مايو 31، 2008

الشاب اليهودي


يقول القمص لوقا سيداروس فى كتابه " رائحة المسيح فى حياة أبرار معاصرين " :

القول الذى قاله الرب لحنانيا عن بولس الرسول إنه إناء مختار قول عجيب حقا .. فالرب له آنية مختارة فى كل زمان و مكان ، و هذه الآنية قد تكون تعيش قبلا ً فى غير طريق دعوتها التى دُعيت إليها ، أو تكون تائهة فى متاهات العالم ، أو هى لا تدرك بعد دعوتها ، و لا تعرف ذاتها إنها مختارة إلى أن يجىء ملء الزمان ، و تتحقق للنفس دعوتها ، فتسير فى طريق خلاصها و تكرس ذاتها للذى دعاها .

من هذه النفوس المختارة ، شاب أمريكى جاء إلى من سان فرانسيسكو سنة 1979 فى صحبة أحد الأحباء .. قال لى " إن لهذا الشاب قصة عجيبة فى الإيمان بالمسيح أود لو تسمعها ، و قد أحضرته ليتزود من المعرفة و الإيمان ، ليقبل العماد المقدس . "

جلست مع هذا الشاب ، و كان شابا ً يافعا ً طويل القامة جدا ً ، رقيق الملامح .. ظل يحكى تفاصيل قصته المثيرة ، قال لى إنه شاب يهودى من أسرة متدينة ، محافظة جدا ً ، رغم إنهم يسكنون فى منطقة تكثر فيها الإغراءات و الخطايا . و لكنه كان مواظبا ً على حضور المجمع اليهودى كل سبت ، و على تنفيذ الأوامر و الوصايا و الشرعية الموسوية بقدر الإمكان .. كان يعمل مديرا ً لأعمال سيدة ثرية جدا ً ، أوكلت إليه إدارة أعمالها و ثروتها الطائلة . و كان أمينا ً فى عمله باذلا ً نفسه على قدر الطاقة بل و فوق طاقته أحيانا ً .

كانت السيدة فى الأربعينات من عمرها ، تحيا حياة الترف المطلق ، تحيا فى خلاعة .. و كان الشاب فى الثامنة و العشرين من عمره . و كان كلما زاد فى إخلاصه و تفانيه فى عمله ، زادت فى تقديره و أغدقت عليه .. و كان هو سعيدا ً فى عمله و كان تقديرها له يزيده أمانة ً و إخلاصا ً . ثم حدث ما لم يكن فى حسبانه ، لقد تعلقت به و أحبته ، و بدأت تراوده عن نفسها .. لم يكن يفكر مطلقا ً فى مثل هذا الأمر ، و كان هذا الشىء الذى تطلبه بثير فى نفسه إشمئزازا ً عجيبا ً . فكان يتحين الفرص للهروب منها .. و يكثر الإنشغال .. فكانت و كأن كبريائها قد جُرح ، كيف يجسر و هو مجرد موظف عندها أن يرفض لها أمرا ً . فلما إزدادت فى الإلحاح و إزداد هو فى الرفض ، عزت عليها كرامتها ، فإبتدأت سلسلة من المضايقات ، و كان يحتملها بهدوء .

و ذات يوم ، صار تهديدها واضحا ً لدرجة أن قالت له إن لم يخضع لرغبتها فإنها سوف تنتقم منه ، لم تمض سوى أيام و بدون سابق إنذار ، حتى وجد البوليس يقبض عليه و يلقيه فى السجن .. لقد لفقت له هى و محاميها تهمة تبديد أموال و إهمال جسيم و كلها تهم باطلة لا أساس لها من الصحة . و لكن السيدة صاحبة نفوذ و أموال .

دخل الشاب السجن تحت ضغوط نفسية شديدة و إحساس بالظلم ، و إنتظر يوما ً و إثنين ريثما يكتمل التحقيق . و حدث أن مر على المساجين قس إنجليكانى .. تكلم مع الشاب ، ثم ترك له إنجيلا ً .. و لكنه يهودى لا يؤمن بالإنجيل ، لا يعرفه و لا يقرأه ، ثم هو متدين و متعصب ليهوديته .. وضع الإنجيل جانبا ً . و لكن الوقت فى السجن يتحرك ببطء شديد ، و الملل قاتل .. مد يده و أمسك بالإنجيل ، يقرأه لعله يقطع شيئا ً من الوقت ، فكر فى نفسه قائلا ً " إنه لا ضرر إذا قرأ " و فعلا بدأ يقرأ .. و كانت معجزة إشباع الجموع ثم محنة التلاميذ فى السفينة التى كادت تغرق ثم يسوع يأتى إليهم ماشيا ً على الماء و ينتهر الرياح فتسكت الأمواج بسلطان عجيب .. تأثر قلبه تأثرا ً عجيبا ً لم يعرفه من قل .. و وجد نفسه يصلى صلاة غير معتادة ، وجد نفسه يقول للرب ، أحقا ً هذا الكلام ؟ أهى قدرتك العجيبة و سلطانك على الطبيعة و قوتك على دفع الخطر عن تلاميذك ؟ إن أخرجتنى من هذا الظلم اليوم ، صرت لك عبدا ً كل الأيام .. و لم تمض ساعة واحدة حتى طُلب ليقف أمام النائب العام .. و الذى إستجوبه سائلا ً إياه أسئلة دقيقة ، و إذ أجابه بصدق أمر للحال بالإفراج عنه و بلا كفالة ... لم يصدق نفسه من الفرح ، بل فاض فى قلبه نور إيمان المسيح .. إشراق كأنه الشمس فى وضح النهار .. حب قلبى فاض فى داخله .

سجد على الأرض ، يشكر المسيح الإله القادر على كل شىء ، ثم ذهب إلى بيته متهللا ً و ما أن إلتقى بالأخ ، و كان يسكن بجواره ، حتى طلب منه أن يقوده إلى كاهن لكى يعتمد .. و ما أن أتيحت لهما فرصة حتى حضرا .. كان قد قرأ كثيرا ً فى الإنجيل بتأثر بالغ ، و كان الأخ يعلمه الإيمان الأرثوذكسى و يحكى له من تاريخ الكنيسة على قدر ما يسمح به الوقت .

كم فرحت بهذا الشاب الطاهر ، و إستبقيته عندى أياما ً أعلمه و أشرح له العهد القديم الذى يعرفه تماما ً ، و لكن إذ عرفه على نور المسيح ، تحقق أنه كان رمزا و ظلا ً .. و بعد قليل نال نعمة الروح المعزى ، إذ قبل المعمودية المقدسة ، و صار فى المسيح يسوع خليقة جديدة ، إذ أن الأشياء العتيقة قد مضت .

هناك تعليقان (2):

حماده يقول...

انا مسلم وادعوكم الى الاسلام وى قراءة القصص الاسلامية والايمان بالله وحده لاشريك له وان الله قادرون على كل شيء وانصحكم بالايمان ودخول الاسلام لان الاسلام دين يعلو ولا يعلى عليه اماالكتب السماوية الاخرى فنحن نؤمن بها ولاكنها الىن محرفة وعليكم التنحي عن دينكم ومراجعة قلبكم ودخول الاسلام

غير معرف يقول...

يا اخ حمادة .. لا تقاوم صوت الله الذي يصرخ في داخلك .. انت تعلم جيدا انه لم يثبت دليل واحد ان الانجيل قد حرف ويشهد بذلك ما تدعوه قرآنا
وتعلم ان المسيح وجيها في الدنيا والاخرة وتعلم انه لن تقوم الساعة إلا ويأتي عيسى بن مريم حكما مقسطا اي الديان العادل .. ومن غيرك يا الله ديانا عادلا

إرسال تعليق