من عادات أهل احدى بلاد الهند أنهم يقيمون احتفالا كل 100 عام فى ساحة ، كان فى وسطها صخرة وحين يتم الاجتماع فى ذلك اليوم يخرج مناد فى الناس قائلا " ليتقدم الآن ويصعد على الصخرة من شهد مثل هذا الاحتفال منذ مائة عام " وحينئذ يسود على الكل صمت عميق و ينتظرون حتى يبرز من بينهم رجل عبث به مر الأيام وكر الأعوام فيتثاقل فى مشيته ويصعد الصخرة ببطء ويظهر أمام الناس منحنى الظهر مبيض الشعر مجعد الوجه تكسو وجهه سحابة غم مما لحقه من بلايا ثم يتكلم بحزن عما شهده فى بحر المائة عام من سقوط ممالك وانهيار عروش وزوال أشخاص ويختم كلامه بقوله " كل ما أستطيع أن أقوله عن هذه الحياة أنها دار زوال فكل ما شهدته زال كما أنى أيضا سأزول و سيأتى الاحتفال القادم وأنا تحت أطباق الثرى (التراب) وقد بلى لحمى وفنى عظمى " .
فكن على ثقة أيها الانسان أنه كما سجل اسمك فى عداد المولودين يوما سيسجل أيضا ضمن الأموات فى يوم آخر ، وما صنعته يوما مع أحد أقربائك المائتين سيصنع بك أيضا يوم تموت ، وكما تتكلم عمن رحلوا قبلك وتقص أخبارهم فكذلك سيتحدث عنك من يبقون بعد رحيلك ، وكما ورثت من سبقوك سيرثك أيضا من يلحقك ، ومهما بكى عليك وولول من تظن أنهم يحبونك فلابد أنهم يوما يضحكون ويرجع اليهم السرور كما كان أثناء وجودك .
اذا فلنحتقر الأرضيات ونرغب فى السماويات كى لا يكون لنا الموت هلاكا بل حياة أبدية بالمسيح يسوع ربنا .
(عن كتاب طريق السماء للقس منسى يوحنا )