولا أكف من الاستعداد لك . وسننظر من يغلب أنت أم رحمة الله).
فلما سمع الشيطان كلامة قال له :( من الآن لا أعود إلى قتالك،لئلا أسبب لك أكاليل نتيجة رجائك في إلهك).
و تنحى عنه الشيطان منذ ذلك اليوم ورجع ذلك الأخ إلى نفسه وأخذ ينوح ويبكى على خطاياه السالفة .وكان إذا حورب بأفكار العظمة كان يتذكر خطاياه التى عملها . وإذا حورب بأفكار اليأس كان يترجى الله ويتذكر محبته للخطاة.
يقول القديس أغسطينوس :(إن لم تكن الخطية قد انتزعت منك،فيجب ألا يُنتزع منك الرجاء فى الغفران ..... مازالت أمواج البحر تتقاذفنا ، غير اننا القينا مرساتنا فى أرض الرجاء ).

فبراير 26، 2011

12 طقم ملابس


رجل بسيط اسمه عبد المسيح يعيش و حيداً فى إحدى قرى الصعيد في منزل صغير مكون من حجرتين و صالة.
و جد عبد المسيح 12 طفلاً صغيراً فقراء ليس لهم أحد يرعاهم، فجمعهم في منزله و تعهد برعايتهم. لم يكن الرجل عبد المسيح مشهوراً، لذلك لم تكن تأتيه أى تبرعات بل كان يصرف على هؤلاء الأطفال من مرتبه. كان طعامه هو الفول فقط هو والأطفال، أما في الأعياد فكانوا يأكلون "جبنة بيضاء".
وكان عبد المسيح لفقره لا يستطيع أن يقدم لهم 3 أكلات في اليوم، فكان يؤخر وجبة الإفطار و يُقدم العشاء مبكراً و بهذا يوفر ثمن الأكلة الثالثة و يكتفى مع الأطفال بوجبتين يومياً.
وكان عبد المسيح يستعين بامرأة تأتى له مرة واحدة في الأسبوع لتدميس الفول و لغسل الملابس.
وفي يوم لاحظ عبد المسيح أن الأطفال " يهرشون"، ورأى حشرات على أجسامهم، فسأل المرأة متى استحم الأطفال أخر مرة فأجابته أنها لا تتذكر حيث أن كل طفل لديه طقم ملابس واحد فقط فلم تستطع أن تُحميهم.
تضايق عبد المسيح و قال لها أن الأطفال يجب أن يستحموا فوراً الآن، و ليبقوا في أسرتهم تحت الأغطية بدون ملابس حتى تجف ملابسهم. و فعلاً استحم الأطفال ،ودخلوا أسرتهم ، وغسلت المرأة ثيابهم كلها ونشرتها على حبلين. ومرَّ الوقت والثياب لم تجف، فقامت المرأة بإيقاد "وابورجاز" حتى يُساعد بحرارته على سرعة تجفيف الثياب.
ولكن النار أمسكت في "الجلاليب"، وامتدت النار والتهمت كل الثياب، وبالكاد أطفأوا النيران!!
لم يتمالك عبد المسيح نفسه، و دخل غرفته،وجلس أمام مكتبه-وكان عليه صورة للرب يسوع- وأوقد شمعة، فلم يكن هناك كهرباء في القرية. وبدأ يُعاتب الله قائلاً:
" ميعرفوش طعم اللحمة وبيأكلوا فول بس ورضينا... نأكل مرتين بس في اليوم ورضينا...أمراض و ضعف ورضينا...لبس واحد لكل طفل ورضينا ...لكن إيه ده يارب هدومهم تتحرق و يبقوا من غير هدوم خالص..أنا خلاص مش قادر أتحمل..."
و بكى عبد المسيح بشدة أمام صورة الرب يسوع، ووضع يده على المكتب ونام، وكانت الساعة الخامسة بعد الظهر.
وفجأة استيفظ بعد 10 دقائق على أصوات كثيرة تناديه....
افتح يا عبد المسيح.... افتح يا عبد المسيح
أسرع عبد المسيح وفتح باب الشقة، وفوجىء بأطفال القرية ملتفين حول سيارة فاخرة جداً تقف أمام منزله. و نزل السائق و فتح الباب الخلفى، فنزلت سيدة غنية جداً و سألته: " أنت عبد المسيح؟"
أجاب "أيوا". طلبت السيدة من السائق أن يفتح " شنطة" السيارة و يُحضر"الكراتين" الموجودة بها، وفوجىء عبد المسيح بالسائق يدُخل إلى منزله "12كرتونة"
فأجاب عبد المسيح"هو فيه إيه؟ مين حضرتك؟".
دخلت السيدة إلى المنزل و قالت له: " أنا عايشة فى أسيوط بعيد عن القرية بتاعتكم دى ...وكنت بأصلى قدام صورة الست العذراء الساعة 3بعد الظهر لقيتها ظهرت قدامى و قالت لى:
"دلوقتى حالاً تروحى تجيبى12طقم غيارات لكل طفل بالمقسات دى".و قالت لى اسم القرية فقلت لها: " أنا معرفهاش"، و قالت لى : " أنا حأوصلك بس أنت روحى بسرعة الحقى المحلات قبل ما تقفل ".
و هكذا أحضر الله لكل طفل 12 طقم ملابس بدلاً من القديم الذى احترق.


فالله لا ينسَ أولاده ابدأ فهو " رجاء من ليس له رجاء... عزاء صغيرى القلوب".