سبتمبر 26، 2023

قصة حياة البابا شنودة الثالث


معلم الأجيال
" ما حياتي كيف صرت *** ماذت أحكي ؟ لست أدرى "
" كنت طفلا صرت كهلا *** كيف مد الله عمرى "
" :يف قاد الله خطوى *** و تولى الله أمري "
" منذ أن كنت صبيا *** و الى أن شاب شعري "

ثبدأ حكايتنا من قرية سلام فى أسيوط التابعة لابراشية منفلوط ... اتولد فيها الطفل الصغير " نظير جيد " فى 3 أغسطس سنة 1923 .
كبر هذا الطفل فى أسرة مسيحية تقية ... و كان طفل محب للكنيسة و الصلوات منذ نعومة أظافره ... الى ان التحق بكلية الأداب جامعة القاهرة بقسم التاريخ و تخرج فيها سنة 1947 بتقدير امتياز و قبل التخرج التحق بالكلية الاكليريكية و تخرج فيها سنة 1949 بتقدير ممتاز و كان الاول على دفعته ... و أيضا التحق بالكلية الحربية و تخرج فيها و هو الاول على دفعته ...

" ما حياتي غير أمس عابر *** هي أمس كلما طال الأمد "
" أن يومي هو أمس فى غد *** و غدي يصبح أمسا بعد غد "
عمل استاذ التاريخ نظير جيد مدرسا فى المدارس الثانوية لفترة , و لكن كان قلبه متعلق بالخدمة أكثر من أي شيء , فأصبح مدرسا للكتاب المقدس و اللاهوت بالكلية الاكليريكية ... كان خاما نشيطا فى خدمة مدارس الاحد .
كان يحب الكتابة و خاصة كتابة القصائد الشعرية و الزجل فا كانت خدمته أيضا فى مجلة " مدارس الاحد " و فى نفس الوقت كان طالب بالدراسات العليا فى علم الاثار القديمة .

" أنا فى البيداء وحدي *** ليس لي شأن بغيري "
" لي جحر فى شقوق التل *** قد أخفيت جحري "
" و سأمضى منه يوما *** ساكنا ما لست أدري "

و لكن ... اشتياق قلبه لربنا يسوع المسيح كان قويا جدا ... فقرر أن يترك هذا العالم و يمضى الي برية شيهيت .. بدير السريان , و فى مدة قصيرة تمت سيامته راهبا باسم الراهب أنطونيوس فى يوم 18 يوليو سنة 1954 على يد الانبا ثاؤفيلس أسقف الدير .
كان مسؤلا عن المكتبة و المطبعة و نشر المخطوطات و الزراعة فى الدير و المباني .
و بعد فترة من حياة الدير .. اشتاق الراهب أنطونيوس لحياة البراري و التوحد فى الصحراء ... فبدأ يعتكف فى قلايته داخل الدير و قلاية اخرى بحديقة الدير الى ان أرشده الله لمغارة أحد القديسين تبعد عن الدير بحوالي 12 كيلو ...
كان يجد فيها فرصة للاختلاء مع الله و التأمل و القراءة و الدراسة فى الكتاب المقدس ..

" كل ما هو لك صمت و سكون *** و هدوء يكشف السر المصون "
" اعتزلت الناس حتى ما ترى *** وجه الله ذى القلب الحنون "

كان أول أسقفا للتعليم و تمت سيامته بيد قداسة البابا كيرلس السادس فى يوم الاحد 30 سبتمبر سنة 1962 , أهتم بمدارس الأحد و تطويرها و مناهجها و اهتم أيضا بمدرسته الأم الكلية الاكليريكية و بمستوى التعليم فيها .
و عمل أيضا سكرتيرا خاصا لقداسة البابا كيرلس السادس , كان خادما متقدا بالروح و النعمة .. و كان الشعب يحبه كثيرا .

" اذ دعاني الرب قلت *** أنت من يختار دوري "
" انا منك و أليك *** لك قد فوضت أمري "
" ها حياتي فى يديك *** هاك قلبي هاك فكري "
عند نياحة قداسة البابا كيرلس السادس , تم عمل انتخابات البابا الجديد و هنا كان اختيار السماء و مشيئة الله ان يتوج الراهب القس أنطونيوس السرياني ليصبح قداسة البابا شنودة الثالث البابا ال 117 للكرسي المرقسي فى 14 نوفمبر سنة 1971 .
و كانت أهم انجازاته الاولية فى الباباوية هي رسامة الكثير من الاباء و الاساقفة و و الكهنة الجدد , و أيضا اهتم بزيادة فروع الكلية الاكليريكية و أسس معهد الكتاب و معهد الرعاية و التربية .
و أهتم كثيرا بالاديرة و تعميرها و ترميم الاثري منها و القديم , و جاء على نفس الصعيد امتداد حركة الرهبنة فى مصر و خارجها لبلاد المهجر مثل دير الانبا أنطونيوس بكاليفورنيا و أديرة أخى بأستراليا و ألمانيا و بلاد كثيرة .

" يا الهي أعمق الحب هواك *** يا الهي لي اشتهاء ان اراك "
" أنت ملء العقل و القلب معا *** ليس فى غربة العمر سواك "
كان قداسة البابا الراحل يعاني من امراض جسدية شتى و جميعها مؤلم , و لكنه تحمل صليب مرضه بكل شكر و بشاشة كما كنا نراه دائما بشوشا و مبتسما .. و قبل الالم فى جسده حبا و مشاركة لالام ربنا يسوع المسيح .
و بعد صراع طويل مع المرض , تنيح قداسته فى يوم السبت 17 مارس سنة 2012 عن عمر يناهز 89 عاما ... تاركا لنا ارثا عظيما فى التعليم و التثقيف .. و حبا جما فى قلوب الشعب المصري بكل أطيافه ... و مكانة رفيعة بين رؤساء الدول و رؤساء و ممثلي الكنائس فى كل العالم .
انه حقا البابا شنودة الثالث معلم الاجيال .
" هذه الكرمة يا مولاي من غرس يمينك *** نبتت من شوكة كانت على طرف جبينك "
" و رواها دمك القاني و سيل من جفونك *** و راعاها حبك الصافي و ذاقت من حنيك "
" فنمت فى جنة الايمان تحيا فى يقينك *** و مضت تحمل للأقباط من أثمار دينك "
" هذه الكرمة يا مولاي من غرس يمينك "

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق