أبريل 10، 2023

طفل صاحب شخصية قویة

 


جاءتني سيدة تشتكى لي طفلها الذي ألحقته بالحضانة، قالت لي:
]منذ أیام قليلة ارتكب طفلي الصغير خطأ، وإذ انتهرته بهدوء، قائلة له: "لا تفعل آذا"! أجابني الطفل: "لا... سأفعل."!
قلت له بشيء من اللطف: "هذا خطأ یا حبيبي"!
أجاب بإصرارٍ: "أنا سأفعل آذا... وسأفعله".
دهشت جدًا، فإنني أعرفه طفلاً رقيقًا للغایة، ویحبني... وأنا لطيفة جدًا معه. فلكي لا یعتاد أن یكون عنيفًا
معي أو مع غيري تجاهلت الموقف، وتركت المكان وأنا أتصنع الابتسامة.
في اليوم التالي إذ آنت ألاطفه سألته: "ما رأیك فيما فعلت بالأمس؟"
أجابني الصغير: "ماما... أنا أعلم أن ما فعلته خطأ"...
قلت له: "إذن لماذا صممت أن تفعله، وأنت تعرف أنه خطأ؟"
أجاب للفور: "كان لابد أن أفعل ذلك، وإلا أصبحت شخصيتي ضعيفة! ما أرید أن أفعله سأفعله حتى إن كان خطأ"!
دهشت جدًا لإجابته، فهو طفل لم یبلغ بعد السادسة من عمره، كيف یحسب أن الاستماع لنصيحتي وأنا أمه
المحبوبة لدیه أنه ضعف شخصية. ماذا أفعل لكي أصحح مفاهيمه دون أن أخسره؟[
إذ وجدت السيدة في حيرة قلت لها:
"أنصحكِ أن تتعمدي أن تصنعي شيئًا خاطئًا قدامه، فإذا ما قال لكِ: هذا خطأ؟، قولي له: "إنك على حق"،
وصححي الخطأ... وبعد یومٍ أو یومين اسأليه: ما هو رأیك في سماعي لكلامك؟ هل تظن إنني بهذا ضعيفة
الشخصية؟!
عزیزي الفتى أو الفتاة
كثيرًا ما نحمل ذات سلوك هذا الطفل الصغير فنظن أن قوة الشخصية هو في الإصرار على الرأي دون الإنصات إلى مشورة الغير، خاصة المحبوبين لنا مثل الوالدین الخ.
الشخصية القویة هي التي لا تحمل تشبث الأطفال المغلق دون انتفاع بخبرة الناضجين! قيل عن السيد المسيح إنه كان "خاضعًا لهما"، أي للقدیسة مریم والقدیس یوسف، وهو خالقهما، بل هو حكمة اللَّه نفسه!
لتلتصق بالرب فتحمل روح التواضع الذي یعزز قوة إرادتك فيه ویهبك شخصية سویة، تعرف كيف تتعامل
مع الجميع، وتنتفع بخبرة الكثيرین!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق