وقف تِدّ ted بين الشباب يتطلع إلى المسلَّة التي تحمل جمالا ً فائقا ً في جوانبها الثلاثة و بقي الجانب الرابع لم تمسه يد الفنان، لقد رقدت هذه المسلَّة على الأرض عدة آلاف من السنوات في محجر بأسوان لم يقم أحد بتكملتها، ولا بوضعها في مدخل مدينة ، أو أمام هيكل ٍ.
استمع الشباب إلى كلمات المرشد السياحى و هو يقول:
أراد أحد الفراعنة، غالبا ً تُحتمس الثالث، أن يُقيم أكبر مسَّلة في العالم،فاختار قطعة الجرانيت الضخمة التي تبلغ قاعدتها 14×14 قدما، و يقدر وزنها بحوالى 1170طناً. قام الفنانون المصريون بنحت النقوش التى على جوانبها الثلاثة ثم اكتشفوا أن بها عيب فتوقفوا عن العمل بعد هذا الجهد الضخم. وها هى ملقية أمامكم.
إنه لا يليق بمدينة مصرية أن توضع في مدخلها مسلَّة بها عيب، وهكذا لا توضع أمام أى هيكل.
حقاَ إنها قطعة نادرة من الجرانيت كلفت الكثير من المال و الجهد و لم يتم تكمتها كمسلة بسبب العيب.
عاد تِدّ إلى الفندق مع زملائه و لم يستطع أن يأكل، بل ترك زملاءه ليسير بمفرده خارج الفندق، ومنظر المسلة لا يُفارقه.
رفع عينيه إلى السماء وهو يقول:
الآن قد فهمت، ليس دنسّ يقدر أن يدخل ملكوت السموات! ، لقد أبى فرعون أن يدخل بمسلة بها عيب، إلى مدخل مدينة من مدن مصر، أو أمام هيكل من هياكلها، كيف يسمح الله لدنس ٍ ما أن يقترب من سمواته؟! .
"الجميع زاغوا و فسدوا، ليس من يعمل صلاحاً ليس ولا واحد ( رو3 :12)."
لكن شكراً لغنى حُبك أيها الفادي، غسلتنا بدمك حتى ندخل إلى احضان أبيك؟! .
ألقيت المسلة آلاف السنين على الأرض، من أجل عيب بسيط فيها، ليتنى لا ألقى خارجاً بسبب دنس ٍ فى حياتى! ، هب لى يارب ألا أستهين بالخطية، و لا اتهاون مع فكر بطال، لئلا ألقى مع المسلة خارجا ً !।
قصص قصيرة لأبونا تادرس يعقوب - قصة رقم 194
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق