مرض احد الشبان الأغنياء بمرض شديد وهو مرض السرطان، وبدأ رحلة العلاج مع الأطباء والأدوية و المعامل و التحاليل ولعمليات والمستشفيات. وفوجىء بمصاريف العلاج الباهظة، وشعـر بمعاناة المرضى الفقراء من تكاليف العلاج المرتفعة. ففكر مع مجموعة من أحبائه أن يؤسسوا أسرة لعلاج المرضى الفقراء وغير القادرين و الذين يُصابون بأمراض صعبة تحتاج لمصاريف كبيرة.
و قاموا بوضع مبادىء لهذه الأسرة:
اولاً: أن يخدموا أى مريض مهما كان مكانه أو مدينته فلا ينحصروا في شعب كنيسة معينة.
ثانياً: ألا يرتبطوا بأى جمعية أو مؤسسة حتى لا تُعاق الخدمة بل يخدمون بحرية وفى الخفاء ليكون أجرهم في السماء فقط.
ثالثاً: دعوة القادرين والآغنياء للمشاركة معهم في المصاريف من كل الكنائس وتكون هذه المشاركة اختيارية.
رابعاً: لايدفعوا أى نقود لأحد بل يسددوا بأنفسهم مصاريف المستشفيات والأدوية اللازمة.
وفعلاًاستجاب بعض الشبان بمحبة وبدأوا في زيارة المرضى في المستشفيات.
ووجدوا المرضى يفرحون جداً جداً بالسؤال عنهم وبالصلاة من اجلهم، وبدأوا في معرفة بعض أسماء المرضى الذين ليس لهم أحد يذكرهم وزياراتهم في بيوتهم.
وفي أثناء زياراتهم للمستشفيات كانوا يتقابلون مع شبان من كنائس مختلفة مهتمين هم أيضاً بزيارة المرضى.
عم حنا والصوم الإجبارى
من بين المرضى الذين اهتم بهم خدام الأسرة مريض عاجز اسمه " عم حنا " وهو فقير يعيش وحده فى حجرة فوق اسطح العمارات ليس له اقارب أو أصدقاء يسألوا عنة أو يساعدوا أو يخضروا له طعاماً لأنه لا يستطيع نزول السلم .
التزم أحد خدام الأسرة بأن يزور "عم حنا" مرتين فى الأسبوع يومى الخميس والأحد ،وأن يحضر له طعاماً يكفيه ثلاثة أو أربعة أيام حتى الزيارة التالية فكان "عم حنا " يفرح بزيارة الخادم .
وفى مرة انشغل الخادم ولم يذهب يوم الخميس وكذلك يوم الجمعة ،وأخيراً وجد فرصة فذهب "لعم حنا " يوم السبت وأعطاه الطعام وسأله عن أحواله فقال له :"الأكل خلص وانا بقالى يومين محطتش لقمة فى بُقى " حزن الخادم عندما علم بذلك وكم سبب من ألم لهذا الرجل المريض ، وخجل من نفسة وتعلم أن يتحمل مسئولية الخدمة بجدية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق