أغسطس 18، 2008

قصة ابني أم القطار



كان هناك نهراً كبيراً يخترق بلدة ما، وفوق النهر كوبري يظل مفتوحا معظم الوقت، ليمكن السفن من العبور، ولكنه يغلق في أوقات أخري، لتمر عليه القطارات في مواعيدها المحددة . وكان
العامل المسئول عن مواعيد فتح وغلق الكوبري معتادا أن يصحب ابنه الوحيد في بعض الأحيان ليلعب وسط الطبيعة، بينما يجلس هو في كشك مرتفع . ليغلق الكوبري في المواعيد المحددة لتتمكن القطارات من العبور.
وذات يوم، وهو جالس جاءته الإشارة باقتراب القطار، فقام بالضغط علي المفتاح الذي يحرك الرافعة التي تعمل بالكهرباء.. ولكن الصدمة كادت أن تصيبه بالشلل عندما اكتشف أنه معطل... لم يكن أمامه حل آخر سوي أن ينزل بسرعة، ويحرك الرافعة بكل قوته، ليتمكن القطار من العبور بسلام. كانت سلامة الركاب بين يديه، وتعتمد علي قوته في إبقاء الذراع منخفضا طوال وقت عبور القطار. رأي القطار قادما نحوه مسرعا، ولكنه سمع في تلك اللحظة نداء جمد الدماء في عروقه، اذ رأي ابنه ذو الأربعة أعوام قادما نحوه فوق قضبان القطار يصيح: "أبي.... أبي.. أين أنت؟" كان أمام الرجل احدي الخيارات....... إما أن: - يضحي بالقطار كله، وينتشل ابنه من علي شريط القطار، أو .............
واختار الحل الثاني ....... ومر القطار بسلام..... دون أن يشعر أحد أن هناك جسد ممزق لطفل مطروح في النهر.... ولم يدري أحد بالأب الذي كاد أن يصاب بصدمة وهو يبكي ابنه بأسي وقلبه يكاد ينفجر من المرارة وهو مازال ممسكا بالرافعة.

أحبائي..... أعتذر عن هذه القصة المؤلمة، ولكن.. هل شعرتم بالأسى تجاه هذا الرجل المسكين؟ هل تقدرون مشاعره؟؟
هل حاولتم التفكير في مشاعر الله الآب..... وهو يبذل ابنه الوحيد.. فديه عن العالم ليصلحنا معه؟؟
هل فهمتم لماذا أظلمت الشمس وتشققت الصخور وقت صلب المسيح؟؟ ومن ناحية أخري.. هل أنتم مثل الناس ركاب هذا القطار الذين لا يعرفون ثمن فدائهم؟ "هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية" (يو 3 : 16)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق