و بينما كانت الأم تصرخ جزعاً و خوفاً، رأيت عصفورا آخر يطير فى الهواء بسرعة فائقة وكأنه يبحث عن شئ ما فأدركت أنه لابد أن يكون العصفور الأب، و بعد لحظات وجده فانقض عليه و انتزعه، فاذ هو غصن شجر صغير !!! اقترب العصفور بالغصن الي حيث يوجد العش حيث كانت الأم تحتضن صغارها ..ووضع الغصن الصغير و غطاهم به ثم وقف بعيدا يرقب الموقف !!
قلت لنفسى : يا لسذاجة هذا العصفور، أيحسب أن الثعبان الماكر سينخدع بهذه الحيلة و ينصرف؟ و بالفعل حدث ما توقعته، اذ أن الثعبان التف حول الجذع و فتح فمه عن أخره ليبتلع العصافير مع الغصن، و كان واضحا أن كل شئ انتهي تماما، لكن حدثت مفاجأة مثيرة غيرت مسار الأحداث، ففى اللحظة التي كاد الثعبان أن ينقض علي العش، توقف فجأة ثم استدار هارباً كأنما أصابه طلق نارى، و هبط مسرعاً وعلامات الاضطراب تبدو واضحة عليه !!
لم أفهم ما حدث لكنني رأيت العصفور الأب يعود مسرعا لترتفع أصوات العصافير كلها بالسعادة فرحة بالنجاة ..و أزاح الغصن فوقع، أما أنا فالتقطت الغصن و ذهبت لأحد أصدقائى وهو عالم بيولوجى و سألته، فلما رأي الغصن ابتسم وقال لى : هذه الأوراق تحوى مادة شديدة السمية للثعابين حتي أنها تخاف فقط من رؤيتها و ترتعب من رائحتها أو ملامستها
لا أعرف لما شرد فكرى في هذه اللحظة فى صليب ربى يسوع، صليب الضعف الذي يضحك عليه العالم من الخارج اذ يبدو أنه لا يفعل شئ بينما هو في حقيقته مرعب للشيطان حتي من رؤيته، وفكرت ماذا ان حاول العصفور أن ينجو بأى وسيلة أخرى، وماذا لو كان تخلى و لو للحظات عن هذا الغصن الذي يحميه أمام ثعبان جبار كهذا؟ حتما كان سيهلك. ربى يسوع، أعطيتنى صليبك وأنت عالم أنه الوسيلة الوحيدة لدحر الشيطان، هو الوحيد الذي يرعبه وهو الوحيد الذي يحمينى، فهبنى يا رب أن أصدقك لا بفكرى بل بأفعالى، بأن أحمل صليبى ولا أتركه، ولو للحظات.
"وَأَمَّا مِنْ جِهَتِي، فَحَاشَا لِي أَنْ أَفْتَخِرَ إِلاَّ بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي بِهِ قَدْ صُلِبَ الْعَالَمُ لِي وَأَنَا لِلْعَالَمِ." (غل 6: 14)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق