النهاردة هنبدأ باول قصة معانا في حواديت اورشليم
هو شجرة التين اتلعنت ليه ؟؟
في صلاة سحر الإثنين العظيم (نرتلها مساء أحد الشعانين)، نصغي من بين عدَّة أمور إلى قراءة الإنجيل كذلك أيضاً إلى التراتيل عن عجيبة شجرة التين التي يبست.
بالتأكيد نسأل أنفسنا: "ما علاقة هذا الحدث بالإثنين العظيم؟" بالطبع هو مرتبط لأنَّه حصل يوم الإثنين قبل الآلام.
لذلك عندما دخل المسيح إلى أورشليم في هذا اليوم (حيث أمضى الليلة الفائتة في بيت عنيا موطن لعازر)، جاع على طول الطريق.
"لا يكن منك ثمر بعد إلى الأبد!" (مت21: 19). النتيجة؟ "يبست شجرة التين في الحال" (مت21: 19). عندما رأى ذلك التلاميذ تعجَّبوا وسألوا:
"كيف يبست شجرة التين في الحال"؟
تخيَّل شجرة تين كبيرة وخضراء خارج منزلك وفي لمح البصر ذبلت أمام عينيك!
لا يمكن أن نجد أيّ "حياة" فيها. لا أوراق أو أغصان مثمرة. ألن يصدمك هذا؟
لم يلعن المسيح التينة بداعي الانتقام لأنَّها لم تكن تحوِ تيناً ليأكل، ولكن في عشية آلامه أراد أن يرسل رسالةً إلى الذين يطالبون بصلبه لكي يستيقظوا.
كانت شجرة التين على الطريق العام وعلى الأرجح علِم الجميع بها. وفي هذه الأيَّام المقدَّسة يمرُّ بجانبها مئات اليهود الآتين إلى أورشليم للإحتفال بالفصح.
فجأةً رأوا شجرة التين الخضراء التي كانوا يعرفونها قد ذبلت! وقد شعروا بالقلق!
وبالتأكيد كانوا سيقولون: "حتَّى الآن لم يقل المسيح إلاَّ بركات ولكن الآن رأيناه يقول لعنات! تماماً كما أذبل شجرة التين يمكنه أيضاً أن "يذبلنا" (يعاقبنا)، نحن الذين نفكِّر بصلبه. فلنكن حذيرين".
ولكنهم لم يكونوا حذيرين! ولا حتَّى قليلاً: "لأنه لم يكن وقت التين" كما دوَّن مرقس الإنجيليّ (مر11: 13).
عرف المسيح أنَّه لم يكن موسم التين. مع ذلك بحث عن التين في هذه الشجرة في هذا الوقت "غير المناسب".
من خلال هذا العمل أراد أن يعلِّم كلَّ خدَّامه الذين يؤمنون به أنَّه لا يجب التصرُّف مثل شجرة التين التي تحمل ثمراً مرة في السنة، وبقية العام لا تحمل ثمراً أو أوراقاً.
يجب أن نكون مختلفين عن شجرة التين. يجب توجيه كلَّ أفكارنا ومشاعرنا وأعمالنا وتصرفاتنا صوب المسيح، وأن نحمل أثماراً، لا فقط في نهاية حياتنا أو مرة في السنة على سبيل المثال في الأسبوع العظيم.
لأننا لا نعلم موعد موتنا ..! ثمَّ ماذا؟
"كل شجرة لا تصنع ثمراً جيِّداً تُقطَع وتُلقى في النار" (مت3: 10)
(الأرشمندريت باسيليوس باكويانِّيس)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق