كان المثال عبارة عن اختبار قصير، فقد وضع الأستاذ
دلوا على طاولة ثم أحضر عددا من الصخور الكبيرة وقام بوضعها في الدلو بعناية، واحدة
تلو الأخرى، وعندما امتلأ الدلو سأل الطلاب : هل هذا الدلو ممتلئا ؟
قال بعض الطلاب : نعم.
فقال لهم : أنتم متأكدون ؟
ثم سحب كيسا مليئا بالحصيات الصغيرة من تحت الطاولة
وقام بوضع هذه الحصيات في الدلو حتى امتلأت الفراغات الموجودة بين الصخور الكبيرة
....
ثم سأل مرة أخرى : هل هذا الدلو ممتلئ ؟
فأجاب أحدهم : ربما لا ..
استحسن الأستاذ إجابة الطالب وقام بإخراج كيس من
الرمل ثم سكبه في الدلو حتى امتلأت جميع الفراغات الموجودة بين الصخور ..
وسأل مرة أخرى : هل امتلأ الدلو الآن ؟
فكانت إجابة جميع الطلاب بالنفي.
بعد ذلك أحضر الأستاذ إناء مليئا بالماء وسكبه في
الدلو حتى امتلأ.
وسألهم : ما هي الفكرة من هذه التجربة في اعتقادكم
؟
أجاب أحد الطلبة بحماس : أنه مهما كان جدول المرء
مليئا بالأعمال، فإنه يستطيع عمل المزيد والمزيد بالجد والاجتهاد.
أجابه الأستاذ : صدقت .. ولكن ليس ذلك هو السبب
الرئيسي .. فهذا المثال يعلمنا أنه لو لم نضع الصخور الكبيرة أولا، ما كان بإمكاننا
وضعها أبدا.
ثم قال : قد يتساءل البعض وما هي الصخور الكبيرة
؟
إنها هدفك في هذه الحياة أو مشروع تريد تحقيقه كتعليمك
وطموحك وإسعاد من تحب أو أي شيء يمثل أهمية في حياتك.
تذكروا دائما أن تضعوا الصخور الكبيرة أولا .. وإلا
فلن يمكنكم وضعها أبدا ...
أخي الحبيب ..
هل سألت نفسك ذات يوم ما هي الصخور الكبيرة في حياتنا
؟
أتمنى أن يكون إختيارنا الأول مثلما أجاب بولس الرسول
و لازال صوته يتردد إلى الآن :
"ويسوع المسيح نفسه حجر
الزاوية.الذي فيه كل البناء مركبا معا ينمو هيكلا مقدسا في الرب.الذي فيه انتم ايضا
مبنيون معا مسكنا للّه في الروح”
(أفسس 2 :20 - 22)