هذا الموقع هو أكبر مكتبة للقصص على الانترنت بلا منازع & مكتبة متكاملة من القصص المهدفة ، القصص مقسمة بالاهداف لسهولة البحث ، نافع للمحاضرين والمدربين ، نافع للطلبة ، نافع للصحفين والكتاب ، نافع للوعاظ، نافع جدا للخدام نظراً لأنه القصص مقسمة وفقاً والأهداف ، بما يسهل التحضير على الخدام
مايو 26، 2023
مفيبوشت
مايو 25، 2023
شاكرين كل حين
( أف20:5)
مرة من المرات
كنا متأخرين في الكنيسة بالليل، فعرضت على واحد صاحبي مش معاه عربية اني أوصله في طريقي فاعتذر قائلاً ( لا كتر خيرك انا هاخد اتوبيس يوصلني البيت، الوقت اتأخر وانا مش عايز أعطلك)
وبعد محاولات كتيرة معاه وافق اني أوصله..
وفي وسط الطريق قعدنا نتكلم وندردش مع بعض فسألته عن اخباره وأحواله والدنيا عنده في الشغل أخبارها ايه ( أنا كنت عارف ان مرتبه بسيط جدا، انا نفسي ماكنتش متخيل هو ازاي عايش بالمرتب ده هو ومراته وابنه اللي لسه مولود)
فرد عليا و قالي لا نشكر ربنا اوي اوي كله حلو .. ربنا ساترها علينا...
فقمت انا من جهلي قلت له معلش انشاء الله ربنا يدبر وتلاقي شغل احسن من اللي انت فيه والدنيا تبقى أحلى
رد وقال لي: صدقني هي كدة حلوة خالص نشكر ربنا. دي لو بقت احلى من كده كانت هاتبقى ماسخة!!!
كان هذا الانسان يتكلم بكل صدق القلب لا يتصنع الشكر والرضا ولاتشعر انه يقول اي كلام وخلاص بل كانت كل كلماته انما تدل وبقوة على عمل الله في حياته وترى ذلك في وجهه المبتسم باستمرار!
بعدها بكام يوم بالصدفة ماكنش معايا العربية فعرض علي واحد صاحبي انه يوصلني وانا طبعا ما صدقت
واحنا في الطريق بنتكلم وندردش برضه فبسأله السؤال التقليدي أخبارك ايه وأخبار الدنيا معاك ايه وملحقتش اخلص السؤال الا ولاقيته رد بسرعة كأنه كان محضّر الاجابة
زفت !!!
الواحد مش عارف يلاحق على ايه ولا ايه ايجار البيت ولا مدارس الاولاد ولا اللبس ولا المصاريف اللي مابتخلصش. الواحد بياخد مرتبه من هنا مابيعرفش يشيل منه حاجة ( مع اني أعرف برضه كويس انه شغال في مكان كويس وبيقبض كويس جداً!)
وكمّل عليَّ وقال لي: الواحد زهق من حياته ومش عارف ربنا هايسيبنا لحد امتى تعبانين كده!!!
كنّا خلاص تقريباً وصلنا تحت البيت فقلت له: ربنا معاك وميرسي تعبتك
حطيت المثالين قدام بعض.
واحد ماعندوش عربية وبيعمل كل تحركاته بالاتوبيس والمشوار اللي المفروض ياخد منه ١٠ دقايق لو معاه عربية ممكن ياخده في ساعة بالاتوبيس وبالرغم من كده بيوصل القداسات قبل اي حد معاه عربية - شغال في مكان ضعيف- مرتبه اي كلام - معرفش بيدبر اموره ازاي كل شهر بيشكر ربنا من كل قلبه وبيقول ده كده حلو أوي ومش طالب من ربنا اي حاجة تاني
وواحد تاني راكب عربية موديل سنة فاتت- شغال في شركة محترمة- بيقبض كويس وعايش هو وبيته عيشة كويسة بيقول زفت ولحد امتى ربنا هايسيبنا تعبانين كده
اتعلمت ان مش كتر الفلوس هو اللي يجيب الشكر ومش كتر الفلوس هو اللي يجيب السعادة. ياما ناس معاها فلوس مش عارفة تشكر وياما ناس معاها ملايين مش عارفة تفرح
الشكر والراحة بتيجي من قناعتك ان خطة ربنا في حياتك انك تعيش كده بالشكل ده وبالامكانيات دي.
اللي ماتعودتش يشكر ربنا وهو مش معاه مش هيعرف ابدا يشكره وهو معاه مال الدنيا كلها.
يقول احد الاباء القديسين ليست عطية بلا زيادة الا التي بلا شكر
مايو 24، 2023
عصفور صغير
مايو 23، 2023
الشيطان يثير الزوج
مايو 22، 2023
دفعا الكثير!!
بسخاء عليها حتى تم البناء... وإذ وضعوا لوحة تذكاریة عند المدخل جاء فيها اسم الإمبراطور قُبيل تدشينها
وافتتاحها، لاحظ المسئولون أن اسم الإمبراطور قد اختفي ونُقش اسمان بدلاً منه. تعجب المسئولون لذلك،
فانتزعوا الحجر، وجاءوا بغيره نُقش عليه اسم الإمبراطور، وتكرر الأمر ثانية ثم ثالث...
سمع الإمبراطور بذلك فلبس المسوح، وصلى إلى اللَّه أن یكشف له الأمر. ظهر له ملاك الرب وأخبره
أن طفلين یستحقان ذكر اسمهما أكثر منه، لأنهما دفعا الكثير.
تساءل الإمبراطور: كيف دفع الطفلان الكثير، وقد قام هو بدفع كل النفقات؟
قال له ملاك الرب إن الطفلين محبان للَّه جدًا، اشتاقا أن یقدما لبناء بيت الرب تبرعًا، لكنهما لا یملكان
مالا،ً إنما یحملان قلبين غنيين بالحب. لقد قرر الطفلان أن یحملا وعاءً یملآنه ماء،ً یضعانه في طریق الجمال
الحاملة للحجارة التي یُبني بها بيت الرب... كانا یتعبان طول النهار، ليقدما حبهما وجهدهما، فاستحقا هذه
الكرامة!
هذان هما العاملان مع اللَّه ولحسابه خفية!
حقًا یحتاج بيت الرب إلى جنود خفيين، سواء كانوا أطفالاً أم شيوخًا أم شبانًا أم رجالاً أم نساءً...
إمكانياتهم الحب الخالص الكثير الثمن!
بيت الرب لا یبنيه الكاهن وحده ولا الشمامسة، بل كل عضو حيّ! حينما استصغر إرميا النبي نفسه
سمع الصوت الإلهي:
"لا تقل إني ولد...أنا أكون معك" (إر.١)
لا تقل إني أصغر من أن أساهم في بيت الرب، فاللَّه یعمل بالكثير كما بالقليل ليخلص على كل حالٍ
قومًا. لا تنشغل بكثرة إمكانياتك أو عدمها... فاللَّه الذي خلق اللسان تكلم خلال فم موسي الذي اعتذر بثقل لسانه(خر،٣)
أذكر في الستينات جاءتني سيدة من بني سویف وكان زوجها زميلاً لي في العمل قبل الكهنوت... قالت لي: أرید أن ابني كنيسة في الإسكندریة باسم الملاك ميخائيل، ثم قدمت لي مبلغ : ١٢٠جنيها، قائلة خذ هذا المبلغ
لتبني به الكنيسة... أخبرت أبانا بيشوي كامل بالأمر فدهش هو أیضًا وأخذ المبلغ وحفظه... ولم تمضِ إلا شهور
قليلة وبطریقة غير طبيعية بُنيت كنيسة رئيس الملائكة ميخائيل بمالها!
أترید أن تبني كنيسة المخلص؟ استمع إلى كلمات القديس يوحنا الذهبي الفم إذ یقول: "علموا الذین في الخارج أنكم آنتم في حضرة اللَّه، آنتم مع الشاروبيم والسيرافيم وكل السمائيين." یطالب القدیس كل رجل أن يبني بيتًا للرب في قلب زوجته، وكل زوجة في قلب رجلها، وكل عبد في قلب سيده... بالحياة الإنجيلية المملوءة حبًا
وفرحًا وتهليلاً ینضم إلى الرب كل یوم الذین یخلصون.
بالحب الصادق الناضج المملوء اتضاعًا نقيم بيتًا للرب في قلوب كثيرة، ولا یقف السن عائقًا، ولا المركز أو الإمكانيات أو المواهب!
ماذا نقدم في بيت الرب؟
اكتفي هناك بكلمات العلامة أوريجينوس التي اقتبستها في كتاب: "الكنيسة بيت اللَّه:"
]أهلني یا ربي یسوع المسيح أن أساهم في بناء بيتك...
مسكن الرب الذي یریدنا أن نقيمه هو القداسة... بهذا یستطيع كل إنسانٍ أن یقيم للَّه خيمة داخل قلبه...
في الخيمة یشير القرمز والإسمانجوني والكتان النقي... إلى تنوع الأعمال الصالحة.
یشير الذهب إلى الإیمان،والفضة إلى الكرازة (مز،٦:١٢)
والنحاس إلى الصبر.
والأخشاب التي لا تسوس إلى المعرفة التي یتمتع بها المؤمن في خلوة البریة، والعفة الدائمة التي لا تشيخ.
یشير الكتان إلى البتولية،
والأرجوان إلى محبة الاستشهاد،
والقرمز إلى ضياء المحبة،
والإسمانجوني إلى رجاء ملكوت السماوات.
بهذه المواد تُقام الخيمة.
ليكن للنفس مذبح في وسط القلب،
عليه تُقام ذبائح الصلاة ومحرقات الرحمة،
فتذبح فوقه ثيران الكبریاء بسكين الوداعة،
وتُقتل عليه آباش الغضب وماعز التنعم والشهوات...
لتعرف النفس كيف تقيم داخل قدس أقداس قلبها منارة تضيء بغير انقطاع
جزع شجره
- (وهي الجُزء الصغير الباقي من الشجرة في الأرض
لماذا
ليقوم بتحديد عمرها ، صفاتها ، اسباب عدم إخراج ثمر..
ويقال ان من بالغ الصعوبة إزالة جذوع الأشجار من الأرض
لكنه استطاع ان يقتلعها عن طريق حرق اجزاء منها ..
كذلك النفس الإنسانيه يا أحبائي
هذه القصه توضح اهميه ان تقوم بمهمه شاقه للإختلاء بنفسك لمحاولة تنقيه قلبك والبحث في ثمار حياتك هل هي كافيه أم لا؟
وتتمعن جيداً في الاسباب التي ادت لإحتراق أجزاء منك..وما هدف الله من حياتك وهل انت تسير في مشيئته ام ستتفاجئ مثل هذه الشجره ان حياتها انتهت بلا ثمار
شاركنا بمشاعرك او العقبات اللى بتمنعك من انك تفحص ذاتك
هل خايف تواجهها بحاجات معينه؟
خايفه من الألم والذكريات؟
خايف متقبلكش؟
متخافش ..وانت داخل لاعماقك خد ربنا معاك هتلاقيه بينورلك الضلمه وبيقولك هنصلح اللى باظ مع بعض!
كنيسة جديدة! وقلب جديد
شعبه، فيتطلع بروح الرب إلى الأعماق مشتاقًا أن يتجدد كل يوم،ٍ بكونه هيكل اللَّه وروح اللَّه يسكن فيه )١آو
(. ١٦:٣
أين يُبني بيت الرب؟
قيل إن أخًا تطلع إلى وفرة حصاده فشكر اللَّه على عطاياه، ثم قال في نفسه: "إن أخي المتزوج هو أكثر احتياجًا مني إلى هذا الحصاد، أحمل إليه مما وهبني إلهي... أعطيه مما ليس هو ملكي"! وبالفعل حمل بعضًا مما
لديه وذهب إلى حيث حصاد أخيه ووضعه . هناك
شعر الأخ بفرح شديد وسعادة داخلية، فقرر أن يكرر الأمر في الليلة التالية، وبالفعل عاد متهللاً كأنه في السماء! كرر الأمر للمرة الرابعة والخامسة... وكان حصاده لا ينقص بل يزيد!
وسط الظلام: رأى إنسانًا يحمل أيضًا محصولاً... يقترب منه. إنه أخوه! |
هنا التقى القلبان الملتهبان حبًا، الشاكران للَّه والمسبحان له... في هذا الموقع بُني هيكل سليمان آما جاء في التقليد اليهود!
أتريد أن تساهم في بيت الرب؟
أتريد أن تبني بيت الرب؟
قدّم حبًا لأخيك، احمل إليه حياتك مبذولة لأجله، فيقبل اللَّه عبادتك، وتسابيحك، وتشكراتك، ويقيم ملكوته
في داخلك )لو ،(٢١:١٧ويعلن سمواته فيك، وتحمل شركة الطبيعة الإلهية )٢بط (٤:١ي، أ شرآة سمة حب اللَّه
الفائق للبشرية، وتتمتع بشركة السمائيين الذين لغتهم الحب والفرح والتسبيح غير المنقطع!
حيث يوجد الحب الأخوي الصادق يقيم الرب بيته الخفي، ويعلن مجده، وتصير للرب المسكونة كلها!
في زيارتي لأحد المرضى بالمستشفي الجامعي بالإسكندرية تعرفت على أستاذ جامعي غير مسيحي،
قال لي إنه صديق البابا كيرلس السادس، تعرّف عليه هو وأسرته وأصدقاؤه حين كان طفلاً. قال لي:
"كنا نحبه جدًا وهو راهب بمصر القديمة...
نخشاه، لكن نجرى إليه كأب لنا،
فنتمتع ببشاشته . وملاطفته
أتعرف ماذا كان والديّ وأصدقاؤهما يقولون عنه؟
إنه ليس من هذا العالم!
هكذا يُبني بيت الرب فينا فنشهد للعالم أننا بيت سماوي!
مايو 21، 2023
قلم رصاص
شيخ فتى يبني الكنيسة
ظهرت مشاكل في الشراء.
قلق البعض، وبدأ الكثيرون يبحثون عن حلول،ٍ فالأرض متسعة جدًا، والشعب يتزايد، ولم يعد نشاط
الكنيسة يحتمل تأجيل الشراء!
لقد أنهك المرض قُوى الشماس الشيخ الفريد حنا، لكن بقي قلبه الملتهب بنار روح اللَّه القدوس شابًا لا
يعرف الشيخوخة أو الضعف. كان يردد مع مسيحه: "أما الجسد فضعيف وأما الروح فنشيط."
ماذا يفعل هذا الشماس المنهك القُوى بجسده المريض، والغَني بروحه وإنسانه الداخلي؟! لقد شعر
بالمسئولية كعضوٍ في الكنيسة... إنه ليس بكاهنٍ ولا عضوٍ في مجلس الشمامسة، لكنه عضو في جسد المسيح،
كنيسة اللَّه، لهذا صمم على شراء المبنى.
امتص موضوع شراء المبنى كل تفكيره، وشغل أحلام يقظته... لكن ماذا في يديه؟! انطلق في الصباح
المبكر جدًا إلى الأرض الجديدة المُختارة للشراء، ودخل إلى حديقتها المتسعة ووجّه أنظاره نحو مبنى الكنيسة.
بسط يديه للصلاة يطلب عونًا إلهيًا.
إنها كنيسة المسيح، إله كل المستحيلات! انحني ليرآع على العشب مؤمنًا أن الركب المنحنية تحرك
قلب خالق السماء والأرض... ثم قام منتصبًا. وعاد يكرر السجدات، واحدة تلو الأخرى، طالبًا مراحم اللَّه، صانعًا
سجداته ٤٠٠مرة بالرغم من مرضه!
عاد إلى بيته والفرح يملأ قلبه، كأن أبواب السماء قد انفتحت لتستجيب صلاته وسجداته مطانياته
وشعر أنه كسب الكثير!
استعذب هذا العمل الخفي، فصار يكرره يومًا فيومًا دون توقف، ليبدأ صباحه بالمطانيات الأربعمائة
على العشب... وهكذا نظر اللَّه إلى حبه وتواضعه وغيرته وسمع له!
أُشتري مبني الكنيسة، وكان المساهم الأول هو هذا الشماس التقى الذي قدم قلبه وحبه وأسلوبه الروحي قبل أي تبرع مادي!
عرفت هذا فخجلت من نفسي... كم مرة استخدمت الطرق البشرية لحل مشاكل الكنيسة، بينما يترقب مسيح الكنيسة قلوبًا شابة تعرف كيف تفتح أبواب السماء لينحني اللَّه ويسمع همسات الحب الخارجة بروح التواضع؟
مايو 20، 2023
ما هي نعمة الستر؟
مايو 19، 2023
اقامة ابنة الامير
فصاح أبوها على الشيخِ قائلاً: «وا ويلاه منك يا شيخُ، فإن كنتَ لم تقدر أن تقيمها، فلا أقل من أن تعطيها لي كما كانت، وإلا فلن أطلقَ سبيلَك»، فطلب الشيخُ من اللهِ، فعادت نفسُها فيها بطلبةِ الشيخ دفعةً أخرى. ولما عوفيت، لم تَلبَث أن سارت سيرةً رديئةً،
فأفسدت جلالَ أبيها، فمضى إلى موضعِ الشيخِ، وطلب منه قائلاً: «أريدُ أن تموتَ، فقد عاشت عيشةً رديئةً، وأنا أحتشمُ أن أمشي بسببها»، فقال له الشيخُ: «أنا قد طلبتُ من اللهِ الخيرَ فيما يريد، وقد علم الله أنَّ موتَها أصلح، لكنك لم تُرد، والآن لا شأن لي معك»،
ومضى الشيخُ وتركه
اراده ربنا هي الصالح لينا دايما
تَغَيَّرُوا عَنْ شَكْلِكُمْ بِتَجْدِيدِ أَذْهَانِكُمْ، لِتَخْتَبِرُوا مَا هِيَ إِرَادَةُ ٱللّٰهِ» (رومية ١٢: ١ و٢)
مايو 18، 2023
العصفور والثعبان
و بينما كانت الأم تصرخ جزعاً و خوفاً، رأيت عصفورا آخر يطير فى الهواء بسرعة فائقة وكأنه يبحث عن شئ ما فأدركت أنه لابد أن يكون العصفور الأب، و بعد لحظات وجده فانقض عليه و انتزعه، فاذ هو غصن شجر صغير !!! اقترب العصفور بالغصن الي حيث يوجد العش حيث كانت الأم تحتضن صغارها ..ووضع الغصن الصغير و غطاهم به ثم وقف بعيدا يرقب الموقف !!
قلت لنفسى : يا لسذاجة هذا العصفور، أيحسب أن الثعبان الماكر سينخدع بهذه الحيلة و ينصرف؟ و بالفعل حدث ما توقعته، اذ أن الثعبان التف حول الجذع و فتح فمه عن أخره ليبتلع العصافير مع الغصن، و كان واضحا أن كل شئ انتهي تماما، لكن حدثت مفاجأة مثيرة غيرت مسار الأحداث، ففى اللحظة التي كاد الثعبان أن ينقض علي العش، توقف فجأة ثم استدار هارباً كأنما أصابه طلق نارى، و هبط مسرعاً وعلامات الاضطراب تبدو واضحة عليه !!
لم أفهم ما حدث لكنني رأيت العصفور الأب يعود مسرعا لترتفع أصوات العصافير كلها بالسعادة فرحة بالنجاة ..و أزاح الغصن فوقع، أما أنا فالتقطت الغصن و ذهبت لأحد أصدقائى وهو عالم بيولوجى و سألته، فلما رأي الغصن ابتسم وقال لى : هذه الأوراق تحوى مادة شديدة السمية للثعابين حتي أنها تخاف فقط من رؤيتها و ترتعب من رائحتها أو ملامستها
لا أعرف لما شرد فكرى في هذه اللحظة فى صليب ربى يسوع، صليب الضعف الذي يضحك عليه العالم من الخارج اذ يبدو أنه لا يفعل شئ بينما هو في حقيقته مرعب للشيطان حتي من رؤيته، وفكرت ماذا ان حاول العصفور أن ينجو بأى وسيلة أخرى، وماذا لو كان تخلى و لو للحظات عن هذا الغصن الذي يحميه أمام ثعبان جبار كهذا؟ حتما كان سيهلك. ربى يسوع، أعطيتنى صليبك وأنت عالم أنه الوسيلة الوحيدة لدحر الشيطان، هو الوحيد الذي يرعبه وهو الوحيد الذي يحمينى، فهبنى يا رب أن أصدقك لا بفكرى بل بأفعالى، بأن أحمل صليبى ولا أتركه، ولو للحظات.
"وَأَمَّا مِنْ جِهَتِي، فَحَاشَا لِي أَنْ أَفْتَخِرَ إِلاَّ بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي بِهِ قَدْ صُلِبَ الْعَالَمُ لِي وَأَنَا لِلْعَالَمِ." (غل 6: 14)
مايو 17، 2023
درسٌ من شيخٍ ساقط
في بدء خدمتي في الكهنوت جاءني رجل شيخ لا أعرفه وطلب مني أن يعترف. وفي خجلٍ شديدٍ همس
قائلاً: "إني لأول مرة أسقط في خطية الزنا."
في بساطة ظننته أنه يشكو من نظرةٍ خاطئةٍ هذه التي نحسبها أيضًا زنا... فقال لي إني لست اقصد
النظرة. تحدثت معه على أنها لمسة خاطئة، لكنه عاد ليؤكد أنه ارتكب الخطية فعلاً...
لم أكن في ذلك الوقت أتصوّر إنسانًا ما يرتكب هذه الخطية...
في مرارة ذهبت إلى أبينا المتنيح القمص إبراهيم ميخائيل وأنا منكسر النفس جدًا... رويت له ما حدث
دون ذكر للاسم، خاصة وأن أبانا من القاهرة لا من الإسكندرية.
إذ رآني مرتبكًا للغاية هدأ من روعي قائلاً:
- أتعرف لماذا أرسل لك اللَّه هذا الشيخ الساقط؟
- ! لست أعلم
- يريد أن يعطيك في بدء خدمتك الكهنوتية عدة دروس، منها:
الدرس الأول: لا تأتمن جسدك حتى إن بلغت الشيخوخة أو آنت كاهنًا! كن حريصًا وحذرًا!
الدرس الثاني: لا تقسو على شابٍ ساقط،ٍ فإن الخطية خاطئة جدًا، وقتلاها أقوياء حتى من الشيوخ... ترفّق بهم لكي تسندهم ضد الخطية.
لست أقول تتهاون مع خطاياهم، لكن لا تُحطم حتى الساقطين، أقمهم بالرجاء الحيّ.
نعمتك سند لي!
= ما أحوجني إلى نعمتك كسند لي،
هي تسندني إن كنت قائمًا فلا أسقط!
لا أتكل على خبراتي الماضية،
ولا طهارة سبق أن عشتها،
ولا على مركز لي في الكنيسة،
لكن نعمتك وحدها تسَّور حولي وتحصني!
هي تسندني إن كنت قائمًا فلا أسقط!
كثيرون أقوياء وعظماء وشيوخ سقطوا!
اسندني لأآمل أيام غربت بسلامي !
= افتح قلبي بالحب فأترفق بكل فتى!
اسند الكل وأُشجع الجميع!
لا أدين أحدًا مهما تكن سقطاته،
فأنا شريك معه في الضعف البشري
مايو 16، 2023
خطية تافهة
- لي ثلاث شهور أصارع لكي آتي إليك وأعترف!
- لماذا؟
- لأني سقطت في خطية تافهة، وأنا في خجل من أن أذكرها أمامك.
- كلنا تحت الضعف، حتى فيما نظنّه خطايا ! تافهة
- أنت تعلم إني لم ارتكب ثلاث خطايا كل أيام حياتي:
• فالكل يعرف أنني جريئة جدًا، لن أكذب، مهما تكن الظروف.
• عشت في شبابي دون أية خبرة في العلاقات الخاطئة، لم أدخل في علاقة عاطفية قط حتى تزوجت.
• وهبني اللَّه الكثير، أحب العطاء أكثر من الأخذ؛ لن أمد يدي إلي مال غيري.
ثلاث خطايا لم ارتكبها: الكذب، الزنا، والسرقة!
- هذه نعمة من اللَّه وليست فضلاً منكِ!
- هذا ما اكتشفته أخيرًا.
- إنني في خجل أقول لك:
بينما آنت في "ماركت" أخذت شيئًا ثمنه جنيهًا واحدًا... هذا مبلغ تافه للغاية، ووضعت هذا الشيء في حقيبتي وخرجت دون أن أدفع الثمن.
خرجت وإذا بنارٍ ملتهبةٍ في قلبي.
عدت ووضعت الشيء مكانه.
ومع هذا فإنني لازلت أبك بمرارةي ... لن أغفر لنفسي ما قد فعلته... لماذا فعلت هذا؟ هل كنت في وعيي أم
لا؟
أنا لست محتاجة...
أعطي الكثيرين بسخاء!
ثم انهارت السيدة في البكاء .. .
- هل تبكين لأجل خطيتك؟ أم لأجل كرامتك التي أُهينت ولو أمام نفسك؟
- الحق، إني حزينة على نفسي، لم أكن أتوقع إني أسقط في خطية تافهة آهذه.
- هذا درس لنا جميعًا... فالخطية خاطئة جدًا، ونحن ضعفاء للغاية؛ إن كنا نهزمها فمن أجل غني نعمة اللَّه
الفائقة!
أقدم لك هذه القصة الواقعية التي لم تعد صاحبتها بيننا، لكن قصتها لا تفارق ذهني... إنها درس حيّ لي
ولك، ليس من هو عظيم ولا من هو طاهر أو مقدس بذاته، ومهما كانت خبراته الماضية أو قدراته. إنها نعمة اللَّه
وحدها التي تسند الفتى كما الرجل أو السيدة، والطفل كما الشيخ، لتقيم منهم قديسين على صورة ربنا يسوع
القدوس.
لا تخف الخطية فإن الذي معك أعظم من الذي عليك!
ولا تستهين بالخطية فإن فارقتك نعمة اللَّه تسقط فيما لا تتوقع قط!
اسندني فأخلص!
= اعترف لك بغني حبك الفائق،
وعمل روحك القدوس فيّ. وبه أنعم ببرك!
= اعترف لك بخطاياي،
فبدون نعمتك أسقط حتى في التفاهات.
احتقر نفسي الضعيفة للغاية،
أو شعر يبضعف إرادت ...
من يهبني قوة الإرادة إلا أنت؟!
من يقدس حواسي ومشاعري غيرك؟!
من يحملني إلى سمواتك إلا روحك القدوس؟
مايو 15، 2023
الله لا ينسى..
وزعت الكنيسة قبل العيد عطايا للأسر الفقيرة .. وكانت عباره عن أحذية اطفال تبرع بها أحد اصحاب مصانع الأحذية .
ولكنه فجأة وقعت عيناه على صندوق لحذاء ملقى على جنب بأهمال بعيدآ في ركن الحجرة.
و دون ان يفتحه قال لها خذيه البيت و قسيه على قدمي أبنك واذ لم يناسبه رديه يوم الجمعه في القداس ،وسوف نشتري له حذاء جديد لكي يعيد به ، وذهبت السيدة الفقيرة الى بيتها ...
أنتهر الاب الكاهن الخادم المسئول عن التوزيع عندما رآه وقال له بحدة طالما انه يوجد حذاء فايض لما لم تعطيه للمراة المسكينة لكي يعيد ابنها .
فرد الخادم يا ابونا هذا صندوق به حذاء به خطا من المصنع فاحداها اكبر من الاخرى وكنت اود ان ارجعه الى المصنع لذلك وضعته جانبا ، فرد ابونا على الخادم عموما هى سوف تاتي يوم الجمعه قم بشراء حذاء جديد لابنها علي حساب الكنيسة .
وبالفعل أتت الأرملة يوم الجمعة و لما رآها أبونا سألها فورآ اين الحذاء لماذا لم تجلبيه معك ؟ كي نغيرها لابنك فقالت له انها مقاسه وانها مناسبه جدا له ،،فتعجب جدا وقال لها كيف ؟
قالت له ان ابني لديه عيب خلقي في رجليه وعنده واحده اصغر من الاخرى بقليل .
فإن البشر نسوا أبن الأرملة الفقيرة و لكن الله لم ينساه ..
"لأَنَّهُ لاَ يُنْسَى الْمِسْكِينُ إِلَى الأَبَدِ. رَجَاءُ الْبَائِسِينَ لاَ يَخِيبُ إِلَى الدَّهْرِ." (مز 9: 18)
مايو 14، 2023
لنعشْ كسائرِ البشر
الحيوانات. زئر بقوة فدوّى صوته في كل الغابة، وخرج عشرات الأسود واللبوات والأشبال بسرعة إليه.
رأوه واقفًا في صمت،ٍ فقال أحدهم: "سمعنا زئيرك فأتينا جميعًا، كل أسدٍ ومعه لبوته وأشباله؛ جئنا لكي
نعمل معك، أو ننقذك إن آنت في خطر"!
قال الأسد " أشكرك، إني لست في خطرٍ... إني ملك، تخشاني كل الحيوانات البرية، وتهرب من أمامي،
لكن خطر بي فكرة أردت أن أعرضها عليكم".
- ما هي؟
- لنعش كسائر البشر.
- ماذا ينقصنا لكي تشتهي أن تكون كالبشر؟ إننا من جهة الجسم أقوى،من جهة الحرية نتمشى في الغابات بحرية...
- ينقصنا أن نتشاجر معًا، ويأكل بعضنا لحم بعض، فهذا من سمات البشر!
- كيف يكون هذا، ونحن دائمًا نعمل معًا... إن افترسنا حيوانًا نقتسمه جميعًا، ونعطي الشيوخ والمرضى والأشبال
نصيبها حتى وإن لم تتعب معنا؟
- تعالوا نختلف معًا في الرأي ونتقسم إلى جماعات مختلفة، نحارب بعضنا البعض، ونأكل بعضنا بعضًا!
- يستحيل، فإنه إن أكلنا بعضنا بعضًا فنينا، لأن أجسامنا ليست هزيلة آغالبية البشر، وأسناننا ليست في ضعف اسنانهم!
- لنحاول، فنحمل خبرة البشر...
- كيف نختلف معًا، ونحن بالطبيعة نعمل معًا؟!
هذه القصة الخيالية على ألسنة الأسود من وحي ما كتبه القديس يوحنا ذهبي الفم، إذ يقول إن الإنسان
قد انحط إلى مستوى أقل من الحيوانات والحشرات، فيطالبنا الكتاب المقدس أن نتعلم الجهاد وعدم الكسل من
النملة، والعمل الجماعي حتى من الحيوانات المفترسة آالأسود... فإنها وإن كانت مفترسة لكنها لا تأكل بعضها
البعض بل تعمل معًا، أما الإنسان فيختلف حتى مع من هو قريب إليه.
أذكر أنني دُعيت للتدخل في مشكلة في أمريكا الشمالية بين أب وابنه قاما بمشروع معًا كشريكين ونجح المشروع، فرفع الأب على ابنه قضية يطالب فيها أن المشروع ملكًا له، ناكرًا شركة ابنه معه، هذا الذي من لحمه ودمه!! يا لبشاعة الخطية! ما لا تفعله الحيوانات المفترسة يرتكبه الإنسان بغير حياء!
صرت عندك كبهيمةٍ!
= تطلع النبي إلى ما فعلته به الخطية فصرخ:"صرت عندك آبهيمةٍ"! لا تتعجب أيها الحبيب،
فإن الحيوانات تلتزم بقوانين الطبيعة، وتسلك أفضل من كثير من البشر!
= وهبتني يا ربي عقلا،ً وأعطيتني نعمة الإرادة الحرة، لعلي بنعمتك ارتفع إلى سماواتك
وأتشبه بملائكتك!
أتعرف عليك وأتمتع بأسرارك، وأحيا في مجدٍ فائق!
= لغباوتي حطمتني الخطية، أذلتني وانحدرت بي إلى الهاوية! لكنك في حبك نزلت إليّ،
لتحملني على منكبيك،
وأحيا بالحق ابنًا مبارآًا ومقدسًا! لا أعود أتعلم من الحيوانات،بل من السماء عينها! أرى الخليقة آلها تخدمني، من أجل حبك ! الفائق لى
مايو 08، 2023
حوار مع نملة
النهر كما إلى الجبال والبراري، وكان يراقب بشيء من الاهتمام الحيوانات والطيور والأسماك حتى
الحشرات، حيث يرى في تصرفاتها اهتمام اللَّه بها وما وهبها من حكمة خلال الغرائز الطبيعية.
لفت نظره نملة صغيرة تحمل جزءً من حبة قمح أثقل منها، تبذل كل الجهد لتنقلها إلى جحرٍ صغيرٍ
كمخزنٍ تقتات بها.
فكر سليمان في نفسه قائلاً: "لماذا لا أُسعد هذه النملة التي تبذل كل هذا الجهد لتحمل جزءًا من قمحة؟
لقد وهبني اللَّه غنى كثيرًا لأسعد شعبي، وأیضًا الحيوانات والطيور والحشرات"!
أمسك سليمان بالنملة ووضعها في علبة ذهبية مبطنة بقماشٍ حریريٍ ناعمٍ وجميل،ٍ ووضع حبة قمح...
وبابتسامة لطيفة قال لها: "لا تتعبي أیتها النملة، فإنني سأقدم لكِ كل یوم حبة قمح لتأكليها دون أن تتعبي...
مخازني تُشبع الملایين من البشر والحيوانات والطيور والحشرات." شكرته النملة على اهتمامه بها، وحرصه على راحتها.
وضع لها سليمان حبة القمح، وفي اليوم التالي جاء بحبة أخرى ففوجئ أنها أكلت نصف الحبة وتركت النصف الآخر. وضع الحبة وجاء في اليوم التالى ليجدها أكلت حبة كاملة واحتجزت نصف حبة، وهكذا تكرر الأمر یومًا بعد یوم...
سألها سليمان الحكيم: "لماذا تحتجزین باستمرار نصف حبة قمح؟" أجابته النملة: "إنني دائمًا احتجز نصف الحبة لليوم التالي . كاحتياطي أنا أعلم اهتمامك بي، إذ وضعتني في علبة ذهبية، وقدمت لي حریرًا ناعمًا
أسير عليه، ومخازنك تشبع البلایين من النمل، لكنك إنسانٌ... وسط مشاغلك الكثيرة قد تنساني یومًا فأجوع، لهذا
احتفظ بنصف حبة احتياطيًا. اللَّه الذي یترآني أعمل وأجاهد لأحمل أثقال لا ینساني، أما أنت قد تنساني"!
عندئذ أطلق سليمان النملة لتمارس حياتها الطبيعية، مدركا أن ما وهبه اللَّه لها لن یهبه إنسان!
أنت لا تنساني
- قد تنسي الأم حتى رضيعها،
أما أنت یا رب فلا تنساني!
قد تسمح لي بالحياة المملوءة كلامًا،
لكن شعرة واحدة من رأسي لا تسقط بدون إذنك!
- رعایتك فائقة وعجيبة لكل خليقتك،
لكنني لن أدرك آمالها إلا یوم مجدي،
أراك تحملني إلى حضن أبيك،
وتهبني شرآه المجد الأبدي!
فأدرك أن لحظات المرّ التي عشتها كانت طریق خلاصي،
اكتشف حكمتك الفائقة وأبوتك الفریدة.
حقًا إنك لا تنساني!
- في مشاغلي الكثيرة قد أنسي حتى احتياجات جسدي،
وأهمل حتى نفسي الوحيدة!
أما أنت فترى نفسي أثمن من العالم كله!
نزلت إلى أرضنا لتقتنيني،
وقدمت دمك الثمين لخلاصي!
ووهبتني روحك القدوس ليجدد أعماقي!
نعم إني أنسي نفسي، أما أنت فلا تنساني
مايو 06، 2023
لدغة عقرب
قصة واقعية حدثت مع شاب في صعيد مصر. جلست وأنا فتى مع راهبٍ روى لي القصة التالية:
"عشت في بداية حياتي إنسانًا متدينًا،
أحب الصلاة الشخصية والحياة الكنسية.
كانت الكنيسة بالنسبة لي بيتي الذي فيه استريح.
حقًا كانت تهاجمني أفكار الشهوة، لكنني كنت أقاومها، مشتاقًا أن أحيا في الطهارة، واختبر العفة.
في شبابي التقيت بفتاة،ٍ اتسمت بالعفة مع الوداعة واللطف. وتكوّن بيننا نوعًا من الصداقة البريئة، إذ
نعيش جميعًا في البلد كعائلة واحدة.
كنت أرى فيها كل ما هو طاهرٍ وعفيف،ٍ لكن مع مرور الزمن تعلقت نفسي بها، وأحسست بأنها احتلت مكانًا في قلبي هو ليس بمكانها. وكانت هذه أول تجربة لي في هذا المجال.
كنت أصرخ ليلاً ونهارًا لإلهي، خشية أن أكون في طريق منحرف يهدم حياتي الروحية... لكن تعلقي بالفتاة كان قويًا.
اتصلتْ بي فجأة وأخبرتني أنه لا يوجد أحد بالمنزل، وطلبت مني أن أزورها.
في البداية ترددت كثيرًا؛ إنها أول مرة التقي فيها مع فتاة وحدها بغير معرفة أسرتها، لكن تعلقي بها
سحب كياني كله نحو بيتها... كنت أسير كمن بغير إرادته. وفي نفس الوقت كنت أصرخ طالبًا الإرشاد من مخلصي.
كنت أتقدم برجلٍ وأتراجع بالأخرى... كنت في صراعٍ مرٍ!
سرتُ حتى بلغت البيت، وإذ أمسكت "بـسقّاطة" الباب لأطرقه إذا بعقربٍ كانت مختفية لسعتني!
صرخت في أعماق قلبي قائلاً:
"أشكرك يا إلهي، فقد بلغتني رسالتك.
أشكرك يا مخلصي، فإنك تقود حياتي!
ماذا تريد يا رب مني؟"!
أسرعت بالعودة إلى بيتي علل لاج من لدغة العقرب، بل بالأحرى لأُراجع حسابات قلبي الخفية.
جلست مع نفسي ساعات طويلة أتساءل: ماذا تريد يا رب مني؟ وكان قراري بلا تردد... انطلقت إلى الدير ّ لأكرس كل طاقاتي لمن أحبني! لقد غيرت لدغة العقرب مسيرة حياتي كلها!
لتتحدث يا ربي معي ولو بلدغات عقرب! لتعلن اهتمامك بي!ها أنا بين يديك،
ماذا تريد يا رب مني؟!
لست أسأل أن أكون راهبًا أو متزوجًا،
بل أن تُكرِّس قلبي بالكمال لحساب ملكوتك،
وتتجلى أيها القدوس في أعماقي!
وتكرز بإنجيلك خلال سلوكي الحي
مايو 01، 2023
غباوة سجين
يقتني صورته ليضعها أمامه ويخاطب صاحبها في إجلال وإكبار.
ارتكب أخنوخ جريمة ما دفعت به إلى السجن، ليعيش في زنزانته يعاني من العزلة والضيق في
مرارة. لكنه بقي مواليًا للإمبراطور لا حديث له مع السجّان أو المسجونين أو الزائرين إلاّ عنه!
إذ كان الإمبراطور يحب السجين جدًا، اشتاق أن يُسجن عوضًا عنه. فتخفي الإمبراطور مرتديًا زي سجين عِوض الثوب الملوكي والتاج، طالبًا تنفيذ الحكم الصادر ضد أخنوخ فيه.
دخل الإمبراطور الزنزانة بثياب رثة، ليأكل خبز الضيق ويشرب ماء المرارة، يعيش بين جدران السجن وسط المساجين الأشقياء، بينما انطلق أخنوخ في حرية يخلع الثياب الرخيصة المهينة، ويرتدي ثيابًا فاخرة، يشارك أسرته وأصدقاءه الحرية والحياة.
كم كانت دهشة الكثيرين حين شاهدوا هذا السجين - الذي أحبه الإمبراطور، وُسجن عِوضًا عنه - يخجل من الإمبراطور ويستهين به، محتقرًا إيّاه لأنه ارتدى ثياب السجن، ودخل إلى زنزانته نيابة عنه. لقد كرَّمه جدًا في غيابه وُبعده عنه كجبّارٍ عظيمٍ حيث كان محاطًا بالعظمة الملوكية، والآن يستخف بحبه!
هذا ما حيّر القديس يوحنا الذهبي الفم الذي روى لنا قصة الجحود هذه إذ رأى اليهود واليونانيين
يحتقرون المصلوب من أجلهم، متذكرًا كلمات الرسول بولس: "ونحن نكرز بالمسيح مصلوبًا لليهود عثرة ولليونانيين جهالة" )١كو.(٢٣:١
لم يكونوا قادرين على قبول حب اللَّه الكلمة وتنازله ليدخل إلى زنزانة حياتهم، رافعًا إيّاهم إلى حرية مجد أولاد اللَّه.
يبقى الصليب سرّ العشق الإلهي، يختبره من عرف الحب الإلهي العملي الباذل، فيرى اللَّه ليس في معزلٍ عنه وإنما يبادره بالحب.
ليصمت فم ذاك الفيلسوف الفرنسي، سجين القرن العشرين، القائل: "أبانا الذي في السماوات؛ لتبقَ أنت في سماواتك ولنبقى نحن في أرضنا"!...جراحات مجد وقوة!
كثيرًا ما يخفي الإنسان آثار جراحاته. فتبَّنى الطب الحديث علم التجميل،ليخفي كل أثرٍ للجراحات، حاسبًا إيّاها تشويهًا!
أما أنت يا مخلصي فقمت من الأموات، تحمل في جسدك الممجد آثار جراحات الصليب! إنها ليست تشويهًا تحتاج إلى تجميل! بل هي جراحات الحب الفائق! جراحات مجد وقوة!
تبقى سر جمال فائق أبدي!
صليبك وجراحاتك هي قوة اللَّه للخلاص، ليست عثرة، بل موضوع عشقٍ لنفسي،ليست جهالة، بل آشف عن الحكمة الإلهية!
وأشارك السمائيين تسابيحهم وتهليلاتهم!
على الصليب بسطت يديك المجروحتين،لتضم الشعب مع الشعوب،وتقيم من آل الأجناس أعضاء جسدك الواحد!
صليبك مزق الصك المكتوب ضدي،فديتني من بنوة إبليس لأصير ابنًا للَّه،عوض العبودية المرة وهبتني حرية مجد أولاد اللَّه!
صليبك شهَّر برئيس هذا العالم،حطّم سلطانه ونزع عنه مملكته!صرتُ حرًا، تقيم فيَّ مملكة النور!قدمت لي برك، فلا تحطمني ! الخطية وهبتني سلطانًا، فلا أخاف قط!
صليبك العجيب كشف لي عن شخصك الحبيب!أنت حبي، يا شهوة قلبي!أنت حياتي وقيامتي، يا غالب الموت!أنت نوري وتسبحتي، يا مصدر الفرح!أنت خبز السماء وينبوع المياه الحية!أنت قائد نفسي وطريق الحق، تحميني ! من الشباك
! نعم لأصرخ قائلاً مع الرسول:"أما أنا فحاشا لي أن أفتخر إلاّ بصليب ربنا يسوع" "قد رُسم بينكم يسوع وإياّه مصلوبًا