" بص يا أبونا ، انا خلاص تعبت ، بابا بقى صعب جدا ... محدش فينا فى البيت عارف يتعامل معاه.. و ده مش رأيي أنا لوحدي ، لا ده كمان ماما و أختي ، و عايشين بسببه فى غضب و نكد مستمرين ..
هو ما يعرفش يعني ايه تفاهم
"
بدأ مينا بالكلام ده مع أب إعترافه ، و بدل ما كان جاي يعترف بخطاياه، بقى بيقول خطايا والده
حس ابونا بمشاعر مينا و قد ايه هو مسكين و أسرته كمان ، و كل البيت محتاج خدمة و محبة و رعاية
و رد ابونا بابتسامه للولد و قاله : تفتكر مين الغلطان ؟؟ إنت ولا بابا ؟!
رد مينا بسرعة : بابا طبعا !!
فقاله ابونا : طيب انت قمت بمسؤوليتك ناحية والدك ؟
إستغرب مايكل جدا من سؤال و كلام أبونا و رد عليه و قاله: مسؤولية ايه بس يا أبونا ؟ هو الكبير مش أنا ، و بعدين بقول لحضرتك انه مش بيتفاهم، عصبي جدا و مش بيسمع لحد، ده حتى أصحابي بطلوا يزوروني بسببه.
فرد ابونا و قاله : طيب عندك ايمان إن ربنا قادر يغير من طبع بابا للأحسن ؟
رد مينا و قال : أومن أكيد .
فرد ابونا : طيب إيه رأيك نصلي من أجله و نعمل ميطانيات عشانه ؟؟
مينا إتفاجئ من طلب أبونا
و سكت ابونا شوية و كمل كلامه : كلنا عندنا مسؤولية ناحية بعضنا و خليك انت الأكبر و صلي من أجل بابا و ا
إعمل ميطانيات عشانه و لما تشوفه متعصب او غضبان ما تتنرفزش ، بالعكس قابل الغضب ده ببشاشة و اخدمه بكل محبة .
بص مينا لابونا و ابتسم بس من جواه كان حاسس ان كلام أبونا صعب انه يتنفذ، مش صعب بس ده مستحيل.
و فاتت أسابيع .. و اتفاجئ أبونا بمينا جاي مبسوط و الابتسامه منورة وشه ، فسأله ابونا عن احواله و أحوال اسرته و عن سر الابتسامه الحلوة دي ؟
و رد مينا على سؤال أبونا برد غير متوقع ،
مش هتصدق يا أبونا..
انا اول مرة أحس و ألمس نعمة ربنا بالشكل ده ..
كل حاجة اتغيرت ١٨٠ درجة ..
بابا بقى شخص لطيف جدا جدا
و مش معايا انا بس .. ده مع ماما و أختي كمان ، ده حتى أصحابي بقوا متصاحبين عليه ، دي معجزة أكيد يا أبونا.. معجزة
أنا اتعلمت و عرفت إزاي أكون الكبير .. بمسؤوليتي ناحية اللى حواليا و اصلي من أجلهم و اعملهم ميطانيات..
شكرا يا أبونا
منقولة بتصرف (من كتاب قصص قصيرة ابونا تادرس يعقوب )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق