مارس 26، 2023

حملت معه صليبه!




اعتاد أحد الشبان أن يأتي إلى أبينا القمص بيشوي آامل يشكي له همومه؛ فقد عانى كثيرًا من البطالة،
وأخيرًا استأجره صاحب مصنع كان يستغله بمرارة، إذ كان يعطيه كميات ضخمة من الورق يقوم بتوصيلها على دراجة.
في أحد الأيام جاءه الشاب فرحًا، يقول له: "يا أبي لقد حملت معه صليبه " !
سأله أبونا: كيف؟
لقد حملت الورق الثقيل على الدراجة؛ وفي نهاية شارع بورسعيد؛ إذ كان الطريق مرتفعًا )عند منطقة كليوباترة الحمامات( شعرت بثقل الحمل وعجزي عن السير بالدراجة. حاولت بكل الطرق، لكن بدون جدوى.
فجأة وجدت نفسي ساقطًا تحت الدراجة والأوراق بثقلها تنهار عليّ!
لم يتحرك أحد في الطريق لمساندتي، فصرخت في مرارةٍ طالبًا العون الإلهي!
تلفتُ عن اليمين وأنا مُلقى تحت أكوام الورق؛ وإذا بي أجد سيدي المسيح ساقطًا تحت صليبه، والعرق
يتصبب منه. أدرآت أنني أشارآه كلامه؛ ففرحت جدًا، وحسبت ذلك كرامة لا أستحقها!
في فرح ناجيت سيدي شاكرًا إياه: "آه يا سيدي! هل لي أن أحمل معك صليبك؟! إنني سعيد بآلام المسيح
فيّ! لقد حملت معه صليبه! لا بل حملني صليبه!
= إلهي حينما تقسو كل الأذرع البشرية،
أجد يديك مبسوطتين بالحب لي
!
حينما يضيق الطريق بي،
أجدك رفيقي في الطريق الضيق،
بل أصير رفيقك في طريق صليبك،
= تحوِّل مرارة الضيق إلى عذوبة الراحة فيك!
نعم! إنه مجد وشرف لي لا استحقه أن أرافقك!
لأصلب معك فأشاركك واختبر قوة قيامتك!
= نعم! من يقدر أن يحمل الصليب؟
لكنني إذ انحني لأحمله أجده يحملني،
في عذوبة فائقة أدرك كلمات مخلصي
:
"
نيري هين )عذب( وحملي خفيف"!
لأحمل صليبك، فيحملني إلى أحضان أبيك!
= انحني أمام الصليب، فتلتصق نفسي بالتراب إلى حين،
تتحول حياتي الترابية إلى حياة سماوية
!
صليبك عجيب، يرفعني إليك،
يدخل بي إلى حضرة أبيك القدوس،
يحولني كما إلى كائن سماوي
!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق