عادل مدير مبيعات في شركة أدوية عالمية، يقضي ساعاتٍ طويلةً في
العمل، وحتى عند وصوله البيت مساءً، يُكمل اتصالاته مع الزبائن لترويج منتوجات
الشركة.
كان لعادل ابنٌ في العاشرة من عمره، وكان الصبي يحب أباهُ جداً،
ويتمنى في داخل نفسه أن يعطيه أبوه قليلاً من وقته ليحدثه أو يلعب معه أو يأخذه في
نزهة صغيرة، ولكن لم يحدث أي من تلك الأحلام. وتمر أحياناً عدة أيام دون أن يرى
وجه والده.
وذات يوم تقدّم الولد من أبيه وقال: بابا، اشتقت أن أراك وأن
أحدثك، أليس عندك ساعة واحدة فقط من وقتك تقضيها معي؟؟!!
أجاب الأب بجديّة ودون عواطف ملموسة: أنت تعلم أن وقتي ثمين، فأنا
أكسب في الساعة مئة شيقل، وكل هذا الجهد من أجلك أنت. دعني أشتغل ولا تؤخرني أكثر.
فذهب الطفل إلى غرفته حزيناً ... وفكّر في فكرةٍ أخرى.
بعد بضعة أسابيع دخل الصبي إلى مكتب والده وقال وهو يمد يده إلى
والده بحزمةٍ من النقود: بابا لقد جمعت من مصروفي مئة شيقل، فهل تعطيني ساعةً من
وقتك؟
خجل عادل جداً واستيقظت فجأةً عواطفه تجاه ابنه، وحضنه وقبّله
والدموع تنساب من عينيه من أجل تقصيره السّابق بحق ولده. وعرف أن لحظة حنان ومحبة
يُعطيها لولده تُساوي مال العالم كله.
سوف يسألك الرّب يوماً: ماذا جمعت في ولدك من الفضائل؟ وليس ماذا
جمعت في جيبك من النقود.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق