في الدورة الأولمبية عام 1976 أصيب اللاعب الياباني للجمباز Shun Fujimoto بكسر في ركبته اليمنى وهو في تدريبه الأخير قبل الدخول في السباق بأسبوع. حزن اليابانيون جدًا فقد علقوا آمالهم بل وكل ثقتهم إنه حتمًا ينال المدالية الذهبية قي الجمباز. فقد الكل الأمل، أما هو ففي تطلعه إلى نصرة بلده لم يضطرب وطمأن كل من حوله أنه لن ينسحب من المباراة مهما كلفه الثمن. في الأسبوع التالي نزل فوجيموتو أرض الملعب، وكان الكل يتعجبون إذ ربط رجله بثلاث أربطة ضاغطة حول ركبته المكسورة... كيف يمكن لمثل هذا أن يدخل الجولة؟ سُئل اللاعب عما وراء تصرفه هذا فأجاب: "نعم إن آلام الكسر في ركبتي تطعنني كسكينٍ، فكنت أحاول إخفاء دموعي. لكن الآن وقد نلت المدالية الذهبية طار الألم!"
V اكشف يا رب عن المجد الذي أعددته لي،
والاكليل السمائي الذي ينتظرني.
فأصرخ مع الرسول بولس قائلاً:
"أنسى ما هو وراء، وأمتد إلى ما هو قدام، أسعى نحو الغرض، لأجل جعالة دعوة اللَّه العليا في المسيح يسوع" (في 13:3،)14.
هذا الموقع هو أكبر مكتبة للقصص على الانترنت بلا منازع & مكتبة متكاملة من القصص المهدفة ، القصص مقسمة بالاهداف لسهولة البحث ، نافع للمحاضرين والمدربين ، نافع للطلبة ، نافع للصحفين والكتاب ، نافع للوعاظ، نافع جدا للخدام نظراً لأنه القصص مقسمة وفقاً والأهداف ، بما يسهل التحضير على الخدام
أكتوبر 25، 2008
اللاعب ذو القدم المكسورة
الفنان الحزين
العزلة
في عام 1953 بعد قيام الثورة نُقل مدرس لغة عربية إلى مدينة إسنا بصعيد مصر مغضوبًا عليه، فشعر بضيقٍ شديدٍ إذ لم يكن قد زار صعيد مصر من قبل. في شيء من التهكم كتب إلى أحد أصدقائه بالقاهرة يصف له حال المدينة في ذلك الحين: "هنا نعيش في عزلة عن الأحداث الجارية. يوجد هنا من يتحدث بولاء شديد للملك فؤاد ظانًا أنه لا يزال يحكم مصر، ولم يُدرك أنه مات وتولى ابنه فاروق الملك، وأنه قد قامت الثورة لتزيل نظام الملكية عن مصر". ما رواه لنا هذا المدرس الذي اتسم بالفُكاهة، حيث كنت في ذلك الحين بالتوجيهية (الثانوية العامة)، في أحاديثه الودية معنا، يحدث فعلاً في بعض البلاد. قيل إنه في أواخر القرن الثامن عشر ترك كثير من المستعمرين فيرجينيا بأمريكا وانطلقوا إلى الجبال ويعبروا إلى الوديان التي في الغرب خوفًا من الهنود. ولكن بسبب موت بعض الجياد وانكسار بعض العربات اضطر كثيرون إلى البقاء على الجبال. عاشوا هناك حوالي 20 عامًا لم يروا خلالها وجه رجل أبيض نهائيًا حتى عبر بهم بعض المسافرين. دهشوا إذ التقوا بهم، خاصة الذين كانوا في حوالي الثلاثينات، فإنهم للمرة الأولى يحتكون بالعالم الخارجي ويتحدثون معهم في أمورٍ كثيرة. سأل المسافرون سكان الجبال ماذا يظنون عن الجمهوريين وكونجرس القارة. قال سكان الجبال: "لم نسمع قط عن كونجرس للقارة أو عن الجمهوريين، فإنهم خاضعون لملك بريطانيا". لم يسمعوا قط عن جورج واشنطن، ولا عن الحرب الثورية. بدأ المسافرون يشرحون لهم بالتدريج ما حدث خلال العشرين عامًا السابقة، وخلال المعرفة استطاعوا أن يمارسوا الجنسية الأمريكية...
هذا ما حدث أيضًا مع بعض اليهود الذين جاءوا من البراري وبعض البلاد المنعزلة إلى أورشليم والتقوا بالقديس يوحنا المعمدان وسمعوا له وتجاوبوا مع رسالته. اعترفوا بخطاياهم واعتمدوا في نهر الأردن ثم عادوا إلى مواقعهم المنعزلة. بدأ السيد المسيح خدمته وبقي سنوات خدمته حتى صلبه وقيامته وصعوده وأرسل روحه القدوس على تلاميذه وتابعيه أما هؤلاء الذين عاشوا في عزلة فلم يسمعوا شيئًا عن هذا كله. التقى بهم الرسول بولس وإذ حدثهم عن الروح القدس قالوا: "لم نسمع عنه!" بدأ الرسول يحدثهم ليقبلوه فينضموا خلاله إلى العضوية الكنسية والحياة الجديدة كأعضاء في جسد المسيح.
V أشكرك يا مخلصي إذ لم تتركني في عزلة.
نزلت إليّ وشاركتني حياتي،
وقدمت لي روحك القدوس،
لم أعد في عزلة عنك وعن السمائيين.
تعرفني الحب لغة السماء،
وتكشف لي أسرارك الفائقة!
لأعمل كعضو حيّ في جسدك أيها الرأس الإلهي!
الطيور المغردة
الكتاب المقدس .. والرصاصة
أكتوبر 24، 2008
الرحمة لمن لا يستحق الرحمة
فقط 26 حرف
هب لي أن أختفي فيك، فتنقش اسمي على كفك الإلهي، وتسجله في سفر الحياة! أنت هو الألف والياء، بدونك لا يُكتب اسمي في السماء!
أفضل مني ومنك
V هب لي يا رب معايير السماء،
V أحب الإنسان الروحي التقي لألتقي معه في مجدك.
أكتوبر 20، 2008
الحمار والدب الغبيين .. والقرد الذكي
أجابه الحمار الأحمق: «نعم، فإن رائحة فمك لا تطاق». ظناً أنه يقول كلمة الحق مهما كان الثمن، عندئذ زأر الأسد، وهجم على الحمار، وهو يقول له: «كيف تتجاسر أيها الحمار الجاهل، وتهين ملك الأسود»، وافترس الأسد الحمار.
بعد يومين عبر الأسد بدب، كان قد سمع ما حدث مع الحمار، وإذ سأله الأسد كما سبق أن سأل الحمار.
خاف الدب من الأسد فأجاب: «سيدي ملك الغابة، وسيد كل الحيوانات، إنني اشتم من فمك رائحة زكية رائعة، لم اشتمها من قبل». ظناً أنه يتكلم بحكمة.
زأر الأسد وقال له: «يا أيها الدب المخادع، إنك مرائي، كيف تقول هذا وأنا اشتم رائحة كريهة من فمي، كيف تتجاسر، وتنافق ملك الغابة»، ثم هجم عليه وافترسه.
بعد أيام قليلة عبر على قرد، وإذ رآه القرد هرب منه وتسلق شجرة، وإذ كان الأسد جائعاً، توسل إلى القرد لكي ينزل ويشم رائحة فمه. أما القرد الذي سمع عما فعله الأسد مع الحمار والدب، فقال للأسد: «سيدي ملك الوحوش إنني أشتهي أن أخدمك وأحقق لك طلبتك، لكنني اعتذر لك، فإني أعاني من البرد فلا أستطيع أن اشتم شيئاً بسبب مرضي».
ونجا القرد من الأسد المفترس لأنه لم يرد أن يدخل فيما لا شأن له به.
لا تكن حماراً أحمق، ولا دباً مخادعاً، لا تكن لك عينان باحثتان ومتتبعتان لكل من حولك، لا تلقِ بأذنيك خلف الأبواب وتحت الكراسي، لا تحاول أن ترى كل شيء، أو أن تسمع كل شيء عن أي شخص وفي أي مكان، لا تنشغل بأمور الناس وأحوالهم، فتنشغل بذلك عن أمورك الشخصية، فتفقد سلامك وراحتك، وتفقد كل الأفراح.
فهناك فرق كبير بين البحث عن المعرفة وسعة الأفق، ومعرفة أخبار الناس وأحوالهم وأسرارهم وتتبع حياتهم الخاصة، والتدخل في شئونهم.
أكتوبر 18، 2008
أصدق مين بابا ولا ماما
أكتوبر 17، 2008
سلمت له مفاتيحي
ابونا مينا مات
V ليمت قلبي الصغير، ولأحمل قلبك الكبير!
V صار قلبي مقبرة ضيقة للغاية لا يحتمل مضايقات الناس، بل وكثيرًا ما يسيء فهمهم!
V عوض المقبرة الضيقة هب لي مقدسًا متسعًا، فتتفتح أبواب الفردوس في داخلي، وتتحول أعماقي إلى جنتك، تدخلها وتدخل معك خليقتك. تستريح فيَّ، وتستريح خليقتك بعملك في!
V تنشغل نفسي بثمر روحك القدوس، فتأكل وتشبع، وتفيض بالفرح! لا تبالي بكلمات الغير ولا مضايقاتهم، بل تدعوهم ليفرحوا معها ويتهللوا بك!
ابونا بيشوي مسابنيش
ابتسامة عريضة في الهيكل
تظاهر بالعمى 15 سنة .. من أجل زوجته
أكتوبر 15، 2008
الحمار المتذمر
كان الحمار يعود إلى السوق والظلام لا زال باقياً ، فيعبر في طريقة على الكثير من الحمير ويجدهم لا يزالوا نائمين ، فكان دائم السخط ، حاسباً أن حظه غاية في السوء أن هذا المزارع قد اشتراه ليذله بالعمل الشاق ، ويحرمه من نوم الفجر بينما كل زملائه الحمير يتمتعون بهذا النوم .
لجا الحمار إلى حيلة ، فتظاهر بالمرض والعجز عن العمل ، وأضطر المزارع إلى بيعة فأشتراه دباغ جلود ، فرح الحمار أنه تخلص من المزارع الذي يوقظه قبل صياح الديك ، وبالفعل كان الدباغ يبدأ عملة بعد شروق الشمس ، لكنة كان يضع عليه جلود حيوانات رائحتها كريهة للغاية ، فقد الحمار طعم الحياة بسبب الرائحة الكريهة .
عندئذ أدرك الحمار أن سر تعاسته ليس قلة النوم ولا نوع الأحمال التي توضع عليه ، وإنما قلبه الذي لا يعرف الشكر ولا الرضا .
التعلب الحكيم والأسد المكار
فرحت الحيوانات لهذه الاتفاقية الجديدة وقامت بعض الحيوانات بزيارة الملك كل حسب قرعته
ولما جاءت القرعة على الثعلب حمل بعض الهدايا للملك وأنطلق نحو المغارة ، وعند باب المغارة وقف يتأمل في الرمل ثم عاد وترك المكان هارباً .
سألته الحيوانات : إلى أين أنت ذاهب ؟
أجابهم الثعلب الحكيم : نظرت إلى الرمل فوجدت أثار أقدام الحيوانات خارج المغارة ، فعلمت أن المغارة قد تحولت مقبرة لكل الداخلين إليها . إنني أشكر الرمل لأنه أشبه بجواز سفر يسمح بالدخول ولا يسمح بالخروج .
لا تنفع بآثار أقدم الأخرين .
أفترس الكثيرين ، وحرمهم من الحياه .
لأرجع وأهرب إليك .
أنت ملجأ لي يا غالب كل قوة الظلمة .
النجدة !! النجدة !!
صار يصرخ بأعلى صوته يطلب النجدة ، وأخيراً سمع صوتاً رقيقاً يناديه : " تامر . تامر . هل تراني ؟"
لا من أنت.
أنا الذي حفظتك كل أيام حياتك .
أنا في خطر أنقذني .
لا تخف إني أراك .
أين أنت؟
أنا في كل موضع .
هل أنت هو الله .
نعم . الق بنفسك في يدي . اترك الشجرة التي قدمتها لك ، فيداي تحملانك .
إني لا أرى يديك . أريد حبلاً ، أريد أيادي بشرية تحملني .
توقف تامر عن الحديث مع الله وصار يصرخ : النجدة ! النجدة ! لكن لم يوجد من يسمع نداءه !
يا لغباوتي حتى عندما اسمع صوتك لا أستجيب .
أثق في الأذرع البشرية لا الأذرع ألإلهيه .
هب لي بروحك القدوس أن أرتمي في حضنك .
القلاح والملك
ترك الفلاحون المحراث وجروا نحو الملك وحاشيته ، وكانوا فرحين للغاية ، فقد جاء الملك الى قريتهم وها هو بلاقرب من حقلهم لم يعرف الفلاحون كيفيعبرون عن فرحهم وتكريمهم للملك .
اذ اقتربوا الى الملك انطلق احدهم الى مجرى ماء وملاء كفيه ماء ثم تقدم الى الملك وهو متهلل يقول له:" اقبل يا سيدي جلالة الملك هذا الماء هدية مني "
دهش الملك وكل حاشيته لهذا التصرف العجيب تطلع اليه الملك وفي دهشة سأله:" ما هذا يا ابني ؟"
في هدوء شديد قال الفلاح :
سيدي جلالة الملك لقد ملاء الفرح قلبي ....
انني للمرة الاولى اراك ، خاصة وانت فى قريتي ، واقتربت جدا الى حقلي .
اني اشعر بعجز شديد للتعبير عن حبي .
سيدي ماذا اقدم لك وانت الغني والسخي وانا فلاح لا يملك الا القليل ؟
لقد اردت ان اعبر عن محبتي وتقديري لجلالتك ،
فأخذت من هذا المجرى كف ماء اقدمه .
ليس لأحتياجك اليه ، لكن هذا هو كل ما يمكنني ان افعله .
اقبله رمزا لقلب متسع يحمل حبا فائقا لك .
فرح الملك بالفلاح واحتضنه ، ثم تطلع الى رئيس الخزانة وقال له : " اعطه مبلغا كبير من المال ، ما قدمه الفلاح يفوق ما قدمه الكثيرون ."
ترجمة ابي
أكتوبر 11، 2008
بغبغاء يدعو لها بالبركة
اعتادت جاكلين أن تزور جدتها لوسي كل يوم بعد الخروج من المدرسة في طريقها إلى منزلها. وكانت الجدة التي تعيش بمفردها تتهلل بهذه الزيارة المفرحة وعند انصراف جاكلين، تفتح لوسى النافذة وتدعو لجاكلين بالبركة.
إذ مرضت لوسى لازمت فراشها، فذهبت إليها جاكلين وصارت تخدمها. وأخيراً قبلت جاكلين جدتها وانصرفت.
أغلقت جاكلين الباب وإذ انطلقت نحو منزلها سمعت صوتاً يدعو لها:
"الرب معك يا جاكلين! الرب يباركك ويحفظ طريقك!
تطلعت خلفها فلم تجد جدتها علي النافذة كالعادة تنطق بهذه الكلمات.
قالت في نفسها :" جدتى مريضة وملازمة الفراش، لست أظن أنها قامت لتتطلع إلى وتدعو لى بالبركة. ربما هذا الصوت فى داخلى، صوت جدتى الذي تعودت أن تباركنى وتدعو لى".
لكن إذ أعطت ظهرها لمنزل جدتها سمعت الصوت يتكرر. فعادت تفتح الباب ورجعت إلى جدتها تروى لها ما سمعته.
قالت لها جدتها انه صوت الببغاء Parrot الذي بجوار النافذة، فأنه يكرر ما كنت أقوله لك كل يوم! فرحت جاكلين جداً من الببغاء وانطلقت نحوه تقبله وصارت تهتم بأكله وشربه، وتكونت بينهما صداقة قوية.
تعلمت جاكين من الببغاء أنه بكلمات الحب والبركة تتكون الصداقات!
+ لنقدس يارب فمي، فينطق بكلمات البركة.
+ هبه أن يكون ينبوعاً يبارك ولا يلعن.
+ يكشف عن قلب تسكنه أنت أيها القدوس وحدك!
رجل يطلب من نابليون رنجة
قيل إنه بعد معركة عارمة وجهادٍ شاقٍ انتهى الأمر بنصره الامبراطور نابليون بونابرت Napoleon Bonaparte. أراد الإمبراطور مكافأة بعض الرجال من جنسيات مختلفة، قاموا بادوار بطولية في ذلك اليوم. صرخ الإمبراطور قائلاً : قولوا لي يا أبطالي المملوءين شهامةً ما هي رغبتكم وأنا أحققها لكم!"
قال البطل البولندي : "أن ترد لبولندا استقلاله ". أجابه الإمبراطور: "ليكن هذا".
وقال الفقير التشيكوسلوفاكي: "إني فلاح، هب لي قطعة أرض أزرعها".
أجاب الإمبراطور: "ليكن لك قطعة أرض يا رفيقي".
وقال الألماني: "هب لي باراً (متجر خمور) لأشرب بيره"!
أجاب الإمبراطور: "أعطوه باراً".
جاء الدور على جندي يهودي، فتطلع إليه الإمبراطور مبتسماً: ما هي رغبتك يارفيقي؟!" في حياءٍ شديدٍ وتردد قال اليهودي: "إن حسن في عينيك يا سيدي هب لي قطعة رنجة حسنة!" دُهش الإمبراطور الذي هزّ كتفيه استهجاناً، قائلاً: "أعطوا هذا الرجل قطعة رنجة"!!
إذ تركهم الإمبراطور التف الأبطال حول اليهودي يوبخونه: "يا لك من غبي! أتتخيل أنساناً يطلب من الإمبراطور رنجة؟! أهكذا تعامل الإمبراطور؟!" أجابهم الرجل على الفور: "سترون من هو الغبي! تطلبون استقلال بولندا وحقلاً وباراً، الأمور التي لن يقدمها الإمبراطور. أما أنا فواقعي،أطلب قطعة رنجة لعله يعطيني إياها"!
هب لي يارب أن أكون واقعياً!
+ من الترابيين ربما أطلب تراباً،
أما من السماوي فأسأله السماء!
لأسأل كل كائن حسب إمكانياته!
+ قد يهب البشر شيئاً لكنهم غالباً ما يقدمون معه مذلة!
أما السماوي فيشتهي بالحب أن يعطي بسرور ٍ حتى ذاته!
+ ملعون من يتكل على ذراعٍ بشري،
تخرج أرواح البشر ويعودون إلى ترابهم!
أما من يتكل عليك فيلتصق بك،
يرتفع بروحك القدوس ليحيا معك إلى الأبد!
ماذا أطلب منك ؟!
وهبت لي ذاتك!
أشبعني بك يا خبز الحياة!
أرويتني يا ينبوع المياه الحية!
قدتني أيها الطريق الملوكي!
أنرت أعماقي بمعرفتك أيها الحق الأبدي!
نزعت عني كل شعور بالعزله،
صرت لي الأخ البكر، والعريس السماوي، والصديق الإلهي، والرفيق الحامل أتعابي!
فيك كل كفايتي!
قدمت لي ذاتك يا صانع الخيرات، فماذا أطلب بعد!
هب لي يارب أن أكون واقعياً!
القاضي ورغيف الخبز
المقص والإبرة
لا أريد الموت لحماتي
ولم يمضِ قليل وقت إلاَّ ووجدت ”لي لي“ أنها لم تَعُد قادرة على المعيشة مع حماتها على الإطلاق. فإنها وجدت أن شخصيتها لا تتناسب، بل وتختلف كل الاختلاف مع شخصية حماتها؛ وكذلك شخصية حماتها نفس الشيء تختلف معها! فقد كانت ”لي لي“ تغضب من كثيرٍ من عادات حماتها، بالإضافة إلى أن حماتها كانت تنتقد ”لي لي“ دائماً. ومرَّت الأيام، وعَبَرَت الأسابيع، و”لي لي“ وحماتها لا تكفَّان عن العراك والجدال. ولكن، ما جعل الأمر أسوأ وأسوأ، هو أنه بحسب التقاليد الصينية يجب على الكنَّة (زوجة الابن) أن تخضع لحماتها وتطيعها في كل شيء. وقد تسبَّب كل هذا الغضب والشقاء لزوجها بالحزن والألم الشديد. وأخيراً، وجدت ”لي لي“ أنها لا يمكنها أن تقف هكذا في مواجهة سوء أخلاق حماتها وتحكُّمها فيما بعد، فقررت أن تفعل أي شيء لتلافي ذلك.
وفي اليوم التالي توجَّهت ”لي لي“ إلى صديق حميم لوالدها، السيِّد هويانج، تاجر أعشاب طبية في القرية التي تعيش بها. وأخبرته بكل الوضع وسألته إن كان يمكنه أن يعطيها بعض الأعشاب السامة حتى تحل مشكلتها مع حماتها مرة واحدة وإلى الأبد. وفكَّر هويانج مليّاً برهة من الزمن، وأخيراً قال: ”انظري، يا "لي لي"، سوف أساعدك على حل مشكلتك، ولكن عليكِ أن تنصتي لِمَا أقوله لكِ وتطيعيني“.
- فردَّت عليه "لي لي": ”حاضر، يا هويانج، سوف أفعل كل ما تقوله لي“. ودخل هويانج إلى الغرفة الداخلية لدكانه، ورجع بعد عدة دقائق حاملاً رزمة من الأعشاب. وقال لـ "لي لي": ”انظري، أنتِ لا تستطيعين استخدام سمٍّ سريع المفعول لتتخلَّصي من حماتكِ، لأن ذلك سوف يثير الشك في نفوس أهل القرية. لذلك فقد أعطيتكِ بعض الأعشاب التي تبني السموم في جسمها. وعليكِ يوماً دون يومٍ أن تُعدِّي لحماتك أكلة لذيذة الطعم وتضعي فيها قليل أعشاب في إناء للطبخ. ولكي تتأكَّدي من أنه لن يشكَّ فيكِ أحد حينما تموت، فلابد أن تكوني واعية جداً أن تتصرفي معها بطريقة ودية جداً. فلا تتجادلي معها وأطيعيها في كل رغباتها، بل عامليها كأنها ملكة البيت“!
وسُرَّت ”لي لي“ جداً، وشكرت السيد هويانج، وأسرعت إلى البيت لتبدأ خطة القتل لحماتها! ومرت الأسابيع، وتتابعت الشهور، و”لي لي“ تُعِدُّ الطعام الخاص الممتاز كل يومين لحماتها، وتعاملها كأنها أُمها.
وبعد مرور ستة أشهر، تغيَّر كل شيء في البيت. فقد بدأت ”لي لي“ تمارس ضبطها لغضبها من حماتها، حتى أنها وجدت أنها لم تَعُد تتصرَّف معها بحماقة أو بغضب.
وظلَّت ”لي لي“ لا تدخل في مجادلات مع حماتها لمدة 6 شهور، لأن حماتها بدأت تعاملها بحنوٍّ أكثر وبتبسُّطٍ أكثر. وهكذا تغيَّر اتجاه الحماة تجاه ”لي لي“، وبدأت تحبها كأنها ابنتها! بل صارت تحكي لصديقاتها وأقاربها أنه لا توجد كنَّة أفضل من ”لي لي“. وبدأت لي لي مع حماتها يتعاملان معاً كأُم حقيقية مع ابنة حقيقية! أما زوج لي لي فعاد سعيداً جداً وهو يرى ما يحدث.
ولكن لي لي كانت منزعجة من شيء ما. فتوجَّهت إلى السيد هويانج وقالت له: ”سيدي هويانج، أرجوك أن تساعدني لتجعل السمَّ الذي أعطيته لي لا يقتل حماتي! فقد تغيَّرتْ إلى سيدة طيبة، وصرتُ أحبها كأنها أُمي. أنا لا أُريدها أن تموت بالسمِّ الذي وضعته لها في الطعام“.
وابتسم هويانج وأطرق برأسه قليلاً ثم قال لها:
”يا لي لي ليس هناك ما يثير انزعاجك! فأنا لم أعطِكِ سمّاً، فالأعشاب التي أعطيتها لكِ كانت فيتامينات لتقوية صحتها. السمُّ الوحيد كان في ذهنكِ أنتِِ وفي مشاعرك تجاهها. ولكن كل هذا قد زال بمحبتكِ التي قدَّمتيها لها“.
أَلاَ يحدث مثل هذا الخلاف والشقاق في بيوتنا وكنائسنا وبين أفراد عائلاتنا ورجال كنائسنا؟! وهذا هو العلاج: المحبة!
فلننصتْ ونُطِعْ كلمات الوحي الإلهي لنا جميعاً، ونضعها موضع التنفيذ:
+ «ليُرفع من بينكم كل مرارة وسخط وغضب وصياح وتجديف مع كل خبث. وكونوا لطفاء بعضكم نحو بعض، شفوقين مُتسامحين كما سامحكم الله أيضاً في المسيح» (أف 4: 32،31).
ونفس التحذير، ونفس الوصايا، كررها القديس بولس في رسالة غلاطية - الأصحاح الخامس من عدد 20، وكذلك في الرسالة إلى كولوسي - الأصحاح الثالث من عدد 8. وليت هذه الوصايا والتحذيرات تكون موضوع تأمُّل ودراسة وتعهُّد بالتنفيذ في اجتماع العائلة للصلاة وقراءة الإنجيل، وكذلك في اجتماعات الخدَّام والإكليروس بالكنائس.