وحدث أن كان للبابا صديق عضو فى مجلس الشعب وكان يحبه وكان دائم
الزيارة له , وكان له ابن مريض , فطلب العضو أن يصلى البابا لأجل أبنه , وربنا شفاة بصلاته .
وفى يوم زاره عضو مجلس
الشعب (البرلمان فى ذلك الوقت) ووجد البابا متضايق وزعلان فسأله عن السبب ولما عرف
قال : " أنا علاقتى جيده ووطيده مع عبد الناصر " ورتب موعد مع جمال عبد
الناصر , وحضر عضو مجلس الشعب قبل الميعاد وأصطحب البابا فى سيارته للقصر الجمهورى
.
وقابل جمال عبد الناصر
البابا كيرلس بفتور شديد جداً وأبتدره قائلاً بحده : " إيه .. فيه ايه !! هم
الأقباط عايزين حاجة .. مالهم الأقباط .. هما كويسين قوى كدة .. أحسن من كده أيه
... مطالب .. مطالب .. مطالب "
وكانت مقابلة عبد الناصر
باينه من اولها ومع ذلك قال البابا كيرلس السادس مبتسماً : " موش تسألنى
وتقول لى : فيه إيه .. !! " فرد محتداً قائلاً : " هوه فيه وقت أقولك ..
وتقول لى ..ما هو مافيش حاجة .. "
ووجد البابا نفسه فى موقف
دقيق فغضب وزعل جداً وقال لعبد الناصر : " ده بدل ما تستقبلنى وتحيينى بفنجال
قهوة , وتسمعنى , وفى الاخر يا تعمل يا ما تعملش كده من الأول تحاول تعرفنى إن
مافيش وقت لعرض موضوعاتى !! " وخرج البابا زعلان قائلاً لعبد الناصر : "
منك لله ... منك لله ... "
ورجع البابا للبطريركية مع
عضو مجلس الشعب الذى راح يعتذر طول الطريق فقال له البابا كيرلس : " إنت كتر
خيرك ,, تمكنت من تحديد الموعد .. أما أستقبال عبد الناصر لى بهذه الطريقة , أنت
مالكش ذنب فيه !! "
وذهب البابا لصلاة العشية
والتسبحة والصلاة ودخل لينام .
وفى الساعة الثانية بعد
منتصف الليل حضر عضو مجلس الشعب وطرق الباب وفتحه بواب المقر الباباوى , وقابل
تلميذ البابا سليمان , وقال له : عبد الناصر عاوز يقابل البابا دلوقت حالاً "
.. ولكن حاول سليمان الإعتذار بأن البابا تعبان وده وقت متأخر يمكن يكون البابا
نائم "
غير أن عضو مجلس الشعب
أقترح أن يطرق على باب البابا كيرلبس مرتين فإذا لم يرد يذهب ويقول لجمال عبد
الناصر أنه وجد البابا نائم , ولكنهم قبل أن يطرقوا على باب البابا فوجئوا ان
البابا مرتدياً ملابسه ويفتح الباب ويقول له : " يالا يا خويا .. يالا
.. !! "
وكان جمال عبد الناصر له
ابنه مريضة احضر لها كبار الأطباء الذين قرروا أن مرضها ليس عضوياً وعندما تكلم مع
عضو مجلس الشعب ذكر له شفاء ابنه .. فدخل البابا مباشرة على حجرة أبنة جمال عبد
الناصر المريضة وقال لها مبتسماً : إنت ولا عيانة ولا حاجة "
وأقترب منها قداسة البابا
وصلى لها ربع ساعة , وصرف الروح النجس وعادت الأبنة إلى طبيعتها تماماً
.
وهنا تحولت العلاقة التى
كانت فاترة فى يوم من الأيام إلى صداقة بينهما ووصلت هذه العلاقة إلى قال الرئيس
جمال عبد الناصر يوماً : " أنت من النهاردة ابويا .. أنا هاقولك يا والدى على
طول , وزى ما بتصلى لأولادك المسيحيين صلى لأولادى .. ومن دلوقت ما تجنيش القصر
القصر الجمهورى , البيت ده بيتك وتيجى فى أى وقت أنت عاوزه "
نقلا عن كتاب البابا كيرلس السادس
رجل فوق الكلمات - مجدى سلامة ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق